جزاك الله خير على العطاء القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
ما علاج فتور العبادة ؟!
قلبى مات يا شيخ حرفياً !! مبقتش أحس بخشية أو خشوع حتى الصلاة أؤديها بدون أى خشوع ! وأحيانا لا أؤديها! الكلام عن الموت لم يعد يبكينى حتى! أنقذنى أنقذك الله، أشعر وكأنى أسير نحو المعصية من جديد ! نسيت توبتى!!!
ج / الحمد لله،
ذكرت أمرين: الفتور، وضياع الخشوع .
أما الفتور: فاعلم أيها السائل الكريم أن العباداتُ فتوح .
نعم،
فتح الله عزَّ وجل على عبدٍ في عبادةٍ معيَّنةٍ رزقٌ عظيمٌ من الله سبحانه
فقد يفتَحُ على العبدِ في عبادةٍ ، ولا يفتح عليه في عباداتٍ أخرى .
فمن عبادِ الله ما يُفتَح عليه في قيام الليل ، فلا يرقُد إلا قليلًا ، ومنهم من يفتَحُ عليه في صِيام النَّوافل ، فلا تكاد تراهُ إلا صائمًا ، ومنهم من يُفتَح عليه في لُزُوم الجماعات فكأنه قنديلٌ من قناديل المسجد ، ومنهم من يفتَحُ عليه في ختم كتابِ الله ، ومنهم من يفتَحُ عليه في عبادة الحب في الله ، نعم الحب في الله !
ومن عباد الله من يُرزَقُ الفتح في عباداتٍ كثيرة .
وفي كَلامِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارةٌ إلى هذا المعني ، «فإن كانَ من أهل الصَّلاة دُعِي من باب الصلاة ، وإن كانَ من أهل الصَّدقة دُعِي من باب الصَّدقة ، وإن كان من أهل الجِهاد دُعِي من باب الجهاد ، وإن كانَ من أهل الصَّوم دُعِي من بابِ الرَّيان» ، وفي قول أبي بكر بعد ذلك إشارةٌ إلى عَظِيم الفتح بالأنس بعبادات كثيرة.
وقد أشار الإمام مالك رضي الله عنه إلى هذا المعنى ، فقال : إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق ، فرب رجلٍ فُتح له في الصلاة ، ولم يُفتح له في الصوم ، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم ، وآخر فتح له في الجهاد ، فنشْر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فُتح لي فيه ، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه ، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر ...
وهذا نجدُهُ في آحَادِ الصَّحابة الكرام ، عليهم رِضوانُ الله ، فبلال رضي الله عنه يُفتَحُ عليه في ركعتين بعد الوضوء ، تكون سَببًا لسَماع النبيِّ صلى الله عليه وسلم دفَّ نعلَيْه في الجنة ، وأبو مُوسى يُفتح عليه في قراءة القرءان ، وتتنزل السَّكينة لقرائته ، وعبدُ الله بن عمرو يُفتح عليه في قيام الليل ، ويحذره النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتركَ موضعَ الفتح ، فيقول : لا تكن مثل فلان ؛ كان يقوم الليل ، ثم ترك قيام الليل .
ماذا أريد إذن من هذا ؟
أريد أن أعلمكَ أن حالُ العبد الصَّالح في مُجَاهدة نفسه مثل حال المُقَاتل ، قد يُغيّر موقعَه ، ولكنه لا يتركُ الميدَانَ .
فإذا وجدتَ في نفسك فُتورًا عن عبادةٍ معينةٍ كنتَ تعتادُهَا ، فالتمس لها الفتحَ من بابٍ آخرَ لها ، أو التمس الفتحَ من عبادةٍ أخرى ، وإلا فستشغَلك نفسك بباطلٍ .
فإذا وجدتَ في نفسك فتورًا عن وردك من القرآن .. فلا تقرأ من الموضع الذي وقفتَ عنده ، بل اقرأ سُورة من السور التي لها محبةٌ في قلبك تزيد على أخوَاتها ، وإلا فالتمس الفتح للقرآن بالذكر .
غير موقعك، ولا تترك الميدان. *أما عن الخشوعِ:*
فاحفظ هذا، وتذكره:
يحصل الخشوعُ بأربع: إلقاء الصَّوارف ، واستشعَارِ الجَلال ، ووُلُوج جنّة التدبُّر ، وثِقَل الكَاهِل بهَمِّ الآخرة .
إذا كبرت للصلاة = فألقِ عنكَ صوارفك، واستشعر جلال وقفتك، وتدبَّر في كل ذكر، ثم تذكر وقف مثل تلكَ في الآخرة
جزاك الله خير على العطاء القيم جعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الاجر يارب وانار الله قلبك بنور الايمان
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات