• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 7 من 7

    الموضوع: صفات العالم الجاهل

    1. #1
      الصورة الرمزية شمس ألاحلام
      تاريخ التسجيل
      Dec 2010
      المشاركات
      10,697
      معدل تقييم المستوى
      77

      افتراضي صفات العالم الجاهل

      صفات العالم الجاهل


      صفات العالم الجاهل
      للإمام محمد بن الحسين الآجري المتوفى سنة 360
      قال في كتابه "أخلاق العلماء" :


      فإن قال قائل :
      فصِفْ لنا أخلاقَ هؤلاء العلماء الذين عِلْمُهم حُجَّهٌ عليهم،
      حتى إذا رأينا من يُشار إليه بالعلم اعتبرنا ما ظَهرَ من أخلاقهم، فإذا رأينا أخلاقاً لا تَحْسُن بأهل العلم اجتنبناهم،
      وعلمنا أنَّ ما استبطنوه من دناءة الأخلاق أقبحُ مما ظهر،
      وعلمنا أنه فتنةٌ فاجتنبناهم،
      لئلا نُفْتتن كما افتُتِنوا،
      والله موفِّقنا للرشاد .


      قيل له:
      نعم،
      سنذكر من أخلاقِهم ما إذا سمعها من يُنسب إلى العلم رَجَعَ إلى نفسه،
      فتصفَّحَ أمره،
      فإن كان فيه خُلقٌ من تلك الأخلاقِ المكروهةِ المذمومة،
      استغفر الله،
      وأسرع الرَّجعة عنها إلى أخلاقٍ هي أولى بالعلم،
      مما يقرِّبهم إلى الله عز وجل
      وتجافى عن الأخلاق التي تُباعدهم عن الله.


      فمن صفته في طلبه للعلم
      يطلبُ العلم بالسَّهْو والغفلة،
      وإنما يطلب من العلم ما أسرع إليه هواه .


      فإن قال :
      كيف ؟


      قلت :
      ليس مرادُه في طلب العلم أنه فُرِض عليه ليتعلَّم كيف يعبدُ الله فيما يعبدُه من أداء فرائضه
      واجتناب محارمِه،
      إنما مُرادُه في طلبه:
      أن يكثر التعرُّف أنَّه من طلاب العلم،
      وليكون عنده،
      فإذا كان عنده هذَّب نفسه.


      وكلُّ علم إذا سمعه أو حفظه شَرُفَ به عند المخلوقين،
      سارَع إليه،
      وخَفَّ في طلبه،
      وكلُّ علمٍ وَجَبَ عليه فيما بينه وبين ربِّه عزَّ وجلّ أن يَعْلَمَه،
      فيعملَ به،
      ثَقُل عليه طلبُه،
      فتركه على بصيرةٍ منه،
      مع شدِّة فقره إليه.


      يَثْقُل عليه أن يفوتَه سَماعٌ لِعلمٍ قد أراده،
      حتى يُلزِمَ نفسَه بالاجتهاد في سماعه،
      فإذا سمعه هان عليه تَركُ العمل به،
      فلم يُلْزِم نفسه ما وجَبَ عليه من العمل به كما ألزمها السَّماعَ، فهذه غفلةٌ عظيمة.


      إن فاته سماعُ شيء من العلم أحزَنه ذلك،
      وأسِف على فَوته،
      كلُّ ذلك بغير تمييز منه،
      وكان الأولى به أن يَحزَنَ على علمٍ قد سمعه،
      فوجَبَتْ عليه به الحجةُ،
      فلم يعمل به،
      ذلك كان أولى به أن يحزَن عليه ويتأسَّف.


      يتفقه للرياء ،
      ويُحاجُّ للمِراء،
      مناظرتُه في العلم تُكْسِبُه المأثم،
      مُرادُه في مناظرته أن يُعرَفَ بالبلاغة،
      ومراده أن يخطئ مناظره،
      وإن أصاب مناظرُه الحق أساءه ذلك.


      فهو دائبٌ يَسُرُّه ما يَسُرُّ الشيطان،
      ويكره ما يحبُّ الرحمن،
      يتعجَّب مِمَّن لا يُنصِف في المناظرة،
      وهو يجور في المحاجَّة،
      يحتجُّ على خطئِه وهو يعرفه،
      ولا يُقِرُّ به،
      خوفا أن يُذمَّ على خطئه.


      يُرخِّص في الفتوى لمن أحب،
      ويشدِّد على من لا هوى له فيه.


      يذُمُّ بعض الرأي،
      فإن احتاج الحكم والفتيا لمن أحبَّ دلَّه عليه، وعمل به.


      من تعلَّم منه علماً
      فَهمَّتُه فيه منافعُ الدنيا،
      فإن عاد عليه خَفَّ عليه تعليمُه،
      وإن كان مِمَّن لا منفعة له فيه للدنيا - وإنما منفعته للآخرة - ثَقُل عليه.


      يرجو ثوابَ علمٍ ما لم يعمل به،
      ولا يخافُ سوءَ عاقبةِ المساءلة عن تخلُّفِ العمل به.


      يرجو ثوابَ الله على بُغضِه من ظنَّ به السوءَ من المستورين،
      ولا يخاف مَقتَ الله على مداهنته للمهتوكين.


      ينطق بالحكمة،
      فيظن أنه من أهلها،
      ولا يخاف عِظيَمَ الحُجةِ عليه لتركِه استعمالها.


      إن علم ازداد مباهاةً وتصنُّعاً،
      وإن احتاج إلى معرفة علمٍ تركه أنِفاً.


      إن كُثر العلماءُ في عصره فذُكروا بالعلم أحبَّ أن يُذكرَ معهم.


      إن سُئل العلماءُ عن مسألةٍ فلم يُسأل هو،
      أحبَّ أن يُسأل كما سُئل غيره ،
      وكان أولى به أن يَحمَدَ ربَّه إذ لم يُسأل،
      وإذ كان غيره قد كفاه.


      إن بَلَغه أنَّ أحداً من العلماء أخطأ، وأصاب هو،
      فَرِحَ بخطأ غيره،
      وكان حكمُه أن يَسُوءَه ذلك.


      إن مات أحدٌ من العلماء سَرَّه موتُه،
      ليحتاجَ الناس إلى علمه.


      إن سُئل عمَّا لا يعلم أنِف أن يقول:
      لا أعلم، حتى يتكلف مالا يَسَعُه في الجواب.


      إن علم أنَّ غيرَه أنفعُ للمسلمين منه كَرِه حياته،
      ولم يُرشِدِ الناسَ إليه.


      إن علم أنه قال قولا فتُوبِع عليه،
      وصارت له به رتبةٌ عند من جَهِله،
      ثم علم أنه أخطأ أنِف أن يرجع عن خطئه،
      فيثبتُ بنصرِ الخطأ؛
      لئلا تسقط رتبتُه عند المخلوقين.


      يتواضع بعلمه للملوك،
      وأبناء الدنيا، لينال حظَّه منهم بتأويل يُقيمه،
      ويتكبَّر على من لا دنيا له من المستورين والفقراء،
      فيَحرِمُهم علمَه بتأويلٍ يُقيمه.


      يَعُدُّ نفسَه في العلماء،
      وأعمالُه أعمالُ السُّفهاء،
      قد فَتَنه حُبُّ الدنيا والثناءُ والشرفُ والمنزلةُ عند أهل الدنيا،
      يتجمَّل بالعلم كما تتجمَّل بالحُلَّةِ الحسناءُ للدنيا،
      ولا يُجمَّلُ علمُه بالعمل به.


      قال محمد بن الحسين :
      من تدبَّر هذه الخصال،
      فعرَفَ أنَّ فيه بعضَ ما ذكرنا،
      وجَبَ عليه أن يستَحِيَ من الله،
      وأن يُسرعَ الرجوعَ إلى الحقِّ.
      وسأذكر من الآثار بعضَ ما ذكرتُ،
      ليتأدب به العالم إن شاء الله.


      فأمَّا قولنا :
      يتجمَّل بالعلم،
      ولا يُجَمِّلُ علمه بالعمل به:


      عن حبيب بن عبيد قال
      : «تَعَلَّموا العلم، واعقِلوه، وانتفعوا به، ولا تَعَلَّموه لِتَتجمَّلوا به، فإنه يوشك إن طال بك العمر أن يتجمَّل بالعلم، كما يتجمَّل الرجلُ بثوبه »


      قال طاوس :
      «ما تعلََّمت فتعلَّم لنفسِك، فإن الأمانةَ والصدق قد ذهبا من الناس »


      قال محمد بن الحسين :
      وأما من كان يكره أن يُفتي إذا علم أنَّ غيرَه يكفيه:


      قال عبد الرحمن بن أبي ليلى:
      «أدركتُ عشرين ومئة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار،
      إذا سُئل أحدُهم عن الشيء، أحبَّ أن يكفيَه صاحبُه»


      وعن سفيان قال :
      « أدركتُ الفقهاءَ وهم يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا،
      ولا يفتون حتى لا يجدوا بُدَّاً من أن يفتوا »


      وعن عمير بن سعيد قال :
      سألت علقمة عن مسألة، فقال :
      ائت عبيدة فاسأله، فأتيت عبيدة فقال:
      ائت علقمة، فقلت:
      علقمة أرسلني إليك، فقال:
      ائت مسروقا فاسأله، فأتيت مسروقا،
      فسألته فقال:
      ائت علقمة فاسأله، فقلت:
      علقمة أرسلني إلى عبيدة،
      وعبيدة أرسلني إليك، فقال:
      ائت عبد الرحمن بن أبي ليلى،
      فأتيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، فسألته فكرهه،
      ثم رجعت إلى علقمة فأخبرته قال:
      كان يقال :
      «أجْرَأُ القوم على الفُتيا أدْناهم علماً»


      قال سفيان الثوري :
      «من أحبَّ أن يُسألَ فليس بأهلٍ أن يُسأل»(1)


      (1) قال علي بن المديني:
      كان سفيان بن عيينة إذا سئل عن شيء قال: لا أُحْسِن.


      فنقول: من نسأل؟


      فيقول:
      سل العلماء، وسل الله التوفيق.[السير 8 /469]


      ۞ قال مخلد بن حسين رحمه الله:
      إن كان الرّجل لَيسمع العلم اليسير، فيسودُ به أهل زمانه، يُعرف ذلك في صدقه وورعه،
      وإنّه لَيروي اليوم خمسين ألف حديث ... لا تجوز شهادته على قلنسوته. [الكفاية للخطيب ص6]


      ۞ قال الوليدُ بنُ مسلمٍ :
      " سألتُ الأوزاعيَّ ، و سعيدَ بن عبد العزيز ، و ابنَ جُرَيجٍ : لِمَنْ طلبتُم العلم ؟
      كلُّهم يقول :
      لنفسي ، غير أن ابن جريج فإنّه قال: طلبتُه للنّاس"


      قال الحافظ الذهبي معلّقاً:


      "قلتُ :
      ما أحسنَ الصّدق !
      واليومَ تسألُ الفقيهَ الغبيَّ :
      لِمَنْ طلبتَ العلم ؟ فيُبادر و يقول :
      طلبتُه لله ، و يكذبُ ؛
      إنّما طلبه للدُّنيا ، و يا قِلَّةَ ما عَرَفَ منه "
      [ سير أعلام النّبلاء 6/86]


      ۞ قال هشام الدستوائي:
      والله ما أستطيع أن أقول:
      إني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل.


      قال الذهبي: "قلت:
      والله ولا أنا.


      فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا،
      وصاروا أئمة يُقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه، ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق، كما قال مجاهد وغيره:
      طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعد، وبعضهم يقول:
      طلبنا هذا العلم لغير الله،
      فأبى أن يكون إلا لله.


      فهذا أيضا حسن.


      ثم نشروه بنية صالحة.


      وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا،
      وليثنى عليهم، فلهم ما نووا:
      قال عليه السلام:
      " من غزا ينوي عقالا فله ما نوى ".


      وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم،
      ولا لهم وقع في النفوس،
      ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل،
      وإنما العالم من يخشى الله تعالى.


      وقوم نالوا العلم،
      وولوا به المناصب،
      فظلموا،
      وتركوا التقيد بالعلم،
      وركبوا الكبائر والفواحش، فتبا لهم،
      فما هؤلاء بعلماء !


      وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل، وأفتى بالرخص، وروى الشاذ من الأخبار.


      وبعضهم اجترأ على الله،
      ووضع الأحاديث، فهتكه الله، وذهب علمه، وصار زاده إلى النار.


      وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا، وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل، وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر،
      ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير،
      أوهموا به أنهم علماء فضلاء،
      ولم يَدُرْ في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله،
      لأنهم ما رأوا شيخاً يقتدى به في العلم، فصاروا همجاً رعاعاً،
      غاية المدرس منهم أن يحصل كتبا مثمنة يخزنها وينظر فيها يوما ما،
      فيصحف ما يورده ولا يقرره.



      فنسأل الله النجاة والعفو، كما قال بعضهم:
      ما أنا عالم ولا رأيت عالما". [سير أعلام النبلاء 7 / 152 – 153]

    2. #2
      اخو الجميع الصورة الرمزية خيالي
      تاريخ التسجيل
      Dec 2011
      المشاركات
      26,879
      معدل تقييم المستوى
      50

      افتراضي رد: صفات العالم الجاهل

      ربي يعطيك العافية ويجزاك خير الجزاءء

    3. #3
      أحنّلگ يآ شيّ مآيشبهه شيّ الصورة الرمزية ساحبه عالدنيا
      تاريخ التسجيل
      Dec 2010
      الدولة
      تائهه في زمن اغبر
      المشاركات
      3,780
      معدل تقييم المستوى
      63

      افتراضي رد: صفات العالم الجاهل

      اسال الله ان يجعل ماتخطه يداك
      في ميزان حسناتك
      004

    4. #4
      الصورة الرمزية بنت ابوها
      تاريخ التسجيل
      Jul 2010
      المشاركات
      7,134
      معدل تقييم المستوى
      72

      افتراضي رد: صفات العالم الجاهل

      جزاك الله الف خير





    5. #5
      الصورة الرمزية هيبة ملاك
      تاريخ التسجيل
      Nov 2010
      المشاركات
      6,981
      معدل تقييم المستوى
      69

      افتراضي رد: صفات العالم الجاهل

      جزاكـ ا للهـ خير ..





      (اللهم امين.


    6. #6
      الصورة الرمزية شمس ألاحلام
      تاريخ التسجيل
      Dec 2010
      المشاركات
      10,697
      معدل تقييم المستوى
      77

      افتراضي رد: صفات العالم الجاهل

      مروركم له عذوبة الماء


      وإشراقة أحرفكم


      كيوم في فصل الربيع


      فـ لوجودكم وقع مبجل


      انحنت له عروش الكلام


      شكرا لتواحدكم الكريم

      احتراااااامي

    7. #7
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية مومهم اسمي
      تاريخ التسجيل
      Oct 2008
      المشاركات
      21,260
      معدل تقييم المستوى
      107

      افتراضي رد: صفات العالم الجاهل

      يعطيك العافيه
      على الطرح الرائع..
      وجعله من موازين حسناتك
      واسكنك الله الفردوس الاعلى من الجنان

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. صفات الأبراج
      بواسطة رنيم حمدي في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-10-2021, 09:40 PM
    2. اربع صفات من قوم لوط
      بواسطة الجواهر الغالية في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 01-08-2017, 04:19 PM
    3. صفات حوض الرسول
      بواسطة شمس ألاحلام في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 26-08-2012, 12:23 PM
    4. صفات العاقل و صفات الجاهل ...,
      بواسطة سمو الذات في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 21-01-2011, 11:11 PM
    5. خريطة العالم(اطلس العالم) و باللغة العربيه........
      بواسطة مومهم اسمي في المنتدى السياحه والسفر
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 16-10-2010, 07:46 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com