المسجد الذي أسسه أحد أمراء الحج قبل 400 عام بوادي الصفراء (الوطن)


المدينة المنورة: عبدالعزيز الحربي
أعلن باحث في تاريخ المدينة المنورة اكتشافه مسجدا أثريا بالمدينة المنورة يعود تاريخ بناؤه لـ4 قرون مضت، وبقي قائما منذ ذلك العهد ونال قسطا وافرا من المدح والوصف من الرحالة والمؤرخين والأدباء الذي توقفوا للصلاة فيه أثناء طريقهم للحج.
وقال الباحث عدنان عيسى العمري لـ"الوطن": إن مسجد "الأمير رضوان" بني في أواخر الخمسينات الهجرية بمنطقة بوادي الصفراء(100 كيلو عن المدينة المنورة) وتحديدا بين العامين (1040 و1066 هـ) وبقي المسجد محتفظا ببنائه حتى هذا اليوم سوى من بعض الترميمات البسيطة على جدرانه، وكان يعرف حتى قبل 50 عاما باسم مؤسسه وأصبح يطلق عليه مسمى المكان الذي شيد به "خيف الخزامى".
وأوضح العمري أنه تقدم بدراسة لموقع المسجد التاريخي الذي شيده أمير الحج التركي "الأمير رضوان بك الفقاري" لكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ المدينة في الجامعة الإسلامية ورفعوها بدورهم بعد مراجعة محتوياتها لدارة الملك عبدالعزيز للعمل والتنسيق مع الجهات المعنية بالسياحة والآثار لحفظ الموقع وتسجيله كأحد معالم المدينة التاريخية.
وأضاف: من ضمن مشفوعات البحث وثيقة تاريخية توضح تاريخ بناء المسجد وأهمية المنطقة التي بني بها، وتمركزها كمحطة هامة في طريق الحج وقوافل التجارة القديمة، والوثائق عبارة عن مخطوطات قديمة للمسجد وصور أثرية للمسجد الذي يعد من أشهر المساجد التاريخية، وأقدمها بـ"وادي الصفراء" بالمدينة المنورة مفيدا أنه سيعلن عن هذا الاكتشاف التاريخي الجديد رسميا فور وقوف الجهات المعنية ودراسة الوثائق التاريخية الخاصة به.
وأشار العمري إلى أن منطقة "خيف الخزامي" التي بني فيها المسجد تعتبر محطة استراحة شهيرة تقف فيها قوافل الحجيج والتجارة في ذلك الزمن، مفيدا أن المسجد ذكر في مناسبات كثيرة عند المؤرخين العرب، كما لا تزال المنطقة تحتفظ بمجموعة من المنازل المتناثرة تسمى جميعها قرى "الجديّدة"، مضيفا، أن المسجد شيد وسط المباني بالقرب من عين كانت تجري مياهها أسفل المسجد.
وطالب العمري الجهات المعنية بحفظ الآثار بالنظر في بحثه المقدم وتسجيل المسجد ضمن المواقع الأثرية والتاريخية كأحد المساجد الأثرية.
وذكر العمري أن للمسجد مكانة كبيرة عند الأماكن المحيطة به، فكان الأهالي يوزعون صدقاتهم في ذلك المسجد ويقيمون في حلق علمية ويحفظون الصبية القرآن الكريم فيه، وما تزال تقام خطبة الجمعة به حتى يومنا هذا.