هل تخيلتم الحالة التي تصل اليها الفتاة عندما تتصل بجهة امنية وتقول:
"ألو..انقذوني! هناك شخص يبتزني"
لا بد انه حدٌ انهارت عنده جميع خطوط الدفاع وجميع وسائل الخلاص من الورطة وسقط حاجز الخوف من الفضيحة وفرض الموقف نفسة.. إما النجاة وإما المصير المجهول..
اخبار ابتزاز الفتيات تتكرر وتنتشر، وارجوا انها لم تصل حد الظاهرة.. ولكننا نتساءل كثيراً أين تربت تلك النفوس وأين تشكلت تلك الشخصيات ..
,,
عجبت كثيراً من قسوة المبتز وجرأته، قسوة تمثلت في التفنن في ايلام الضحية والتلذذ بإيذائها في شكل يشبه الانتقام العنيف او تفريغ حاله قهرية حيث يجد المبتز سعادته في انتصاره وانتصاره يعني اذلال الضحية ورؤيتها مُهانه، اما الجرأة فهي بالتفضيح وتعرية الضحية امام الناس وتمزيق كل صفة تسترها وكشف أسرار كان يسترها وفاء المصلحة والتهديد بنشرها بين اهلها واقاربها وزوجها بل على الملأ كله عبر الانترنت واليوتيوب والكتابه على الجدران وبأقصى درجات التوثيق بدون ادنى خشية من والوقوع في كمين او انتقام احد من طرفها..
ومن حقنا ان نتساءل ماذا لو افترقا وكلٌ ذهب في سبيله!
ألم يكن ذلك أرحم وأهون وأجدر!
,,
الى هنا ربما تتجه مشاعر الكراهية الى المبتز لانه صاحب المبادرة في التهديد والاعتداء..
ولو سلطنا الضوءعلى الضحية واستثنينا الفئة التي لا تقيم اي علاقة مع المبتز وانما هو من اقتحم خصوصيتها بطريقة ما، فان الضحايا بما فيهن المراهقة الطرية والراشدة الناضجة، العازبة والمتزوجة، الطالبة وسيدة الاعمال في كثير من القضايا تقيم الفتاة العلاقة مع منح الشاب كامل الصلاحيات، تتفنن فيها الفتاة بعرض ما لديها من بضائع الانوثة والمال في حين تسمح بحبس لقاءات الغرام في صور ومقاطع بدون اي احتراز وقد تمد عشيقها بالمال قبل الانقلاب عليها وتستمر العلاقة بحميمية تصل بعضها الى سنين، وهذه جرأه غير معتادة اكتوت بعواقبها كثيراً من الفتيات واصبحن لا يملكن الا الانصياع والبقاء تحت رحمة الشاب وشفقتة ان اراد ابقاها اسيرة لرغباته وان اراد اعتقها بفدية من لدنها مادية كانت ام معنوية تتخللها مفاوضات ومساومات سرية وانهيارات نفسية قد تدفع فيها الفتاة اغلى ما تملك في سبيل التحرر من الاعتقال واسترداد الكرامة، ان كان ما يزال هناك اغلى ما تملك!
,,
اضحت قصص الابتزاز شبة يومية تلون صفحات الصحف الورقية والالكترونية..
وفي كل مرة نقرأ واقعه تهتز الوجدان لها ويضطرب العقل لفحوى احداثها يؤلمنا غياب الرحمة والمروءة في ثناياها..
,,
هنالك أمور تثير الحيرة في فهم تطور حالة الابتزاز، هل الدافع اختلال الشخصية واكتسابها صفات اجرامية ام أن غياب الوعي بمآلات الابتزاز كان سمة مشتركة بين المبتزين لنلقي باللائمة عليه..
,,
تساوت سيدة الاعمال المليونيرة الناضجة مع طالبة الثانوي ذات السابعة عشر ربيعا وتساوى الاكاديمي الجامعي مع عامل توصيل الطلبات، بل بعض المبتزين بلغ الخمسين والستين من العمر، وبعض الضحايا كن نساء ناضجات مستقلات ماديا وفكريا وعندهن حرية ووعي بادارة امورهن، كلٌ له ظروفه التى تتابعت احداثها وانغمست في الظلام اطرافها حتى استفحل الامر ووقع ما لم يكن في الحسبان..
,,
لم نعهد في اخلاق شباب وفتيات الجزيرة مثل ذلك الانحدار السلوكي..
نحن من يباهي شبابنا بالغيرة على نسائهم حتى انه من المألوف في مجتمعنا ان الشلة من الذكور اذا التقت في الحارة للدردشة والتسلية ومرت امرأة امامهم توقفوا عن المزاح او التلفظ بمفردات مخجله للانثى امعانا واجلالاً منهم ان حياءها لا يجب ان يُخدش ولو بالمزاح..
فاين تربى مبتز اليوم واين خلع ثوب الشهامة التي عهدناها؟؟
,,
لا يخفى على اي انسان عاقل ان النفس البشرية كالصفحة الناصعة البياض
ينطبع فيها كل ما ترصده الجوارح ويحتضنه العقل والوجدان
من هنا اريد التعرف على العوامل المعنوية التى ارغمت بعض النفوس للتخلي عن سموها والتجرد من قيمها
لينقلب المحب الوديع الى كائن مفترس يستعذب استنزاف ضحيته قبل ان يفتك بها
في حين يضمحل ادراك الفتاة وتختار ان تكون وردة تعصف بها الرياح ؟؟
م / ن
لكاتبه زيـآد
المفضلات