#انثى_جريئة

#الفصل_الاول
نزلت الى ارض مصر وتحديدا في مطار القاهرة الدولي . مشت بالممر المؤدي الى صالة الانتظار ومنها الى خارج المطار فنظرت يمينا ويسارا لتستقل سيارة اجرة للذهاب الى عنوان كانت قد اعطته لها مربيتها على ورقة لتعطيه للسائق ليتوجه بها الى وجهتها التالية فهي لا تعرف احدأ منذ ان كان عمرها الحادية عشرة وهي الان في السابعة والعشرين من عمرها . ظلت تنظر الى شباك السيارة الجانبي وعلامات الحزن مرتسمة على محياها وعيونها مليئة بالدموع تنتظر للهبوط ولكن جاهدت نفسها لكي لا تسمح لها . افاقت على صوت السائق لينبهها للوصول الى العنوان فنظرت الى المكان فهو متوسط المستوى ليس كما كانت تعيش فمشت بخطوات بطيئة نوعا ما الى ان وصلت الى البوابة فظلت واقفة لفترة من الزمن ومن ثم زفرت زفرة بطيئة جاهدت لتكون هادئة ولا تظهر توترها فطرقت الباب عدة طرقات خفيفة فسمعت احدهم يهم بفتح الباب فتراجعت للوراء قليلا . فتحت الباب فتاة ليست بالقصيرة ولا الطويلة ملامحها هادئة وبراءتها مرتسمة على وجهها الطفولي فكانت فتاة بعمر السادسة عشرة ذات شعر اسود طويل يصل الى نصف ظهرها تربطه ذيل حصان بيضاء البشر ذات عيون بنية كلون قهوة حديثة الصنع وغمازتين جميلتين تأملتها هي بنظرات حنونة وعلى محياها ارتسمت ابتسامة جميلة . فأول من بدأ الكلام هو تلك الفتاة الرقيقة وكانت تنظر اليها بنظرات مصدومة فهي كانت جميلة بحق جميلة جدا ذات شعر اسود طويل جدا يصل الى ما بعد خصرها وعينان واسعة عسليتا اللون تزينهم كحل اسود اللون اظهر جمال عيناها ورموش طويلة سوداء جدا وحاجبين مرسومين بحرفية رائعة وشفاه صغيرة ووجنتين ورديتين و انف صغير وايضا غمازتين جميلتين وجسم رشيق جدا تلبس بنطال جينز اسود اللون وتيشرت ابيض اللون وفوقه فيست اسود اللون ايضا وتلبس حذائها الرياضي ابيض اللون وتحمل على كتفها حقيبة من ماركة عالمية فتحنحت الفتاة وتساءلت :
الفتاة بترحيب وتساؤل : اهلا وسهلا . اي خدمة ياافندم ؟
هي وهي تنظر للفتاة : مش دا بيت دادة انشراح ؟
الفتاة بإبتسامة : اه هو ده البيت . انتي تعرفيها ؟
هي بثبات : ايوة اعرفها ، انا من طرف دادة مارغريت صديقتها اللى في باريس ، هي موجودة ولا لأ ؟
الفتاة بسرعة وقد ادركت خطئها :لا لا موجودة ، اسفة جدا معلش اتلخبطت اتفضلي اتفضلي ...عالعموم هي بتصلي المغرب ثواني واديها خبر ... بس يعني اسفة هو انتي اسمك ايه ؟
دخلت للمنزل وقالت بإبتسامة حزينة : اسمي الاء .... الاء امجد الخالدي هي تعرفني على فكرة
الفتاة بإبتسامة مرحة وهما يدلفان الى الداخل : يااهلا بيكي اسمك حلو اوي ياالاء ... انا اسمي هيا ... اممممم هيا اسر الدمرداش تشرفت بمعرفتك ... ومدت يدها لتصافحها فصافحتها الاء وهي تقول .. الشرف ليا بجد ياهيا ، انتي شكلك طيبة اوي واجتماعية بتحبي الناس
هيا بابتسامة : اه اكيد انا بحب اتعرف عالناس ، ثواني بس اندهلك تيتة
ذهبت هيا لمناداة جدتها فنزلت سيدة جميلة كجمال هيا وشعرها اسود تغطيه بطرحة خفيفة على شعرها وهي ذات عمر الاربعة والاربعين من عمرها سيدة بشوشة وطيبة وحنونة وذات ملامح هادئة ليست نحيلة ولا سمينة وليست طويلة ، نزلت ونظرت الى هيا بابتسامة عذبة
الدادة انشراح بصوت رقيق : ياهيا . انتي يابنت ابني فينك يامفعوصة ؟
هيا وهي تستقبل جدتها على السلم : ايوة ياتيتة انا اهو .. وقفت امامها لتسألها الجدة : هو مين اللى جوة ؟
هيا بصوت منخفض جاهدت لكي لا تسمعه الاء : دي ياتيتة جاية من طرف وحدة اسمها مارغريت صاحبتك واسمها الاء الخالدي
انتفضت انشراح بصدمة : بجد قالتلك كدة .. هي بجد الاء ؟
هيا مستغربة : ايوة ياتيتة وهي قاعدة بالصالون ... هو انتي تعرفيها ؟
انشراح بحب وحنان : اه اعرفها ، دي الاء اللى كنت حكتلك عنها ، ابعدي خليني اروح اشوفها
ذهبت انشراح اللى غرفة الصالون لتجد الاء تنظر الى ركن في الغرفة بشرود حتى انها لم تلحظ دخول انشراح فنظرت الى الاء بعيون حب واشتياق وحنان فتنحنحت هيا فنظرت لها الاء ومن ثم لاحظت وقوف انشراح لتدمع عيناها بالدموع فابتسمت لها لتقف وتأخذها في احضانها لتبكي على كتفها بصوت غير مسموع فاحتضنتها انشراح بقوة وهي تبكي وتقبل وجنتها و رأسها وتقول : حمدالله على سلامتك ياقلبي ... نورتي بيتك نورتي كل حاجة في دنيتي فشددت الاء على احضان انشراح ... ظلوا في احضان بعضهم الا ان تنحنحت هيا فهدأت الاء من حدة بكائها ومسحت الدادة عيونها ومسحت على شعرها ووجنتيها لتسألها : ازيك عاملة ايه ياروحي ... وايه اللى جابك لوحدك هنا .. فين مارغريت عنك ... وباباكي ومامتك ؟
هيا بضحك : بالراحة ياتيتة عليها ، كل دي اسئلة استني سؤال سؤال وتجاوب عليهم كلهم ؟
انشراح بضيق : حضربك ياهيا اسكتي يابت خليني ارحب بيها كويس دي حبيبتي وانتي روحي
هيا تضحك بينما كانت تطالعهم بنظرات كانت تتمنى ان تعيشها مع من تحبهم فنظرت اليها انشراح وعرفت انها عانت الكثير من المصاعب ، فأجلستها بجانبها وهي تمسد على شعرها الاسود الناعم .......
انشراح بحنان : كل ده ياالاء ماشوفكيش ، انتي وحشتيني اوي ازيك عاملة ايه ؟ انتي جاية هنا لوحدك ولا مع اهلك ؟
الاء بعيون دامعة وهي تنظر الى الفراغ :انا الحمد لله كويسة بس ........... بس مامي وبابي ماتوا بحادث عربية بقالهم دلوقتي ست شهور .... قالتها وبكت بحرقة واضعة يديها على وجهها
انشراح بصدمة : انتي بتقولي ايه اهلك ماتوا ..... ازاي ؟ ... انشراح بدموع ولازالت بصدمتها ازاي حصل ده ... فأخذتها انشراح في احضانها وهتفت من بين دموعها ياحبيبتي يابنتي شكلك اتعذبتي اوي ..... فتأثرت هيا بدموع الاء فحزنت لاجلها فحالها لا يختلف عن الاء فكلا ابواها توفيا وهي تعيش مع جدتها والدة والدتها
ارتعشت الاء في احضان انشراح وقالت من بين ارتجافتها ونشيجها
وقالت بحزن : بعد ماعملوا الحادثة عرفت من الشرطة ان موتهم كان مدبر .... يعني اتقتلوا وعرفت بعدها مين اللى قتلهم ، ااااااه يادادة انا ضعت بعديهم
انشراح بصدمة اخرى وهي تضع يدها على فمها ولم تتكلم فقط شددت باحتضانها فقط تذرف الدموع على ماآل طفلتها ... بعد صمت دام فترة هدأت انشراح من دموعها ومسحت دموع الاء وواستها في ماوصل اليه حالها ونظرت باتجاه هيا
انشراح بحزن وهي تنظر الى هيا : هيا ياحبيبتي خدي الاء وخليها ترتاح في الاوضة اللى جمب اوضتك لانوا باين عليها تعبانة من السفر
اومأت الاء برأسها وذهبت برفقة هيا الى غرفتها لترتاح بينما تنظر لها انشراح بحزن وتقول في نفسها : اه ياالاء كان مستخبالك ده كلو فين يابنتي ... انا متأكدة ان الزفت ثروت هو اللى ورا الموضوع ده هو اللى كان ينخر ورا والدك لحد ماعمل اللى عملوا ربنا ينتقم منك ياشيخ ... يارب يعدي الايام اللى جاية على خير