الفصل السابع
-------
ثم تغلق الهاتف و تشرد قليلا
***********************
في الشركة تجلس اسلام ناظرة الي احدي كتاب امامها بتركيز شديد ،ليقاطعها صوت
ماجد :لو سمحت
اسلام وهي ناظرة الي الكتاب بتركيز كبير :الساعة كام في ايدك
ماجد :واحدة وعشرة
اسلام وهي مازالت علي وضعها: البريك بادئ من الساعة واحدة ،يعني دي فترة بريك ساعة وتعالي
ماجد :طيب مدام قاعدة ومبتعمليش حاجة متشوفيني عايز اية
اسلام وهي بنفس وضعيتها :وبالنسبة لطريقة الكلام اللي بتتكلم بيها
ماجد :مالها !؟
اسلام وهي ناظرة للكتاب :مش فورمل ولا حتي فيها استسماح ولا احترام علشان اسمع كلامك ،ساعة وتعالي
ماجد: طب انا اسف حضرتك ممكن لو مفيهاش اساءت ادب تسمعي طلبي للأخر
اسلام وهي ناظرة للكتاب ،وتحرك يداها لتحضر دفتر وهي تقول :سلفة ولا عارضة
ماجد :لاء عزومه
لتنظر له اسلام فجأة وهي تقول :نعم يارو...........
لتصمت مرة واحدة ،لحظات قليلة من الصمت لتقول اسلام وهي متفاجئة :انتاااا
ماجد مبتسما :ايوة
لتنظر له اسلام في صمت:.... ...........
ماجد: اية ساكته ليه
اسلام :بفكر ياتري جاي ليه ،جاي تقولي انك خلتهم يرفدوني علشان اخر مرة لما اتكلمت معاك بقلة ذوقك صح ؟
ليضحك ماجد علي طريقة اسلام ثم يقول :يخربيت المسلسلات التركي اللي مبوظة سمعتنا دي ،لا ياستي جاي زي مقولتلك اعزمك علي الغدا دا طبعا لو مفيهاش اساءت ادب
اسلام :هههههههههههههههه .ثم تصمت لحظات قليلة تفكر لتقول :هتعزمني فين
ماجد :المكان اللي عايزاه
اسلام: امممممممممممم عايزة اكل سوشي
ماجد بحماسة :احسن مكان فيكي يا مصر وهأكلك سوشي منه
اسلام بفرحة: يلا بينا
في هذه الاثناء وفي المطعم
ماجد :اومال فين صحابك مكنوش معاكي في المكتب
اسلام :احنا في اخر الشهر ، والمزانية معايا خربت خالص الشهر دا فقلتلهم يرحو ياكلو هما وانا كنت جايبه سندوتشاتي وكلتها ...
ماجد :اها عندك كام سنه بئا؟
اسلام:23 سنة
ماجد :انا اكبر منك على كدا
اسلام :باين جدا كفاية الشكل انا شكلي صغير وانتا شكلك كبير
ماجد :يا سلام
اسلام :خلاص كفاية تصرفاتنا انا تصرفاتي صغيرة وانتا تصرفاتك كبيرة
ماجد :طيب اشكلنا وفهمتها تصرفاتنا ازاي بئا
اسلام : يعني مثلا لما اعوز اعمل حاجة مش بفكر كتير بعملها علي طول ،انما انتا بتفكر كتير
ماجد :ومين قالك اني بفكر كتير
اسلام :يعني بعد اسبوعين من اخر مرة شوفتني فيها جاي تعزمني علي الغدا مجتش حتي بعديها بيوم مقلتليش في نفس اليوم ،فكرت كتير
ماجد: طب افرضي كنت قلتلك ورفضتي ؟
اسلام :الفكرة مش في الرفض ،طيب مانا افرض لما روحتلك ساعة العربية رفضت ! عادي جدا احسن حاجة انك متحرمش نفسك من حاجة عايز تعمل حاجة اعملها من غير تفكير مدام مش حرام يعني ،انما هتفضل تفكر في الحاجة كتير كدا ممكن الحاجة دي تفقد حاجة من مميزاتها ممكن تفقد جنونها انها جت مرة واحدة و هانفذها ممكن تفقد فرحتها ممكن تفقد ضحكها او ممكن متحصلش خالص كدا يعني فهمني ؟
ماجد :ايوة فاهمك ،هي طريقة تفكير حلوة
اسلام مازحة :مش طريقة تفكيري تبقي حلوة
ماجد :يعني ساعة العزومة فكرتي ولا نفذتيها وخلاص
اسلام :منكرش اني فكرت ،بس فكرت في اية هنتأخر ولا لاء ، هطول ف الاكل ولا لاء كدا يعني ،انما عجبتني فكرة انو اروح اكل مع حد معرفهوش ،ثم تتحدث بخفوت مصطنع اصل بيني وبينك انا كان نفسي من زمااان اوي حد معرفهوش يعزمني علي الاكل وانا اوافق ،ثم تعدل نبرة صوتها بذمتك مش حاجة مجنونة
ماجد :هههههههههههههههه انتي اللي شكلك مجنون خالص ...
لتستفيق من شرودها علي صوت احد الصبية يعرض عليها ان تشتري بعض المناديل ، لتنظر له بابتسامة وتهزر معه قليلا ثم تبتاع منه ما يفرحه ليذهب ، ثم تنظر علي زجاجة المياه امامها لتشربها وبعد أن فرغتها بأكملها تقوم بإخراج الرسالة من حقيبتها ثم وتقوم بطيها بطريقة معينه تشفع لها بالدخول من فوهة الزجاجة ، وبعد أن أدخلتها واحكمت غلق الزجاجة ، تقف وتنظر الي النيل ثم تقوم برمي الزجاجة بعيدا ...
***************************
كانت جالسة منتظرة دورها في الكشف ، إلي أن خرج المريض من غرفة الدكتور ، عشر دقائق ونادت عليها الممرضة وأذنت لها بالدخول ...
الممرضة : آنسة روان اتفضلي
روان : ماشي
لتدخل روان عند الدكتور بوجه حزين
روان : ازيك يا دكتور
حازم : الحمد لله ازيك انتي
روان : تمام ، تحب اقعد علي الشازلونج ولا هنا علي المكتب
حازم : اللي انتي عايزاه
روان : بص يا دكتور حازم انهاردة هاعمل اللي انتا عايزه وهبقي مرتاحة فيه تختار اية
حازم : تعالي علي الشازلونج و احكيلي مديقة كدا ليه
روان بعد أن جلست : لاء انا مش مديقة انا زهقت
حازم بعد أن جلس أمامها : من اية
روان : أنا بقالي قد اية بجيلك
حازم : حوالي اربع سنين
روان : اربع سنين و تسع شهور يا دكتور و لسة مش فاكرة أي حاجة غير شوية مواقف او لحظات وحد حكهالي وبقنع نفسي اني فاكرها
حازم : وانتي دارسة علم النفس وعارفة ان فقدان الذاكرة انواع ، وانه علاجه بيطول وبيكون حسب نفسيه والعوامل اللي موجود فيها المريض
روان : طب مهي العوامل كويسة ونينه زي الفل ومش بتضغط عليا في حاجة
حازم : طب هسألك سؤال
روان : اتفضل ؟
حازم : بتفكري في موضوع فقدانك للذاكرة دا كام مرة في اليوم
روان : كتير جدا تقريبا حتي قبل منام
حازم : المفروض بئا متضغطيش علي نفسك عشان تعرفي تفتكري النفسية عامل مهم
روان : طب مانا زهقت
حازم : بتاخدي الدوا في مواعيده ؟
روان : ايوة
حازم : يبقي تسمعي كلامي و متفكريش في اي حاجة تخص الحادثة خلي كل حاجة تاخد وقتها
روان : هحاول
حازم : مفتكرتيش أي موقف جديد من ساعة اخر جلسة مبينا
لتشرد روان وهي ناظرة علي مكان اخر غير الدكتور لتتذكر أنها تمسك الهاتف في توتر وهي واقفة في إحدى الشرفات محاولة أن تكتب كلمة السر للهاتف حتي يفتح في توتر وسرعة منها، المحاولة الأولي باتت بالفشل ! ثم الثانية نجحت لتقوم بإجراء اتصال ولكنها لم تفعل لتجد نفسها تقع من الشرفة !
لتستفيق علي صوت الدكتور يقول لها : روحتي فين
روان : سرحت بفتكر افتكرت حاجة ولا لاء
حازم : و افتكرتي ؟
روان بتردد : لاء خالص
حازم : طيب ياستي بكرة تفتكري دلوقتي هنعمل تمرين بسيط مع بعض بيهدي الأعصاب
********************************
كانت اسلام تحاول أن تخرج هاتفها من الحقيبة وهي راكبة سيارتها وتسوق عائدة إلي المنزل ، لتنظر امامها لتقف بالسيارة فجأة ، لأنها لاحظت طفل صغير يعبر الطريق لينظر لها فتبتسم في حنو ويذهب لتكمل هي طريقها إلي المنزل ...
وبعد أن وصلت تذهب إلي جارتها لتأخذ ابنتها ، لتسمع صوت صراخ من الداخل لترتكب قليلا ولكنها حزمت أمرها بأن تدق جرس البيت ، حتي تأخذ ابنتها ، لتفتح الجارة الباب...
اسلام بنصف ابتسامة : السلام عليكم
الجارة : عليكم السلام
اسلام : معلش جيت في وقت .....
لتقاطعها الجارة : لاء خالص استني اناديلك جيهان
لتأمر احد العاملين عندها بأن تحضر الطفلة من حديقة المنزل ثم تنظر إلي اسلام قائلة في ابتسامة
الجارة : بيزعقلي عشان بقوله عايزة اخرج
اسلام وهي مازالت محتفظة بالابتسامة : الشغل دا.....
لم تعط الجارة لها اي مجال للرد لتقول في حنق مكتوب : زهقت من الشغل اللي كل شوية يتحجج بيه ، مهو ازاي اقعد شهر كامل مخرجش يعني ! وهو ولا علي باله وكل حاجة عنده شغل شغل شغل انا خلاص فعلا جبت اخري لاء وكمان........
يتبع