من القناعات التي لايمكن إقناع الجنوبي بعكسها بين ليلة وضحاها
عمل الزوجة... بالذات إن أرادت العمل بعد الزواج
فهاهي زوجته تريد أن تعمل في وظيفة ما لتشغل وقت فراغها الطويل بما يعود عليها بالمردود المادي
إلا أن هذا الزوج الجنوبي يرفض ذلك , بل ويغضب من مجرد ذكرها لرغبتها تلك.
فكرت الزوجة وعرضت عليه أن تلتحق بدورة لتحفيظ القرآن...فوافق متردداً..لكن وافق
خلال هذه الفترة أصبحت تطلب منه أن تحضر الفعاليات التي تقيمها الجمعية الخيرية النسائية ..فلم يعارض
ثم أصبح يسمح لها بالمشاركة العملية في كثير من مثل تلك الفعاليات وحصولها على بعض المردود المالي لمشاركاتها
ثم عرضت عليه أن تتوظف في وظيفة ما ,مدحها صديقاتها وأشاروا عليها بأن تنتهزها ولا تفرط بها لأنها مغرية وتتطلب مثل شهاداتها)
في هذه الحالة لن يكون إقناع الزوج صعباً
لأنه تعود ومنذ فترة على خروج زوجته من البيت
وتعود على عملها ولو بصورة تطوعية
ثم شاهد جمال ولذّة المردود المالي عليها
ثم ها هي وظيفة ما ,الجميع يشير إليها فلما لا تكون زوجته هي الأحق بها.
الكثير من المواقف يحتاج منك وقفة تأمل وتفكير عميق وتصرف بذكاء لتؤول الأمور لصالحك
وأكرر...قيسي على الأمثلة الواردة الكثير من شؤونك فلا مجال هنا لسرد كل شيء
فالآلية هي نفسها ومنطق الجنوبي فيها هو نفسه.
عندما يقتنع الجنوبي على مضض..
المهم هي إجابته بنعم أو ماينم عن موافقته كإفعلي ماشئتي(بدون أن يلحقها بعبارة جزائية..كأن يقول لك : موافق لكن سيكون كذا وكذا)
ولا شأن لك إن كانت موافقته بدون رضاً تام منه
ولا شأن لك إن بقى بعد ذلك طوال اليوم صامتها متجهماً
أولم يوافق ؟ ويتلفظ بنعم؟؟!!
إذا فتمسكي بها بيديك وأسنانك ورجليك
صدقيني..إن أراد أن يقول لك ..لا... لقالها بدون أدنى حرج.
بعد أن أقنعتيه بما تريدين
لا تلتفتي كثيراً لتصرفاته التي قد تبدو لك وكأنه غاضبُ منك
و صمته وإنعزاله لا يعني بالضرورة أنه يعاقبك... بمعنى عقاب
بل ربما كان في صدمة من تمكنك من إقناعه ولو جزئياً
أو إنك عرفتي بذكاء من أين تؤكل الكتف.
صمته وإنعزاله..يعني شعوره ولو جزئياً بصحة ما أقنعتيه به وإنخفاض في مستوى ثقته برأيه السابق فترك لك الساحة ليراقبك من بعيد ليعرف كيف ستتصرفين.
صمته وإنعزاله ..يعني أنه يفكر
هل أنت ستتحملين مسؤولية ما أقنعتيه به وما أنت مقدمه عليه؟
أو تأتينه بعد فترة تعلنين خطأ توجهك وتطلبين رضاه؟
كوني واثقة من نفسك فلا تسمحي لحالته أن تؤثر عليك
فتأتينه تتلمسين رضاه وتتنازلين عما أعطاه لك من موافقه
فهذا يظهرك بصورة غير لائقة
سيتهمك بعدها بأنك إنسانه لا تفهمين ولا تنظرين للأمور بنظرته الثاقبة
ولا تزنينها بنفس رجاحة عقله وحكمته
وأنه كان يعرف مقدماً أن الأمور ستؤول لما آلت إليه
مع كلمتين زياده يسم بها بدنك.
وعندها مستقبلاً لن تستطيعي إقناعه
فبدل دخولك في دوامة إرضاءه
كوني طبيعية وأنت تتعاملين معه
أشعريه بأنك لا تربطين بين حالته المستجدة هذه وبين موافقته
حالة غضبه وصمته وإنعزاله لن تستمر أمام وثوقك من نفسك
حتى لو ظهرت عواقب لما أقنعتيه به
فإبقي واثقة ولا تنهاري.. وهوني الأضرار ولملميها بعيداً عنه
وإن كان ولا بد أن تدخليه فالأمر
فإحرصي أشد الحرص أن توضحي أن السبب لايكمن في خطأ رأيك
ولا يكمن في أنه أعطاك وجهاً ووافقك وإقتنع بكلامك(هكذا يعتقد هو في نفسه)
بل ألقي باللآئمة على أطراف وظروف ومؤثرات خارجية
صحيح أنه قد يعتقد بأنك تكابرين وتعاندين
لكن حولي الوضع كإستشارة وطلب لنصيحته فقط ,فالوضع هنا مختلف
وأفضل من أن تعلني إعتذاراً يفقدك جاذبيتك ومصداقيتك