• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 3 من 3

    الموضوع: ثمرات تحقيق التقوي في رمضان

    1. #1
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية نسمات الجنة
      تاريخ التسجيل
      Nov 2014
      المشاركات
      10,474
      معدل تقييم المستوى
      60

      افتراضي ثمرات تحقيق التقوي في رمضان

      ثمرات التقوى - للشيخ : ( سفر الحوالي )
      إن التقوى وصية الله سبحانه وتعالى لعباده وأنبيائه ورسله، وهي دأب الصالحين وخلاص الموحدين.وقد تحدث الشيخ في هذه المادة عن التقوى وأهميتها، وبين أن من أعظم ما أمر الله به لتحقيق ماهية التقوى؛ كلمة التوحيد، وأن من أعظم ما ينافيها: الشرك بالله والابتداع في الدين، ثم سرد بعض الآيات التي تتحدث عن التقوى مبيناً ما تضمنته من الفوائد والعبر، وضرب الأمثلة على ذلك من حياة السلف الصالح، ومن ثم اختتم حديثه بذكر بعض ثمار التقوى.
      التقوى
      الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد إمام المتقين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد:إخوتي الكرام: أسأل الله -تبارك وتعالى- لي ولكم في هذه الليلة الطيبة المباركة، أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، وألا يجعل فينا شقياً ولا محروماً.. وليَدْعُ كلٌ منا بما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو به (اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن عينٍ لا تدمع، ومن علمٍ لا ينفع، ومن دعوةٍ لا يستجاب لها) ونسأل الله عز وجل بمنه وجوده وكرمه أن يحشرني وإياكم في زمرة المتقين، وأن نذوق حلاوة التقوى في قلوبنا، إيماناً ويقيناً، وإخلاصاً لله، وجهاداً في سبيل الله، ودعوة إلى الله حتى نلقى الله، ونعوذ بالله أن يحول الله بيننا وبين قلوبنا وأن نوكل إلى أنفسنا ولو طرفة عين.هذا الموضوع الذي لن أوفيه حقه، ومن ذا الذي يوفِي التقوى حقها إلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي دلنا عليها بقوله، وتمثلها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفعله، فكان أتقى الخلق لله وأعلمهم بالله وأخشاهم لله، ولكن لا بد أن نأتي على شيء من ثمراتها، التي نرجو الله عز وجل أن يمن علينا بها، إنه سميع مجيب.
      التقوى والتوحيد
      إن كلمة التقوى هي كلمة التوحيد, وأعظم ما أمر الله - تبارك وتعالى - به هو توحيد الله، هو لا إله إلا الله، وقد سماها الله -تبارك وتعالى- في كتابه الكريم كلمة التقوى وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا [الفتح:26] فهي كلمة الإخلاص وكلمة التقوى، وأضيفت إليها لأهميتها ولتعلقها بها تعلقاً شديداً، فلا تقوى لمشرك، ولا تقوى لمن ارتكب أكبر ذنبٍ عصي الله به إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] فمن عصى الله وأهلك نفسه بالموبقات فلا تقوى له وإن كان من أهل التوحيد؛ فكيف يكون من المتقين من أشرك في عبادة رب العالمين الذي لا إله إلا هو؟!فأعظم ما ينافي التقوى: الشرك بالله عز وجل، ثم الابتداع في دين الله، فما عصي الله تبارك وتعالى بعد الشرك بذنبٍ أعظم من البدعة، أن يعبد على غير ما شرع وعلى غير ما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعبده.فلا إله إلا الله هي كلمة التقوى، كما فسرها السلف الصالح رضوان الله عليهم، فهذا ديننا دين التقوى؛ لأن ديننا كله مجموعٌ في شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وبقدر ما يحقق العبد من التقوى، يكون محققاً للتوحيد الذي هو مناط النجاة في الدنيا والآخرة، والله تبارك وتعالى في أول سورةٍ نقرؤها في كتاب الله بعد فاتحة الكتاب يقول ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2]، جعله تعالى هدىً للمتقين، هذا الكتاب الذي أنزله الله تبارك وتعالى نوراً وهدى وبرهاناً وضياءً يقول: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:1-2] وما جعل الوصف كذلك إلا لأهمية وصف التقوى، وإلا فأوصاف المدح للمؤمنين كثيرة، يقال: المؤمنون، والمحسنون، والمخبتون، والمنيبون، والمتذكرون، والذاكرون، والصائمون، والقائمون, وغير ذلك كما تعلمون، ولكن جاءت الإضافة هنا للتقوى، هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2]؛ لأن التقوى هي التي ينتفع صاحبها بهدى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هي التي تعصم صاحبها بإذن الله وتثمر له الاستقامة على منهج الله، وألا يزيغ عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.ولهذا قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [الأنفال:29] يجعل لكم فرقانا يفرق به المرء بين الحق وبين الباطل، فيستقيم على الصراط المستقيم.
      التقوى مخرج من الشبهات والشهوات
      ولهذا كان من دعائنا في كل ركعة من صلاتنا من نفل أو فريضة أن نقول: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7] وهذا الدعاء كما ذكر العلماء رحمهم الله: الصحيح تكرره وتجدده ليس لمجرد التثبيت على الحق، مع أن الثبات على الحق مطلوب، وسؤال الله تبارك وتعالى التثبيت عليه أمر عظيم؛ ولكن لتجدد حاجة الإنسان إلى معرفة الصراط المستقيم في كل وقت وفي كل حين، فنحن نحتاج أن يهدينا الله عز وجل, وأن نعرف الصراط المستقيم وأن نستقيم عليه دائماً في كل أمرٍ من أمورنا، وإلا فالإسلام الحمد لله قد عرفناه، ونسأل الله عز وجل أن يثبتنا عليه.التكرار بأننا ضمن اسم الإسلام وأعماله ومفهومه العام نحتاج إلى الصراط المستقيم لتصلح أمورنا وتستقيم أحوالنا؛ فإن العبد معرض للشهوات كما هو معرض للشبهات، وقد يزيغ من هاهنا أو هاهنا، ولذا قال قتادة رحمه الله وغيره من السلف في قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3] قال: [[يجعل له مخرجاً عند الشبهات وعند الكرب]]، فإن الشبهات تعرض على بعض القلوب، فلا يستطيع الإنسان أن يتخلص منها فربما أمرضته، وكم من شباب هداهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وجاءتهم الشبهات حتى أذهبت إيمانهم -عياذاً بالله- أو أدخلتهم في الوسوسة أو الشكوك، ولذلك يحتاج الإنسان أن يتقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ليعصمه الله بهذه التقوى، ويجعل له مخرجاً من الشبهات وكذلك من الشهوات.
      الالتزام الأمثل بالتقوى
      التقوى سببٌ للهداية وللفرقان وللاستقامة على دين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىكما أمر الله، ولو أننا استعرضنا حال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحال الصحابة الكرام الذين كانوا خير المتقين لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لوجدنا من آثار وثمرات التقوى وبركاتها عليهم العجب العجاب.كيف كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه من العبادة لله ومن الطاعة ومن الخشية.. من يستطيع أن يحصي أعمال وفضائل ذلك الجيل المؤمن الذي كانت سمته العظمى وميزته هي التقوى؟! تقوى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في السر والعلن امتثالاً لوصية الله التي أوصى الله تبارك وتعالى بها الأولين والآخرين، وأوصى بها الأمم قبلنا، ولكن حظ هذه الأمة من كل خير هو أوفر الحظ وأعظم النصيب.يقول عز وجل: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131] فهذه الأمة حظها من التقوى كان أعظم الحظ والحمد لله، اتَّقَوُا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سرهم وعلنهم وفي الرخاء والشدة؛ فكانت لهم الهداية، كانوا أهدى جيل وأقوم قرن عرفته الدنيا جميعاً! انظروا إلى أحوالهم كيف كانوا، لأنهم كانوا يعيشون تقوى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.. الرجل منهم يخلو بالمرأة فتدفعه شهوته وشيطانه إلى أن يفعل بها دون الجماع، ولكن سرعان ما يفيق ويأتي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقول: (يا رسول الله إني خلوت بامرأة فكان كذا وكذا، فطهرني يا رسول الله، قد أتيت حداً من حدود الله)، والآخر الذي وقع في الفاحشة والأخرى من الصحابة رضوان الله عليهم يصرون على أن يطهرهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها. أما الآخرون فلم يخطر لهم ببال، المقربون المحسنون السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، لم تخطر لهم هذه الفواحش ببال، لكن من ارتكبها وهم من عامة ذلك الجيل المبارك الطيب جاءوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريدون أن يطهرهم من هذا الدنس، ومن هذا الرجس.يختارون عذاب الدنيا على عذاب الآخرة؛ لأن التقوى تحجزهم وتمنعهم أن يقعوا، فإذ قد وقعوا فإن التقوى تعيدهم إلى رشدهم وإلى صوابهم تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201] فيأتون إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريدون التطهير، ولو أنهم تابوا فيما بينهم وبين الله لتقبل الله -تبارك وتعالى- توبتهم كما وعد الله تعالى عباده المتقين، ولكن هؤلاء قومٌ آثروا ذلك؛ لأن الجيل تربى التربية الحقة التي جعلت التقوى هي الأساس الذي تبنى عليه الأمة.علموا أن الله ولي المتقين كما أخبر، أن الله يحب المتقين، وعلموا أن العاقبة للمتقين، فكل ذلك قرءوه في كتاب الله، فكانوا متقين لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فأورثهم الله عز وجل ما أورثهم من خير الدنيا والآخرة، من النصر على الأعداء والتأييد والتوفيق، ومن البركة في الأعمار، ومن الإيمان والطمأنينة والسكينة.أورثهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ملك كسرى وقيصر بعد أن غزوا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع سنين يأكلون الجراد، بعد أن غزوا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم حفاة لا يجد أحدهم حذاءً تقي قدمه من حرارة ووهج الرمضاء.بعد أن حوصروا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشعب، حتى أكلوا الجعلان وأكلوا بعض الحشرات، وكانوا كما قال سعد>: [[ إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ]] بعد أن لاقوا ذلك كله وهم على تقوى الله وعلى الاستقامة على أمر الله.إذا أخطأ أحدهم خطيئة أو ارتكب ذنباً، حسب أنه جبلٌ كما علمهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كأن ذنبه جبل عظيم يكاد أن يقع عليه.ولذلك كان لهم ما أورثهم الله من المجد والتمكين، ومن العزة في الأرض؛ لأن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كتب ذلك كله لعباده المتقين، وتقبل الله تبارك وتعالى منهم أعمالهم إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].وكان حالهم كما قال الحسن البصري رضي الله عنه: [[ ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة ولا صدقة ولكن بشيء وقر هاهنا ]] شيء وقر في قلبه.أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كانوا في عبادتهم الظاهرة في القيام أو في القراءة بأكثر من بعض التابعين، فما نقل وما هو موجود في التراجم والسير من عبادة بعض التابعين أكثر من عبادة أولئك السابقين، ولكن لأن الإيمان والتقوى التي في القلوب أعظم، لأن صحبتهم لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعلتهم في تلك المنزلة من الفضل، فسبقوا سبقاً بعيداً، لم يبلغه من قبلهم ولم يلحقهم فيه من بعدهم، وهذا من فضل الله -تبارك وتعالى- عليهم.علموا أنه بالتقوى وبالصبر يغلب الأعداء ويهزمون، كما ذكر الله تبارك وتعالى: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آل عمران:120] علموا أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ينصر عباده وأولياءه، مهما قلَّ العدد ومهما قلت العدة، فلذلك اتقوا الله عز وجل فيما تولوا من الأمور، وفي حياتهم الخاصة كانوا رهباناً بالليل فرساناً بالنهار. يقول أبو عثمان النهدي تلميذ أبي هريرة -رضي الله عنهم- أجمعين: [[ما كان بيت أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ينام أبداً، كان أبو هريرة يقوم ثلثه، وامرأته الثلث الثاني، والجارية الثلث الآخر]] ما كان البيت يهدأ.ولذلك انظروا آثار هذه التقوى، نفع الله بعلمهم، فأصبح هذا يقرأ ويحفظ ويتلى إلى قيام الساعة، ولهم من الأجور مثل أجور من اتبعهم في هذا العلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنها: علم ينتفع به)، فنفع الله بعلومهم، فلهم ذلك الأجر، وذلك لما اتقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في ولاياتهم، وحدِّث من ذلك العجب العجاب.كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو من أئمة المتقين، وساداتهم ماشياً ذات يوم في سوق المدينة في سوق الإبل، فوجد الناس يريدون أن يبيعوا الإبل، ووجد إبلاً سماناً أكثر من غيرها، فسأل: لمن هذه؟ قالوا: لـعبد الله بن عمر، فدعاه فقال: يا عبد الله أنى لك هذا؟! ما لي أرى إبلك أسمن من إبل غيرك من المسلمين، قال: والله يا أمير المؤمنين إنها لإبلي اشتريتها من مالي، وكلفت بها راعياً يرعاها مع المسلمين، فقال: أما إني لا أكذبك، صدقت -ولن يكذب رضي الله عنه- ولكن كانت إذا وردت الحمى قيل: افسحوا لإبل ابن أمير المؤمنين, وإذا دنت إلى الماء قيل افسحوا لإبل ابن أمير المؤمنين، وهكذا استأثرت إبلك بشيءٍ عن بقية المسلمين، كم رأس مالها؟ قال: كذا، فدفع له رأس المال، وباعها وجعل الزيادة في بيت مال المسلمين.نعم، كانوا يتقون الله عز وجل في أكل المال فلم يدخل بطن أحدهم شيء حرمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، عندما أنزل الله عز وجل تحريم الخمر وقال: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91] قالوا انتهينا انتهينا ربنا، هكذا قالوا بفم واحد، وجرت المدينة كالأنهار من الخمور أهرقوها وأراقوها ولم يبق منها شيء من دون رقابة من غير تفتيش، أو أجهزة تلاحقهم، هم أنفسهم عرفوا أن ذلك ينافي التقوى فأزالوها وأبعدوها، لأنهم يتقون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولأنهم يخافون الله عز وجل.كانوا في حروبهم ومعاركهم يعلمون أن النصر للمتقين وأنه لن يؤخر نصر الله إلا الذنوب، ولذلك كانوا يتفقدون أنفسهم إذا أبطأ عليهم حصن أو مدينة أو بلد لم يفتح، لا بد أن خللاً ما حدث في التقوى كت أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه إلى سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وهم في مواجهة الفرس أعتى وأقوى أمة في ذلك الزمان فقال: [[يا سعد أوصيك ومن معك من الجند بتقوى الله -عز وجل-، فإن تقوى الله هي أعظم العدة على العدو، وإنما يُنصر المسلمون بتقواهم لله وبمعصية عدوهم له، فإذا استوينا نحن وهم في المعصية، كان لهم الفضل علينا في القوة]] نعم، علموا ذلك ولهذا كانوا من المتقين، لم يكن فيهم من يغل من الغنائم، لم يكن فيهم من يخون، بل كانوا يتحرون ذلك أشد التحري، ويجتهدون أشد الاجتهاد، ألا يكون فيهم من هو مقصر أو مذنب أو مجرم، فإذا ضمنوا هذه الجبهة الداخلية ضمنوا أن الجيش كله على تقوى الله وتقدموا وهم واثقون من نصر الله الذي وعد به عباده المتقين، فتكون الغلبة لهم ويكون النصر لهم بإذن الله عز وجل.وإذا بأولئك الذين كانوا حفاة عراة، الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق، الذين هاجروا إلى الله ورسوله لا يملكون شيئاً، الذين شروا أنفسهم في سبيل الله - عز وجل - وكانوا يعيشون على الكفاف، ولا يكاد أحدهم يجد ما يأكله من الطعام، وإذا بهم كما قال عتبة بن غزوان -رضي الله عنه: [[وإذا بنا اليوم ما منا إلا من هو أمير على مصر من الأمصار]] الله أكبر! بعد أن كانوا قليلاً مستضعفين في الأرض، يخافون أن يتخطفهم الناس، أصبح كل منهم أميراً على مصر من الأمصار، أقطعهم الله عز وجل وأورثهم كنوز كسرى وقيصر ومملكتيهما وما حوتا وما شادوا وما جمعوا وما بنوا، كل ذلك لأنهم أولياء الله، والله ولي المتقين.اتقوا الله فجعلهم الله تبارك وتعالى أولياءه أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63] فبالإيمان والتقوى تنال الأمة أو الفرد أو القائد أو الطالب أو العالم وكل إنسان ينال النصر وينال التمكين وينال الرزق، نعم، قال
      الأسئلة

      قضية العراق مع الكويت
      السؤال: حصل لبسٌ لدى بعض الدعاة في بعض البلاد الإسلامية حول حقيقة الرئيس العراقي، وما قام به من عدوان غاشم على الكويت, وتهديد لدول المنطقة، ثم غلف ذلك بدعاوى إسلامية جهادية باطلة أرجو التكرم بإعطاء صورة متكاملة عن حقيقة هذا الرجل وتوجهاته. الجواب: الحمد لله، ما يتعلق بطاغوت العراق: لم يكن عندنا -ولله الحمد- في أي يوم من الأيام شك في أنه عدو لله ولرسوله وللمؤمنين، هذا الرجل من حزب البعث العربي الاشتراكي كما يسمونه، وهذا الحزب حزبٌ علماني مرتد أسسه رجل نصراني يدعى ميشيل عفلق.والحمد لله منذ أن اطلعت على أفكار هذا الحزب وعلى آرائه ونظرياته الفلسفية قديماً، لم يكن لدي أي شبهة أو شك في أن من ينتمي إلى هذا الحزب وهو عارف وعالم بعقيدته كافر مرتد لا حظ له في الإسلام وإن صلّى وصام وزعم أنه مسلم! فكيف وهم يحاربون الصلاة والصيام والتقوى والجهاد؟! كتبت ذلك في كتاب العلمانية قبل حوالي ثلاث عشرة سنة، وكلكم أو أكثركم قد قرأه أو رآه، وتحدثت عن ذلك مراراً، ولكن أذكركم لعلكم ترجعون إليها ولمن لم يكن منكم حاضراً: عندما هلك ميشيل عفلق منظّر الحزب بـبغداد عند التلميذ البار، ومات ذلك المعلم الخبيث المجرم, أشيع مما أشيع أنه أسلم أو أنه يريد أن يسلم، فعلقت على ذلك تعليقاً طويلاً، وقلت مما قلت: ' إنه من خلال العقيدة التي نحن -والحمد لله- متمسكون بها وقرأناها وتعلمناها ونعلمها, نعتقد جزماً أن هؤلاء البعثيين مرتدون كفرة، وأنه من انتقل من النصارى مثل ميشيل عفلق أو طارق عزيز أو أمثالهم، من انتقل من النصرانية إلى البعثية فإنه لا يقر على ذلك، وقد نقض العهد والذمة التي مع المسلمين.لأنه كما نص العلماء إذا انتقل الإنسان من المجوسية أو من الدهرية أو من أي مبدأ من مبادئ الشرك كـالهندوسية أو البوذية إلى دين من أديان أهل الكتاب، أقر على ذلك وإن كان كفراً لا يقبل؛ لأنه انتقل من دينٍ إلى دين هو خير من دينه الذي كان عليه.. أما إذا انتقل من النصرانية أو اليهودية إلى أن يكون زنديقاً أو مجوسياً، فإنه لا يقر على ذلك.. ' فهؤلاء لا يقرون -مع أنهم نصارى كفار- على اعتناق البعثية؟! لا يقرون على تركهم النصرانية واعتناقهم للبعثية, فكيف يقر المسلم الذي يدعي أنه مسلم؟! أين الإسلام من هؤلاء القوم؟! قوم لا يحكمون بما أنزل الله!! لا يقام حد من حدود الله في ظل حكمهم أبداً!! أين هم من كتاب الله؟! أين هم من الإسلام؟ قوم يحاربون الدعوة والدعاة! يمنعون مساجد الله أن يذكر فيها اسمه.وقد ذهبنا مع عدد من الإخوان من الجامعة في رحلة علمية إلى العراق, ورأينا الشيء العجيب منذ سنين قبل أيام البكر وقد اشتد الأمر بعد ذلك جداً في أيام هذا المجرم الطاغوت المعاصر صدام.تدخل معظم المساجد فلا نجد فيها مصلين, وأذكر أن واحداً منها يسمى جامع الخلفاء, دخلناه فما وجدنا فيه إلا مؤذناً كبير السن أذن وانتظر, فصلينا نحن الثلاثة، فإذا كل البلد شعارات.. أقمشة معلقة, ومكتوب عليها شعارات ماركسية ولينينية من نفس الشعارات الشيوعية التي لا يوجد نظيرها إلا فيما كان يعلق في روسيا، أو ألمانيا الشرقية، أو ما أشبهها من الدول الشيوعية! أي إسلامٍ لدى هؤلاء؟! كان الذي يتهم بأنه ينتسب إلى جماعة إسلامية يقتل أو يحكم عليه بالسجن المؤبد.. وما أكثر من قتل! وما أكثر من هم في سجنه ولا يزالون في سجنه, بتهمة أنهم دعاة يدعون إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لا جريمة لهم ولا ذنب لهم إلا ذلك.نعم كنا نقول ذلك والحمد لله، وجاءت الأحداث الأخيرة فأكدت ما كنا نقول؛ لأن المعيار الواضح معيار العقيدة الصحيحة لا يضل ولا يخطئ بإذن الله عز وجل، ولا يرجى -والله- من المجرمين والمرتدين, أي خير أبداً مهما كان.أنا أقول (عن نفسي): كنت مرتاحاً للمساعدات التي كانت تقدم له؛ لأنه كان يقف في وجه المد المجوسي.. المد الرافضي الذي كان يريد أن يلتهم الأخضر واليابس.. لكن كنت أريد وأدعو وأتمنى أن ترتبط المساعدات التي تعطى له والمبالغ الكبيرة التي تعطى له بأن يُدعى إلى الله وإلى تحكيم شرع الله.. كنت أريد ذلك، ويشهد الله أنني كنت أتألم وأحزن عندما أجد بعض علماء المسلمين يزورون بغداد، ثم يتكلمون عنه في مقام الثناء والمدح، ونحن نعلم كفره وضلاله وزندقته وإلحاده.أما الحداثيون والعلمانيون الذين كانوا ينشدون ويغنون ويطبلون ويزمرون لبطولات صدام في مهرجان المربد وغيره أو في الصحافة هنا أو في أي مكان، فيشهد الله أنني كنت أمقتهم وأبغضهم أبرأ إلى الله منهم، ولا أزال.وإنني أعلم أن هؤلاء من أخبث الناس على وجه الأرض، وأنهم هم الطابور الخامس لكل ضلالة، ولكل زيغ وزندقة وإلحاد، وأنه يجب القضاء على أمثال هؤلاء؛ لأنهم خرجوا عن معيار العقيدة بالكلية، بخلاف الإنسان الذي لا يعرف كفره، فهذا أمرٌ قد يعذر به الإنسان، لكن الذين كانوا يطبلون ويزمرون له أو يدافعون عنه، هذا موقفنا منهم سابقاً.فجاءت الأحداث فزادتنا إيماناً ويقيناً وتأكيداً بأنه لا خير فيهم، وأنه لا صلة لهم بالإسلام من قريب ولا بعيد، وأما إن كان بعض الناس خدعهم بدعاوى الجهاد سبحان الله وأي جهاد، وأين جاهد؟! أما أن بعض الناس قد أيدوه أو قاموا بتأييده, فهذا لا شك أنه خطأ عظيم فادح إن لم أقل أكثر من ذلك.وأعني بذلك أن هذا يدخل في باب الردة -والعياذ بالله- فمن نصره أو شجعه أو أيده أو أثنى عليه، وهو يعلم كفره وإلحاده وبعثيته وزندقته, فإنه يخشى عليه الردة والعياذ بالله؛ لأنه لا يوالي الملحدين والمرتدين إلا من كان مثلهم! نسأل الله العفو والعافية.فليتق الله أولئك الذين يطبلون ويزمرون بغير هدى من الله وبغير علم.. عجباً والله! لو لم يكن منه إلا الظلم! اجتاح بلدة آمنة على ما فيها, ومهما كان الأمر فلا يجوز له أنه يعتدي، وأن ينتهك الأعراض، وأن يسفك الدماء وأن يفعل ما فعل!! بغض النظر عن الخلافات التي كانت، ولكن أن يفعل ذلك أحد ثم يعان وينصر!! هذا والله لا يجوز ولا يليق بمسلم! فكيف وهو كافر ملحد مرتد والعياذ بالله؟! كيف وهو لا يسمح لجيشه بأن يؤدي الصلاة؟! واسألوا إن كنتم تجهلون.. لا يسمح في ذلك الجيش لإنسان أن يلتحي وأن يؤدي الصلاة!بل في الأيام الأخيرة وخاصة بعد أن أصبح الحرس الحربي الذين يسمونه الحرس الجمهوري, -وهم متشبعون بأفكار الحزب- أصبح هو المسيطر على الكويت.. اشتدت الوطأة على الناس هنالك، وأخبرنا الثقات الذين جاءوا في هذه الأيام أن الوطأة اشتدت حتى أنهم يفتشون الشباب، فإذا رأوا الشاب الملتحي, فإما أن ينتفوا لحيته أو يأمروا بحلقها، بل بعضهم يحرقها بالولاعات!! هكذا أخبرنا الثقات!! أي حظ لمثل هذا في الإسلام؟! لا والله، بل من كان أقل منه كفراً، وهو خارج عن ملة الإسلام، من كان بعثياً وإن لم يرتكب هذه الشنائع المكفرة، فإنه لا حظ له في الإسلام إلا بأن يتوب إلى الله ويتبرأ من هذا الحزب الكافر الملحد المرتد.فخطأٌ كبيرٌ جداً ما وقع فيه كثيرٌ من الدعاة، ومع الأسف أنهم ينتسبون إلى الدعوة، وما أدري كيف خدعوا؟ وإن كنت أدري من جهة أن الدعوات التي لا تقوم على العقيدة الصحيحة وعلى المنهج الصحيح تسيرها الأحداث ولا تسيرّ هي الأحداث، فكل من أيدهم من هؤلاء الدعاة فإنما وجدوا أن الناس بطبيعتهم يندفعون إلى أن يكونوا مع من تكلم أو عادى أمريكا وإن كان كاذباً في ذلك، مع كل من يرفع شعاراً لمعاداة إسرائيل وإن كان فاجراً في ذلك، فكانوا هم مع العامة.. سبحان الله! كمال أتاتورك ماذا قالوا فيه؟ يقول أحمد شوقي: الله أكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العربهزم الحلفاء وحرر الأناضول, وفعل ما فعل من بطولات مفتعلة، وإذا به ينقلب فيلغي الخلافة، ويلغي الأذان باللغة العربية، ويلغي الحروف العربية، ويمنع الحجاب، ويفعل الأفاعيل المكفرة التي تعلمونها جميعاً.وجمال عبد الناصر كان يرفع شعار العداوة لـأمريكا، ولإسرائيل، ويقذف بها في البحر ويفعل ويفعل!! وكان ما تعلمون من كفره وإلحاده، فمتى يستيقظ هؤلاء الدعاة؟! ومتى تستيقظ هذه الأمة النائمة التي لا تزن الأمور بميزان العقيدة الصحيحة وبميزان الشرع وبميزان العلم الشرعي الصحيح؟! متى يفيقون؟! ومتى يعرفون الحق؟ ومتى يعلمونه حتى يكونوا دعاةً بحق! يعلمون الناس الحق؟!وفي هذا عظة وعبرة لنا جميعاً، أن نعلم الناس دائماً هذه العقيدة الصحيحة: الولاء لمن يكون، والعداء لمن يكون، ليس لمن نريد نحن، أو من لمن تريد الجماهير، بل كما يريد الله عز وجل أن نكون قوامين بالقسط شهداء لله، نصف كل أحد بما وصفه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هذا بما يتعلق به، وأرى أن كلامي لعله صورة متكاملة كما طلب الإخوان عنه، ولعل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ييسر فنعطيكم إن شاء محاضرة أو أكثر مفصلة عن عقائد هذا الحزب وأعماله.





    2. #2
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Mar 2015
      المشاركات
      6,865
      معدل تقييم المستوى
      52

      افتراضي رد: ثمرات تحقيق التقوي في رمضان

      جزآك الله خير
      جعله الله في موازين حسنانك
      يعطيك العافيه
      لاعدمنااااااااك

    3. #3
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية دلوعة الخليج
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      9,578
      معدل تقييم المستوى
      59

      افتراضي رد: ثمرات تحقيق التقوي في رمضان

      بارك في خطاكم واكرم مثواكم
      وأسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ثمرات الاستغفار
      بواسطة ولد الربيعه في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 19-07-2017, 02:38 PM
    2. افضل شركة تنظيف بالمدينة المنورة 0551598025 شركة التقوي
      بواسطة هتوفر للخدمات في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 31-10-2016, 12:00 AM
    3. التقوي في اجمل تعريفاتها
      بواسطة نسمات الجنة في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 18-09-2015, 08:06 PM
    4. ثمرات الاعمال
      بواسطة شمس ألاحلام في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 30-07-2012, 02:09 AM
    5. ثمرات المراقبه لله
      بواسطة شمس ألاحلام في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 13
      آخر مشاركة: 16-01-2011, 01:48 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com