"
قال الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- في شرحه على العقيدة السفارينية ص520 :
وأول الأنبياء هو آدم ، فإنه كان نبيا مكلما ، كما في حدث أبي ذر رضي الله عنه ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : هل كان آدم نبيا؟ قال : نعم ، نبي مكلم ( 1 ) .
وأما أول الرسل فهو نوح ، لقول الله تبارك وتعالى : ( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ) ( الحديد : الآية26 ) ، فإذا كانت النبوة والكتاب في ذرية نوح وإبراهيم دل هذا على أنه ليس قبل نوح رسول ، ويدل لذلك أيضا قوله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) ( النساء : الآية163 ) ، ويدل لهذا ما ثبت في الصحيح : ( ( أن الناس يأتون إلى نوح يوم القيامة ويقولون : أنت أول رسول أرسله الله إلى الأرض ) ) ( 2 ) . وبهذا نعرف أن من أقحم إدريس بين نوح وآدم فإنه غلط ؛ لأننا نجد شجرة الأنبياء التي كتبها بعض الناس قد كتب فيها إدريس قبل نوح ، وهذا غلط لاشك فيه . فإن عقيدتنا أن نوحا هو أول الرسل .
وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) ( الأحزاب : الآية40 ) ، فمن ادعى النبوة بعده فهو كافر ، ومن صدق مدعي النبوة بعده فهو كافر أيضا ، لأنه مكذب لله
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
( 1 ) رواه احمد ( 5 / 178 ) .
( 2 ) رواه البخاري : كتاب تفسير القرآن ، باب قول الله : وعلم آدم الأسماء كلها ، رقم ( 4476 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ، رقم ( 193 ) .