جزائري تجاوز الـ 100.. وعاش طوال عمره يحلم بأداء فريضة الحج
"أبو جمال" يصفق فرحاً برؤية الكعبة ويبكي لعدم اصطحاب زوجته





انهمرت دموع الحاج أبو جمال وهو يرفع يديه إلى السماء متضرعاً في خشوع لله تعالى، وظل يبكي تارة ويصفق أخرى، ولسانه لا يتوقف عن الشكر لله تعالى، بينما كان ابنه يدفعه على مقعد متحرك باتجاه التوسعة الشمالية للحرم المكي، خوفاً عليه من الزحام.

ونجحت "سبق" في الاقتراب من الحاج "نصر سعيد الهويش" المكنى بأبي جمال وهو جزائري الجنسية وتجاوز عمره مائة عام، وتحدثت إليه.

عشق الرؤية

ولم يتوقف "جمال" الابن الأصغر للحاج "نصر" عن دفع المقعد المتحرك الذي يحمل والده وهو يحدثنا بفرح عن تحقيق أمنية والده برؤية الكعبة، ووصفها بـ "قصة عشق قديمة" أخذت تكبر منذ 70 عاماً عندما كان والده يعمل في الأوقاف في خدمة المساجد وتنظيفها والأذان فيها، حيث كان يتمنى رؤية الكعبة كبقية زملائه خاصة عندما يرى وفود الحجيج الفائزين بقرعة الأوقاف.

وفجأة قاطع الشيخ المسنّ الحديث بالتصفيق ورفع يده بالدعاء لله تعالى، فابتسم ابنه وقال: "والدي يتصرف على هذا النحو منذ أن رأى الكعبة المشرفة، حيث لم يتوقف عن التصفيق فرحاً بتلك الرؤية التي تمناها طوال عمره".


ذكرى ووفاء
ما إن انتهى الحاج أبو جمال من التصفيق حتى بدأ يصرخ ويبكي كالطفل الذي يبحث عن شيء ثمين فقده، فقال نجله لـ "سبق": "منذ أن تشرف والدي برؤية الكعبة وهو على هذه الحالة يصفق أحياناً ويبكي فجأة ويندم على عدم قدرته اصطحاب والدتي التي أمضت معه عمرها تشتاق إلى هذا المكان، بعد وفاة زوجتيه الاثنتين السابقتين".


لم يغمض جفنه

واستطرد جمال في الحديث مع "سبق" بعد أداء صلاة الظهر في التوسعة الشمالية للحرم المكي، موضحاً عدم مقدرة والده على النوم في رحلة استمرت عشرة أيام وشهدت الكثير من المعاناة حتى تمكنا من الوصول إلى الحرم المكي.

وأشار إلى اختلاف مواعيد رحلات الطيران وتأخر الإقلاع، وقال: "كان أبي كلما ذهبت عيناه في غفوة يستيقظ ويسأل عما إذا كنا قد وصلنا إلى الكعبة".

دور رجال الأمن
وأشاد "جمال" بالدور الكبير الذي يقوم به رجال الأمن وشرطة الحرم حيث كانوا دائماً ما يبدون استعدادهم لتقديم أي شكل من أشكال المساعدة، وشكر حكومة خادم الحرمين على الاعتناء بضيوف الرحمن وتوفير كل أسباب الراحة لهم.