دع الدنيا لطالبها لتسلم من معاطبها
ولا يغررك عاجلها وفكر في عواقبها
فإن سهام آفتها مشوب في أطايبها
وإن بريق درهمها لأفتك من عقاربها
وكن متدرع التقوى تحصن من قواضبها
فإن سهام فتنتها لترشق من جوانبها
تبيحك في محاسنها لتذهل عن معايبها
فتبدي لينها خدعا لتنشب في مخالبها
فكن من أسدها ليثا ولا تك من ثعالبها
فإنك إن سلمت بها فإنك من عجائبها
وجانبها فإن البر يدنو من مجانبها
وكن منها على حذر فإنك من مطالبها
فكم من صاحب صحبت ولم تنصح لصاحبها
وصادقها لينهبها فأصبح من مناهبها
فلا تطمع من الدنيا بصاف في شوائبها
فإن مجامع الأكدار صبت في مشاربها
وكن رجلا منيب القلب تسلم من نوائبها
وسل رب العباد العون منه على مصائبها