عندما تحاولين وضع جدول طفلك خلال العام الدراسى – واجباته المدرسية، أنشطته، الوقت الذى يقضيه مع الأسرة، وقت راحته، ...فجأة يصبح طفلك إنساناً صغيراً فى غاية الانشغال! كيف إذن يمكنك التحكم فى جدول طفلك حتى لا يتحكم جدوله فيك أنت؟
الحل هو التوازن. يجب أن يشجع الآباء أطفالهم على تجربة أشياء جديدة وإعطائهم مسئولية هذه التجارب الجديدة والإشراف عليهم من بعيد، لكن دون الضغط أكثر من اللازم على الطفل. ليس هناك وقت أنسب من وقت العودة إلى المدرسة لتعليم طفلك (وربما الأهم تعليم نفسك) أسس وفوائد التحكم فى الوقت وتنظيمه. إليك بعض الإرشادات لتعلمى طفلك كيف يحصل على أكبر فائدة ممكنة من وقته خاصةً إذا كان جدوله مزدحماً.


الواجبات المدرسية لها الأولوية الأولى
الواجبات المدرسية يجب أن يكون لها الأولوية الأولى خلال السنة الدراسية، ولكن يجب إعطاء بعض الوقت للطفل بعد عودته من المدرسة لتناول غذائه والحصول على قسط من الراحة.يجب عمل الواجبات المدرسية فى وقت مبكر، يفضل قبل حلول الليل حيث يبدأ الطفل يشعر بالتعب ويكون عصبياً.
إن تحديد مكان لعمل الواجبات المدرسية أمر هام أيضاً. يجب أن تتوفر فى هذا المكان كل الأدوات التى يستخدمها الطفل – أقلام رصاص، مساطر، برايات، ...الخ. وجود مثل هذا المكان يعلم الطفل أن يكون له مكان عمل منظم.

أهمية الأنشطة خلال الأيام الدراسية
الأنشطة التى يمارسها الطفل خلال السنة الدراسية هى جزء حيوى بالنسبة له ويتفق الخبراء على ذلك. اشتراك الطفل فى أنشطة بعد المدرسة تنمى مهاراته الاجتماعية، تفيد فى تربيته، وتقوى إحساسه بالمسئولية والعمل الجماعى. هذه الأنشطة تعطى الطفل خبرة فى كيفية تحديد أهدافه والسعى للوصول إليها.


التخطيط الجيد
عند التخطيط لأنشطة أطفالك، ساعدى كل طفل على اختيار النشاط الذى يريد الاشتراك به، ووضحى للطفل أنه سيكون عليه الالتزام بالنشاط الذى يختاره.
استخدموا نتيجة لتساعدكم على التخطيط للأسبوع حتى تكون كل الأنشطة الهامة واضحة. من الأفكار الجيدة استخدام نتيجة كبيرة عليها أيام الأسبوع وساعات اليوم، واستخدام لون مختلف لكل طفل، حيث يتم تعليق النتيجة فى المطبخ أو فى المكان الذى يعتبر مركز تجمع الأسرة.


المبالغة قد تضر
رغم أهمية الأنشطة التى تساعد الطفل على اكتشاف نفسه، إلا أن كثير من الآباء يقعون فى خطأ إشراك أطفالهم فى كل الأنشطة الممكنة على أمل أن يتميزوا فى أحد هذه الأنشطة، ولكن يحذر الخبراء من أن نتيجة هذا عادةً هو أن الطفل يستهلك كل طاقته ويرهق.
بشكل عام، ينصح بنشاط واحد للطفل الصغير، لكن يمكن أن يلاحظ الآباء رغبة أطفالهم وهم يكبرون ويصبحون أكثر قدرة على تسيير أمور حياتهم، ففى هذه الحالة يمكنهم أن يسمحوا لهم بممارسة أنشطة إضافية.
ابتداءً من سن 11 – 13 سنة، من الممكن للطفل الاشتراك فى 3 أنشطة – نشاط اجتماعى، نشاط فنى، وآخر رياضى.


الاختيار الحكيم
من المهم أن تكون طريقة اشتراك الطفل فى الأنشطة أو الهوايات تسمح له بممارسة بقية حياته بشكل طبيعى. إذا تأثر مستوى الطفل دراسياً، أو تأثرت علاقاته الاجتماعية مع أصدقائه وأسرته، أو إذا تأثر سلوكه سلبياً بشكل عام، فى هذه الحالة إذاً تكون أضرار النشاط أكبر من نفعه.
يجب أن يختار الطفل الأنشطة التى يستمتع بها ولا يجب على الأهل أن يضغطوا على الطفل لكى يمارس النشاط الذى يرغبونه هم. إذا بدأ الطفل يبكى عندما يأتى موعد الاستعداد للذهاب إلى ممارسة النشاط لأنه مرهق، إذاً فهناك خطأ ما.
ينصح أيضاً بأن يشترك الآباء لأطفالهم فى الأنشطة دون أن يتوقعوا منهم تحقيق بطولات أو مكاسب. كثير من الآباء يشتركون لأطفالهم فى أنشطة ويتوقعون أن يصبحوا أبطالاً عالميين عند سن 10 سنوات. يجب أن يسمح للطفل باختبار اهتماماته دون الشعور بقيود من قبل أهله أو أى شخص آخر.


مراعاة الاختلافات الفردية
يؤكد الخبراء بشدة على أهمية إدراك حقيقة أن كل طفل مختلف عن الطفل الآخر، لذا يجب أن يحكم الآباء على ما هو مناسب لطفلهم بناءً على إمكانياته هو الفردية دون مقارنته بالأطفال الآخرين سواء من ناحية عدد الأنشطة أو نوعيتها.


المساعدة فى الأعمال المنزلية
الأعمال المنزلية تساعد الطفل على تعلم تحمل المسئولية وتزرع فى أفراد الأسرة الشعور بالعمل الجماعى.
التوقعات الواقعية هى العنصر المهم فى مسألة المشاركة فى الأعمال المنزلية. من المهم ألا تجعلى طفلك يشعر بالفشل بطلبك أشياء تفوق قدراته أو لا يسمح بها وقته. الأبناء فى سن المراهقة على سبيل المثال يكونون مشغولين بحياتهم الاجتماعية والمذاكرة، لذا فالوقت المتبقى للمشاركة فى الأعمال المنزلية يكون محدوداً. من الممكن أن تتوقعى منهم تسوية سرايرهم، تنظيف حجراتهم، تحضير السفرة، وتنظيف مكانهم بعد تناول الطعام.


لا تخططى لكل دقيقة
بالإضافة إلى احتياج الأطفال – خاصةً الصغار - إلى الأنشطة التى يتم التخطيط لها إلا أنهم يحتاجون أيضاً لأوقات فراغ غير محددة المدة لكى يكتشفوا الحياة من حولهم ويحلموا ويستمتعوا بقربهم من آبائهم وأمهاتهم وأخوتهم. اللعب الحر الذى يتسم بالخيال والاستقلالية الذى يمارسه الأطفال إذا ترك لهم الوقت لذلك، يساعد على تحويل الطفل من طفل تفكيره جامد إلى إنسان تفكيره واسع عندما يصل لسن المراهقة. يجب أن يستمتع الأطفال دائماً باللعب، القراءة، النط، الانطلاق، ويجب أن تخصص الأجازات الأسبوعية للراحة، أحلام اليقظة، واستعادة النشاط استعداداً للدخول فى الأسبوع التالى.


اقضوا أوقاتاً معاً كأسرة
أكثر شئ يريده أطفالكما هو قضاء وقت معكما. يجب أن تتسم الأوقات الأسرية بالمرح والحوارات الظريفة والأنشطة والضحك.
مع انشغال جدول كل فرد من أفراد الأسرة، يكون اتصال أفراد الأسرة ببعضهم البعض وإعطاء كل منهم وقتاً للآخر أمراً ليس سهلاً. كثيراً ما يتم تجاهل الوقت الأسرى رغم أنه أهم من أى شئ آخر. ليس من الضرورى أن تقومى دائماً بتعليم طفلك شيئاً، فقط استمعى له، أثناء تناولكم الغذاء على سبيل المثال.