جزاك الله اختي خير الجزاء
ووفقك بالدارين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيء مذكورا * إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمحة دلالية لغوية :
هل أتى-( هل ) هنا بمعنى قد فهي للتحقيق, وليست للاستفهام . أي قد أتى على الإنسان أو مر عليه ... إلخ. وفيها معنى الاستفهام التقريري.(على الإنسان ) قيل : المراد بالإنسان هنا آدم.( حين من الدهر ) الحين : زمن مطلق ووقت مبهم يصلح لجميع الأزمان طال أو قصر. و(الدهر) : الزمن الطويل. والمراد : مر على آدم طائفة من الزمان. قيل : أربعون سنة قبل أن ينفخ فيه الروح. وقيل : إنه خلق من طين فألقي بين مكة والطائف, فأقام أربعين سنة ثم حمأ مسنون, فأقام أرعين سنة أخرى, ثم صلصال فأقام أرعين سنة أخرى. فتم خلقه في مئة وعشرين سنة, فنفخ فيه الروح. فما كان سنين في آدم كان أياما في أولاده. وقيل : المراد بالإنسان جنس الإنسان؛ لقوله : ( من نطفة )؛ لأن آدم لم يخلق من نطفة. والمرد بالحين مدة الحمل؛ لأنه كان علقة في أرعين يوما ومضغة في ثمانين ومنفوخا فيه الروح في مئة وعشرين يوما على أن يكون الحين هو الزمن الطويل الممتد الذي لا يعرف مقداره.( لم يكن شيئا مذكورا ) والمعنى: أنه كان جسدا مصورا ترابا وطينا لا يذكر, ولا يعرف, ولا يدرى ما اسمه, ولا ما يراد به, ثم نفخ فيه الروح فصار مذكورا. أو المراد : لم يكن شيئا مذكورا في الخلق, وإن كان عند الله مذكورا.فقد أتى على هذا النوع الإنساني زمن لم يكن موجودا حتى يعرف ويذكر. وقيل المعنى أيضا : قد مضت أزمنة, وما كان آدم شيئا مذكورا؛ لأن خلقه بعد خلق الحيوان كله, ولم يخلق بعده حيوان. وفي الآية ما يشير إلى ما قاله علماء طبقات الأرض (الجيولوجيا ): من أن الإنسان لم يوجد على الأرض إلا بعد خلقها بأحقاب طوال, فقد كانت الأرض ملتهبة بعد أن انفصلت من الشمس, ثم أخذت القشرة تبرد بالتدريج, وأمكن أن ينبت فيها النبات, ثم بعض الطيور ثم بعض الحيوان ثم الإنسان. ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ) تتحدث الآية عن العناصر الداخلية في تكوين الإنسان؛ أي : خلقنا جسمه من نطفة حتى كان علقة في أرعين يوما ومضغة في ثمانين ومنفوخا فيه الروح في مئة وعشرين يوما, كما خلق آدم طورا طينا وطورا حمأ مسنون وطورا صلصالا. والمراد بالإنسان هنا ابن آدم من غير خلاف. والنطفة: الماء الذي يقطر, وهو المني وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة, وجمعها نطف. أمشاج : أخلاط وهي صفة لنطفة, لفظها جمع ومفردها مشج أو مشيج من مشجت الشيء إذا خلطته. وصف المفرد بالجمع مع إفرادها؛ لما أن المراد بها مجموع الماءين يختلطان في الرحم, ولكل منها أوصاف مختلفة من اللون والرقة والغلظة, والخواص المتباينة, فإن ماء لرجل أبيض غليظ فيه قوة العقد, وماء المرأة أصفر رقيق فيه قوة الانعقاد. فيخلق منها الولد, فأيهما علا صاحبه كان الشبه به, وما كان من عصب وعظم وقوة فمن ماء الرجل, وما كان من لحم ودم وشعر فمن ماء المرأة. ( نبتليه ) أي : نختبره بالخير والشر.(فجعلناه سميعا بصيرا ) أي : جعلنا الإنسان ليتمكن من استماع الآيات التنزيلية ومشاهدة الآيات التكوينية. فأعطيناه ما يصلح معه التكليف والابتلاء, وهو السمع والبصر وسائر آلات التفهم والتمييز. والمعنى : أي, إنا خلقنا الإنسان من نطفة مختلفة من ماء الرجل, وماء المرأة مريدين ابتلاءه بالتكليف فيما بعد, إذا شب وبلغ الحلم. نختبر شكره في السراء وصبره في الضراء. ثم ذكر أنه أعطاه ما يصلح معه الابتلاء والامتحان, وهو السمع والبصر.
جزاك الله اختي خير الجزاء
ووفقك بالدارين
جزآك الله ألــف خير
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات