اسمه ونسبه:

حياة الإمام جعفر المدني الإمام

هو يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القُرَّاء العشرة، تابعي مشهور كبير القدر، ويقال: اسمه جندب بن فيروز، وقيل: فيروز. وُلِد بالمدينة سنة 35هـ/ 655م.
شيوخه:

روى عن مولاه، وأبي هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر، وزيد بن أسلم وهو من أقرانه، ودخل على أم سلمة وهو صغير فمسحت على رأسه.
تلاميذه:

روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم، وسليمان بن مسلم بن جَمَّاز، وعيسى بن وردان، وأبو عمرو، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإسماعيل ويعقوب ابناه، وميمونة بنته، وحدَّث عنه الإمام مالك.
أشهر تلاميذ أبي جعفر:

أبو الحارث عيسى بن وردان المدني القارئ (ت160هـ/ 777م)، وقد قرأ على أبي جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع بن أبي نعيم. وروى عنه القراءة عرضًا إسماعيل بن جعفر المدني، وغيره.
ثناء العلماء عليه:

قال يحيى بن معين: "كان إمام أهل المدينة في القراءة؛ فسُمِّي القارئ بذلك، وكان ثقة قليل الحديث". وقال ابن حاتم: "سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث". وقال مالك: "كان أبو جعفر رجلاً صالحًا، يُقرِئ الناس بالمدينة". وقال أبو عبد الرحمن النائي: "يزيد بن القعقاع (أبو جعفر) ثقة".
عبادته:

روى ابن جَمَّاز عنه أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وهو صوم داود عليه السلام، واستمرَّ على ذلك مدة من الزمان، فقال له بعض أصحابه في ذلك، فقال: "إنما فعلت ذلك أُروِّض به نفسي لعبادة الله تعالى".
وفاته:

قال سليمان بن مسلم: شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة، جاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه، فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجيبهم، فقال شيبة - وكان خَتَنه على ابنة أبي جعفر -: ألا أريكم عجبًا؟ قالوا: بلى. فكشف عن صدره فإذا دوَّارة بيضاء مثل اللبن، فقال أبو حازم وأصحابه: "هذا والله نور القرآن".
عاش الإمام أبو جعفر ما يزيد على التسعين سنة، وتوفي سنة 130هـ/ 748م، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.