الفصل الأول
--------

في منزل يتسم بالقدم ، وفي غرفة به بالتحديد يخرج منها صوت ضحك كثير وأصوات عالية ، يظن من يمشي بجانبها انها جلسة اصدقاء لم يروا بعضهم قرابة قرنين ليس عامين فقط !
إسلام بضيق خفيف :خلصي يا روان بئا هاتي حكم غير دا ...
روان بضحك: حكم غير دا اية ياما هو انا بلقيهم في الشارع كدا عادي
اسلام : مهو جنون اللي بتقوليه دا عمره مهيحصل .
روان : مليش فيه اومال لعبتي الشايب ليه مدام مش هتنفذي الحكم وبعدين سألتك قبل منلعب قلتي هنفذ لو طلع الشايب معاكي بترجعي في كلامك ليه زي العيال الصغيرة !؟
اسلام بضحك خفيف : خلصي بئا يا رودي بطلي الهزار دا
لتعلو ضحكات روان ثم تقول: أنا بتكلم بجد مش بهزر وهتنفذي الحكم علي فكرة
لتتأفف اسلام قليلا ، لتتحدث إمراه في العقد السادس من عمرها : في اية يا روان مزعله اسلام ليه؟
روان: والله يا نينا هيا اللي مزعلاني
وقصت لها روان ما حدث
الجدة سميحة بضحك : طب مأنتي بتستهبلي يا روان اهو
روان بعند : بستهبل ! طب والله يا اسلام لو منفذتيش الحكم مانا مكلماكي تاني
اسلام بضيق خفيف مع ضحكة استهزاء: الله يكرمك يا نينا جيتي تكحليها وتقريبا كدا تقريبا أتعمت
لتضحك سميحة : هههههههههه انتي عارفة روان عنادية ودمغها ناشفة الله يهديها
لتضحك روان وهي تقف لتقول مازحة :ههههههههه كويس انكم عارفيني أنا هاروح اعملي شاي مش عايزين صح
سميحة بضحك : روحي يابنتي اعملي اللي تعمليه
لتذهب روان، في حين تجلس اسلام مع سميحة ، لتقول اسلام : والله يا نينة لولا إني عارفة ظروفها لكنت عندت معاها انتي عارفاني عنادية أكتر منها بس محبتش اللعبة تقلب بنكد
لتتحدث سميحة بشفقة : كتر خيرك يا اسلام والله ربنا يقوي روان دي علي اللي شفته
اسلام: طب عن اذنك بئا هاروح اسلم عليها وهاروح عشان البنات بس سيباهم مع الدادة مدة طويلة .
سميحة وهي تقبلها : مع السلامة يا حببتي وعدي علي روان في المطبخ سلمي عليها
اسلام : حاضر يا نينة
اسلام فتاة في نهاية العقد الثالث من عمرها ، ذات شعر كستنائي رائع ، وقوام رشيق يجذب من يراها ، غير مهتمة بالأناقة الشخصية ، تعمل في مجال الترجمة ، في أحد اهم الفنادق السياحية بالقاهرة ...
***********************
في المطبخ ، تدخل إسلام علي روان
لتتنحنح قليلا فتلتفت إليها روان قائلة بشيء أشبه بالجدية ولكن تعلم كل منهما أنه مزاح : متحوليش يا إسلام هتنفذيه وهتتصلي بيا تأكديلي ، وكدا كدا انتي بتعدي علي الكورنيش بعربيتك كل يوم يعني مش هتعملي مجهود ، لتغير نبرة صوتها وتتحدث في خفوت يشوبه بعض التهديد :وبعدين في اوقات هتهب مني وهرقبك فيها ، وحذاري أشوفك منفذتيش يا أحقر خلق الله انتي
لتضحك إسلام بشده علي طريقة كلامها ، وخصوصا أخر جملة قالتها ، لتقول بضحك : أنا أحقر خلق الله يا هبه احبيبت ألبي
روان بميوعة مصطنعة وهي تمزح : بس بئا بتكسف الله ، وبعدين الكلام دا بيني وبينك مش في المطبخ قدام الحلل والطبيخ كدا احنا مطبخنا اشرف من الشرف
لتضحك اسلام : كفاية بئا ، ابو دمك يا شيخة ، نستيني كنت جيالك في اية
روان وقد عدلت نبرة صوتها : اه صح كنتي جيالي في اية
اسلام : انا هاروح عشان البنات سيباهم في البيت مع الدادة ، سلام بئا
لتقترب منها تقبلها ، لتحدثها روان بجدية : علي اتفقنا بئا يا سوسو
اسلام : اموت واعرف اية اللي خلاكي تقلبيها جد كدا
روان : وحيات امك ، مش انتي اللي عاندتي الأول وقعدتي تقولي العب الشايب انا وانتي بس ...
اسلام : الله طب مهما مشيو
روان : وانتي عاندتي ورخمتي طيب نلعب كينت لاء الشايب ، طب نلعب كوتشينه عادي لاء الشايب ، جاك شايب اما يأكلك يا بعيدة ،اشربي بئا ،وبعدين عايزين نرجع زمن الشقاوة الجميل ، ايام مكان ميهمناش بئا وخربنها بئاااااا...
لتنظر لها اسلام بضحك : طيب ماشي يا رخمة
روان مازحة :حبيبي تسلم
روان أحدي أقارب إسلام ، ولكن ذات صلة قرابة ضعيفة بعض الشيء ، ليس من العصب كما يقولون ، فتاة في مثل عمر إسلام ، لها طابعها الكلاسيكي الخاص ، الذي يميزها في ملابسها وشكلها ، تعمل في احدي العيادات الكبيرة الخاصة ، تتدرب علي مجال النفسي بما انها خريجة تربية علم نفس ...
***********************
بعد ان انتهوا ثلاثتهم من تناول الطعام ،وهن في طريقهم الي الشركة
اسلام بنبرة متفاجئة بعض الشيء :شوفو اللي انا شايفاه
روان وهي تبحث عن المكان الذي تنظر إليه اسلام: اية
اسلام بنفس نبرتها :شوفو اللي انا شيفاه
احدي الفتيات (اماني):خلصي يا سلاموكا اية اللي انتي منيلاه
اسلام بنبرة انبهار :العربية التحفة دي بتاعت مين
اماني : دي بتاعت ابن صاحب الشركة
اسلام : وابن صاحب الشركة مش قاعد فيها ليه
روان بضحك :خدي التقيلة هو مش بيسوقها دا جايب سواق
اسلام بإستغراب :كمااان ، عربية بالجمال والشياكة والطعامه دي وبيقعدش فيها وكمان جيبلها سواق
روان :تقريبا دا السواق
واذا بإسلام تتركهم وتذهب تجاه هذا الشاب ،الذي يفتح باب السيارة لتغلقه اسلام ،فينظر لها الشاب باستغراب
اسلام بنبرة مازحة ممزوجة بخفوت :اخبارك اية
الشاب(ماجد) باستغراب ولكنه تحدث مثلها بنفس الخفوت فقد لاحظ مزاحها من نبرة صوتها :الحمد لله
اسلام بنفس النبرة :شوف انا هاعمل معاك ديل
ماجد بنفس نبرته السابقة أيضا :ديل اية
اسلام بنفس النبرة :انتا تخدني لفه علي العربية الجميلة دي
ماجد :وبعدين
اسلام : في المقابل انا مش هقول لابن صاحب الشركة
ماجد مبتسما ويفكر قليلا :طب واية هو الديل بردو
اسلام وقد بدأت تتكلم علي طبيعتها: يابن الناس ركز انتا هتعمل حاجة غلط دلوقتي ،هتخدني لفه من غير مصاحب العربية يعرف ،وانا في المقابل مش هقوله ..
ماجد بضحك :تصدقي كتر خيرك بجد
اسلام :الجدعنة دي مش مع اي حد علي فكرة...
ماجد :طب اركبي
اسلام متفاجئة بعض الشيء : بالسرعة دي
ماجد :عايزاني اغير رأيي ولا اية
اسلام :تغير رايك اية دانا مصدقت ، ثم تقوم بالمشاورة لأصحابها وهي تقول :تعالو يا بنات هناخد لفة ببلاش
بعد ان ركبوا السيارة .
ماجد :حابين تروحي فين
اسلام :اروح فين اية ،انا عايزة ابات هنا ،بس هي وقت صغير عشان البريك قرب يخلص فانتا لف بينا كدا ...
انصاع ماجد وقد بدأ يتحرك ،كانت اسلام تجلس بجانبه والفتاتان بالخلف ...
ماجد : بس ملاحظ انك بتحبي العربية دي اوي
اماني :ايوة هي بتحب العربيات جدا الا قولي اسمك اية ...
لتنظر لها اسلام وهي تقول بعصبية مصطنعة :جري اية يا موني انتي هتتصحبي عليه وهتخليه يجبنا ويودينا بالعربية كل يوم ولا اية
لينظر لها ماجد وهو يسوق نظرة سريعة ثم يضحك وهو يقول :ههههههههههه انتي دمك خفيف اوي ع فكرة
يتبع