• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 3 من 3

    الموضوع: معتقدات غريبة وأنبياء لم يذكرهم التاريخ الديني وطقوس يمارسها من يطلبون الشفاعة

    1. #1
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي معتقدات غريبة وأنبياء لم يذكرهم التاريخ الديني وطقوس يمارسها من يطلبون الشفاعة

      يشكل موضوع الأضرحة في الواقع العربي والإسلامي جملة من الإشكاليات الكبيرة التي تتنوع ما بين القضايا السياسية والحساسيات الدينية والنعرات المذهبية.. بالإضافة إلى كثير من المعضلات الاجتماعية التي تنجم عن بعض المعتقدات الشعبية أو اللجوء إلى السكن قرب المقابر وما يتبع ذلك من خلل في واقع الإنسانية أو أحاسيس البشر الذين يجاورون الموتى.
      ففي الأراضي السورية هناك ضريح تركي لسلطان اسمه سليمان شاه، تتناوب على حراسته قطعات من الجيش التركي، ونقل من مكانه القديم قرب قلعة جعبر بسبب نشوء بحيرة سد الفرات، لكن تركيا أصرت على بقائه داخل الحدود السورية، ونقل إلى موقع جديد قريب من الحدود التركية في منطقة عين العرب قرب جسر قره كوزاك شمال سوريا.
      تطلع استعماري
      يعد المراقبون إصرار تركيا على إبقاء الضريح داخل سوريا يمثل تطلعا استعماريا مستقبليا، عبر المطالبة ذات يوم بجزء من الأراضي السورية، واعتباره تابعا لتركيا، والضريح سيكون من الدلائل التي ستطرح يومها لتأكيد مثل تلك المطالب.
      وضريح سليمان شاه هو أحد أهم الملفات السياسية الهامة بين سوريا وتركيا، وهو لا يقل أهمية برأي كثير من المحللين السياسيين عن ملف لواء إسكندرون، وملف المياه (الفرات, دجلة, العاصي, مشروع غابة الأناضول)، والملف الأمني (حزب العمال الكردستاني)، وملف التهريب والتجارة (حجم التجارة الحدودية غير المشروعة بين الطرفين)، وملف الموقف من القضية القبرصية واليونان، وملف الحلف الإسرائيلي ـ التركي.
      ويرى كثير من الباحثين أن الصراع بين الشرق والغرب هو منطلق السياسة التركية منذ منتصف فترة الحكم العثماني. يجذبها إلى الشرق جذور عرقية وقضايا تاريخية وجغرافية ومسائل دينية. فالأتراك جزء من عشيرة يقال إنها كانت تسكن في تركستان، دفعها الخوف من غزوات جنكيزخان وزحفه نحو أرضهم إلى التفرق، فاستقر بعضهم في إيران وبعضهم في شمال العراق، وجزء آخر في قفقاسيا. إلا أن عشيرة صغيرة عدد أفرادها حوالي 5 آلاف تسمى (قايا) اتجهت غرباً بزعامة سليمان شاه ويلقب أيضاً بـ (كندوز ألب) لتعبر نهر الفرات في الأراضي السورية في عام 617 هـ الموافق لعام 1220م، عند موقع قلعة جعبر الذي يبعد عن مدينة الرقة 35 كيلو متراً. ونجم عن العبور لخطأ في التقدير غرق العديد من أفراد العشيرة بما فيهم القائد سليمان شاه و2 من أولاده، فانتشلوا جثته ودفنوه بجانب القلعة. وانقسمت العشيرة بعدها إلى قسمين: قسم صغير تشاءم من الحادث وعاد أدراجه برئاسة (دويدار) أحد ولدي سليمان شاه المتبقيين إلى أواسط آسيا. وأكملت بقية العشيرة هجرتها بقيادة ولده الآخر أرطغرل لتستقر في شرق الأناضول في رقعة محدودة أقطعها لها سلطان قونيه السلجوقي، جزاءً للأتراك لمساعدتهم له في حربه مع جلال الدين خوارزمشاه خاقان تركستان، وليشكلوا درعاً واقياً بين سلطنته وبين الإمبراطورية البيزنطية. ويقال إن ذلك استمر إلى حوالي عام 1250م. وما لبث أن توفي أرطغرل فخلفه من بعده ولده عثمان الذي يعتبر مؤسس الدولة العثمانية وسميت باسمه.
      وسعت هذه العشيرة رقعتها بقيادة عثمان ومن بعده ولده أورهان، ومن جاء بعدهما، وذلك بغزوات على الإمبراطورية البيزنطية وحروب مستمرة معها، لتحتل في غضون 200 عام الأرض التي تقوم عليها تركيا اليوم، ولتهدد عاصمة بيزنطة آنذاك القسطنطينية، ومن ثم تفتحها بقيادة السلطان محمد بن مراد الثاني الذي لقب بالفاتح، وتحولت القسطنطينية إلى واحدة من حاضرات العالم الإسلامي، وأطلق عليها اسم إسلام بول أي إسلام كثير، لتتحول التسمية على مدى القرون إلى إسطنبول.
      هذا الزمن المغرق في القدم لضريح سليمان شاه، والذي وصل إلى حوالي 8 قرون، يطرح أكثر من سؤال حول إصرار تركيا على إبقاء الضريح داخل الحدود السورية، ويطرح الجدوى المستقبلية لهذا الإصرار، ويطرح أيضا إشكالية وجود الأضرحة التي بسببها انغراس هذا المسمار التركي في الأراضي السورية.
      الدروز وإسرائيل
      يتحمل أهالي الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل العناء والقهر والضغط النفسي والرداءة في التعامل كل عام من أجل طقس سنوي يقيمونه عند مقام يعتقدون أنه للنبي "هابيل" في سوريا (طريق دمشق ـ الزبداني، باتجاه الحدود اللبنانية).
      ومنذ أكثر من عام، وتحديدا في 05/09/2004 قام 470 عالم دين من أعمار مختلفة من القسم المحتل من قرى الجولان بالمرور عبر معبر القنيطرة متوجهين إلى سوريا, للمشاركة في الزيارة السنوية التي تقام في مقام النبي هابيل وكانت مدة الزيارة يوما واحدا فقط وليس يومين كما كان يفترض.
      واعتاد المسافرون في هذه الزيارة استغلال زمنها المحدود لرؤية أقاربهم في سوريا، وبعض صلات القربى تكون ضمن العائلة الواحدة مثل الأبناء أو الإخوة ممن فرقهم الاحتلال الإسرائيلي للجولان عام 1967.
      قبل ذلك، كانت مدة الزيارة تصل إلى أكثر من أسبوع، فمنذ حوالي 10 سنوات سمح لعلماء دين من الطائفة الدرزية في الجولان بزيارة سوريا, وتدريجيا قامت السلطات الإسرائيلية بتقليص مدة الزيارة إلى أن صارت يوما واحدا، بل وأقل من ذلك لو حسبنا التعطيل الحدودي. إذ تستغرق عملية العبور ما يزيد عن 4 ساعات, ففي الجزء الذي تحتله إسرائيل تتم قراءة أسماء المسافرين اسما اسما ويُدقق في الهويات والتصاريح، وبعد أن تمتلىء الحافلات يتم نقلهم من ساحة مطار عين الزيوان إلى نقطة العبور في القنيطرة، ليبقى من لم يُقرأ اسمه ينتظر رجوع الحافلات, وهذه العملية تأخذ من الوقت أكثر من 45 دقيقة ليعاودوا مرة أخرى قراءة الأسماء وصعود المسافرين وترك من لم يُقرأ اسمه في الانتظار في العراء.
      كل المؤشرات من الجانب الإسرائيلي تدل على أن النية هي جعل السفر بالنسبة لعلماء الدين من الجولان إلى سوريا مهمة صعبة عبر تعقيد الإجراءات, ابتداءً من المماطلة وانتهاءً بالمدة القصيرة للزيارة التي تكون زيارة مقام النبي هابيل عنصرها الرئيس، ومع ذلك فالدروز مصممون على عدم التخلي عن هذا الحق الذي قبلت به إسرائيل.
      الأكراد و"هورو"
      يقول كثير من الأكراد إن تاريخهم يمتد في سوريا الحالية إلى ما قبل التاريخ، ويرون أنهم كانوا جزءا من السوباريين والذين كانوا يعرفون بـ"الهورو" أو الخوريين.
      ومن أحاديثهم التي يعتدون بها في الانتماء للمكان هو ما يروى عن تل موزان قرب بلدة عامودة في سوريا، ويقولون إنه تم هناك اكتشاف قصر الملك توبكيش الهوري، ويقال أيضا إن من الآثار الهورية في مواضع أخرى ضريح يؤمنون أنه لنبي اسمه "هورو" ويحكي الأكراد ما يفيد أنه ما زال قائما منذ ذلك الزمن القديم في جبل الأكراد شمال غربي حلب. وما يلاحظ أن هذا الاسم لم يذكر بين أسماء الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ما يترك عدة علامات استفهام حول الضريح والاسم...
      وفي رأي علمي يقول المؤرخ الدكتور سهيل زكار إن الأكراد لم يستقروا في الجزيرة الفراتية السورية عبر التاريخ القديم أبدا. ما ينفي حكاية الهوريين وقصة وجودهم في المنطقة وبالتالي الضريح المذكور، ورأي زكار أثار حفيظة كثير من المنادين بتلك الأفكار.
      صحابيان وتابع
      تضم مدينة الرقة (في الجزيرة السورية) عدة أضرحة تاريخية أهمها قبر الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه، وقبر الصحابي وابصة بن معبدالأسدي رضي الله عنه، وقبر التابعي أويس القرني رضي الله عنه، وعلى مقربة منها حدثت معركة صفين التاريخية بين جيشي علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
      وجاء في المسالك والممالك للاصطخري: "وأما ديار مضر فإن الرقة أكبر ما فيها من المدن، والرقة والرافقة مدينتان متلاصقتان، وفي كل واحدة منهما مسجد جامع، وهما على شرقي الفرات كثيرتا الأشجار والمياه في مستوى الأرض خصيبتان، وفي غربي الفرات بين الرقة وبالس أرض صفين، وبها قبر عمار بن ياسر رضي الله عنه".
      وتسبب قبرا عمار وأويس في هجوم كاسح شنته المعارضة السورية منذ فترة ضد ما تم وصفه آنذاك بالتمدد الإيراني في سوريا. وطرح رئيس جمعية حقوق الإنسان السورية المحامي هيثم المالح تساؤلاته عن سر افتتاح الكثير من الحوزات الشيعية في سوريا وإقامة النشاطات وإجراء الاجتماعات, مشيرا إلى تغاضي الحكومة السورية عنهم.
      أما الناشط في مجال حقوق الإنسان المحامي عبدالله الخليل والذي يسكن في الرقة، فيقول إنه في أول مدينة الرقة وبجانب باب بغداد الأثري كانت هناك مقبرة تدعى مقبرة أويس القرني، وقد دفن فيها الصحابي عمار بن ياسر، وقامت الحكومة السورية بتقديم المقبرة كهبة للحكومة الإيرانية وعندما رفض الناس رفع جثث موتاهم أصدر المحافظ أمرا تنفيذيا بإلزام المواطنين بنقل الجثث وإخلاء المقبرة تحت طائلة دثرها, وقد بني على أطلال المقبرة مركز شيعي وجامع كبير، وأصبح اسمه مقام عمار بن ياسر وبات مركزا للتشيع. وأشار الخليل إلى أن العمل في المركز بدأ منذ 15 سنة واكتمل منذ أكثر من سنة كمسجد ومقر وسيتم لاحقا بناء مساكن وسوق تجارية على غرار جامع السيدة رقية في النجف.
      يذكر أن هذا المركز يعتبر أول مركز شيعي في محافظة الرقة بل في منطقة الجزيرة السورية بأكملها. كما أن كل سكان الرقة الأصليين من المسلمين السنة، وهم لم يحتكوا بالمذاهب الأخرى إلا في فترة متأخرة بعد إنشاء سد الفرات، وتوسع مشروعات المحافظة ما تطلب قدوم العاملين من مختلف المحافظات السورية على تعدد مذاهبهم.
      وقد أثار هذا المركز بعض النعرات الطائفية في المدينة التي لم تكن ترى في الأضرحة سوى مكان للزيارة. وكان لقبر أويس القرني النصيب الأكبر من الزيارات طلبا للشفاعة، ولم تكن لدى الأهالي أي نظرة طائفية تجاه هذه الأضرحة بحكم قناعاتهم الموروثة، لكن إقامة البناء الضخم والفخم على ضريحي أويس وعمار، جعل التساؤلات الكثيرة تطرح عن سبب الاهتمام بهذين الضريحين، وعدم الاهتمام بضريح وابصة بن معبد الأسدي الذي ما زال قبره مهملا في الجامع القديم.
      احتقان وسلب تاريخ
      تلك التساؤلات قادت كثيرا من الناس هناك إلى معلومات تاريخية أهمها أن عمار بن ياسر وأويس القرني وقفا إلى جانب علي بن أبي طالب في معركة صفين، وقيل إنهما قتلا فيها، ومن هنا رأى الأهالي أن المسألة الطائفية قد دخلت في القضية، وقامت إيران بسلب جزء من تاريخ المدينة الإسلامي، وبموافقة الحكومة السورية. فيما لم يذكر أن وابصة بن معبد الأسدي كان له ارتباط بمعركة صفين، وبالتالي ظل قبره على حاله، ولم يصبح مزاره فخما مثل عمار وأويس.
      وأحس الأهالي بحالة سلب تاريخهم أكثر، يوم أقامت إيران احتفالية ضخمة في افتتاح المركز، شارك فيها عدد من العلماء والمؤرخين، ويومها أنكر الدكتور سهيل زكار وجود شخصية أويس القرني من أساسها.
      ولو عاد الباحث إلى المؤلفات عن تاريخ الرقة مما أنجزه العلماء والمؤرخون في أواخر القرن العشرين، لما وجد ذكرا للتشيع عند ذكر عمار بن ياسر وأويس القرني، ومن ذلك كتاب "وقائع الندوة الدولية لتاريخ الرقة"، وكتاب "الرقة درة الفرات"، غير أن المركز الإيراني هناك أثار كثيرا من التحفظات لدى العامة والنخبة، كما أن إدراج المكاتب السياحية لمقامي عمار وأويس ضمن زيارات الوفود الإيرانية إلى سوريا، جعل الأهالي يشعرون بقرب انسلاخ الموقع من تاريخ مدينتهم، بحيث لن يبقى لهم من أضرحة تاريخ صدر الإسلام سوى قبر وابصة.
      وابصة بن معبدالأسدي
      وفد الصحابي وابصة بن معبد بن مالك بن عبيد الأسدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع فأسلم، وقيل إنه كان كثير البكاء لا يملك دمعته، سكن الرقة ومات بها، وروي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 11 حديثاً.
      وجاء في الأحاديث الأربعين النووية: "عن النواس بن سمعان الأنصاري قال سألت رسول الله صلى اللهم عليه وسلم عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وعن وابصة بن معبد الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوابصة جئت تسأل عن البر والإثم قال قلت نعم قال فجمع أصابعه فضرب بها صدره وقال استفت نفسك استفت قلبك يا وابصة ثلاثا البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك"، رواه مسلم.. والجزء الثاني رواه الإمام أحمد.
      أويس القرني
      تكرست لدى الناس فكرة شفاعة أويس القرني، انطلاقا مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه أخبر عن أويس وبشر بأنه يأتي بعده، وأنه من كبار أولياء الله تعالى، وأنه مستجاب الدعوة، وأنه يشفع للناس عند الله تعالى.
      واختلفت المصادر في ذكر تاريخ أويس، فمنها ما قال إنه قتل في صفين، ومنها ما نفى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم به، ومنها ما نفى مقتله في صفين، بناء على أنه توفي وهو في طريقه إلى الشام، ولذلك صار له فيها قبر ومزار.
      ومما يذكر أيضا أنه يوجد مقام لأويس القرني بالقرب من المسجد المسمى باسمه في قرية البرنبل (شرق النيل بقسم أطفيح - محافظة الجيزة) في مصر.
      وذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان عند حديثه عن دمشق: "وبالجابية قبر أويس القرني، وقد زرناه بالرقة، وله مشهد بالإسكندرية وبديار بكر".
      كما ورد في صحيح مسلم بشرح النووي: "حدَّثني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ: أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَىَ عُمَرَ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِأُوَيْسٍ.
      فَقَالَ عُمَرُ: هَلْ هَهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ؟ فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ.
      فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ قَالَ: "إِنَّ رَجُلاً يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ: لاَ يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ، قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَدَعَا اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ، إِلاَّ مَوْضِعَ الدِّينَارِ أَو الدِّرْهَمِ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ".
      وورد أيضا: "حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ومُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ -وَهُو: ابْنُ سَلَمَةَ- عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ".
      توثة وطاسة أويس
      أدى وجود ضريح أويس القرني رضي الله عنه في الرقة إلى دخوله في الذاكرة الشعبية بشكل كبير، وصار الناس يفدون إلى الرقة من مختلف الجهات لزيارته وطلب الشفاعة، ووصل الأمر بالأهالي إلى أن صار كثير منهم يقسم بـ"طاسة ويس"، طبقا للهجتهم، حيث اعتاد من يزورون الضريح على شرب قليل من الماء بطاسة معدنية موجودة في المكان، وقرب القبر توجد شجرة توت تحولت بمرور الأيام إلى شجرة مقدسة، يحتمي بها الناس من الأذى والظلم، ويقولون عنها في لهجتهم "توثة ويس"، ولم تخل الأزمنة من نسج الأساطير حول الضريح، ومنها ما روي عن يد أويس التي امتدت من القبر ورآها بعض الزائرين، وراحوا يقسمون على ذلك. كما لم تخل إبداعات كتاب المدينة من التعريج على حكايات الناس المتداخلة مع ما يروى عن الضريح، وللروائي عبدالسلام العجيلي أكثر من قصة عن ذلك، كما أن الروائي إبراهيم الخليل ضمّن بعض الحكايات في روايته الأخيرة "سودوم سباق الإوزّ البرّي" الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب عام 2005، وفي الكتاب الثالث "لحم العجل القرنفلي" يقول الخليل:
      "جنون كان اسمه الجنون الأبيض.‏ جذب هجرات باسلة من حوران وتادف والباب وسفيرة، بشر ممصوصون، صفر الوجوه، شعث الشعور، لوّحتهم الشموس وأيام الجوع والخوف، جاؤوا في مؤخرات الشاحنات، وعربات الجرّ، يجرّون أولادهم وزوجاتهم، ويحلمون بحياة جديدة، وقد افترشوا الأرض في خرائب الجامع القديم، وتحت ظلال الأسوار الأثرية.‏
      نور وقرباط وجنكل وكاوليه وقرج تدفقوا، يحملون دفوفهم وغرابيلهم وأبرهم، ويدفعون ظعونهم وكلابهم وأساطيرهم الشيطانية، ويحتمي الضعاف منهم بشجرة التوت المقدسة "توثة أويس القرني" طلباً للأمن، وقد اجتمعوا من كافة أنحاء الدنيا.
      * * *
      في الداخل هبت رائحة طيبة، ومعتقة تسكن الطوق والجدران وحجارة الضريح، وتعبق في الظلال المهوّمة في المكان الغارق في الجلال والرهبة وضوء الشموع، حيث تحولت القامات إلى أشباح خفيفة تتحرك بلا ملامح، بينما سجّي القبر بقماش من الأطلس الأخضر، فدارت المرأتان، ترتلان بخشوع آيات من السور القصار.‏
      وعند رأس الضريح، توقفت فريدة كسيرة الجناح، والدمع يهطل من عينيها السوداوين الواسعتين، تمسّحت بقليل من زيت البركة من "طاسة" الولي التي يقسم بها الأهلون، فلا يكذبون، وبهمس خافت بدأت تضرعاتها، وقد ذابت في ألق النور والبهاء، وكي لا تستأثر بوقت الزائرين سواها تحركت"‏.
      غورو وصلاح الدين
      يقول البعض إنه لولا وجود ضريح صلاح الدين الأيوبي في دمشق، لما تمكن الجنرال الفرنسي غورو في أوائل القرن العشرين الميلادي من وضع رجله على قبر صلاح الدين قائلا: "ها قد عدنا يا صلاح الدين". في إهانة منه، وإشارة إلى أن صلاح الدين هو من تغلب على الصليبيين في حملتهم على البلاد العربية وفي مقدمتها فلسطين والقدس.
      ويقع ضريح صلاح الدين داخل المدرسة العزيزية في حي الكلاسة شمالي الجامع الأموي في دمشق، وقد بنى المدرسة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي، بعد وفاة والده في قلعة دمشق في سنة 589 هـ. وتعلو ضريح السلطان صلاح الدين قبة، وفوق الضريح تركيبة من خشب الجوز المزين بزخارف منحوتة، وفي أعلاه نقش آية الكرسي بالخط الكوفي. ويقول ابن خلكان إنه قرأ على الضريح كتابة بخط القاضي الفاضل المعروف بابن زكي الدين الدمشقي ونصها: "اللهم فارضَ عن تلك الروح، وافتح لها أبواب الجنة، فهو آخر ما كان يرجوه من الفتوح".
      وفي دمشق أيضا ضريح الظاهر بيبرس، وضريح السلطان الصالح نجم الدين وكثير من الأضرحة الأخرى


      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #2
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية منارالكون
      تاريخ التسجيل
      May 2010
      المشاركات
      27,351
      معدل تقييم المستوى
      113

      افتراضي

      جزاك الله خيرا

    3. #3
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية مومهم اسمي
      تاريخ التسجيل
      Oct 2008
      المشاركات
      21,260
      معدل تقييم المستوى
      107

      افتراضي

      جــزـاك الله كـل خيــر

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. معتقدات خاطئة عن تغذية المولود
      بواسطة بنت الديره في المنتدى الطفل ومتطلباته
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 19-04-2017, 12:40 PM
    2. معتقدات خاطئة عن مريض السكر
      بواسطة دارين في المنتدى الطب والصحة
      مشاركات: 10
      آخر مشاركة: 14-01-2016, 02:51 PM
    3. شيلة العسكر يطلبون تعديل سلم الرواتب
      بواسطة الحسام في المنتدى اخبار ينبع مناسبات افراح وفيات
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 11-05-2015, 10:02 PM
    4. فقد فتاة تبلغ من العمر 20 سنة بوادي مرخ في املج وذوي الفتاة يطلبون الطيران للبحث
      بواسطة الحسام في المنتدى اخبار ينبع مناسبات افراح وفيات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 13-12-2014, 09:24 AM
    5. يطلبون الحب وعندما نعشقهم يرحلون
      بواسطة متبلدهه في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 05-08-2013, 11:43 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com