• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 3 من 3

    الموضوع: اشعار ايليا ابو ماضي

    1. #1
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية بنت الديره
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      12,518
      معدل تقييم المستوى
      64

      افتراضي اشعار ايليا ابو ماضي

      اجمل اشعار إيليا أبو ماضي

      اجمل اشعار إيليا ماضي 1103427.jpg

      السجينة



      رآها يـــحـــلُّ الفــجـــــــرُ عقد جفونها



      ويُـــلــقـــي عــــلـيــها تــبـرهُ فـــيذوبُ



      ويـــنـــفــض عـن أعطـــافها النورَ لؤلؤاً



      مـــن الطـــلِّ ما ضُــمـت عليه جــيوبُ



      فــعــالــجــها حـتى استوت في يمينه



      وعــــــــاد إلى مـــغـــنــاه وهـو طروبُ



      وشـــاء فأمــســت في الإناء سجــينةً



      لتــشــبــع مــنـــها أعــيــنٌ وقـــلـــوبُ



      فليـست تحيي الشمس عند شروقها



      وليــست تحــيي الشمس حين تغيبُ



      ومـــن عُـــصــبت عــيناه فالــوقت كله



      لــــــديه وإن لاح الصـــبــاحُ غـــــــروبُ



      لها الحـــجـرة الحسناءُ في القصر إنما



      أحـــــــــب إلـــيـــها روضـــةٌ وكـــثــيبُ



      وأجـــمـــل مــن نـور المـصابيح عندها



      حُـــباحبُ تمــضـي في الدجى وتؤوبُ



      وأحـلى من السقف المزخرف بالدمى



      فـــضـــاءٌ تــشـــع الشهـبُ فيه رحيبُ



      تــحـــنُ إلى مـــرأى الغـــدير وصـــوته



      وتُـــحـــرم مــــنـــه ، والغـــديــر قريبُ



      وكـــانــت قــلــيـل الطـل ينعش روحها



      وكـــانــت بــمـيـسـور الشعـاع تـطيبُ



      تمشى الضـنى فيها وأيار في الحمى



      وجـــفـــت وسـربـال الـربـيـع قـشـيبُ



      إســارك يا أخــت الــريــاحـــين مـفجعٌ



      ومـــوتـــك يا بــنــت الــربــيــع رهــيبُ



      *******************************



      الغبطة فكرة
      لا تَسَــــــــلْ أين الهوى والكـــوثرُ



      سَكَتَ الشــــــــــــادي وبُحَّ الوتـــرُ



      فـــجــأةً ... وانـــقــــلب العُرسُ إلى



      مَأتمٍ ...مــــاذا جـــــــرى؟ مـــا الخبرُ



      ماجــتِ الــدنيا بمـــــن فيها ، كما



      ماج نـــــهــــــــــــرٌ ثائرٌ مُنكــــــدرٌ



      كُلهم مُســــــتَفسِـــــرٌ صَـــــاحـــبه



      كلُّهم يُؤذيه من يَســــــتَفـــسِـــر



      هَــمَــــسَ المــــوتُ بهــم هـــــمستهُ



      إن هــمــــس المـــــوت ريحٌُ صَــــرصَرٌ



      فـــــإذا الحــــيرةُ في أحــــــداقهم



      كــيفـــما مالـــوا وأنى نــظــــــروا



      عـــــلِموا ... يا ليتهــــم ما عَــــلِموا



      أنَّ دنــــيا مــــن رؤىً تُحــــتَضَـــــــرُ



      والذي أطــــــــربهــــم عن قُــــدرةٍ



      بــــات لايقـــــوى ولا يــــــــقــــــتدرُ



      يَبِسَ الضِّــحــــكُ على أفــــــــواههم



      فهــو كالسُّخــــرِ وإن لم يسخــروا



      وإذا الآسي ... يـــــــدٌ مخــــــــــذولةٌ



      ومُــــحـــيا اليأسُ فـــيه أصـــفــــــرُ



      شاع في الدنياالأسى حتى شكت



      أرضُــها وطــــــــــــأتَهُ والجَــــــــــدرُ



      فــــعــلى الأضواء مِنه فـــــــــــــترةٌ



      وعــلى الألــــوان مِــــنه أثـــــــــــــــرُ



      والقــــــناني صُــــــــورٌ باهِـــــــــتَةٌ



      والأغــاني عَــــــالم مُـــــنــــــدثـــــرُ



      ألهــــنا أُفـــــــلِت مــن أيديــــهـــمُ



      والأمـــــاني ...؟ ..إنهــــا تــنـــتـحِرُ


      *******************************






      العيد



      أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ



      لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ



      كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ



      أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ



      وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ



      فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ



      وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ



      وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ



      ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ



      قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ



      لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ



      حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ



      فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ



      فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ



      وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ



      كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ



      فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ



      * * *



      أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ



      ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ



      وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ



      تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ



      وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ



      وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ



      لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ



      فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ



      أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ



      أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ



      لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ



      إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ



      فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ



      سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ



      إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ

      *******************************

      ألا أيها الابريقُ ما لكَ والصلفْ
      فما أنتَ بلورٌ ولا أنتَ من صَدَفْ
      وما أنتَ إلا كالأباريق كلها
      ترابٌ مَهينٌ قد ترقّى إلى خزَفْ
      أرى لكَ أنفاً شامخاً غيرَ أنهُ
      تلفَّعَ أثوابَ الغُبارِ وما أنِــــفْ
      ومسَّته أيدي الأدنياءِ فما شكا
      ومصَّتهُ أفواهُ الطُّغامِ فما وَجفْ
      وفيكَ اعتزازٌ ليسَ للديكِ مثلهُ
      ولستَ بذي ريشٍ تضَاغف كالزَغَفْ
      ولا لَك صوتٌ مثلهُ يصدعُ الدجى
      وتهِتفُ فيه الذكرياتُ إذا هَتَفْ
      وأنصتُّ أستوحيهِ شيئاً يقولهُ
      كما يسكتُ الزُّوارُ في معرِض التُّحَفْ
      وبعدَ ثوانٍ خِلتُ أني سمعتهُ
      يُثرثِرُ مثلَ الشيخِ أدركَهُ الخَرَفْ
      فقالَ: " سقيتُ الناسَ "، قلتُ له:أجلْ
      سقيتَهمُ ماءَ السحابِ الذي وَكفْ
      ودمعَ السواقي والعيونِ الذي جرى
      وماءَ الينابيعِ الذي قد صفا وَشَفْ
      فقالَ" لِيذْكُرْ فضليَ الماءُ وليُشِدْ
      بمدحي ، ألَم أحمِلهُ؟ قلتَ : لك الشَرَفْ!
      فقالَ: ألم أحفَظْهُ؟ قلتُ: ظلمتَهُ
      فلولاهُ لم تُنقَل ، ولولاك ما وَقَفْ!
      *******************************


      يا لهفةَ النفسِ على غابةٍ
      كنتُ وهنداً نلتقي فيها
      أنا كما شاءَ الهوى والصبا
      وهيَ كما شاءَتْ أمانيها
      تكادُ من لُطْفِ معانيها
      يشربُها خاطرُ رائيها
      آمنتُ باللهِ وآياتهِ
      أليسَ أنّ اللهَ باريها ؟
      ***



      نباغتُ الأزهارَ عند الضحى
      متَّكئاتٍ في نواحيها
      ألوى على الزَنْبقِ نَسرِينُها
      والتفَّ عاريها بكاسيها
      واختلجتُ في الشمسِ ألوانها
      كأنَّها تذكرُ ماضيها
      تآلفتْ ، فالماءُ من حولها
      يرقصُ والطيرُ تغنِّيها
      مَنْ لقَّنَ الطيرَ أناشيدها؟
      وعلَّمَ الزهرَ تآخيها؟
      يا هندُ هذي معجزاتُ الهوى
      وإنَّهـــا فينا كمـــا فيها
      لا تستحي الزهرُ بإعلانها
      فمـــا لنا نحنُ نواريها ؟
      وتهِتفُ الطيرُ بها في الربى
      فمـــا لنا نحن نعمِّيها ؟
      للهِ فيْ الغابةِ أيَّامُنا
      ما عابَها إلا تلاشيها
      طوراً علينا ظلُّ أدواحها
      وتارةً عطفُ دواليها
      وتارةً نلهو بأعنابها
      وتارةً نُحصي أقاحيها
      تسكتُ إذ نشكو شحاريرُها
      كأنَّما التغريدُ يؤذيها
      وإنْ تضاحكنا سمعنا الصُّدى
      يضحكُ معنا في أقاصيها
      وإنْ مَشَيْنا فوقَ كثبانها
      لاحتْ فَشاقَتنا أدانيها
      وفوقَنا الأغصانُ معقودةٌ
      ذوائبٌ طالَ تدلِّيها
      إذا هَزَزْناها عن غُرَّةٍ
      ألقتْ من الذُّعرِ لآليها
      نسيرُ من كهفٍ إلى جدولٍ
      نكتشفُ الأرضَ في حواشيها
      وتختبي هندٌ فأشتاقها
      وأختبي عنها فأُغريها
      كم أوهمتني الخوفَ من طارئٍ
      تشجي بذا نفسي فتشجيها
      فرحت أعدو نحوَهَا مشفقاً
      فكانَ ما حاذرتُ تمويها !
      فاعجب لأطواري وأطوارِها
      تعبثُ منِّي وأُجاريها !
      ***



      أَللهُ لو دامَ زمانُ الهوى
      ودامَ من هندٍ تجنِّيها
      لا غابتي اليومَ كعهدي بها
      ولا التي أحْبَبْتُها فيها
      ولا تلالٌ كنهودِ الدُّمى
      ولا سفوحٌ كتراقيها
      ولا الندى درَّ على عُشبها
      ولا الأقاحي في روابيها
      ولا الضُّحى يُلقي على أرضِها
      شباكَ تِبْرٍ مِنْ أعاليها
      أهبَطني أمسُ إلى حضنِها
      شوقي إلى شَجْعِ قماريها
      قد بدَّلَ الإنسانُ أطوارها
      واعتصبَ الطيرَ مآويها
      وفتَّ بالبارودِ جلمودَهَا
      واجتثَّ بالفأسِ دواليها
      وشادَ من أحجارِها قريةً
      سكَّانُها الناسُ وأهلوها
      ***



      يا لهفةَ النفسِ على غابةٍ
      كنتُ وهنداً نلتقي فيها
      جنَّةُ أحلامي وأحلامِها
      ودارُ حبِّي وتصابيها
      نبكي من اليأسِ على شوكِها
      وكانَ يُدميني ويُدميها
      كانتْ تغطِّينا بأوراقِها
      فصارتِ الدورُ تغطِّيها !

      *******************************


      إني مررتُ على الرياضِ الحاليةْ
      وسمعتُ أنغامَ الطيورِ الشاديةْ
      فطربتُ ، لكنْ لم يحبَّ فوَّاديهْ
      كطيورِ أرضي أو زهورِ بلادي
      وشربتُ ماءَ النيلِ شيخِ الأنهرِ
      فكأنني قد ذُقْتُ ماءَ الكوثرِ
      نهرٌ تباركَ من قديمِ الأعصرِ
      عَذْبٌ ، ولكنْ لا كماء بلادي
      وقرأتُ أوصافَ المروءةِ في السِّيَرْ
      فظننتُها شيئاً تلاشى واندثَرْ
      أو أنها كالغولِ ليسَ لها أَثَرْ
      فإذا المروءةُ في رجالِ بلادي
      ورسمتُ يوماً صورةً في خاطري
      للحسنِ ، إنَّ الحسنَ ربُّ الشاعرِ


      وذهبتُ أنشدها فأعيا خاطري
      حتى نظرتُ إلى بناتِ بلادي
      قالوا: أليسَ الحسنُ في كلِّ الدنى
      فعلى مَ لم تمدحْ سواها موطنا
      فأجبتهمْ إني أُحبُّ الأَحسنا
      أبداً ، وأَحسنُ ما رأيتُ بلادي
      قالوا : رأيناها فلم نرَ طيِّبا
      ولّى صباها والجمالُ مَعَ الصبا
      فأجبتهمْ : لتكنْ بلادي سبسبا
      قفراً ، فلستُ أُحبُّ غيرَ بلادي
      قالوا : تأمَّلْ أيَّ حالٍ حالَهَا
      صَدَعَ القضاءُ صروحها فأمالَهَا
      ستموتُ … إنَّ الدهرَ شاءَ زوالَهَا
      أَتموتُ؟ كلا ، لَنْ تموتَ بلادي
      هي كالغديرِ إذا أتى فصلُ الشتا
      فَقَدَ الخريرَ وصارَ يحكي الميتا
      أو كالهزارِ حبسته … لكن متى
      يَعُدِ الربيعُ يَعُدْ إلى الانشادِ
      ألكوكبُ الوضَّاحُ يبقى كوكبا
      ولئنْ تستَّرَ بالدجى وتنقَّبا
      ليسَ الضبابُ بسالبٍ حسنَ الرُُّبى
      والبؤْسُ لا يمحو جمالَ بلادي
      لا عزَّ إلا بالشبابِ الراقي
      ألناهضِ العزماتِ والأخلاقِ
      ألثائرِ المتفجِّرِ الدفَّـــاقِ
      لولاهُ لم تشمخْ جبالُ بلادي

      *******************************





      عيناكِ والسحرُ الذي فيهما "
      " صيرتاني شاعراً ساحرا
      عَلَّمْتِني الحبَّ وعلمتُهُ "
      " بَدْرَ الدجى ، والغصنَ ، والطائرا
      إن غبتِ عن عيني وَجُنَّ الدجى "
      " سألتُ عنكِ القَمَرَ الزاهرا
      وأطرْقُ الروضةَ عندَ الضحى "
      " كيما أناجي البلبلَ الشاعرا
      وأنشقُ الوردةَ في كمِّها "
      " لأنَّ فيها أرَجاً عاطرا
      يُذَكَّرُ الصبُّ بذاكَ الشذا "
      " هل تذكرينَ العاشقَ الذاكرا ؟
      كم نائمٍ في وكره هانئٍ "
      " نَبَّهْتِهِ من وكْرِهِ باكرا ؟
      أصبحَ مثلي تائهاً حائراً "
      " لما رآني في الربى حائرا
      وراحَ يشكو لي وأشكو لَهُ "
      " بَطْشَ الهوى ، والهجرَ ، والهاجرا
      وكوكبٍ أسمعتهُ زفرتي "
      " فباتَ مثليَ ساهياً ساهرا
      زجرتُ حتى النومَ عن مُقلتي "
      " ولم أبالِ اللائمَ الزاجرا
      يا ليتَ أني مَثَلٌ ثائرٌ "
      " كيما تقول المَثَلَ السائرا
      *******************************


      ديارُ السلامِ ، وأرضُ الهنا
      يشقُّ على الكلِّ أنْ تحزنا
      فَخَطْبُ فلسطينَ خطبُ العلى
      وما كانَ رزءُ العُلى هيِّنا
      سَهِرنْا لَهُ فكأنَّ السيوفَ
      تخزُّ بأكبادِنا ههنا
      وكيفَ يزورُ الكرى أعيناً
      ترى حولَهَا للرَّدى أعينا ؟
      وكيفَ تطيبُ الحياةُ لقومٍ
      تُسدَّ عليهمْ دروبُ المنى ؟
      بلادهمُ عرضةٌ للضَّياعِ
      وأمَّتهمْ عرضةٌ للفنا
      يُريدُ اليهودُ بأنْ يصلبوها
      وتأبى فلسطينُ أنْ تذعنا
      وتأبى المرؤةُ في أهلِها
      وتأبى السيوفُ ، وتأبى القَنَا
      أأرضُ الخيالِ وآياتِهِ
      وذاتُ الجَلالِ ، وذاتُ السنا
      تصيرُ لغوغائهمْ مسرحاً
      وتغدو لشذَّاذِهمْ مَكْمنا ؟
      بنفسيَ (أُردنُّها) السلسبيلُ
      وَمَنْ جاوروا ذلكَ الأُردنا
      لقد دافعوا أمسِ دونَ الحمى
      فكانتْ حروبهمُ حربنا
      وجادوا لكلِّ الذي عندهمْ
      ونحنُ سنبذلُ ما عندنا
      فقلْ لليهودِ وأشياعهم
      لقد خدعتكمْ بُروقُ المنى
      ألا لَيتَ (بلفورَ) أعطاهمُ
      بلاداً لَهُ لا بلاداً لنا
      (فلندنُ) أرحبُ من قُدسِنا
      وأنتمْ أحبُّ إلى (لندنا)
      ومنَّاكمُ وطناً في النجومِ
      فلا عربيَّ بتلكَ الدنى
      أيسلبُ قومَكم رشدَهمْ
      ويدعوهُ قومكمُ محسنا ؟
      ويدفعُ للموتِ بالأبرياءِ
      ويحسبهُ معشرٌ دِّينا ؟
      ويا عَجَباً لكمُ توغرونَ
      على العَرَبِ (التامزَ والهدسنا)
      وترمونهمْ بقبيح الكلامِ
      وكانوا أحقَّ بضافي الثنا
      وكلُّ خطيئاتهمْ أنَّهمْ
      يقولونَ ؛ لا تسرقوا بيتنا
      فليستْ فلسطينُ أرضاً مشاعاً
      فَتُعطى لمنْ شاءَ أن يسكنا
      فإنْ تطلبوها بسمرِ القنا
      نردُّكمُ بطوالِ القنا
      ففي العربيِّ صفاتُ الأنامِ
      سوى أنْ يخافَ وأنْ يجبُنا
      وإنْ تحجلوا بيننا بالخداعِ
      فلنْ تَخْدعوا رجلاً مؤمنا
      وكانتْ لأجدادنا قبلَنا
      وتبقى لأحفادِنا بعدنا
      وإنْ لكمْْ بسواها غنى
      وليسَ لنا بسواها غنى
      فلا تحسبوها لكُمْ موطناً
      فلمْ تكُ يوماً لكمْ موطنا
      وليسَ الذي نَبْتغيهِ مُحالاً
      وليسَ الذي رُمتمُ ممكنا
      نصحناكُم فارعووا وانبذوا
      (بليفورَ) ذيَّالكَ الأرعنا
      وإمَّا أبيتمْ فأُوصيكمُ
      بأنْ تحملوا معكمُ الأكفنا
      فإنَّا سنجعلُ من أرضِها
      لنا وطَناً ولكمْ مدفنا !

      *******************************

      في ذلكَ الرَّوْضِ الأغَنِّ بدَى فتًى
      قد يبلغُ العشرينَ عاماً ذو نُهَى
      كالبدرِ إلا أنهُ متكتِّمٌ
      والغصنِ إلا أنهُ غُصُنٌ ذَوَى
      كَتَبَ الضّنَى في وجهِهِ هذا الذي
      كادَ الغرامُ بهِ يَؤولُ إلى الفَنا
      دَنِفٌ تُرَوَّعُهُ الغصونُ اذا انثَنَتْ
      طَرَباً ، ويُقلقهُ النسيمُ اذا جَرَى
      حيرانُ يُقْعِدُهُ الهوى ويقيمهُ
      فكأنَّهُ عَلَمٌ يُدَاعِبُهُ الهَوَا
      فإذا رَنَا للأفْقِ ظَنَّ نجومَهُ
      عَقدُ التي مَنْ رامَهَا رامَ السَّمَا
      وتوهَّمَ القمرَ المحلِّقَ وَجْهَ مَنْ
      ضَنَّتْ وجادتْ باللِّقاءِ وبالنَّوى
      حَجَبَ الغمامُ البدرَ عندَ مَسِيرِهِ
      فكأنَّهُ ( أسْمَاءُ ) تَسري في الدٌّجَى
      حسناءُ قد عَشِقَ المُحِبٌّ عفافَهَا
      وتعشَّقتْ آدابَهُ فَهُمَا سَوَا
      كالغصنِ قامتُها إذا الغُصْنُ انثنى
      وجبينُها يَحْكي الصباحَ إذا انجلَى
      وقعتْ غدائِرُهَا على أقدامِها
      فكأنها قد عَضَّها نابُ الهَوَى
      خَوْدٌ إذا نطقتْ حَسِبْتَ حديثَها
      دُرّاً ، ولكنْ ليسَ مما يُشْتَرَى
      وقفتْ تُحيطَ بها الزهورُ كأنها
      قَمَرٌ تُحِيطُ بهِ الكواكبُ في الفَضَا
      ومشَتْ تَحِفُّ بها الغصونُ كأنها
      مَلِكٌ تحفُّ بهِ الجنودُ إذا مَشَى
      للهِ زورتُها وقد قَنِطَ الفَتَى
      فكأنها روحٌ جَرَى فيمنْ تَوَى
      هيهاتِ ما ظَفُرَ المؤَمِّلِ بالغِنَى
      بألذَّ من ظَفَرِ المتيَّمِ باللِّقَا
      فَدَنَا يطارِحُها تحيّةَ عاشقٍ
      ويقولُ أهلاً بالحبيبِ الذي أتَى
      بينما تُصافِحُ من يُصافِحُها إذا
      بدموعِها سَحَّتْ فَصَافحتِ الثَّرَى
      (ما للعيونِ تحدَّرَتْ عَبَراتُها
      وعلامَ هذا الحُزْنُ يا ذاتَ البَهَا) ؟
      قالتْ حبيبي لو تَرَى ما قد جَرَى
      في رَبْعِنَا شاركْتَني فيما تَرَى
      جارَ القضاءُ عليَّ في أحكامِهِ
      ما حيلةُ الإنسانِ إنْ جارَ القَضَا ؟
      فابْكِ معي ، فلربَّما نَفَعَ البُكا
      إنَّ الليالي لا تدومُ على الصَفَا
      قالَ الفَتَى ، والدمعُ مُنْتَثِرٌ على
      خدَّيهِ ، يا أسماءُ قولي ما جَرَى
      فتلفَّتَتْ في الرَّوضِ خِيْفَةَ سامعٍ
      فكأنها الظَّبْيُ الغريرُ إذا رَنَا
      وترددَّتْ بكلامِهَا فكأنما
      تَبْغي ولا تبغي التفوُّهَ بالنَبَا
      قالتْ وَدَمْعُ الحُزْنِ يَخْنُقُ صوتَهَا
      وَشَتِ الحواسدُ عندَ من نخشى بِنَا
      وغدً يعودُ الشَّمْلُ مُنفصمَ العُرَى
      هذا هو الخَبَرُ اليقينُ بلا خَفَا
      قد أنبأتْهُ بالفِراقِ وما دَرَتْ
      أنَّ الفراقَ حِمَامُ مَنْ عَرَفَ الهَوَى
      فكأنما سهمٌ أصابَ فؤادَهُ
      وكأنهُ لما ارتمى طَوْدٌ هَوَى
      أما الفتاةُ فراعَهَا ما صارَ في
      محبوبِهَا وكأنها نَدِمَتْ عََلَى ...
      جعلتْ تُناديهِ بصوتٍ مُحْزِنٍ
      فَيُجيبها كندائِهَا رَجْعُ الصَدَى
      حتى إذا قَنِطَتْ دَنَتْ منهُ كما
      يدنو أخو الدَّاءِ العَضالِ مِنَ الدَوَا
      وَحَنَتْ فحرَّكتِ الفَتَى وإذا بهِ
      جِسْمٌ ولكنْ لا حياةَ بهِ ولا ...
      قد فارقَ الدُّنيا ففارقَهَا الرَّجَا
      وهَوَتْ تُعانِقُهُ فَفَارقتِ الوَرَى
      قَمرَانِ ضمَّهما التُّرابُ وَمَا عرفــ
      تُ سِواهُمَا قَمرَيْنِ ضمَّهما الثَّرَى

    2. #2
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية دارين
      تاريخ التسجيل
      Feb 2015
      المشاركات
      12,569
      معدل تقييم المستوى
      64

      افتراضي رد: اشعار ايليا ابو ماضي

      لا جديد سوى رائحة التميز
      تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
      الجميل والمتميز ورقي الذائقه
      في استقطاب ما هو جميل ومتميز

    3. #3
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية مشتاقه للجنه
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      13,301
      معدل تقييم المستوى
      65

      افتراضي رد: اشعار ايليا ابو ماضي

      يسسسسسسسسلمو
      ننتظر جديدك دائما
      لك شششششكري

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ما بين ماضي وحاضر 2017
      بواسطة بنت الديره في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 27-01-2017, 09:06 PM
    2. لا تفشي ماضي زوجك
      بواسطة منارالكون في المنتدى عالم الحياة الزوجية
      مشاركات: 11
      آخر مشاركة: 29-05-2014, 05:04 AM
    3. لكل منا ماضي
      بواسطة خمر الارياق في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 31-08-2013, 12:09 PM
    4. دق الهريس .. من ماضي الكويت
      بواسطة الـبـرنـس في المنتدى السياحه والسفر
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 21-05-2010, 07:55 PM
    5. الشاعر ايليا ابو ماضى
      بواسطة محمودى في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 324
      آخر مشاركة: 08-03-2010, 05:54 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com