أهداف الحج الفردي و الجماعي:
فكل إنسان له مستوى في معرفة الله عز وجل، وهناك إنسان معرفته بالله تجعله مع الله في أكثر أوقاته، وهناك إنسان معرفته بالله تجعله مع الله من حين إلى آخر، وهناك إنسان معرفته بالله تسعده بمراقبة الله له دائماً، فكل مستوى من هذه المستويات يمكن أن ترقى منه إلى مستوى أعلى في الحج، وهذه بعض الأغراض الشخصية في الحج، وأما الجماعية فالله عز وجل قال: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ (28) ﴾
( سورة الحج)
هنالك يلتقي المسلمون مِن شتى أقطارهم، فيتعارفون، وقد يلتقون بعلمائهم، وزعماؤهم، وقد يتباحثون، فهو مؤتمر سنوي لجميع المسلمين في الحج، وقد تُنشر الدعوة إلى الله في الحج، وهذا له عمل علمي أطلع عليه زملاءه في الحج، وهذا له فكر نيِّر، وهذا له دعوة، فهذا التبادل بين الحجاج، تبادل الخبرات، والمعلومات، واللقاءات، والتعارف، هذا كله من أهداف الحج الجماعي.
الحجاج جميعاً سواسية أمام مناسك الحج:
وشيء آخر يوحي أن الحج فيه مساواة ثانية، أولاً: الإنسان في الحج يخلع الدنيا كلها، وأحد مظاهر الدنيا اللباس، فيُقَيَّم مستوى الإنسان المالي من مستوى ثيابه، واللباس مستويات، فيمكنك أنْ ترتدي بذلة ثمنها يقدر بثمانمئة ليرة، أو بثلاثة آلاف، أو بخمسين ألفاً.
فحينما أمرنا أن ننزع ثيابنا كلها، معنى ذلك أن هناك مساواة، وكأن الحج يذكِّرنا بيوم الحشر، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ (94) ﴾.
( سورة الأنعام)
والحج كذلك.. النواحي الاجتماعية أبلغ درجات السواسية، والآن في المسجد يوجد مساواة، فترى الإنسان الغني والفقير، والخطير وغير الخطير، والقوي والضعيف، يقفون في صف واحد، ليس هناك أماكن خاصة لفئات معينة، وليس في المسجد مكان درجة أولى ودرجة ثانية، إنّ بيت الله عز وجل للجميع، ولكن يمكن أن ترتدي ثياباً في المسجد أغلى ثمناً، وأكثر أناقة، لكن في الحج جميع الحجاج سواسية أمام مناسك الحج.
المفضلات