الفصل الثامن والعشرون
☆☆☆☆☆☆☆☆
ذهبت خلفه فتح باب احدي الغرف وأشغل نورها لتتفاجأ هي بما تراه ...
نظرت له في تفاجئ شديد ، رافعه حاجبيها لأعلي ، أدمعت عينيها وهي تنظر ، ضحكت قليلا لتضع يداها علي فمها من الضحك ، مزيج من الفرحة والضحك وهي تنظر ، ثم تنظر له في امتنان منها ، الغرفة عبارة عن حائط بها صورة كبيرة لها بحجم الحائط وهي تضحك ضحكة عفوية مأخوذة بدون علمها ، وباقي الجدران عبارة عن صور كثيرة في اطارات ، صور لم تراها من قبل ! صورة وهي تضحك وهي تنظر بغضب وهي تنظر بضيق وهي تفعل فعل بلهاء او تضحك ضحكة بلهاء ، صورة وادهم ينظر لها بحب واضح وهي تفعل شيء معين ، او تنظر للطعام بشراهة...
تفاجأت منه أكثر من تفاجئها بالصور والغرقة بأكملها ، أتحبني إلي هذه الدرجة فعلا ! نظراتها في صمت له جعله يتشجع وهو يقول ...
أدهم مبتسما : لما بتوحشيني باجي أشوفك هنا
نظرت حول الغرفة مرة أخري لتجدها عير مرتبة بالمرة ، قميص علي الأرضية ، وشراب علي احدي الكراسي ، وملائة علي الأريكة
شيماء : أدهم الاوضة دي باين عليها انك عايش فيها علي فكرة
أدهم : طب أعمل اية يعني انتي علي طول وحشاني
شيماء : متديني قلمين احسن مينفعش كدا
فإذا به يضربها علي وجهها ضربه ليست بقوية وهو يقول : أنا هضربك اكيد بس عشان اعرف ازاي تسمحي لنفسك تخشي بيت راجل اعزب وكمان غريب مش خايفة اعملك حاجة كدا ولا كدا
شيماء : لاء مش خايفة أنا واثقة فيك
أدهم : بس أنا قليل الأدب ويتخاف مني
شيماء بتردد : بجد
أدهم وهو يخلع سترته : اه بجد
شيماء : انت بتعمل اية
أدهم : هثبتلك انو يتخاف مني
واذا به يفتح زر من القميص ، لتخبطه شيماء علي كتفه وتتركه وتذهب ، ليبتسم ابتسامة جانبيه ويذهب خلفها ...
نزلا ، وركبا السيارة وهما في طريقهم لإيصالها ...
أدهم : شميااااا
شيماء بضحك : ههههههههههه نعم
أدهم : أنا أسف
شيماء مبتسمة : أنا كنت قاصداها علي فكرة
أدهم باستغراب : قاصده اية
شيماء : وعارفة انك هتمد ايدك
أدهم : مش فاهم
شيماء : انت كنت مدايق وزعلان وقلقان وخايف كل دا هيطلع لو طلعته علي حد فانا استفزتك وكله طلع في القلم اللي لطشتهولي
نظر لها نظرة خاطفة ثم نظر للأمام وهو يقول : اومال عيطتي ليه لما ضربتهولك مدام كنتي عارفة
شيماء :امممم مش عارفة ممكن عشان كان جامد
ساد الصمت ليشغل أغاني للتسلية كان شاردا فيما قالته ، وصلا أمام منزلها ، شيماء قبل أن تنزل ...
شيماء : كنت عايزة اشوف جاسر
أدهم بجدية : هكلم المحامي يظبط الموضوع دا ويجيب اذن واخليكي تشوفيه
شيماء : ماشي خلي بالك من نفسك
ادهم : وانتي كمان
شيماء مبتسمة : ماشي سلام
أدهم : سلام
تركته ودلفت إلي منزلها ، ليسوق في ضيق دقائق واتصل بصديقه ...
أدهم : أيوة يا أحمد
أحمد : اية يا ابو الادهيم
أدهم : فضي نفسك بكرة وخلي المحامي يجيب اذن لشيماء تقابل جاسر وابقي روح خدها وخليك معاها
أحمد : من عيوني
أدهم : روح بئا وخد سارة وصلها وانا خلاص ربع ساعه وهكون في المستشفى
أحمد : تمام سلام
يغلق الهاتف ويذهب تجاه المشفى ، عندما صعد إلي والدته وجده ما زال منتظرا لينظر له بغضب ...
أدهم : هتفضل هنا كتير
سليمان : لغاية مطمن عليها
أدهم بحدة مكتومة : أنت عايز توصل لأية من اللي بتعملوا دا ، فاكرها ممكن تسامحك تبقي بتحلم
ليقف سليمان وهو يقول : هاروح اشرب قهوة اجبلك معايا
ليشيح أدهم وجهه إلي الجهة الأخرى ، فيذهب الاخر عنه
************************
يتصل أحمد بشيماء يخبرها بموعد الزيارة لرؤية جاسر ، جهزت نفسها ليأتي أحمد لأخذها ، وبالفعل رأته ...
جاسر بلهفة ليذهب تجهها ويحضنها وهو يقول : شيماء عاملة اية
لم تبادله الحضن وقالت بجفاء : الحمد لله
جاسر وهو ينظر لبطنها : وابننا عامل اية أنا عارف اني غلطت في حقك لما مديت ايدي عليكي بس دي كانت ساعة شيطان و انتي استفزتيني بصراحة ، بس البيبي عامل اية طمنيني
شيماء : اطمنك علي مين
جاسر : علي ابني يا شيماء
شيماء : انت لية محسسني بكلمة مديت ايدي انك ضربت قلمين وسكت ، جاسر اللي في بطني ماتت من الضرب اللي ضربتهولي ولو كنت روحت المستشفى متأخر شوية كنت مش هخلف تاني في حياتي بسببك
جاسر بعدم تصديق : اية
شيماء بجدية : اللي سمعته
جاسر محاولا استيعاب ما قالته ليجلس علي احدي الكراسي فتجلس أمامه وهي تقول
شيماء : أنا كنت بحبك أوي كنت بسامحك في كل حاجة بتعملها فيا ، وانت استغليت دا فيا ، ضمنت اني في كنفك وتحت طوعك فكنت بتقل مني وتزعلني وأنا اسامح واعدي ، أنا حبيت كل حاجة بتحبها وكرهت كل حاجة بتكرهها ، مكنتش بسمح لحد انو يتكلم عليك نص كلمة وحشة ، قطعت كل الناس اللي قولتلي عليهم مش بتحيهم او مش بتستريح معاهم ، قدت صوابعي العشرة شمع عشان مامتك عشان عارفاك بتحبها ازاي ، اذيت نفسي بالعملية عشان اسعدك ، استحملت ضعف الوجع بتاع الحمل عشانك انت ، عشان تشوف ابنك اللي بتحلم بيه ، نسيت احلامي كلها عشانك ، عشان اقعد واشوف جوزي وبيتي عايز اية ، وبعد كل دا ضربتني وبهدلتني وموت ابني ومفتكرتش ليا اي حاجة كنت بسامحك كتير بس دلوقتي مش قادرة اسمحك ، مش قادرة استوعب اللي عملته ، انت بعد مقتلتني من الضرب طردتني زي الكلام بلبس البيت بالدم اللي بينزل مني ، وبعد كل دا مفكرتش تسأل عليا حتي تاني يوم وصلت البيت ولا لاء ، جاسر أنا بكرهك اوي ، وشيفاك صغير اوي ، وضعيف أوي ، دايما بيقولها اللي يضرب ست بيبقي زيها ، وانت كل مرة كنت بتثبت دا ليا بس انا اللي عبيطة ومش بتعلم بسرعة ، جاسر طلقني أنتهت من كلامها لينظر لها بصدمة : اية
شيماء بجدية : اللي سمعتوا
جاسر وقد نزل علي ركبتيه وأمسك بيداها : شيماء أنا اسف أنا أسف بجد انا هصلح كل اللي بوظته وهعوضك علي كل اللي عملته فيكي بس متسبنيش شيماء أنا فعلا مش هقدر أعيش من غيرك
شيماء : بجد هتعوضني
جاسر : وبكل اللي انتي عايزاه بس متسبنيش أنا مش هقدر أعيش من غيرك أنا غلطت وغلط كبير بس أنا أسف أنا مكنتش حاسس بنفسي أنا هعوضك عن كل حاجة عملتها فيكي
شيماء : هتعوضني عن كل حاجة كل حاجة
جاسر : كل حاجة
شيماء : طيب ابني هتعوضني عنه ازاي هترجعهولي ازاي
ينظر لها جاسر في صمت لتكمل : أنا حياتي معاك بقت مستحيلة طلقتني أحسن ليك وليا
جاسر : بقولك هتغير وهبقي كويس بس متسبنيش
شيماء : انت هتتغير اه بس أسوأ من الاول طلقتني احسن ومتخلنيش ألجأ للمحاكم
جاسر : بتهدديني
شيماء : وليه متقولش بخيرك عشان تعرفك انك هتفضل زي منتا
لتقف وتذهب ، وعندما جاءت لتفتح الباب يستوقفها جاسر قائلا : انتي طالق يا شيماء طالق بالتلاته
ابتسمت نصف ابتسامه وأكملت طريقها ، لم تنظر له مطلقا ، أكملت طريقها وكأنها لم تسمع شيء ، لم ترد أن تنظر له في حين هو الذي قالها وهو ينظر في الأرض شاعرا بالندم ، خسر كل شيء بسبب طمعه ، زوجته ، وابنه ، وعمله ، بسبب تكبره وغروره !
******************************
كانت جالسة مستندة ظهرها علي ظهر الفراش ، ويجلس هو أمامها يأكلها في حنو ، كانت تنظر له مبتسمة في رضا ، وهو ينظر لها من الحين للأخر ويرد لها الابتسامة ...
أدهم : هتفضلي مبتسمه كدا كتير
نورهان (أمه) : لغاية متقوم من قدامي
أدهم : بوقك هيوجعك
نورهان : فداك
أدهم : قلقتيني عليكي
نورهان : مكنتش عايزة اتعبك
أدهم : مفيش تعب في الحاجات دي يأمي
ليقبل يداخا في حنو لتضع هي يداها علي رأسه في رضا ...
***********************
تتصل شيماء بأدهم ولكنه لا يجيب ، أتصلت به كثيرا ،ولكن دون رد ، قررت الذهاب له إلي المشفى ، أتصلت بأحمد لمعرفة رقم الغرفة وبالفعل ذهبت ، دلفت إلي الغرفة لتجده نائما علي الأريكة ، تحركت في هدوء منه ، اقتربت لتري وجهه ، كان كالأطفال نائما ممدا جسده علي الأريكة ، مربعا يديه ، وجهه صافي كالماء العذب ، يحمل حزن فيه أيضا ، تأملته في دقه لتتفاجأ بصوت أنثوي يقول ...
نورهان بتعب : عرفت أنو منمش من ساعة العملية أصريت ينام راح نعس بسرعة فضل يقاوح ويقولي مش عايز انام بس باين علي عينه
شيماء مبتسمة : حمد لله علي السلامة
نورهان : الله يسلمك يابنتي
شيماء : أتصلت بيه كتير فلما مردش قلقت قلت أجي اطمن
نورهان : الموبايلات ممنوعة هنا فهو عمله سيلنت وسابه برا
شيماء متفهمه : عشان كدا ، طيب حضرتك أنا جبتلك أكل
نورهان : تسلمي ياحببتي أنتي اسمك ايه بئا
شيماء : شيماء
نورهان : عاشت الأسامي
شيماء : طيب عن اذن حضرتك
نورهان : اتفضلي يا بنتي
استيقظ أدهم بعد ساعتين ، أخبرته والدته بأن شيماء كانت هنا ، استأذن منها لإحضار كوب من الشاي ، عندما خرج تفاجأ بشيماء تقف وتسند رأسها عاي الحائط خلفها مغمضة عينيها ...
أدهم باستغراب : شيماء
لتفتح عينيها وتعدل من وقفتها وهي تقول مبتسمة : عامل اية
أدهم : الحمد لله اية اللي موقفك كدا
شيماء : كنت مستنياك تصحي
أدهم : ومستنتنيش جوا ليه
شيماء : مكنتش عايزة أقلقك
أدهم : ولا قلق ولا حاجة
شيماء : متصلتش بيا ليه لما صحيت
ادهم بتردد : كنت هتصل وانا بشتري القهوة تعالي نقعد في كافتيريا المستشفى
شيماء : يلا
ذهبت معه شيماء ، وبعد أن جلس ...
شيماء : علي فكرة أنا عارفة انك مكنتش هتتصل بيا عشان كدا قررت استناك ، مالك بئا يا سيدي أنا زعلتك في حاجة
أدهم : مدايق من نفسي
شيماء : طب احكيلي يمكن أفيدك
أدهم بضيق : أنا مش مصدق اني مديت ايدي عليكي ، أنا عمري معملتها علي فكرة ، ومش عايزك تأخدي فكرة اني وحش دي عليا شيماء انا......
شيما مقاطعه : أنت اية اللي بتقوله دا ، متفكرش في الموضوع وتديله أكبر من حجمه ، أنت مديت ايدك بس عارف الحاجة الوحشة وسط حاجات حلوة كتير مش بتبان وانت عملت حاجة وحشة صغيرة جدت وسط حاجات حلوة كتير جدا تشفعلك اني مزعلش منك ...
أدهم ينظر لها بعدم اقتناع : أنا مديت ايدي مرة اش ضمنك اني مش هاعملها تاني ، انت نفسي مش ضامن
شيماء : انت عايز توصل لأية يا أدهم
ادهم بضيق وهو ناظر للأرض : أنا مستهلكيش
شيماء : جاسر طلقتني
أدهم : هبقي أخلي احمد ياخد مامتك وانتي والمأذون والمحامي ويبقي طلاق رسمي
شيماء : لاء أنا هاروح معاك مش مع أحمد وسلا بئا فك
ينظر لها أدهك ثم يشيح بوجهه ، لتقف هي من مجلسه وتذهب تجاهه ممسكة بياقة قميصه وهي تقول بصوت مرتفع : أنت عايز تأخدني لحم وترميني عضم هتخطبني يا أدهم وهتستني لما عديتي تخلص وتتجوزني كمان ، وخلاص ياعم عرفنا انك ايق وانا مسمحاك والله العظيم خلص بئا.
كان ينظر لها بتفاجأ لتتحول نظراته لضحك وهي تتحدث ، انتهت من حديثها لتترك ياقة قميصه ، ليقف هو ويضع ذراعه حول كتفها ، ويمايل به قليلا لتلامس رأسها صدره وهو يقول : انتي لمضة أوي
شيماء بضحك : من بعض ما عندكم
كان يخرج من المشفى معها ، ليقابل سارة و أحمد..
ادهم : اية دا أحمد جاي ليه
احمد : هطمن علي الحجة ياعم أنا مش قليل الأصل للدرجة
ادهم : هي الحمد لله كويسة سبتها نايمة فوق ، متيجي نروح نقعد علي الكورنيش شوية
أحمد : بس بعربيتي
ادهم : ماشي يلا
صعدن إلي احدي المراكب مع بعض الأشخاص الاخرين ، اجري أدهم مكالمة هاتفيه ...
ادهم : السلام عليكم ... أنا أدهم حضرتك ...كنت بقترح يعني نقرأ فاتحتي علي شيماء دلوقتي ...لاء مهي معايا هنا ... هي راحتله انهاردة ورما عليها يمين الطلاق وبعدين بقول لحضرتك فاتحة يعني مش فرح يعني (ليرفع صوته وهو يقول ) ياجدعان أمها وفقت أقرا الفاتحة عليها دلوقتي اقرأوا معانا خلينا نزدها بركه
ضحكت شيماء وهي تقرأ الفاتحة بعد الانتهاء ذهبت ساره لها وحضنتها ، لينظر لها أدهم بحب وهو يقول : مبروك
لتبتسم في خجل ليكمل : خدي حماتي عايزة تباركلك
ترد شيماء علي أمها دقائق وانهت المكالمة
أحمد بصوت مرتفع : غير ياعم التلوث دا هات حاجة رومانسي بيقولك لسة قاري فاتحة
ليضحك أدهم وشيماء وسارة علي اسلوب أحمد وبالفعل شغل صاحب المركب أغنية رومانسية ، وقف ادهم وقام بربط زر البذلة ومن ثم مد يده لشيماء التي أعطته يدها ، لتنظر له وهي تهز أكتفها مع ابتسامه تملئ وجهها بالكامل ، وضع يده علي خصرها وهي علي كتفه ، فعل أح ذلك مع سارة أيضا ، أخذت ترقص معه علي أنغام الأغنية ...
"دي اللي خدتني مني ، ودي اللي بتحسسني إني ، ملكت كل الدنيا ديا عشان لقيتها ،قبلت كتير وخوفت ، وقلبي ساب فجاة أم شوفت عينيها قلت ساعتها بس خلاص لقيتها ....ااااااه ببئا هموت وشوفها وقد اية بيوحشني خوفها كسوفها لما أكون وحشها دي دنيا كنت هموت وأعشها لقيتها فيها ، حلم حلمت بيه كنت هموت عليهاااااااد....)
رقصن حتي منتصف الأغنية ليترك أحمد سارة ويذهب تجاه صاحب المركب ، يتحدث معه قليلا ، ثم يأتي لتتغير الأغنية ، أتي أحمد بجانبهم وهو ممسكا بالبذلة خاصته وفاتحا إياها ويضحك ضحكة بلهاء ويرقص رقصة ليس لها معالم ...
" الجو هادي خالص والدنيا هس هس وانا وانت يا حبيبي ياحبيبي ونجوم الليل وبس ، لا في عزول مبينا ولا خلق يغيروا منا والكل ناموا ننا وبيقينا لوحدنا ، لا في عزول مبيناااا ، ولا خلق يغيروا منااااا والكل ناموا ننا وبيقينا لوحدنااا...)
جلس ادهم وشيماء في بداية الأغنية ، ولكن أحمد ظل يناكف في سارة ويقوم بخبطها في ظهرها بكتفه ، وملغاتها بيده والتعبير عن الاغنية بإشارات يديه وفمه ، ظلت شيماء تشاهده وتضحك إلي نهاية الأغنية ...
***************************
في الهاتف تتحدث أم رانيا مع عصام ...
عصام : يعني كلكم كويسين يا خالتو
أم رانيا : يابني الحمد لله بخير زي مقلتلك بس كنت بطمن عليك ولا بلاش أطمن
عصام : لا يا خالتي مقصدش ربنا يخليكي ليا وتفضلي تسألي عليا رانيا عاملة اية
لتنظر أم رانيا لابنتها الجالسة بجانبها تستمع في شفقة وهي تقول : الحمد لله كويسة يابني
عصام : اومال هي فين هاتي أسلم عليها
تشاور رانيا بالنفي ، وتضع يداها بجانب وجنتيها دليل علي النوم لتقول أم رانيا : دي نايمة يابني بتيجي من الشغل تعبانة فبتنام
عصام : ابقي سلميلي عليها
أم رانيا : يوصل يابني خلي بالك انت من نفسك
عصام : حاضر وانتم كمان
أم رانيا : ماشي يابني يلا عايز حاجة
عصام : سلامتك سلام
أم رانيا : سلام يابني
تغلق الهاتف وهي تنظر لها في شفقة ، تنظر لها رانيا تحاول الابتسام ولكنها لم تستطع فقد ارادت البكاء ، لتتركها وتدخل في غرفتها ، تبكي في صمت علي فراشها
**************************
في المشفى
نورهان بتردد : أنا فرحانه ان أدهم بدأ يحسن علاقته بيا
سليمان بحنان : زي مقلتلك كلها مسألة وقت ويرجع زي الأول
نورهان برضا : الحمد لله
سليمان : هتفتحيه في موضوعنا امتا
نورهان وهي تنظر فب انحاء الغرفة محاولة عدم النظر له : أنا مش مستعدة أبوظ علاقتي بابني تاني أنا مصدقت ترجع زي الأول
سليمان بعدم تصديق : يعني تدفني نفسك بالحيا عشانه هو هيتجوز وسيبك تقعدي لوحدك هيبقي ليه حياة لوحده وانتي تعبتي في حياتك ومن حقك ترتاحي ...
نورهان : اه مش هعيش قد معشت بس أفضل أعيش اللي فاضلي مع ابني وهو راضي عني
سليمان : خلاص هكلمه أنا في الموضوع
نورهان وقد بدأ التعب يظهر عليها : متفتحش معاه حاجة أنت عارق انو مش بيحبك وانو شايفك السبب في موت ابوه واخوه ...
سليمان بقلة حيلة : والحل
نورهان : أنا مش موافقة علي عرضك ، أنا عايزة أعيش مع ابني وعلي زكري جوزي كفاية الخمس سنين اللي ضيعتهم بعيد عنه دا اللي فاضلي
سليمان : طيب وأنا
نورهان : أنت جمايلك مغرقاني ومهما حاولت مش هقدر أوفي او أردك ولو جزء منها ، فانت لو احتاجت أي حاجة هتلاقيني أول واحدة واقفة جامبك
سليمان بحزن : دا أخر كلام
نورهان : أنا عايزة أعيش لابني مش عايزة مشاكل تاني مبقتش حملها
سليمان : أنا بحبك جدا يا نورا ومش هقدر أعيش من غيرك
نورهان : متنساش يا سليمان انو موضوعنا في الأول انك تنتقم من جوزي وحبك ليا مكنتش عامل حسابه انت حسيت بالذنب بس بموته هو وابني فحبيت تعوضني وانا دلوقتي بقولك مسامحاك ومش زعلانه منك في حاجة ربنا يسهلك ...
نظر لها في حزن وهو يقول : خلي بالك من نفسك
نورهان : حاضر
يتركها ويهم بالذهاب ولكنها تستوقفه وهي تقول : مش عايزة اتعبك وكل شوية رايح جاي علي المستشفى
سليمان بكسر خاطر : حتي عايزة تحرميني من اني أطمن عليكي
نورهان : مش عايزة أتعبك و زي مانت شايف أنا كويسة أهو ، بص لو أصريت يعني كفاية انك تتصل بيا
يبتسم نصف ابتسامه ويذهب ، كانت خطواته بطيئة مع العكاز مع شروده فكان لا يشعر بأحد حتي أدهم وشيماء اللذان مر بجانبه ، شعرت به شيماء لتنظر له ، ثم نظرت لأدهم الذي أصطنع عدم ملاحظته ...
****************************
يتبع^^