• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 4 من 4

    الموضوع: القدوة الحسنه

    1. #1
      الصورة الرمزية شمس ألاحلام
      تاريخ التسجيل
      Dec 2010
      المشاركات
      10,697
      معدل تقييم المستوى
      77

      افتراضي القدوة الحسنه

      القدوة الحسنه

      {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا }





      والأمة اليوم تعيش أزمة قدوات، وندرة رموز وقادة ،
      لهي بأمس الحاجة إلى رجال صادقين ، ثابتين يقولون ويفعلون ،

      يقودون الناس بالحق وينقادون ، فيعيدون للدين مجده ،
      وللأمة قوتها ، ويعيدون للعالم كله الأمن والسلام...
      ....
      حول أهمية القدوة الحسنة ، ودورها في النهضة وإصلاح المجتمع والامة ،
      سائلين المولى جلَّ وعلا أن تكون دافعاً لنا ،
      لأن نكون قدوات حسنة ، نؤثر في الناس بأعمالنا قبل أقوالنا..




      إسم لمن يُقتدى به ، فيقال:
      فلان قدوة إذا كان ممن يأتسي الناس خطاه ويتبعون طريقته..
      والإقتداء : هو طلب موافقة الغير في فعله , واتّباع شخصيته ، مع حب وإعجاب

      يجعل المقتدِي يحاول أن يطبق كل ما يستطيع من أقوال وأفعال المقتدى به .
      والقدوة والأسوة كلمتان متشابهتان ، إلا أن التأسي أشد من الاقتداء ،
      ويتفق كثيرمن أهل اللغة أن المقتدى به لابد أن يتحلى بكل صفة حميدة ،
      فلا يترك شيئاً منها ،ابتداءً من حسن مظهــره ،
      إلى معاملاته ، وأخلاقه ، وعباداته ، وكل شؤونه .


      1ـ القدوات المطلقة : وهم الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ،
      فقد عصمهم الله تعالى عن الخطأ وأكرمهم بالكمال الإنساني ،
      وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان قرآناً يمشي على الأرض .
      ....
      2 ـ القدوات المقيدة : وهم الذين يقتدى بهم في جانب دون آخر
      لأنهم غير معصومين ، كالصحابة رضوان الله عليهم ، والتابعين ،
      والأئمة الأربعة الشافعي ، ومالك ، وأحمد ، وأبو حنيفة .
      ....
      3 ـ القدوات الحية الواقعية : وهي كذلك ليست معصومة ،
      ولا يؤمن عليها الفتنة ، فيقتدى بها في جوانب دون أخرى...

      الحياة بالنسبة لكل إنسان تعتبر تجربة جديدة
      يواجهها كمتاهة واسعة، مزروعة بالألغام،
      مليئة بالشهوات والمغريات، تتشعب فيها الطرق، وتتعدد الخيارات؟
      إنه بأمس الحاجة إلى خريطة واضحة،
      تدله على طرق النجاة، وتنبهه على مناطق الخطر..
      وذلك هو الدور الذي تؤديه القدوات،
      التي تجسّد أمام الإنسان برنامج الهداية والصلاح،

      إن وجود قدوات صالحة ناجحة، أمام الإنسان،
      يحقق العديد من النتائج والأغراض، من أهمها:
      1ـ التبشير بالقيم ...

      إن القيم الفاضلة، والمبادئ الحقة ، تحتاج إلى من يتبنى نشرها
      في المجتمع الإنساني، ويبشّر بها ويدعو الناس إليها،
      ولا يقوم بهذه المهمة على أفضل وجه، إلا من كان عارفاً بتلك القيم ،
      مستوعباً لها، ملتزماً بها، ليكون صادقاً فيما يطرح ،
      مخلصاً للوظيفة التي يؤديها.
      2 ـ التجسيد الحي ...
      إن تطبيق القيم والالتزام بالمبادئ
      يستلزم حالة من الصراع مع الأهواء والشهوات في نفس الإنسان،
      إلى حد يتصور فيه الإنسان نفسه عاجـــزا عن مواجهتها،
      فيبرر لذلك بمثالية هذه القيم والمبادئ، وأن الالتزام بها برنامج نظري خيالي،
      وأن تجسيدها وتطبيقها شيء غير ممكن

      ومثل هذاالتصور، خطير على سعادة المجتمع الإنساني،
      ولكن كيف ندرأ عنه هذاالخطر؟
      لايتم ذلك إلا بوجود مجموعة من الناس، يتحملون مسؤولية
      الالتزام بهذه القيم، وتجسيدها في الواقع الحياتي،
      في الوقت الذي يكونون فيه كسائر أفراد البشر من حيث امتلاك
      الغرائز والرغبات، والعيش في نفس الظروف والأجواء.
      ووجود هذه الفئة التي تطبق القيم حرفياً، وتتحمل كل الصعوبات
      في سبيل ذلك، يشكل دافعا قوياً لسائر الأفراد للالتزام بالقيم،
      والإقتداء بتلك الفئة، وتقمص أدوارها ومواقفها ..
      3 ـ الوصول إلى كل الأفهام ...
      مستويات فهم الكلام عندالناس تتفاوت
      ولكن الجميع يتساوى أمام الرؤية بالعين المجردة لمثال حي.
      فإن ذلك أيسر في إيصال المعاني التي يريد الداعية إيصالها للمقتدى ..


      رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم نموذج ..
      أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل وأنزل معهم الكتب والشرائع ،
      فكانوا جميعاً خير من يتمثل دعواتهم ،
      وكانوا أول من يطبقون ما يدعون الناس إليه ،
      ولذلك قال شعيب لقومه
      ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله )
      (لقَدكَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ)
      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خيرالقدوات
      وأفضل من تمثل رسالته ودعوته وعاشها نموذجاً فذاً فريداً ،
      فقد كان قرآناً يمشي على الأرض وكان خُلُقه القرآن ،
      ولذلك تجد كثيراً من عامة المسلمين اليوم إذاسألت أحدهم
      من هو قدوتك أو مثلك الأعلى ؟!
      لسمعت الإجابة :_ النبي صلى الله عليه سلم !
      ولو سألته أتعرف شئياً من سيرته ؟
      فسيحدثك ولو بالقدر القليل عن سيرته عليه السلام من ولادته ونشأته
      وعبادته وشجاعته وحسن خلقه وغزواته وغير ذلك إلى الوفاة .
      وإنك لتسمع من البعض أيضاً عبارة :
      هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
      وهذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم ..
      وما ذلك إلاَّ دلالة واضحة على أن المسلمين عموماً
      لديهم الرجوع الذهني إلى القدوة المطلقة
      وهو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ..
      واسأل أتباع الديانات الأخرى نفس السؤال من هو قدوتك؟
      ترى اختلافاً عجيباً وتبايناً ملحوظاً في إجاباتهم
      وما ذلك إلا لضعف ارتباطهم بأنبياءهم ،
      ولأنهم لايعرفون عن سِيَر أنبياءهم إلا أقل القليل
      مع التحريف المعروف في كتبهم ، فالحمد لله على نعمة الإسلام
      فيفعلون ما فعل وينتهون عما نهى ويخجلون من فعل شيء لم يفعله.
      أين المسلمون عن شكر نعمة القدوة المطلقة محمد صلى الله عليه وسلم
      وأين العمل بسنته والافتخار بها ؟
      { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا }

      إن رأس الأمر في القدوة والأسوة الحسنة أن ندعو الناس بأفعالنا مع أقوالنا،
      ولذلك نجد أن للقدوة ميادين من أهمها
      1ـ العبادة والطاعات المحضة ..
      وذلك بالمحافظة على الفرائض والواجبات،
      والتزود بالإكثارمن النوافل والقربات،
      فذلك ميدان مهم من ميادين الدعوة بالقدوة ...
      2ـ علاقة القدوة بالناس وتعامله معهم ..
      من خلال حسن تصرفه وتحليه بمكارم الأخلاق والسماحة والكرم
      والعدل وطيب العشرة وطلاقة الوجه وحسن القول...
      3 ـ تكوين النفس وتربيتها ..
      علماً وأدباً وسمتاً ومظهراً،
      فهو مجال من مجالات الدعوة وأسلوب مؤثر من أساليبها،
      فيقع التأثر في نفوس الناس بمظهر القدوة وسمته ووقاره
      أكثر من تأثرهم بأقواله وعلمه ..

      حتى تكون القدوة صالحة ، لا بدّ من ...
      صفات القدوة الصالحة:
      1 ـ إقتران القول والعمل ..
      فالقدوة الصالحة تقول خيراً وتعمل خيراً ،
      فلا تجد تناقضاً بين منطقها وسلوكها..
      2 ـ حيازة مؤهلات وصفات مؤثرة ..
      لا بدّ أن يمتاز القدوة عن غيره بسمة أو سمات عديدة
      يفتقدها المقتدي أو بعضها ،
      فيسعى للسير على منوال القدوة
      من أجل اكتساب مثل مالديه من مؤهلات وصفات حميدة .
      وكلّما كانت القدوة حائزة على مؤهلات أكبر ، كانت قوّة الدفع أكبر ..
      3 ـ الثبات على المبادئ ..
      القدوة الصالحة ليست قدوة موسمية تؤثر لبعض الوقت
      أو في أماكن محدّدة ،
      إنّما هي ذات تأثير وجاذبية أينما حلّت وارتحلت
      فالثبات يعطي الانطباع عن الصدق والصبر والتحدي
      والإيمان العميق بالمبادئ التي يحملها القدوة ،
      بعكس التذبذب أو التردد أو التراجع أو التساقط .
      4 ـ العمل على السجيّة وعدم التكلّف ..
      كلّما كانت القدوة تتصرّف بوحي من ثقتها بنفسها وإيمانها ،
      وعلى سجيّتها دونما تصنّع ولا تكلّف ولا تمثيل ،
      شدّ ذلك الأنظار إليها .
      فالقول الحسن لدى القدوة يطفح كما الماء من الينبوع بعفوية وتلقائية ،
      والفعل الحسن يصدر عنها كما يصدر الشعاع عن الشمس
      والعطر من الوردة ذاتها
      القدوة ففعلها وقولها ليس طارئاً وإنّما هو من شمائلها .
      البعض يؤثر فيك من غير أن يتكلّم معك ، فسلوكه وحده قدوة ..
      5 ـ آمرة مؤتمره .. ناهية منتهية ..
      وهذا هو التطابق بين الإيمان وبين العمل ، فحتى تؤتي القدوة تأثيرها ،
      لا بدّ أن تعمل بما تأمر به ،
      حتى إذا رأى المؤتمرون فعلها بما تأمر صدّقوها وأخذوا بأوامرها .
      كمالا بدّ أن تنتهي عمّا تنهى عنه
      6 ـ تعترف بالخطأ وتسعى لتصحيحه ...
      القدوة قدوتان .
      قدوة معصومةلا يتطرّق الخطأ إلى أقوالها وأفعالها ،
      كما هم الأنبياء عليهم السلام ..
      وهناك قدوة غير معصومة ، قد يصدر عنها الخطأ
      لكنّها تسارع إلى معالجته وتفاديه والاعتراف به
      وعدم الإصرار عليه أو تكراره مستقبلاً ،
      وبذلك تكون قدوة حتى في صراحتها وشفافيتها،
      وفي سعيها إلى تصحيح ما تقع به من أخطاء .

      1ـ الإخلاص .. وهو من أعظم المطالب؛
      إذ يجب أن يفتش عنه الإنسان المقتدى به،
      2ـ الاستقامة .. على الإيمان والعمل الصالح ،
      إذ إن هناك الكثير من الصالحين، ولكن قليل من يستقيم على ذلك
      ويتمسَّك به في كل أحيانه وظروفه ،
      وفي كل زمان ومكان، فلا يتغيَّر ولا يتلون ولا يحابي.
      3ـ حسن الخلق..
      إذا كانت الاستقامة والصلاح يتوجهان إلى ذات المقتدى به
      ليكون صالحاً في نفسه قويماً في علاقته مع ربه،
      فإنَّ حسن الخلق يتوجه إلى علاقته بالناس
      وأصول تعامله معهم،
      ويُجمل ذلك المنهج الدعوة النبوية في قوله
      صلى الله عليه وسلم: "وخالق الناس بخلق حسن ...



      ماأحوج المجتمعات البشرية في عصرنا هذا إلى إبراز القدوات الصالحة ،
      حيث أن إعلام الحضارة المادية ، يصنع ويقدم للناس قدوات زائفة فاسدة،
      تتمثل في العناصر المتاجرة بجمالها ومفاتنها،
      والمجاهرة بالانحــراف والفساد الأخلاقي..
      فالمجلات والصحف تتسابق على نشر صور المغنين والمغنيات،
      والممثلين وعارضات الأزياء .. بما فيها من مجون وخلاعة وفساد..
      وفي عصر العولمة، أصبحت هذه العناصر الشاذه شخصيات عالمية،
      تنشر صورها وأخبارها في كل مكان...ويقتدى بها ..


      * المحاسبة توجب للقدوة أن يمقت نفسه في جانب حق الله عليه،
      قال محمد بن واسع محتقرًا نفسه وهو القدوة العابدة:
      "لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أنيجلس معي".
      * قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
      "من مقت نفسه في ذات الله آمنه الله منمقته".
      * قد رسم الإمام أحمد يومًا لتابعيه ما يقوم به هو مع نفسه،
      مستعـــيــرًا الحكمة ، فكان يقول لهم:
      "مكتوب في حكمة آل داود
      حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات:
      ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه،
      وساعة يخلو فيها مع إخوته الذين يخبرونه بعيوبه ويَصدقونه عن نفسه،
      وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحلّ ويجمل؛
      فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجمامًا للقلوب".
      * كان عمررضي الله عنه دائمًا يوصي كبار رجال الدولة،
      وهم القدوة لغيرهم، قبل وصيته لغيرهم،
      فقد كتب عمر بن الخطاب إلى بعض عماله:
      "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة،
      فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة،
      عاد أمره إلى الرضى والغبطة،
      ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه، عاد أمره إلى الندامة والخسارة"
      قد يحسب الكثير أن القدوة ليس بحاجة إلى محاسبة نفسه
      أو تقويم سلوكه، بزعم أنه قد تخطَّى هذه المراحل،
      ولكن إذا علم العقلاء أن من التأثير البالغ في التربية بالقدوة
      أنتبه القدوة إلى نفسه الانتباه المتواصل،
      وأن يغيِّر من سلوكه دائمًا نحو الأفضل،
      لأيقنوا بأن هذه المقولة لا وجو دَ لها في عالم التربية المؤثرة؛
      لأن محاسبة النفس هو طريق استقامتها وكمالها وفلاحها وسعادتها
      والقدوة قوَّام في الأصل على نفسه أولاً،
      لا يعجز بالأماني، فيضيع مَن يقتدي به،
      ويزن نفسه في كل لحظاته،
      ليربي تابعيه على حساب أنفسهم قبل يوم الحساب،
      وعلى التزيُّن للعرض الأكبر يوم الميزان،
      وكلما استعد القدوة ليخفَّ حسابه كمسئول عن تابعيه،
      علمهم هذا الفهم الدقيق في دنياهم قبل مشقة يوم الحساب





      أمة الإسلام في مرحلة تحتاج فيها أن توصل للعالم كله
      صورة الشخص المسلم المتديّن كأحسن ما تكون،
      ولن يتأتّى لنا ذلك إلا إذا بدأ كل فردٍ بنفسه،
      فهذبها واستكمل فضائلها، ونقّاها من رذائلها وشوائبها،
      وربّاها كأحسن ما تكون التربية، روّضها في رياض الطاعة،
      وهذا الدرب ولا غيره هو ما سيوصل الأمة بفضل الله إلى القيادة والريادة،
      وينشر دعوة الإسلام في أصقاع الأرض.
      أرشد الإمام الشافعي مؤدِّب أولاد هارون الرشيد فقال
      "ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاح نفسك،
      فإن أعنّتهم معقودة بيدك، فالحسن عندهم مااستحسنته،
      والقبيح عندهم ما تركته"
      ومثله قول أحدهم: "
      كونوا عبّادًا قبل أن تكونوا قوّادًا تصل بكم العبادة إلى أحسن قيادة ..
      رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى في القدوه
      أدّبه ربه فأحسن تأديبه، واعتصم بالحلم والصبر على الأذى،
      وخفض الجناح ، والرفق، وحسن المعاملة ،
      مع قوة الشخصية والمهابة العلمية ،
      فبلغت دعوته ما بلغت، وبلغت محبته في القلوب مابلغت..
      معاذ رضي الله عنه قبل أن يبعثه صلى الله عليه وسلم لدعوة الناس،
      حدّد له ما يجب أن تكون عليه شخصيته ،
      فأوصاه بتقوى الله، وصدق الحديث ، والوفاء بالعهد ،
      وأداء الأمانة ، وترك الخيانة، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم،
      ولين الكلام، وبذل السلام، وحسن العمل، وقصر الأمل،
      ولزوم الإيمان، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة، والجزع من الحساب،
      وخفض الجناح، ونهاه عن أن يسب حكيمًا، أو يكذب صادقًا،
      أو يطيع آثمًا، أو يعصي إمامًا عادلاً، أو يفسد أرضًا،
      وأوصاه باتقاء الله عند كل حجر وشجر ومدر.
      أوصاهُ كما أوصى غيرهُ من دعاةِ الخير ورُسِل العقيدة
      بكل معاني تربية النفس، و معالم تهذيبها، والارتقاء بها.
      و شخصية لها هذه الصفات كيف يقابلها الآخرون..؟!!!،
      وما هوتأثيرها ولو لم تتكلم..؟!!!، ولو لم تعتلي المنابر..؟!!،
      وتتحدث في المؤتمرات والقنوات..؟!!!.
      حقاً "إن لله رجالاً أحيوا الحق بذكره، وأماتوا الباطل بهجره".
      لذلك نريدكم أيها الأعضاء الكرام ، يا من أكرمكم الله بهذا الالتزم ،
      أن تكونوا قدوات في كل شؤون الحياة؛
      علماً وعملاً، ديناً و خلُقاً، تعاوناً وبراً وحباً للخير لكم ولغيركم،
      نريدكم أدوات دعوة متحرّكة في أي مكان وُجدتم،
      تنطق ألسنتكم وأعمالكم وعلاقاتكم بخُلق الإسلام و خيريته،
      والله لا يضيع أجرمن أحسن عملاً.
      و لنقيّم أنفسنا ولنقوّم معوجّها ولنصل بها لأعلى مراتب الكمال
      كما أراد لنا هذا الدين..!




      حبينا نختم معكم بهذآ النموذج ..
      وتظل القيم والمثل العليا حقائقَ مجردةً.. لا تأثير لها ولا فائدة..
      حتى تتحوَّل إلى نموذج عملي في حياة البشر..
      فتؤثر في تصرفاتهم وسلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم..
      وتبقى المناهج التربوية مجردَ حبر على ورق..
      وكلماتٍ لا روح فيها ..
      ولا تشغل حيِّزًا سوى المساحة التي احتلتها مما كُتبت فيه..
      حتى يطبِّقها الناس في حياتهم.. ويتخلَّقوا بها..
      وتتحوَّل إلى نموذج عملي يكون على أرض الواقع..
      ورحم الله صاحب الظلال؛ فقد قال:
      "ستظل كلماتنا عرائس من الشمع.. لا روح فيها ولاحياة..
      حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح.. وكُتبتلها الحياة"
      وهل نموت من أجل كلمات لم نعِشلها.. ولم نتخلَّق بها..
      ولم تتحوَّل إلى واقعٍفي حياتنا؟!
      وقد قالوا قديمًا:
      "عمل رجلٍ في ألف رجلٍ خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجلٍ"
      ومن هنا تنبع أهمية الموضوع الذي تحدثنا عنه .. ألا وهو القدوة ..
      فلذلك لا يخفى على أي إنسان يعيش في عصرنا..
      ويرى واقعنا، ويشاهد إعلامنا..
      أننا نعيش أزمة غياب القدوة الحسنة.. والتي تأخذ بأيدي الناس إلى الخير..
      القدوة التي تقدم البذل الصامت على الكلام البرَّاق..
      وينبع الصدق من فعلها قبل كلامها..
      ورحم الله صاحب الظلال ، فلقد قال:
      "إن الكلمة لتنبعث ميتة، وتصل هامدة..
      مهما تكن طنانة رنانة متحمسة..
      إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها..
      ولن يؤمن إنسان بمايقول حقًّا ..
      إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول..
      وتجسيمًا واقعيًّا لما ينطق..
      عندئذٍ يؤمن الناس، ويثق الناس..
      ولو لم يكن في تلك الكلمة طنين ولا بريق..
      إنها حينئذٍ تستمد قوتها من واقعها لا من رنينها..
      وتستمد جمالها من صدقها لا من بريقها..
      إنها تستحيل يومئذٍ دفعة حياة..
      لأنها منبثقة من حياة"
      ....

      كتب الله آجر الجميع ...

    2. #2
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية منارالكون
      تاريخ التسجيل
      May 2010
      المشاركات
      27,351
      معدل تقييم المستوى
      113

      افتراضي رد: القدوة الحسنه






      الحَياھ لتگّونْ بَسّيطہْ فَـ ھيَ تَحتاج لِأمَرينْ الإبتسّامَہ وَ الصّبرْ ♥

    3. #3
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية غيمة شتآء !~
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      حضـن غ’ـيمة !~
      المشاركات
      9,372
      معدل تقييم المستوى
      78

      افتراضي رد: القدوة الحسنه

      قال محمد بن واسع محتقرًا نفسه وهو القدوة العابدة:
      "لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس معي".
      ي الله
      كيف هو حالنا من مقولة هذا العابد

      ،
      اللهم ارحمنا ونقنا من الذنوب والخطايا

      '
      شمس 004
      ربي يسعدك
      درر هي مواضيعك:82:
      ،








      اللهم ارحمني اذا نُسي اسمي وبُلي جسمي وهُجر قبري ولم يزرني زائر
      ولم يذكرني ذاكر

    4. #4
      الصورة الرمزية شمس ألاحلام
      تاريخ التسجيل
      Dec 2010
      المشاركات
      10,697
      معدل تقييم المستوى
      77

      افتراضي رد: القدوة الحسنه

      جزاكم الله خير على طيب تواجدكم الرائع
      نور الله حياتكم بكل خير وسعاده

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. هل القدوة الحسنة لها اثاث في التاثير
      بواسطة بروق الفجر في المنتدى عقار ينبع شقق تمليك - شقق وغرف للايجار - اراضي للبيع
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 26-09-2016, 06:01 AM
    2. القدوة ومن يتأسي بها
      بواسطة نسمات الجنة في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 04-08-2015, 08:40 AM
    3. القدوة الحسنه
      بواسطة 00.00.01 في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 25-10-2012, 09:53 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com