• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 7 من 7

    الموضوع: قصص الامتحان

    1. #1
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      7,346
      معدل تقييم المستوى
      54

      افتراضي قصص الامتحان

      بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      مساء الورد




      زوبعة في قلبٍ أخضر..


      ما أن تسحب الشمس آخر أشعتها, وترمي الظلمة بثقلها على المكان,
      حتى تستعر في رأسها هواجس مقيتة, ويتكرّر شريط صور تلك الليلة المشؤومة . تحاول أن تهرب منها فيطوّقها المنظر ببشاعته و قتامته
      . تقضي الليل مكوّمة فوق السرير , ممزّقة بين مشاعر الحب و الكره
      , الإيمان و الكفر . ترقب أختها و أخاها الصغير غارقين في النوم .
      تحسدهما على خلوّ البال . أحيانا ينهمر دمعها حين تمر بها ذكرى
      والدها يوم كان هنا, و كان البيت مملكة للحب و الفرح , و كانت هي الأميرة .
      لم تقصّر أمها في شيء . إحتضنت يتمهم و غمرتهم بفيض من الحنان و لكن, الآن تتمنى لو تدغدغ خديها قبلات أبيها , لو يحتضنها و تبكي على صدره .
      أصبحت ' نسرين ' تكره الليل . يرعبها مجيئه , تتمنى لو أنه لا يأت أبدا
      .تنتابها حالة من الهلع , تلازمها مذ ضرب زلزال المشهد أعماق ذاتها,
      فاهتزّت أعوامها الخمسة عشر و امتدّت الشروخ, لتفتّت صرح الثقة
      و الأمان الذي كانت تقف عليه .
      من يومها لم تعد تنام . كم تتمنى لو تضع رأسها على الوسادة فلا تصحو أبدا
      , أو أنّ النهار يكون بلا غروب .النهار أرحم . يحرّرها من شرنقة التفكير,
      و ما بين المدرسة و الزملاء و الكتب تحاول أن تنسى أو تتناسى ,
      رغم أنّ ما طرأ عليها من تغيير أصبح يثير الإنتباه . اليوم فقط
      نهرتها أستاذة الرياضيات على مرأى و مسمع من الجميع :
      - ما هذا الشرود نسرين ؟ و ما بال نتائجك تتقهقر في المدة الأخيرة ؟
      و تضع التي تجلس بجوارها كفها على فمها, لتكتم ضحكة ساخرة
      و تستدير إلى زميلتها في الخلف :
      - أترين . حتى الأستاذة انتبهت لذلك . ألم أقل لك أن في الأمر سر ؟!!
      تجيبها الأخرى بنبرة إستفزازية :
      - إنّه الحب يا أختي , نسرين غارقة حتى أذنيها .لا تريد أن تحكي لنا ما
      حصل بينها و بينه .
      تلوذ نسرين بالصمت . وجهها يغلّفه الإنكسار و عيناها انطفأ فيهما
      بريق الصبا ليترك غبشا من كآبة .
      تدقّق في الكتاب المفتوح أمامها و لا تراه . لم تهتم لما سمعته ,
      كأّنّ التي يتحدّثون عنها فتاة غيرها , أما في صدرها فتجيش مشاعر
      الغضب و الحنق , و بقايا طفولةٍ تستغيث , تصرخ , تستنجد ..لماذا يا أمي ؟
      لمَ فعلتِ بي ذلك ؟
      في نهاية الحصة نادتها الأستاذة :
      - نسرين , ما بك ؟ إعتبريني مثل والدتك .هل هناك مشكلة ؟
      لا .أرجوك . لا أريدك أن تكوني مثل والدتي .
      تختلق نسرين بضع كذبات عن خوفها من الإمتحانات و مرض أمّها
      و صداع يلازمها مؤخرا ..
      - حسنا . لو أردت الحديث سوف أستمع لك .
      تدق المسامير رأسها دون هوادة . تأكل الحيرة أطراف فكرها العاجز
      . أي حديث أستاذتي ؟ و أي لغة سوف أصف بها صدمتي في أحب الناس ؟
      من يحمل عني عبء سري ؟ من يريحني ؟ من يشرح لي ما يحدث ؟
      مرّات كثيرة صوّر لها خيالها ما سيكون لو يتجاوز السر حدود صدرها ,
      سيتفرّع الخبر و تصبح أمها مادة للثرثرة . سوف تلوكها ألسنة المدينة دون رحمة . ليت الأرق لم يوقظها من نومها تلك الليلة . ليتها لم تفتح باب غرفتها , وليتها لم تسمع صرير الباب الخارجي الذي أثار فضولها و خوفها فقامت
      متجهة إلى البهو . لكنها لم تستطع أن تخطو خطوة أخرى . سمّرها المنظر
      على عتبة الباب . أغمضت عينيها و أعادت فتحهما أكثر من مرّة .
      لم تكن تحلم . أمها بثياب النوم تفتح الباب . و يدخل جارهم . الرجل الطيب المحترم . وقف إلى جانبهم بعد وفاة والدها .ساعدهم في كل شيء
      . كم كانت تشعر بالإمتنان نحوه ! كم كانت تراه عظيما ! و الآن تراه
      بعيون فغرتها الصدمة, يطوّق أمها بذراعيه قبل أن يتسلّلا معا على أطراف الأصابع , كلصين , إلى غرفة النوم . مشهد تكرّر أمام عينيها أكثر من مرّة, ليتحوّل بعدها إلى قنبلة موقوتة استقرّت داخل صدرها . امتزجت دقاتها بدقات قلبها . أصبحت تخشى انفجارها في أية لحظة .في المرة الوحيدة التي تشجّعت فيها و قرّرت المواجهة , تراجعت الكلمات و انحبست في حلقها بمجرد أن التقت نظرتها بنظرة أمّها ..كبيرة أنتِ يا أمي . كيف أجرؤ ؟و لكن, كيف تجرئين ؟ لا زلت أحبك و سأظل أحبك ,و لكن من يعيدك لي نقيّة , بيضاء كما كنتِ ؟و من يعيدني إليك طفلة تتعلّق بأطراف ثوبك , ترى فيك عالما من الكمال و العظمة.
      قضت ' نسرين ' شطر الليل منكمشة فوق سريرها . تحرّك جسدها الصغيرفي كل الإتّجاهات قبل أن تغفو مع الهزيع الأخير من الليل , فيريحها النوم من عذاب الأرق لتتلقّفها قبضة الكوابيس .
      في حدود الساعة الحادية عشر أفاقت مرهقة , و عندما فتحت النافذة و نظرت إلى الخارج رأت سيارته قرب العمارة . . يركنها في المكان نفسه كل جمعة ليتجه للصلاة ..نعم . تديّنه كان محط إكبار من الجميع .تمنّت لو تستطيع نسف السيارة بإشارة من يدها .تمنّت لو تراه داخلها و ترى النيران تلتهم كل جزء فيها ..ربما ساعتها تستطيع أن تنام , ربما تهدأ الزوبعة العارمة في قلبها . و في لحظة فتحت محفظتها و أخرجت ورقة و قلما ,و بيد مرتعشة كتبت " ابتعد عن أمي . . لو فيك ذرّة من الإيمان و الإنسانية أرجوك أن تبتعد عن أمي و عنا جميعا . "
      طوت الورقة .دسّتها في ثيابها . نزلت السلالم مسرعة . كان الشارع خالٍ تماما . إتجهت إلى السيارة . رفعت ماسح الزجاج و وضعت الورقة هناك و عادت أدراجها .

      شعرت بنوع من الإرتياح .و لكن ملامح وجهها كانت صارمة , مخيفة , تستطيع أن تقرأ فيها دون عناء عبارة : " لقد أعذر من أنذر !

    2. #2
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية دلوعة الخليج
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      9,578
      معدل تقييم المستوى
      59

      افتراضي رد: قصص الامتحان

      اختيار موفق على القصة
      يعطيك العافية على ذوقك الجميل

    3. #3
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية عذبه الصفات
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      3,179
      معدل تقييم المستوى
      46

      افتراضي رد: قصص الامتحان

      يسلموووووووووو ع القصة الحلوة

    4. #4
      مديرة قسم ينبع الصورة الرمزية زمن النسيان
      تاريخ التسجيل
      Nov 2014
      المشاركات
      12,199
      معدل تقييم المستوى
      64

      افتراضي رد: قصص الامتحان

      دائما بأنتظار جديدك الشيق
      لك خالص حبي وأشواقي
      سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
      اعذب التحايا لك

    5. #5
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية النآيفه
      تاريخ التسجيل
      Jul 2015
      المشاركات
      577
      معدل تقييم المستوى
      39

      افتراضي رد: قصص الامتحان

      يعطيك الف عافيه
      شكرآ لهذا الطرح ، لكم عبق الورد

    6. #6
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية دارين
      تاريخ التسجيل
      Feb 2015
      المشاركات
      12,569
      معدل تقييم المستوى
      64

      افتراضي رد: قصص الامتحان

      قصة رائعه
      يسلم يدينك

    7. #7
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      7,346
      معدل تقييم المستوى
      54

      افتراضي رد: قصص الامتحان

      شكرا علي مروركم الجميل
      الذي اسعدني وانار متصفحي

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. قصة فتاة في قاعة الامتحان......
      بواسطة اسيرة الصمت في المنتدى القصة والرواية
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 02-12-2010, 08:25 AM
    2. قصة واقعية لفتاة في قاعدة الامتحان..
      بواسطة منكم وفيكم في المنتدى القصة والرواية
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 27-10-2010, 11:25 PM
    3. عيآل عم في الامتحان
      بواسطة • طآلے إنتِظآإريے • في المنتدى الارشيف
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 15-06-2010, 02:14 PM
    4. القواعد الذهبية لمواجهة الامتحان
      بواسطة •°روح ملآإئكيـه •° في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 24-03-2010, 05:06 PM
    5. هيبــ ملـــــــك ــــة في غرفة الامتحان فهل من مغشش
      بواسطة مومهم اسمي في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 19-02-2009, 09:23 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com