الفصل السادس عشر <<<بقايا حرب >>>
--------------
ينظر له سليمان حتي أنتهي من كلامه ثم أكمل طريقه للخارج وأغلق الباب ليخبط أدهم المكتب بيده في غل
يمر شهر ! شهر كامل يعيشه أدهم بفتور وقلب مكسور ، شهر كامل يفكر فيه أحمد ماذا يفعل مع سارة ، شهر كامل تحاول شيماء فيه أن ترضي زوجها المتكبر وحماتها الخبيثة ، شهر كامل يعيش فيه عصام أجمل لحظات حياته ، شهر كامل تعيد فيه رانيا حسابتها في فكرة الجواز !
***********************
في الشركة يدلف أحمد إلي مكتب أدهم الذي كان مشغول بدراسة اوراق أمامه ...
أحمد بضيق : بقالي شهر بدور علي اللي خانا مش لاقيه
أدهم وهو مشغول بالورق : مفكرتش تسامحه وتسيبه يأكل عيش
أحمد : يأكل عيش علي قفانا ، دا احنا اللي مش هنلاقي ناكل عيش لو سبناه
ادهم ترك الاورق ونظر إليه : أقصد يعني موضوع المناقصات والحاجات دي يبقي بيني وبينك ونسيبه هو يأكل عيش وخلاص
أحمد : اممم وبالنسبة للي عمله
أدهم : المسامح كريم
أحمد : وانا مش كريم انا احمد وهيتعاقب ، هو مين بئا
أدهم بتوتر : معرفش انا بقولك سامحه بدل منتعب نفسنا في التدوير عليه علي الفاضي
أحمد بثق : انت بتقول كدا عشان تعرقه واكيد عرفت حاجة عنه صعب عليك فيها ومش عايز تخربله بيته
أدهم وهو ينظر إلي الاوراق مرة اخري : لاء مفيش الكلام دا
أحمد : وسليمان كان بيعمل عندك اية من شهر بئا
لينظر له أدهم بضيق : انتا بترقبني يا أحمد
أحمد بغضب : يووووه ايوة براقبك مدام هتضيع الشركة دي يبقي ارقبك هتقولي مين ولا أعرف بمعرفتي وبطرق هديقك
أدهم بجدية : جاسر محمود تاج
أحمد بتفاجأ : يابن الكاااااالب اخر شخص ممكن اتوقعه انو يعملها
أدهم : اشمعنا
أحمد : عملي فيها محترم يا سيدي بس هظبته
أدهم : أنا قلتلك اسمه عشان مقدر اللي انتا فيه ومش عايز اديقك اكتر كفاية اللي انتا فيه
أحمد بتسأل : اية اللي أنا فيه
أدهم : سارة قالتلي انو محصلش نصيب بس مرديتش تحكي قالت مشكله كبيرة وعمرها مهتتحل اية هي المشكلة دي
أحمد بأسي : عندي أمل انها هتتحل
ادهم بإستغراب : أمل ازاي سارة خلاص اتخطبت امبارح من ابن عمها انتا عارف بيحبها من زمان وسابت الشغل وتقريبا هتسافر لأبوها كمان كام يوم دبي وهتتجوز هناك كمان اسبوعين يا أحمد
أحمد بصدمة : اية
أدهم : في مشاكل كبيرة مبينكوا عشان كدا مقالتش ليك انا قلت اكيد انت متابع من بعيد معرفش انك فكتك من الموضوع
أحمد ببرود : اه فكتني فعلا انا رايح اشوف حوار جاسر دا
أدهم : بلاش فضايح ليه في الشركة
أحمد : فضايح انتا لسة شوفت حاجة
ادهم بحدة : بقولك مش عايز يحصله أي فضايح اية اللي مش مفهوم في كلامي
أحمد وقد هما بالوقوف : أنا مش عارف مالك يا أدهم كل شوية تتعصب عليا أنا هسيبك ياعم
ليتركه أحمد ، ولكنه لم يذهب الي مكتبه بل ركب سيارته وذهب
*****************************
(جاسر بزعيق في الهاتف : بقولك مش عارف أجيب اي زفت اية اللي مفهمتهوش يعني مبتكلمش هندي انا … يا سيدي اولع انتا والكبير ...انتو بتهددوني .... الو الو )
يصعد جاسر بضيق ليجد والدته تبكي في شقتها ليذهب إليها ..
جاسر بلهفة :مالك يا أمي فيكي اية
الام بخبث : ضهري يابني واجعني ومش لاقيه حد يدهنلي المرهم ولما قلت لمراتك رفضت قالتلي أنا مش خدمة عندك حتي زي مانتا شايف ولا راضية تروق ولا تطبخ وانتا عارف انا تعبانه ومفيش حيل واخرت المتامة تقولي روحي موتي هتفضلي عايشة عالة لحد امتا ...
صم تشهق من كثرة البكاء لتكمل : انا مسكتش قولتلها اني عايشة من خير ابني وجوزي ربنا يخلهوملي بس الكلمة صعبة يابني كفاية انها لغاية دلوقتي محملتش لاء وعنيها قد كدا وتبجح فيا وتديني كل كلمة وكلمه
ثم تبكي بشدة أكثر …
جعل هذا الكلام جاسر يشتد غضبا من شيماء ، ليلين خاطر والدته ثم يقبل يداها ، ويصعد إلي الأعلى بعينين يصعدان نار من كثرة الغضب ، فهو كان غاضبا ولكن أمه ذادت من غضبه ، يدق الباب لتفتح شيماء مسرعة...
جاسر بحدة : ساعة عقبال متفتحي الباب خلاص اترشيطي
شيماء : في اية مالك وبعدين متكلمنيش كدا وانا مخلتلكش ساعة علي الباب ع فكرة
جاسر وقد طبع علي خديها يده بقوة كانت قد وقعت من أثر الضربة: انتي بتعلي صوتك عليا وبتبجحي فيا
ثم يمسك شعرها بقوة ويحملها منه لتقف وهو يقول : انتي نسيتي نفسك ولا اية يا بنت الكلام
شيماء بتوجع : اهو انتا اللي ابن الكلب ومتشتمش ابويا دا احسن منك
جاسر وقد غضب كثيرا : دانتي مش متربية وعايزة تتربي بئا
ثم يجرها جرا علي الارض حتي غرفة النوم ، ليخلع الحزام ويضربها به ، تحاول الدفاع عن نفسها بذقه علي الدولاب ولكن جسمها الصغير أمام جسده الطويل لا يجدي نفعا بل زاد الطين بله وجعله هذا أكثر غضبا
جاسر وهو يضرب بالحزام : قليلة الادب ومتربتيش وكمان بجحه وبتردي عليا وعلي امي انتي كنتي تطولي اتجوزك اساسا وانتي تربية واحدة ست يا زباله
كانت شيماء تأوي من الوجع ، وصوتها يعلو ليصرخ بها فتنكمش مرة أخري ، تعب من كثرة الضرب ، ليسكت ثم يحملها من شعرها مرة أخري قائلا : اياك اشوفك في مرة بتبجحي في أمي او بتردي عليا عشان مندمكيش ...
شيماء ببكاء : حاضر
ثم يتركها ويغلق الباب خلفها ويخرج ولكنه يوصد باب الشقة ، لم تستطع الحراك وقتها لتنام من كثرة الوجع و التعب والبكاء ...
*****************************
يذهب أحمد إلي منزل سارة ، لتذهب وتسلم عليه ثم تجلس ، صمتا فترة لا بأس بها ليقول ...
أحمد : اوعي تفتكري أنه كان سهل عليا وانا بسمعك تتكلمي عن أدهم ، انا كنت بحس بالعجز لأني مش قادر اقولها وخايف اقولها ، عارفة احساس يعني اشوفك كل يوم ونفسي احضنك ومش عارف ! سارة أنا كنت بموت في اليوم ألف مرة ...
لتقاطعه سارة وهي تقول ببرود : ومقلتليش ليه
أحمد بنصف ابتسامة : أقولك اية شوفي انتي فين وانا فين ؟ احساس اني ممكن اخليكي تحتاجي حاجة ومقدرش اجبهالك كان دايما مسيطر عليا احساس انك كبيرة اوي كان مخليني مش قادر اتكلم احساس انك بتحبي غيري مخليني ...
لتقاطعه سارة ببرود : مخليك متجزفش عشان غرورك ميتكسرش وانتا مرفوض من واحدة ! غرورك حتي مسمحش ليك تعترف لواحدة اعلي منك في المستوي الاجتماعي بحبك ليها ! غرورك محسسك بالنقص
أحمد وقد قام من مجلسه وجلس علي ركبتيه ومسك يد سارة وقبلها بحنان ثم قال : انا خلاص دلوقتي مبقتش أفكر في أي حاجة مبقتش عايز أي حاجة غير انك تبقي معايا
لتسحب سارة يداها وبنصف ابتسامه : غرورك كمان خلاك تيجي متأخر صورك إني ممكن اوافق ! طول مانتا بتفكر في حاجات المفروض قلبك اللي يتحكم فيها قلبك دا مش هيرتاح ، طول مبتفضل تحسب الكلمة قبل متطلع ولما بتخليها تطلع متأخر مش هترتاح يا أحمد ، أنا فضلت شهر مستنياك شهر ومجتش ! جاي دلوقتي بعد مخلاص
أحمد وقد وقف : خلاص اية
سارة بجدية : انا اتخطبت و هتجوز قريب كنت هسافر معاه دبي ونتجوز هناك ، بس غيرت رأيي احنا هنتجوز هنا وهعزمك علي فرحي عشان تشوفني وانا ضعت من بين ايدك ،ثم تتحدث بنبرة عتاب ،حتي لما جيت تعمل فيلم وكنت بين ايدك ضيعتني بردو ! لتمد يداها وهي تقول : مع السلامة
كان ينظر لها أحمد بعدم استيعاب ،ينظر الي يداها ثم إليها يراها تقاوم نزول العبارات من عينيها ، يتركها ويذهب مجموعة من المشاعر المختلطة ،كيف ترفضني ! لها الحق في ذلك فانا السبب في ضياعها من بين يدي ! غروي قد أعماني عن النتائج فقد كل ما يهمه أن يظل فوق الجميع ! كان يلملم بقايا خيباته خلفه ليذهب بسيارته الي منزله ...
***********************************
تستيقظ من الوجع ، لتقف بصعوبة وتذهب إلي الحمام ؛ لأخذ حمام ساخن يهون من تعبها ، بعد أخذ الحمام استفاقت قليلا لتبحث عن هاتفها لتتصل بوالدتها وتخبرها ما حدث ...
رشيدة : بصي يابنتي دي مشاكلك بينك وبين جوزك تحلوها مع بعض مدخليش حد فيها
شيماء بضيق : بقولك مد ايده و شتمني بابويا الله يرحمه وعايرني بتربيتك
رشيدة : مفيش سد مضربتش في بيتها ، وكلنا بنغلط احنا مش ملايكة ودا جوزك اتنقله كلام غلط نرفزه ضربك تستحمليه اومال انتي شايفة الجواز اية
شيماء بعدم اقتناع : لاء انا مش هستحمله ومش من حقه يمد ايده انا جيالك وعايزة اطلق بئا
رشيدة بحدة : بقولك اية طلاق اية اللي عايزاه عايزة الناس تأكل وشي وتقول رشيدة معرفتش تربي وعندها بنت مطلقة ، ولا عايزة تثبتي أن تربيت الست فاشلة بقولك اية يا شيماء استهدي بالله كدا وروحي شوفي جوزك فين وصالحيه انتو ملكوش غير بعض ...
شيماء بقلة حيلة: حاضر يا ماما سلام
رشيدة : سلام يابنتي ورينا يهديكي
***********************
أتصل بها لتجيب بفتور
عصام : اية يا عم عامل اية
رانيا بحزن : الحمد لله تمام وانتا عامل اية
عصام : الحمد لله ، مالك يا بنتي فيكي اية
رانيا بضيق : الحيوان اللي اسمه جاسر مد ايده علي شيماء دا ميطلقش عليه راجل بجد دا حيوان اوي
عصام مهدئا : طب استهدي بالله كدا وفهميني اية اللي حصل بالظبط يمكن ظلمينه ...
رانيا بانفعال : حتي لو عملت اية ميمدش ايده خالص
عصام بانفعال هو الأخر : ليه بئا اللي غلط يتحمل نتيجة غلطه ...
تتنهد رانيا لكي تطرد الغضب خارجا ثم تقول بهدوء :
بقولك اية طبعا انت عارف ان الانسان خطأ بطابعه صح
عصام : اه
رانيا : كام مرة خالتي اللي هي أمك يعني غلطت في حقك غلطة كبيرة وصلت بيك أنك عليت صوتك جدا عليها
عصام بتذكر : تلت مرات تقريبا وهي كانت غلطة والله جدا وكانت خناقة كبيرة جدا واكتر مرة كنت متنرفز جدا
رانيا : مفكرتش في مرة تمد ايدك عليها من كتر النرفزة ؟
عصام بانفعال : لاء طبعا عمرها محصلت ولا هتحصل
رانيا: ليه ؟
عصام : هو اية اللي ليه دي امي مينفعش افكر كدا مهما كنت متنرفز
رانيا : مش عشان هي امك بس علي فكرة
عصام : اومال
رانيا : عشان بتحترمها فكرة احترام يا عصام بتحترمني يبقي عمرك مهتشتمني بأهلي ولا عمرك مهتمد ايدك عليا الاحترام والتقدير من اساسيات الجواز عشان نقدر نكمل مع بعض ...
عصام : بس غصب عن الواحد ممكن يمد ايده الشيطان هيكون بيتحكم فيه ساعتها
رانيا : لاء مفيش كدا مش كل الناس ممكن تعمل كدا لو بتحترم اللي قدامك مش هتمد ايدك عليها
عصام بتفكير : طب افرضي عملت كدا ، اية اللي ممكن تعمليه ردت فعلك يعني
رانيا بثقة : لاء مش هتعمل حاجة
عصام : ياستي افرضي
رانيا بثقة : انا واثقة فيك انك عمرك مهتعمل كدا يا عصام
عصام بنبرة جدية : بقولك افرضي
رانيا : لاء مش هفرض لأنك مش هتعمل كدا
عصام : اية اللي مخليكي واثقة كدا ، انا نفسي مش واثق في نفسي للدرجة دي
رانيا بحب : انتا بتحبني اوي يا عصام وبتحترمني اكتر بكتير انتا عمرك معملت زي مكتير من الناس بتعمل انها تقلل من زوجاتهم او البنات اللي مرتبطين بيهم بطرق غير مباشرة زي مثلا انها تتكلم عن بنات معاهم او يقولها ماما مش بتحب الصفة دي فيكي او او وانتا فاهم الحاجات دي ...
يتبع^^
رأيكم بئا وعايزة تفاصيل وظروفالتشويق اية عشان حاسة ان الرواية سخفت