تتسارع هذه الليلة لترحل ونجد ما قدمناه فيها، دمعات سكبت، أو دعوات صعِدت، أو آمال طُلبت، يا رب، حقِّق لنا أمانينا، وتقبل دعاءنا، وأعتق رقابنا من النار.
ضحَّى من أجلك لتكون في أفضل حال، شَقِي لتسعد، تعِب لترتاح، لا تَنْسَه في هذه الليلة من دعوة صادقة، يا رب اغفر لأبي، وارحمه، واجمعنا في الفردوس.
في صلاة القيام ترى صور الهمة العالية، كبير في السن يجاهد نفسه ليؤدي الصلاة كاملة، صغير في السن يسابق على الصف الأول، يا رب تقبَّلْ منهم.
ليلة مباركة ونفحات إيمانية، لا تنشغل عن استغلالها، لا تشغلك الأسواق والتجمعات، لا تفرِّطْ فيما بقي من الشهر، لا تدري قد يكون آخر رمضان تدركه!
تجاوزت دورة تدريبية مكثفة، حتمًا غيَّرَتْك للأفضل، حافِظْ على ما اكتسبته من مدرسة رمضان، ولا تنقض الغزل وتُسئِ العمل.
حتمًا ستختلط دموع الفرح مع دموع الحزن الليلة! صلاة التهجد ستكون بث حزن الفراق وفرحة التمام! رمضان، بحالنا ترفَّق، يا رب، أعِدْه علينا أعوامًا وأعوامًا.
رمضان يا شهر المحبة والقُرب، شهر الكرم والجود، شهر الألفة والمحبة، أيها الراحل، رفقًا بقلوب سكنتها، وأجساد دربتها! يا رب تقبل منا واغفر لنا.
أترقب غروب شمس آخر يوم من رمضان، أتشبث بالدقائق! ليتها تتوقف، لأملأ روحي من نفحاته، شعاع شمسه يخبرني أن الموعد العام القادم! يا رب بلِّغْنيه.
لا تغفُلْ عن النية وعظمتها، انْوِ الخير في القادم من الأيام، ثباتًا على الخير، مسارعة في الطاعات، بُعدًا عن المحرَّمات، لتكُنْ حياتك كلها رمضان.
تعلمنا من رمضان كيف ننظم الوقت، وننجز العمل، ونتزود من الخير، هي رسالة لنا حين نعجِز عن قراءة جزء في اليوم، أو قيام ركعات في الليل.
وداعًا رمضان؛ فقد كنت مدرسة إيمانية، مدرسة قرآنية، مدرسة أخوية، فِراقك صعب، ولكن عزاؤنا أن اليوم هو يوم توزيع الجوائز، لمن فاز نسأل الله أن نكون منهم، وعزاؤنا أن دروسك سنظل نطبقها في كل الشهور، نسأل الله العون على الطاعات.
آخر جمعة من رمضان ارفع حوائجك للكريم المنان، وكفكف دموع الحزن على الفِراق بطلب العتق، وتهيأ لاستلام جائزتك بحُسن ظنك بالله.