حديثنا اليوم بإذن الله عن الغيبة
للأسف الشديد الكثير منا يغتاب غيره غير مدرك لخطورة هذا الفعل الشنيع.
💡أولا ما هي الغيبة⁉️
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:
”أتدرون ما الغيبة“؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ”ذكرك أخاك بما يكره“ قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول: قال: ”إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته“
💡ولكن أتدرون ما هو عقاب من يغتاب وكيف حذر الله سبحانه وتعالي من الغيبة⁉️
👈قال سبحانه وتعالى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}."
وفي هذه الآية تأمل فظاعة هذا العمل، فالذي يغتاب أخاه في غيبته كالذي يأكل لحمه وهو ميت. أي: غائب عن الحياة ولا يقدر أنْ يدافع عن نفسه.إذن: شبّهه بصورة شنيعة تنفر منها النفس السوية.
💡وأيضا اسمع هذا الحديث بقلبك..عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظَافِرُ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهمِ"
👈وتذكر أن هذا الشخص الذي اغتبته سوف يأتي يوم القيامة يأخذ من حسناتك وإن انتهت حسناتك فسوف يعطيك من سيئاته... إنها لهذه هي التجارة الخاسرة💔
تخيل لو أنك بنيت منزل في الدنيا وتعبت جدا لكي تستطيع أن تجمع المال لكي تبنيه وفجأة جاء شخص وأخذه منك..كيف سيكون شعورك في هذه اللحظة⁉️...أكيييييد شعور سئ جدا وغضب شديد بداخلك وحسرة كبيرة
ولكن في النهاية هذا أمر يتعلق بالدنيا..فمابالك بالآخرة التي سيتحدد فيها مصيرنا وسنكون في أشد الحاجة لحسنة واحدة👌
💡وقد يقول شخص ماذا أفعل وكيف أتوب من كل هؤلاء الأشخاص الذين اغتبتهم⁉️
👈كفارة الغيبة : الاستغفار لمن اغتبته ، والدعاء له ، والثناء عليه في غيبته ، هذا مع التوبة الصادقة ، والندم على تلك الفعلة الذميمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ومَن ظلم إنساناً فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبِل الله توبته ، لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه من أخذ حقه ، وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد : أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك ، وقد قيل : بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته ؛ كما قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .
👈 يعني الحل إنك تذكر هذا الشخص بالخير في نفس المجلس الذي اغتبته فيه أو أن تستغفر له
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 291 ) .
💡فاتقوا الله عباد الله وإياكم والغيبة..إياكم وتضيع حسناتكم.