موجبات الظلال يوم القيامة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين...وبعد
فهذة رسالة إلى كل مسلم يعبد الله ولا يشرك به شيئا رسالة إلى كل من خاف ذلك اليوم الآخر,يوم القيامة الذي مقداره خمسين ألف سنة يوم عظيم هوله شديد وكربه عظيم والذي يبلغ فيه الناس من التعب والجهد مبلغاً عظيما,وتدنو الشمس منهم مقدار ميل ويكثر منهم العرق فيكون منهم على قدر أعمالهم ويذهب في الأرض مسافة بعيدة فيبلغون من الضنك والضيق مالا يعلمه إلا الله .
فعن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله يقول:الله تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق, فمنهم من يكون إلى كعبيه, ومنهم من يكون إلى ركبتيه, ومنهم من يكون إلى حقويه, ومنهم من يلجمهم العرق إلجاماً, وأشار رسول الله إلى فيه).
[ رواه مسلم] .
وفي حديث آخر
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: الله إن العرق ليذهب يوم القيامة في الأرض سبعين باعاً, وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم ).
[ متفق عليه ] .
فياله من موقف يشيب الولدان فيه ,
يقول الله عز وجل ( يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبا ً).
ولكن وفي هذا الموقف يكون هناك أناس في ظل عرش الرحمن في راحة وأمان, ومنهم هؤلاء الذين سنذكرهم في سياق حديثنا حيث يجمعهم وصف الخوف من الله وإخلاص العمل لله مع شدة الداعي إلى ضديهما.ذكرهم رسول الله ترغيباً في أعمالهم وحثاًً لنا عليها. وقد قال ابن القيم- رحمه الله -اللهإنك إذا تأملت الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى) .

1) فعن أبي هريرة وأبي سعيد –ما –عن النبي قال:سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:أمام عادل, وشابُ نشأ في عبادة الله , ورجل قلبه معلق بالمساجد, إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل ذكرالله خاليا ففاضت عيناه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال, فقال إني أخاف الله , ورجل تصدق بصدقة,فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه).
[ متفق عليه] .

2) من أنظر معسراً أو وضع عنه:فعن أبي اليسر قال: سمعت رسول الله يقول: الله من أنظر معسراَ أو وضع عنه, أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ).
[حديث صحيح أخرجه أحمد. وقال الألباني حديث صحيح] .وابن ماجه وغيرهما
أنظر معسراً: أي أمهله في قضاء الدين. ومعنى : وضع عنه: أي تجاوز عن الدين أو بعضه.

3) من أظل رأس غازٍ في سبيل الله :فعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ( من أظل رأس غازٍ, أظله الله يوم القيامة).
[ حديث صحيح أخرجه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه] .

4) الشهيد في سبيل الله :
عن أبي بن كعب أنه قال:الله الشهداء يوم القيامة بفناء العرش في قبابٍ ورياضٍ بين يدي الله تعالى ) . حديث جيد وله حكم المرفوع إلى النبي لأن مثله لا يقال بالرأي.
وقال : ( للشهيد عن الله ست خصال وذكر ويأمن من الفزع الأكبر ).
[ رواه الترمذي عن المقداد بن معد يكرب ] .
وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله : ( ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر )
. [صحيح الجامع الصغير 3/171] .

5) من أعان مجاهداًً في سبيل الله أو غارماً في عسرته أو مكاتباً في رقبته:

عن عبد الله بن سهل بن حنيف, عن أبيه, أن رسول الله قال: من أعان مجاهداً في سبيل الله أو غارماٍ في عسرته أو مكاتباً في رقبته أظله الله يوم لا ظل ألا ظله).[
حديث صحيح أخرجه أحمد والطبراني ] .

6) المؤمن يقاتل بنفسه وماله في سبيل الله :
عن عتبة بن عبد السُلمي قال: قال رسولالله : ( القتلى ثلاثة رجل مؤمن, قاتل بنفسه وماله في سبيل الله , حتى إذا لقي العدو, قاتلهم حتى يقتل, فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله , تحت عرشه لا يفضُله إلاَّ النبيون بدرجة النبوة ورجلٌ مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله , حتى إذا لقي العدو, قاتل حتى يقتل محيت ذنوبه وخطاياه.أن السيف محَّاء الخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء, فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب, وبعضها أفضل من بعض , ورجلٌ منافق جاهد بنفسه وماله, حتى إذا لقي العدو, قاتل في سبيل الله حتى يقتل, فإن ذلك في النار, السيف لا يمحو النفاق ).
[ حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده ] .

7) قراءة البقرة وآل عمران
قال رسول الله : (اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران) فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن أصحابهما
. ( رواه مسلم).

8) الصدقة
وعن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله يقول : (كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس)
( صحيح الترغيب والترهيب)