الفصل الثالث
--------
اللي تقف جنب جوزها وتستحمله عشان هو كمان يستحملها وبعدين بقولك بحبه وبموت فيه كمان ...
رانيا : طب صلي علي النبي
شيماء : عليه الصلاة والسلام
رانيا : انتي كان اية شروطك لأي حد كان عايز يتقدملك ؟
شيماء : واية لازمته الكلام دا دلوقتي
رانيا : لاء مانتي بصي الجوازة دي مش علي مزاجي ومش مواقفة عليها فسبيني اقول كل اللي عندي عشان اكون خلصت ضميري
شيماء بتأفف : قولي
رانيا : كان اهم حاجة عندك انو يبقي بيصلي وكنتي ساعات بتتشددي وتقولي في الجامع كمان ، وكان لازم تبقي مرتاحة ايوة اومال اية عشان القبول وكنتي بتقولي........
لتقاطعها شيماء بانفعال قليلا : لاء استني مبدئيا كدا الصلاة دي كلمته عليها وهو بيحاول ينتظم يعني بيعمل اللي عليه ومش مقابلة واحدة هيا اللي تحدد اذا كنت مرتاحة او في قبول ولا لاء لما اتخطبنا عرفته اكتر وارتحتله كمان .
رانيا : دا كله كلام امك مفيش دا عنده 29 سنه يعني قاعد اكتر من 20 سنه مبيركعهاش هيركعها لما تقوليله وبعدين انتي مرتحتيش انتي شوفتيها فرصة شغلانه في شركة مقاولات كبيرة وشقة وعربية طبيعي امك تقنعك او تأثر عليكي ...
شيماء بعصبية : في اية مالك؟ امي عايزة مصلحتي وهيا عندها حق عايزة تأمن مستقبلي وانا بحبه ومش هقدر اعيش من غيره وهيسمع كلامي ويصلي انتي اللي غيرانه عشان متخطبتيش لغاية دلوقتي ...
لتتركها وتذهب لتتحدث رانيا بصوت مرتفع وهي تقول : طب احلامك ومستقبلك غيرانه منهم بردو ! غيرانه منهم وهما مش هيتحققو اساسا !
سمعت شيماء كل ما قالته صديقتها ولكنها أكملت طريقها في ضيق ولم تقف لترد عليها
****************************
في شركة المقاولات ، يقف أدهم في هدوء امام الشرفة يفكر ماذا سيفعل ليقاطع تفكيره طرقات باب مكتبه ، فيأذن للطارق بالدخول ...
أدهم : ادخل
لتدخل فتاة ليست بطويلة ولا بقصيرة ، مرتديه بنطال جينز مقطوع في مناطق معينه فيه ، عاقدة شعرها للخلف ، بيضاء البشرة ، ذات عيون بنيه فاتحة ، جذابة الشكل .
سارة بنبرة فارحة : ازيك يا أدهوم
ليلتفت لها أدهم في ابتسامة خفيفة : الحمد لله وانتي عاملة اية ؟ تعالي تعالي واقفة هناك ليه
سارة بنفس النبرة : لاء محنا مش هنقعد هنا تعالي ناكل برا في اي مكان
أدهم بتردد : والله يا سارة مليش نفس خالص ، في مشاكل كتير في الشركة مش هقدر اسيبها وامشي .
سارة وقد تنحنحت قليلا : احم طب يعني النص ساعة بتاعت الأكل دي هيا اللي هتبوظلك الشغل اكتر !
*******************************
تتحدث شيماء بضيق في الهاتف
نورا بضيق : يوووووه بئا انا زهقت ، مبحبش كل شوية افضل اتحايل وادادي فيك وانتا متنشن متهدا شوية بئا
جاسر بزعيق : انتي بتكلميني كدا ليه !
شيماء بضيق : هو اية اللي بكلمك كدا ليه!
جاسر بحدة : مبحبش الاسلوب دا ، وبعدين مديقة وزهقتي يبقي اقفلي سلاااام...
ليغلق الهاتف في وجهها دون ان ينتظر ردا ، لتتأفف قليلا ...
***********************
سارة : اهو بئا يا سيدي ملكش عذر دلوقتي جبتلك الاكل لغاية عندك
أدهم مبتسما : والله كتر خيرك مش عارف اقولك اية بجد
سارة وعلي وجهها شبح ابتسامة : عد الجمايل ياعم
كانت سارة قد طلبت الطعام من احد المطاعم ، وجلسا سويا يأكلان معا ...
سارة وهي تأكل : بقولك يا أدهم ، متشغلني معاك انا كفاءة ويجي مني علي فكرة
ليضحك أدهم علي كلامها قائلا : ههههههههههه و عايزة تشتغلي اية بئا ياستي ؟
*************************
في هذه الاثناء ، تتحدث شيماء في الهاتف مع والدتها
رشيدة : طب خلاص وانا لو ابوكي سأل عليكي هقوله انك لسة في الكلية .
شيماء : ماشي يا ماما بس يا رب ميرخمش وميرضاش اني اصالحه
رشيدة : يا بت ركزي انتي وادلعي شوية وهو هيضحك و يفرفرش كمان بس اتكلمي حلو انتي
شيماء بضيق خفيف : حاضر يا ماما
رشيدة : انتي فين دلوقتي
شيماء : لسة راكبه التاكسي من شوية
رشيدة : طيب سلام عشان اروح اكمل طبيخ
شيماء : سلام
لتغلق مع والدتها الهاتف ، ثم تشرد قليلا تتذكر موقف لها مع والدتها وهي تقول
رشيدة بتركيز علي كلامها : الواد فرصة يا شيماء
شيماء بضيق : مهو يا ماما كل شوية يزعل ويكون عايزني اصالحه وانا زهقت
رشيدة وهي تتحدث بلئم قليلا : عوديه هو اللي يصالحك ، وفي نفس الوقت متخسرهوش ، بيتقل عادي التقل حلو اتقالي انتي كمان بس لو طول ارخي انتي
شيماء : طب ازاي اعوده وازاي ارخي مكدا هو اللي يعودني اني انا اللي اصالحه
رشيدة : وماله يعودك وبعد الجواز انتي تعوديه مهو جوزك علي متعوديه
لتنظر لها شيماء نظرات عدم الفهم والتشتت ! ثم ينتقل شرودها من هذا إلي جملة رانيا التي اخترقت عقلها وقلبها معا " طب أحلامك و ومستقبلك غيرانه منهم بردو ! غيرانه منهم وهما مش هيتحققو اساسا ! " لترن اخر جملة بالتحديد في اذنيها " مش هيتحققو اساسا " ، " مش هيتحققو اساسا " ، ترن في اذنيها مرة واثنتان وثلاثة ، الي ان يقطع شرودها هذا صوت السواق يعلن عن وصوله المكان الذي ارادته .
****************************
في شركة المقاولة ، وخصوصا في مكتب أدهم
أدهم : خلاص ياستي هشغلك
سارة بضيق مصطنع قليلا : مالك يا خويا ، محسسني انك بتمن عليا ، انتا مش لسه مختبرني دلوقتي وطلعت عيني في الاسئلة فيه اية مالك يا خويا ...
ليضحك أدهم بشدة علي طريقة كلامها ليقول : أنتي اسلوبك الرقيق والبت اللي من جاردن سيتي وبتاعت الyes و ال no و ال of course و ال to be or not to be فين دا كله يا بت
سارة بضحك : هههههههههههههههه كله يروح ويظهر العربجي اللي جوايا مدام البعيد هيحسسني انو بيمن عليا
أدهم وهو يضحك : طب قوم يا عم العربجي خليني اوريكي هتشتغلي فين
*************************
يذهب أدهم مع سارة ليريها أين ستعمل معه وماهية عملها أيضا .
سارة بضيق : اية دا هشتغل في قسم المحاسبة
أدهم : ايوة مش انتي يابنتي خريجة تجارة
سارة بضيق : ايوة
أدهم : وكمان كنتي قسم محاسبة
سارة بضيق : ايوة
أدهم : طيب عايزة تشتغلي اية باللي معاكي دا اشغلك مع عم محمد بتاع البوفيه
سارة وهي تنظر له بملامح غير متقبلة لما قاله : يا سخيييييف
أدهم بضحك : طب اقولك اية ، انتي عايزة تشتغلي في قسم م......
ليقاطع كلامه احداهن حيث قامت بالخبط علي منكبيه للفت نظره ، لينظر إلي الخلف برأسه فيجد فتاه تبتسم له فيلتف لها ، ثم يحرك رأسه بتسأل فتفهم (شيماء) ما يلمح له فتقول ...
يتبع