مقدمة:
لقد ورد في صحيحي البخاري ومسلم حديث شريف عن استعمال عسل النحل في علاج أمراض الجهاز الهضمي يعتبر بحق أولا تقرير علمي موثق عن حالة مرضية ثبت فيها فائدة عسل النحل وظهور أثره الطيب في علاج أمراض المعدة والإماء. روى البخاري ومسلم عن أبى سعيد الخدري أن رجلا جاء إلى رسول الله فقال: إن أخي استطلق بطنه. فقال رسول الله "اسقه عسلا" فسقاه عسلا. ثم جاء فقال يا رسول الله- سقيته عسلا فما زاده إلا استطلاقا. قال اذهب فاسقه عسلا فذهب فسقاه عسلا ثم جاء فقال: يا رسول الله ما زاده ذلك إلا استطلاقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسقه عسلا فذهب فسقاه عسلا فبريء (1).
يروعنا في هذا الأثر يقين رسول الله أمام ما بدا واقعا عمليا من استطلاق بطن الرجل كلما سقاه أخوه عسلا وقد انتهى هذا اليقين بتصديق الواقع له في النهاية. منذ ذلك الزمن السحيق والمسلمون يستعملون عسل النحل في أمراض الجهاز الهضمي والبولي التناسلي والجهاز التنفسي ويستعملون عسل النحل في الأمراض الجلدية وغيرها… ولقد سجلت بعض نتائج هذه الأبحاث وظهرت المؤلفات العديدة على توالي العصور. وهنا في هذا البحث نعرض نتيجة المحاولة العملية عن استعمال عسل النحل في حالات عسر الهضم، وقرحة الاثني عشر بطريقة التجربة والملاحظات السريرية والشعاعية وكذا باستعمال منظار المعدة ذي الألياف الزجاجية.
"طريقة البحث "
لقد تم اختيار خمسة واربعين مريضا متتاليا من المصابين بعسر الهضم، سواء ممن ثبت لديهم قديما قرحة بالاثني عشر أو لم يثبت ذلك. ولقد وضعت شروط اختيارهم للمقاييس التالية:-
1. توفر الأعراض المرضية والتحاليل المعملية التي تشير إلى إمراض في الجهاز الهضمي.
2. الفحص بالأشعة الملونة على أعلى الجهاز الهضمي.
3. الفحص بالمنظار الضوئي ليشمل المعدة والاثني عشر، ولقد طبقت هذه المقاييس عند إدراج المريض في قائمة التجربة وعند الانتهاء منها بعد مرور ستة أشهر يعالج خلالها المريض بعسل النحل مع الفحص الدوري شهريا لكل مريض.
ولقد نصح المريض بأن يشرب ثلاثين سنتيمترا مكعبا من عسل النحل الذي يتوفر لديه دون تحديد صنف بعينه- وذلك قبل تناول الطعام ثلاث مرات يوميا.
ولكي تتم المقارنة العلمية بصورة سليمة فلقد قمنا باختيار عشرين مريضا آخرين ممن تتماثل صفاتهم مع المجموعة الأولى عدا انهم لا يتعاطون عسل النحل…… وذلك لكي تتم المقارنة بين المجموعتين لاستنباط الآثار المفيدة لعسل النحل في المجموعة- الأولى، غير أن العشرين المرضى قد أعطوا أقراصا لإيهامهم بالعلاج) من مادة خاملة لا تضر ولا تنفع، ولكن نظرا لعدم استجابة العشرين المرضى لهذه الإقراض الدمى- ونظرا لاستمرار شكواهم المرضية وخوفا من. حدوث مضاعفات مرضية قد تلحق بهم الضرر- ولدوافع إنسانية ومهنية فإننا اكتفينا بوضع هؤلاء العشرين تحت التجربة لمدة ثلاثة أشهر فقط وليست ستة أشهر كما هو الحال في المجموعة الأولى قيد التجربة ويمد ربك الفترة عولجوا بالوسائل التقليدية.
المفضلات