( كهذا تنتقم الرجال )

هذه العبارة التي خلدها التاريخ قالها القائد المظفر السلطان البطل المسلم الاشعري الصوفي صلاح الدين الايوبي رحمة الله عليه ،
لأحد اعداء الله من رؤوس الصليبين ، اثر تحقيقه لانتصارات وانجازات مثلت صفحة مجيدة ومرحلة مضيئة من تاريخ الامة .

ومنْ مِنَ المسلمين لايتحرق شوقا لسيرة هذا البطل المقدام؟
ولجهاده وانتصاراته التي خلدته في مصاف عظماء الامة بل وعظماء العالم .ومن ابرز انتصاراته الانتصار الساحق على
الصليبين في معركة حطين في (24 من ربيع الآخر 583هـ )الذي توجه بعدها بتحقيق حلمه وحلم كل المسلمين الا وهو
استعادة درة الاسلام ، مدينة القدس العظيمة في (27 من رجب 583هـ )

( تفاصيل القصة )
كان احد ملوك الصليبين واسمه البرنس ارناط حاكم الكرك في ايام الهدنة مع صلاح الدين قد عبرت به قافلة من تجار
المسلمين متجهة من مصر الى دمشق فاستولى عليها واسر حاميتها ورجالها ورمى بهم في حصن الكرك ،
وفي روايات اخرى قتلهم وغدر بهم بعد ان ناشدوه الصلح الذي بينه وبين المسلمين ، فقال ما يتضمن الاستخفاف
بالنبي صلى الله عليه وسلم، ورد على رسل صلاح الدين مغترا بقوته بقوله

{ قولوا لمحمد ينفعكم }

وبلغ السلطان صلاح الدين قوله هذا فحملته حميته ودينه على أن يهدر دمه ويشاء الله سبحانه وتعالى ان ينتصر
المسلمون في حطين ، ثم يعرض الاسرى على صلاح الدين ومن ضمنهم عدو الله البرنس ارناط وملوك واكابر
آخرين كالملك جفري ملك بيت المقدس واخاه ، فامر لهم صلاح الدين بالماء المثلج ، ولم يعط البرنس ارناط ،
فشرب ملك بيت المقدس ثم ناول البقية لارناط ،

فقال السلطان صلاح الدين للترجمان: قل للملك أنت الذي سقيته ، وإلا أنا فما سقيته.
وكان من جميل عادة العرب وكريم أخلاقهم أن الأسير إذا أكل أو شرب من مال من أسره أمن ، فقصد السلطان بقوله ذلك
وتأتي اللحظة الحاسمة بعد ذلك فقد اوقف السلطان صلاح الدين عدو الله البرنس ارناط بين يديه وخاطبه قائلا
هاأنا أنتصر لمحمد منك ثم عرض عليه الإسلام فلم يفعل

فسلَّ صلاح الدين سلاحا ، فضربه به فحل كتفه ، وتمم قتله من حضر ، وأخرجت جثته ورميت على باب الخيمة
فلما رآه ملك بيت المقدس على تلك الحال ، لم يشك في أنه يلحقه به ، فاستحضره - صلاح الدين ،
وطيب قلبه وقال له : لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك ، وأما هذا فإنه تجاوز الحد وتجرأ على الأنبياء صلوات الله عليهم
رحمك الله ياصلاح الدين فقد انتصرت لمحمد ولدين محمد واعداء محمد ، وصدق فعلك قولك ،
وما احوجنا الى امثالك في ايامنا هذا

( ( كهذا تنتقم الرجال ) ) 160279_mn66com.gif