الابمان بالله مشاعل تضيء ارجاء بيت المقدس ,ورسول
الرحمة ومبعث الايمان هورسول الله زكريا عليه السلام انه
وجه الخيرفي ارض سادها الظلم وعبث الطغاة بقيم العدل فيها
والاخاء فارسل الله نبيا للناس يهديهم سبل الرشاد ويعيدهم
الى عبادة الله وحده . وكان الى جانب النبي الكريم زكريا عليه
السلام ,عالم جليل كثير الصلاح ,تقي يعبد الله مع سيدنا زكريا
ويدعو الى الخير والصلاح ..هذا العالم هوعمران .
وفي سورة ال عمران قال تعالى :
(ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على
العالمين .ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )
وكانت زوجة عمران تقيه مؤمنه ,ولم ترزق بولد . فرات ذات يوم طائرا يطعم فراخه بمنقاره ويسقيها كذالك وحين انتهى من
ذالك فرد جناحيه على فراخه وكانه يريد ان يحميها من البرد ,ورات في هذا الطائر ماتمنته لنفسها دائما ,فدعت
ربها ان يرزقها بطفل يكون لها ولزوجها خير معين .
واستجاب الله تعالى لامرات عمران , وعاهدت ربها ان يكون وليدها خادما لله في بيت المقدس ,
قال تعالى (اذ قالت امراة عمران ,رب اني نذرة مافي بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم )
وحين وضعت مولودها جاء بنتا , ومع ذالك ظلت على الوعد وقررت ان تجعلها خادمه لبيت الله .
قال تعالى : (فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسن وكفلها زكريا ,كلما دخل عليها زكرياالمحراب وجدا عندها رزقا قال يامريما انى لك ذالك قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب )
وهكذا فقد اوكل الله مريم الى سيدنا زكريا يزور مريم في المحراب , فيجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فازداد بذالك ايمانا بالله القادر على كل شيء,
اما مريم فكانت تقضي وقتها في العباده والذكروالشكر ولا تغادر بيت المقدس .
وكان سيدنا زكريا عليه السلام شيخا عجوزاامضى حياته داعيا الى الله وتقدمت به السنون وابيض شعره ,وكانت امراته عاقرا لاتنجب , فتمنى على الله ان يرزقه بولد .
قال تعالى :على لسان زكريا ( واني خفت الموالي من ورائي وكانت امراتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا, يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله ربي رضيا )
التجا الى الله بان يرزقه بالولد وان يكون هذا الولد رضيا حتى يرثه ويرث ال يعقوب العلم والنبوه .
واذا علمنا ان سيدنا زكريا عليه السلام ينتسب الىسيدنا سليمان بن داود فهمنا انه ورث النبوه مناجداده , وهويريد ان يرثه ابنه فيها , فالانبيا سعيهم في الحياة للدعوة الى الله وحده .
واجاب السميع المجيب دعوة عبده ونبيه زكريا عليه السلام , فوهب له يحيى , ونفرا ذلك في سورة ال عمران بقوله تعالى : ( فنادته الملائكه وهوقائم يصلي في المحراب , ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكامة من الله وسيدا وحصورا ,ونبيا من الصالحين )
( قال رب اجعلي ايه قال ايتك الا تكام الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكرربك كثيرا )
واحس سيدنا زكريا عليه السلام بالفرحه التي احس بها سيدنا ابراهيم الخليل حين بشرته الملائكه باسحاق .
وغمرت السعاده قلب الرسول الكريم لما لا وقدبشرته الملائكه بغلام وان الله اختار اسما لهذا الغلام وان ابنه يحيى مصدقا بكلمة من الله وانه سيد ونبي فهل بعد هذا التكريم من تكريم .
فسال ربه ان يجعل له ايه كما لسيدنا ابراهيم الخليل تدل على استجابته للدعاء .
قال تعالى : ( قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام سويا )
وخرج على الناس ذات يوم , فوجد انه غير قادرا على الكلام , فايقن انها الايه والعلامه التي تدل على ان زوجته حامل .وان المعجزه الالهيه قد تحققت , فاشار الى الناس بان يسبحو الله صباحا ومساء وراح يسبح الله بقلب ازدادا ايمانا .
وبدا الشيخ , الذي اشتعل راسه شيبا يعد الايام , وينتظر ولادة ابنه الذي سماه ربه اسما لم يسم احدبه من قبل حتى ولدته امه
فسالت دموع الفرح على لحيته البيضاء ,شاكرا لله ماوسعه الشكر .
ونما الغلام وترعرع في رعاية والديه على الهدى والايمان , فكانت طفولته بعيدة وغريبه عن دنيا الاطفال من امثاله كان لايميل الى العب بتاتا , كان محبا للخير رحيما عطوفا محبا للعلم والمعرفه شغوفا بالقراه في كل علما نافعا , فلما صارا صبيا كان قد احاط بكثيرا من العلوم .وذالك فضل من الله ورحمه ,
وعشق العباده فازداد حبا لله وقربا منه , وازداد ورعا وحكمه وعدلا.
واتاه الله الكتاب وهو صبيا لم يبلغ سن الشباب , وكان بارا بوالديه لايعصي لهم امرا وسلم عليه الله في ايامه الثلاثه , في يوم ميلاده ويوم موته وفي يوم يبعث يوم القيامه .
وكان يدعو الناس للعبادة والتوبه منالذنوب , وكان حينا يدعو الناس يبكيهم من الرحمه والخشوع ,واثر في قلوبهم بصدق الدعوة والايمان .
خرج اصحاب رسول الله محمد عليه السلام يوما , فوجدهم الرسول الكريم يتذاكرون في فضل الانبياء عليهم السلام ...
فقال قائل منهم : موسى كليم الله...
قال اخر: عيسى روح الله وكلمته..
وقال ثالث : ولكن ابراهيم خليل الله...
وطال حديث صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن الانبيا ء دون ان يذكر رسول الله يحيى .. فتدحل عليه السلام قائلا لاصحابه :
اين الشهيد ابن الشهيد...؟يلبس الوبر , وياكل الشجرمخافة الذنب ..اين يحيى بن زكريا عليما السلام ؟
فمن هذا القول يتبين ان كلاهما قد قتل فعلا على ايدي اليهود بني اسرائيل القتله الفجرة , الذين قتلو الكثير والعديد من الانبياء بغير حق .
المفضلات