• دخول الاعضاء

    صفحة 21 من 42 الأولىالأولى ... 11192021222331 ... الأخيرةالأخيرة
    النتائج 301 إلى 315 من 625

    الموضوع: نزار قبانى

    1. #301
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      1

      وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

      ثُمَّ أمامَ القرار الكبيرِ، جَبُنْتْ

      وعدتُكِ أن لا أعودَ...

      وعُدْتْ...

      وأن لا أموتَ اشتياقاً

      ومُتّْ

      وعدتُ مراراً

      وقررتُ أن أستقيلَ مراراً

      ولا أتذكَّرُ أني اسْتَقَلتْ...

      2

      وعدتُ بأشياء أكبرَ منّي..

      فماذا غداً ستقولُ الجرائدُ عنّي؟

      أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي جُنِنْتْ..

      أكيدٌ.. ستكتُبُ أنّي انتحرتْ

      وعدتُكِ..

      أن لا أكونَ ضعيفاً... وكُنتْ..

      وأن لا أقولَ بعينيكِ شعراً..

      وقُلتْ...

      وعدتُ بأَنْ لا ...

      وأَنْ لا..

      وأَنْ لا ...

      وحين اكتشفتُ غبائي.. ضَحِكْتْ...

      3

      وَعَدْتُكِ..

      أن لا أُبالي بشَعْرِكِ حين يمرُّ أمامي

      وحين تدفَّقَ كالليل فوق الرصيفِ..

      صَرَخْتْ..

      وعدتُكِ..

      أن أتجاهَلَ عَيْنَيكِ ، مهما دعاني الحنينْ

      وحينَ رأيتُهُما تُمطرانِ نجوماً...

      شَهَقْتْ...

      وعدتُكِ..

      أنْ لا أوجِّهَ أيَّ رسالة حبٍ إليكِ..

      ولكنني – رغم أنفي – كتبتْ

      وعَدْتُكِ..

      أن لا أكونَ بأيِ مكانٍ تكونينَ فيهِ..

      وحين عرفتُ بأنكِ مدعوةٌ للعشاءِ..

      ذهبتْ..

      وعدتُكِ أن لا أُحِبَّكِ..

      كيفَ؟

      وأينَ؟

      وفي أيِّ يومٍ تُراني وَعَدْتْ؟

      لقد كنتُ أكْذِبُ من شِدَّة الصِدْقِ،

      والحمدُ لله أني كَذَبْتْ....

      4

      وَعَدْتُ..

      بكل بُرُودٍ.. وكُلِّ غَبَاءِ

      بإحراق كُلّ الجسور ورائي

      وقرّرتُ بالسِّرِ، قَتْلَ جميع النساءِ

      وأعلنتُ حربي عليكِ.

      وحينَ رفعتُ السلاحَ على ناهديْكِ

      انْهَزَمتْ..

      وحين رأيتُ يَدَيْكِ المُسالمْتينِ..

      اختلجتْ..

      وَعَدْتُ بأنْ لا .. وأنْ لا .. وأنْ لا ..

      وكانت جميعُ وعودي

      دُخَاناً ، وبعثرتُهُ في الهواءِ.

      5

      وَغَدْتُكِ..

      أن لا أُتَلْفِنَ ليلاً إليكِ

      وأنْ لا أفكّرَ فيكِ، إذا تمرضينْ

      وأنْ لا أخافَ عليكْ

      وأن لا أقدَّمَ ورداً...

      وأن لا أبُوسَ يَدَيْكْ..

      وَتَلْفَنْتُ ليلاً.. على الرغم منّي..

      وأرسلتُ ورداً.. على الرغم منّي..

      وبِسْتُكِ من بين عينيْكِ، حتى شبِعتْ

      وعدتُ بأنْ لا.. وأنْ لا .. وأنْ لا..

      وحين اكتشفتُ غبائي ضحكتْ...

      6

      وَعَدْتُ...

      بذبحِكِ خمسينَ مَرَّهْ..

      وحين رأيتُ الدماءَ تُغطّي ثيابي

      تأكَّدتُ أنّي الذي قد ذُبِحْتْ..

      فلا تأخذيني على مَحْمَلِ الجَدِّ..

      مهما غضبتُ.. ومهما انْفَعَلْتْ..

      ومهما اشْتَعَلتُ.. ومهما انْطَفَأْتْ..

      لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصِدْقِ

      والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

      7

      وعدتُكِ.. أن أحسِمَ الأمرَ فوْراً..

      وحين رأيتُ الدموعَ تُهَرْهِرُ من مقلتيكِ..

      ارتبكْتْ..

      وحين رأيتُ الحقائبَ في الأرضِ،

      أدركتُ أنَّكِ لا تُقْتَلينَ بهذي السُهُولَهْ

      فأنتِ البلادُ .. وأنتِ القبيلَهْ..

      وأنتِ القصيدةُ قبلَ التكوُّنِ،

      أنتِ الدفاترُ.. أنتِ المشاويرُ.. أنت الطفولَهْ..

      وأنتِ نشيدُ الأناشيدِ..

      أنتِ المزاميرُ..

      أنتِ المُضِيئةُ..

      أنتِ الرَسُولَهْ...

      8

      وَعَدْتُ..

      بإلغاء عينيْكِ من دفتر الذكرياتِ

      ولم أكُ أعلمُ أنّي سأُلغي حياتي

      ولم أكُ أعلمُ أنِك..

      - رغمَ الخلافِ الصغيرِ – أنا..

      وأنّي أنتْ..

      وَعَدْتُكِ أن لا أُحبّكِ...

      - يا للحماقةِ -

      ماذا بنفسي فعلتْ؟

      لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

      والحمدُ لله أنّي كَذَبتْ...

      9

      وَعَدْتُكِ..

      أنْ لا أكونَ هنا بعد خمس دقائقْ..

      ولكنْ.. إلى أين أذهبُ؟

      إنَّ الشوارعَ مغسولةٌ بالمَطَرْ..

      إلى أينَ أدخُلُ؟

      إن مقاهي المدينة مسكونةٌ بالضَجَرْ..

      إلى أينَ أُبْحِرُ وحدي؟

      وأنتِ البحارُ..

      وأنتِ القلوعُ..

      وأنتِ السَفَرْ..

      فهل ممكنٌ..

      أن أظلَّ لعشر دقائقَ أخرى

      لحين انقطاع المَطَرْ؟

      أكيدٌ بأنّي سأرحلُ بعد رحيل الغُيُومِ

      وبعد هدوء الرياحْ..

      وإلا..

      سأنزلُ ضيفاً عليكِ

      إلى أن يجيءَ الصباحْ....

      *

      10

      وعدتُكِ..

      أن لا أحبَّكِ، مثلَ المجانين، في المرَّة الثانيَهْ

      وأن لا أُهاجمَ مثلَ العصافيرِ..

      أشجارَ تُفّاحكِ العاليَهْ..

      وأن لا أُمَشّطَ شَعْرَكِ – حين تنامينَ –

      يا قطّتي الغاليَهْ..

      وعدتُكِ، أن لا أُضيعَ بقيّة عقلي

      إذا ما سقطتِ على جسدي نَجْمةً حافيَهْ

      وعدتُ بكبْح جماح جُنوني

      ويُسْعدني أنني لا أزالُ

      شديدَ التطرُّفِ حين أُحِبُّ...

      تماماً، كما كنتُ في المرّة الماضيَهْ..

      11

      وَعَدْتُكِ..

      أن لا أُطَارحَكِ الحبَّ، طيلةَ عامْ

      وأنْ لا أخبئَ وجهي..

      بغابات شَعْرِكِ طيلةَ عامْ..

      وأن لا أصيد المحارَ بشُطآن عينيكِ طيلةَ عامْ..

      فكيف أقولُ كلاماً سخيفاً كهذا الكلامْ؟

      وعيناكِ داري.. ودارُ السَلامْ.

      وكيف سمحتُ لنفسي بجرح شعور الرخامْ؟

      وبيني وبينكِ..

      خبزٌ.. وملحٌ..

      وسَكْبُ نبيذٍ.. وشَدْوُ حَمَامْ..

      وأنتِ البدايةُ في كلّ شيءٍ..

      ومِسْكُ الختامْ..

      12

      وعدتُكِ..

      أنْ لا أعودَ .. وعُدْتْ..

      وأنْ لا أموتَ اشتياقاً..

      ومُتّ..

      وعدتُ بأشياءَ أكبرَ منّي

      فماذا بنفسي فعلتْ؟

      لقد كنتُ أكذبُ من شدّة الصدقِ،

      والحمدُ للهِ أنّي كذبتْ....
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #302
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      فوق حقل من التوليب الأحمر..

      1

      كُنْتِ..

      في أحسن حالاتِكِ – يا سيّدتي – هذا المساءْ

      كانَ نَهْداكِ..

      يُذِيعانِ بلاغَ الثورة الأولى بتاريخ النساءْ

      ويقُودان انقلاباً ضدَّ كلّ الخُلَفَاءْ..

      كانَ في عينيكِ غَيْمٌ أسودٌ..

      وبداياتُ شتاءْ..

      ونُبُوءاتُ جميع الأنبياءْ..

      2

      لم تكوني امرأة عاديةً...

      في ذلك اليوم الشتائيِّ الذي يحكمُهُ الكونياكْ،

      والقهوةُ.. والجِنْسُ.. وإيقاعُ المزاريبِ،

      وموسيقى المَطَرْ..

      كنتِ جَمْراً. كُنْتِ فَحْما

      كنت شيئاً لا يُسَمَّى.

      لم تكوني دُمْيَةً مَحْشُوةً بالقطنِ.. مثلَ الأخْرَياتِ

      كنتِ وَحْشاً رائعَ الجلد جميلا..

      لم تكوني نَسْمةً من نسمات الصيفِ..

      لكنْ كنتِ زلزالاً مَهُولا.

      لم تكوني زهرةً من ورقٍ..

      بل حصاناً.. يمضغ الشرشَفَ شوقاً وصهيلا..

      3

      كان تشرينُ بلا عقلٍ..

      وكان العشبُ متروكاً على فطرته الأولى..

      وماري، تصنعُ الحُبَّ على فطرتها الأولى..

      وكانت تتهجّى جَسَدي حرفاً فحرفا..

      دونَ أن تُخْطئَ في تشكيل كلِّ الكَلِماتِ

      ربّما الكونياكُ قد ثقَّفَ ماري..

      فهي تختارُ أرقَّ المُفْرَدَاتِ.

      ربّما الكونياكُ قد علَّمَها

      أنَّ في إمكان نهدَيْها احتلالَ الكائناتِ

      هذه الليلةَ، يا ماري، سأبقى صامتاً

      فالبراندي، هو سُلْطَانُ اللغاتِ..

      4

      كنتِ في أخصب أيامِكِ، يا ماري،

      وكانت أنْهُرُ الياقوتِ تجري بهدوءٍ..

      والأزاهيرُ تغطي كلّ أنحاء السريرْ..

      لم تكوني امرأةً مذعورة.. أو خائفَهْ

      كُنْتِ سِكّينا بقلب العاصفَهْ

      شَرِبتْ سجّادةُ الموكيت، يا سيدتي، نصفَ دمي

      وأنا اقتطفُ التوليبَ مبهوراً..

      وأحسو المَطَرَ الورديَّ من أعلى الينابيعِ..

      وأكوي بالبراندي شَفَةَ الجُرْح..

      ولا أحسبُ للنار حسابْ..

      آهِ.. يا ماري التي تفتحُ لي أسوارَها مثلَ كتابْ

      لم يعُد عنديَ ما أقرؤهُ.

      فأنا آتٍ من الأرض الخرابْ..

      5

      آهِ.. يا ماري التي تلبس لي

      في أوّل الليل قميصاً معجزَهْ..

      وإذا ما انتصفَ الليلُ..

      قميصاً معجزَهْ..

      كيفَ صارَ الزَغَبُ الطالعُ من إبْطيْكِ..

      أسلاكَ حريرْ؟

      آهِ.. يا ماري التي تحفرني في بطنها العاري..

      كجرحٍ مستديرْ..

      يا التي أزرعُ في أحشائِها..

      السيفَ الأخيرْ..

      6

      أحرقَ الكونياكُ أعصابي..

      وفي عينيْكِ بَرْقٌ.. ورعودٌ.. ومَطَرْ

      وقلوعٌ.. واحتمالاتُ سَفَرْ

      لم أكن أُدْرِكُ ما يجري تماماً..

      غيرَ أن الأرضَ كانت تحتَنا تهتزُّ..

      والجدرانُ، والأبوابُ، والأكوابُ، واللوحاتُ،

      والأشجارُ، والأوراقُ في الريح تطيرْ

      لم أكن أسمعُ إلا جَرَس القرية في الليلِ،

      وإلا وَقْعَ أقدامٍ على الثلجِ،

      وإلا صَرْخَةَ الأنثى التي تُشْعِلُ النارَ بقلب الزمهريرْ

      آهِ.. يا ماري التي تشرح لي كلَّ شيءٍ.. مثل

      تلميذٍ صغيرْ.

      أنتِ منفاي النهائيُّ.. ومينائي الأخيرْ

      فاسحبيني من يدي..

      قبلَ أن يبلعني البحرُ الكبيرْ....
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #303
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      باسم ليماسُولَ..

      شكراً يا تامارا

      باسْم هذا الخاتم المشغولِ بالفيروزِ..

      شُكْراً يا تامارا

      باسْمِ هذا الدفتر المفتوح للضوءِ.. وللشِعْر..

      وللعشَّاقِ..

      شكراً يا تامارا

      باسم أسرابٍ من النَوْرَسِ كانَتْ

      تنقر الحنطةَ من ثغركِ..

      شكراً يا تامارا

      باسم كلِّ القبرصيينَ الذين اكتشفُوا

      اللؤلؤَ الأسودَ في عينيْكِ.

      شكراً يا تامارا

      باسم أحزاني التي ألقيتُها في بحر بيروت.

      وأجزائي التي أبحث عنها..

      في زوايا الأرضِ ليلاً ونَهَاراً...

      ألفُ شكرٍ.. يا تامارا.

      *

      يا تامارا القبرصيّة:

      أيُّها السيفُ الذي يقتلني من قبل أن يُلقي التحيَّة

      باسْمِ مقهانا البدائيِّ على البحرِ..

      وكُرْسيَّيْنِ مزروعينِ في الرمل..

      و (أنطونيو) الذي كان خلالَ الصيف عرَّابَ هوانا.

      والذي كان وديعاً مثلَ قط منزليٍّ..

      وعريقاً مثل تمثال حكيمٍ من أثينا،

      ورقيقاً.. وصديقاً.. عندما يختارُ في الليل لنا

      فاكهةَ البحر..

      ويوصيكِ بأن ترتشفي (الأوزو)

      الذي تشربُه آلهةُ اليونانِ في الحبِّ وفي الحربِ..

      ويرجوكِ بأن تستمتعي بمذاقِ (الكالامارْ)

      ومَذَاقِ العشق في تلك الجزيرَهْ

      باسم آلاف التفاصيل الصغيرَهْ..

      ألفُ شكرٍ .. يا تامارا

      3

      كيف أنسى امرأةً من قبرصٍ..

      تُدْعى تامارا..

      شَعْرُها تعلكهُ الريحُ..

      ونهداها يُقِيمان مع الله حِوارَا..

      خرجَتْ من رَغْوَة البحر كعَشْتَارٍ.. وكانتْ

      تلبسُ الشمسَ بساقَيْها سِوارَا..

      كيفَ أنسى جسداً؟

      يقدحُ كالفوسفور في الليل شَرارَا..

      كيفَ أنسى حَلْمَةً مجنونةً

      مزَّقتْ لحمي، صعوداً..

      وانحدارا...

      4

      إصْهلي.. يا فَرَسَ الماء الجميلَهْ

      إصرخي.. يا قطّةَ الليل الجميلَهْ

      بلّليني برَذَاذِ الماء والكُحْلِ..

      فلولاكِ لكانتْ هذه الأرضُ صَحَارى..

      بلّليني.. بالأغاني القبرصيَّهْ

      ما تهمُّ الأبجديّاتُ.. فأنتِ الأبجديَّهْ..

      يا التي عشتُ إلى جانبها العشقَ.. جُنُوناً

      وانتحارا..

      يا التي ساحلها الرمليّ يرمي لي..

      زُهوراً.. ونبيذاً قبرصياً.. ومَحَارا..

      لم يكُنْ حبُّ تامارا..

      ذلك الحبّ الروائيّ ، ولكنْ

      كانَ عَصْفاً ودمارا.

      لم يكُنْ جدولَ ماءٍ

      إنما كانَ حُبّاَ صغيراً..

      فقد احتلَ بلاداً.. وشعوباً.. وبحارا..

      كلُّ أمجادي سرابٌ خادعٌ

      ليس من مجدٍ حقيقيٍ..

      سوى عينيْ تامارا..

      5

      تحت سطح الماء.. أحببتُ تامارا..

      ورأيتُ السَمَكَ الأحمرَ.. والأزرقَ.

      والفضيَّ..

      فوجئتُ بغاباتٍ من المرجانِ..

      داعبتُ كطفلٍ سلحفاةَ البحرِ،

      لامستُ النباتات التي تفترسُ الإنسانَ،

      حاولتُ انتشالَ السفن الغرقى من القَعْرِ..

      ولملمْتُ كنوزاً ليسَ تُحصى..

      ونجوماً .. وثمارا..

      تحت سطحِ الماءِ.. أعلنتُ زواجي بتامارا.

      فإذا بالموج قد صار نبيذاً..

      وإذا الأسماكُ أصبحنَ سُكارى..

      6

      ما الذي يحدثُ تحت الماء في جلد تامارا؟

      فهُنا.. الأحمرُ يزدادُ احمرارا..

      وهنا .. الأخضرُ يزداد اخضرارا..

      وهنا السُرَّةُ تزدادُ أمام الضوءِ..

      خوفاً.. وانبهارا..

      ما الذي يحدثُ في عقلي.. وفي عقل تامارا؟

      سَمَكُ الدولفين يرمي نفسَهُ.

      كالمجانين يميناً.. ويسارا..

      سَمَكُ الدولفين يدعوني لكي أقفزَ في الماءِ..

      وفي مملكة الأسماكِ..

      لا أملكُ رأياً أو خيارا..

      عَبَثٌ.. أن يُسْأَلَ الإنسانُ عن ماضيه أو حاضرهِ،

      عندما يتّخذ البحرُ القرارا...

      7

      يا تامارا..

      أنتِ في قبرضَ كبريتٌ .. وشَمْعٌ

      وأنا موسى الذي أوقَدَ تحت الماء نارا...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #304
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      حاولتُ أسأل: ما الأنوثةُ؟

      ثمّ عدتُ عن السؤالْ

      فأهمُّ شيءٍ في الأنوثةِ

      أنّها.. ليست تُقَالْ....
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #305
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سَتُفاجأ – سيِّدتي – لو تعلمُ

      أني أجهلُ ما تعريفُ الحبّْ!!

      وستحزن جداً.. حين ستعلمُ

      أن الشاعرَ ليس بعلاّمٍ للغيبْ..

      أنا آخرُ رجلٍ في الدنيا

      يَتنبَّأُ عن أحوال القلبْ

      سيّدتي.

      إنّي حين أحبُّكِ..

      لا أحتاجُ إلى (أل) التعريفْ

      سأكونُ غيباً لو حاولتُ،

      وهل شمسٌ تدخُلُ في ثقبْ

      لو عندكِ تعريفٌ للشِعْرِ.

      فعندي تعريفٌ للحُبّْ..

      *

      ستُفاجأ سيّدتي لو تعلمُ

      أنّي أميٌّ جداً في علم التفسيرْ

      إنْ كنتُ نجحتُ كتابياً في عَمَل الحُبّ

      فما نَفْعُ التنظيرْ؟؟

      أيصدِّقُ أحدٌ أن مليكَ العِشْقِ، وصيَّادَ الكلماتْ

      والديكَ الأقوى في كلّ الحَلَباتْ

      لا يعرفُ أينَ.. وكيفَ..

      تبلّلنا أمطارُ الوجدْ

      ولماذا هندٌ تُدخِلُنا في زمن الشِعر..

      ولا تُدْخِلُنا دعدْ..

      أيصدّقُ أحدٌ أن فقيهَ الحبِّ ، ومرجعَهُ

      لا يُحسِنُ تفسيرَ الآياتْ..

      *

      ستُفاجأُ سيّدتي لو تعلمُ،

      أني لا أهتمُّ بتحصيل الدرَجَاتْ

      وبأني رجلٌ لا يُرْعبُهُ تكرارُ السَنَواتْ

      وتُفاجأُ أكثرَ..

      حين ستعلمُ أني رغْمَ الشيب.. ورغْمَ الخبرةِ..

      لم أتخرَّجْ من جامعة الحُبّْ..

      إني تلميذٌ سيّدتي..

      إني تلميذُكِ سيّدتي..

      وسأبقى – حتى يأذَنَ ربّي – طالبَ علمْ

      وسأبقى دوماً عصفوراً..

      يتعلَّمُ في مدرسة الحُلْمْ...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #306
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      .. وأجهلُ حين أكونُ بحضرة عينيكِ

      ماذا أُريدُ.. وما لا أريدْ.

      ولم يكُن الحبّ شيئاً جديداً عليَّ..

      ولكنَّ حبَّكِ كان الجديدْ...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    7. #307
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سيّدتي:

      حبُّكِ صعبٌ

      حبُّكِ صعبٌ

      حبُّكِ صعبْ

      لو عانى الربُّ كما عانيتُ

      لصاحَ من البلوى: "يا ربّْ"..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    8. #308
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      إجلسي خَمْسَ دقائقْ

      لا يريدُُ الشِعْرُ كي يسقطَ كالدرويشِ

      في الغيبوبة الكبرى

      سوى خَمْسِ دقائقْ..

      لا يريدُ الشعرُ كي يثقبَ لحمَ الورقِ العاري

      سوى خمْسِ دقائقْ

      فاعشقيني لدقائقْ..

      واخْتَفِي عن ناظري بعد دقائقْ

      لستُ أحتاجُ إلى أكثرَ من عُلْبَة كبريتٍ

      لإشعالِ ملايين الحرائقْ

      إن أقوى قِصَصِ الحبّ التي أعرفُها

      لم تدُمْ أكثرَ من خمس دقائقْ...

      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    9. #309
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سَبَقَ السيفُ العَزَلْ

      سَبَقَ السيفُ العَزَلْ

      غرقَ المركبُ في الليل بِنَا

      قبل أن نبدأَ في شهر العَسَلْ

      واستقال الديكُ من منصبهِ

      تاركاً من خلفهِ،

      عشرينَ ديوانَ غَزَلْ

      واستقالَ الليلُ من عبء الهوى

      واستقال الثغرُ من نار القُبَلْ

      فلماذا أنتِ في المسرح يا سيّدتي

      بعد أن ماتَ البَطَلْ؟؟
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    10. #310
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      إمرأةٌ مُطْفَأَةُ الذكاءْ

      غبيّةٌ في قمّة الغبَاءْ

      هل ممكنٌ أن تبلُغي خمْسَاً وعشرينَ سَنَهْ؟

      ولا تزالين تعيشين على هوامش التاريخ والأشياءْ

      هل ممكنٌ..

      أيّتها الساذجَةُ، السطحيّةُ، الحمقاءْ

      هل ممكنٌ أن تجهلي..

      أنّي الذي أسَّسَ جمهوريةَ النساءْ؟؟
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    11. #311
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      بوُسعك أن تجلسي حيثُ شئتِ..

      لكنْ..

      حَذَارِ بأن تجلسي في مكان القصيدَهْ

      صحيحٌ بأني أُحِبُّكِ جداً

      ولكنني في سرير الهوى

      سأنسى تفاصيلَ جسمكِ أنتِ..

      وأختارُ جسْمَ القصيدَهْ..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    12. #312
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      يُسمُّونني في بلادي (مليكَ النساءْ).

      وما عرفوا أنّ قصري زجاجٌ

      وعَرْشي هواءْ

      يقولون إنّي بخيرٍ..

      وما شاهدوني

      أخوّضُ في بِرْكةٍ من دماءْ

      *

      يقولونَ إني القويُّ المهيمنُ، والفاتحُ الأعظمُ

      وأن حريميَ لا تغربُ الشمسُ عنهُ

      وممتلكاتي العيونُ الكبيرةُ، والأنجُمُ

      فأيّ مليكٍ تعيسٍ أنا؟

      إذا كنتُ أملكُ جيشَ نساءٍ

      ولا أحكُمُ!!!
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    13. #313
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      شَفَتَاكَ من حَجَرٍ.. وصوتُك من حَجَرْ

      ويداكَ آنيتانِ من عصر الحَجرْ..

      وأنا على طرف السرير.. كنَخْلةٍ

      من ألف قرنٍ.. وهي تنتظر المَطَرْ

      إنْهَضْ.. فإنَّكَ حالة ميئوسةٌ

      إنْهَضْ.. فلا عِلْمٌ لديكَ ولا خَبَرْ..

      أنْسَيْتني شكلي.. وشكْلَ أنوثتي

      وكسرت أغصاني.. وأَتْلَفْتَ الزَهَر

      إنّي أعضُّ على بياضِ شَراشِفي

      وأعضُّ من قهري شبابيكَ القَمَرْ

      يا أيُّها الرجُلُ النحاسيّْ الذي أحبَبْتُهُ

      خطأً.. وهذا بعضُ سخرية القَدَرْ

      الجِنْسُ عندكَ.. كيمياءٌ صِرْفةٌ

      والعشقُ عندكَ من تقاليد السَفرْ

      يا فاقدَ الإحساسِ.. قُلْ لي كِلْمةٌ

      قُلْ لي كلاماً حامضاً.. أو مالحا..

      قُلْ لي كلاماً غامضاً.. أو واضحا

      قلْ قصةً.. قلْ طُرْفةً

      فأنا أموتُ من الضَجَرْ...

      يا أيُّها القرويّْ.. عاملني معاملةَ الشَجَرْ

      رُشَّ المياهَ على فمي

      إزْرَعْ بذوركَ في دمي..

      إزْرَعْ مساماتي عصافيراً.. وعبِّئْني ثَمَرْ..

      يا أيُّها البدويُّ.. إحسبْني هلالاً أو قَمَرْ

      إعْزِفْ على خصري..

      أما شاهدتَ قبل الآن.. ناياً أو وَتَرْ؟

      *

      يا داخلاً سوقَ النساء بناقةٍ

      ودجاجتينِ.

      أليسَ هذا من أعاجيبِ القَدَرْ؟

      إنّي بقمَّةِ فِتْنَتي وتفجّري

      وأراكَ. لا علمٌ لديكَ ولا خَبَرْ

      *

      يا أيُّها المتخلّفُ العقليُّ.. قد أخْجَلْتَني

      فالناسُ قد دخلوا إلى عصر الفضاءِ

      وأنتَ – واأسفي عليكَ-

      بقيتَ في عصر الحجرْ..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    14. #314
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      للمرأة التي أُحِبُّها

      نهدانِ عجيبانْ

      واحدٌ من بلاد النبيذْ

      وواحدٌ من بلاد الحنطَهْ

      واحدٌ مجنونٌ كرامبو

      وواحدٌ مغرورٌ كالمتنبّي

      واحدٌ من شمال أوروبا

      وواحدٌ من صعيد مصرْ

      وبينهما...

      دارتْ كلُّ الحروب الصليبيَّهْ..
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    15. #315
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      للمرأة التي أُحبُّها

      قَدَمانِ صغيرتانِ جداً..

      تشبهانِ كلامَ الأطفالْ

      ولجسدها رائحة سرّية جداً

      كرائحة الكتابة الممنوعَهْ...
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 21 من 42 الأولىالأولى ... 11192021222331 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. صباحك سكر نزار قباني
      بواسطة عذبه الصفات في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 11
      آخر مشاركة: 12-06-2016, 12:03 PM
    2. نزاريــات .. كلمات وخواطر نزار قباني .. رسائلي إليه
      بواسطة العزوف في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 16-04-2011, 09:01 AM
    3. من صنعاء إلى جازان نيوز ، رسالة في غاية الأهمية من نزار العبادي
      بواسطة هيبـة ملڪ في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 20-11-2009, 03:12 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com