اكتئاب الطفل

**زينة** · 07-12-2016, 05:42 PM

تعرف على التأثيرات النفسية والعضوية لكثرة بكاء الطفل

.
.

البكاء هو أسلوب التعبير الوحيد الذى يقوم به الطفل حتى ينتبه له من يحيطون به ويقومون بتنفيذ ما يريده، ولأن البكاء وسيلة مزعجة للتعبير تحاول الأم إرضاء طفلها حتى تتخلص من بكائه سريعا، ولكن مع الاستخدام المتكرر لهذه الوسيلة من جانب الطفل، وعدم قدرة الأم أحيانا على فهم كل ما يتسبب فى بكاء الطفل، مما يجعلها تتركه أحيانا يبكى وقتا طويلا. وتظن بعض الأمهات أن عدم استجابتها لبكاء الطفل قد يجعله يتوقف عن البكاء، وهو ما قد يؤدى بالطفل إلى بعض المخاطر الصحية والنفسية، والتى يوضحها الدكتور "عبد الناصر حسين عبد الناصر" أستاذ واستشارى طب الأطفال وحديثى الولادة وأستاذ المناعة والحساسية. ويقول د. عبد الناصر: "دموع الطفل حديث الولادة لها مدلول وسبب يجب البحث ورائه حتى لا تؤدى إلى مشكلات صحية كثيرة".

ويضيف د. عبد الناصر: "من أسباب بكاء الأطفال حديثى الولادة تقلصات المعدة والذى يحدث بسبب بعض الأكلات التى تتناولها الأم أو الأدوية، أو شعوره بالجوع لأن لبن الأم ليس كافيا، أو وجود التهابات فى الجلد تؤلمه، أو الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وغيرها من الأسباب التى تصيب الطفل فى الفترة الأولى من ولادته".

ويضيف أستاذ طب الأطفال: "البكاء فى حد ذاته لا يؤثر على صحة الطفل بشكل مباشر ولكن فى نفس الوقت هو جرس إنذار لتحذير الأم والأب من وجود مشكلة ما حتى يذهبا للطبيب سريعا للسيطرة عليها، ولكن عدم الانتباه للبكاء سيؤدى إلى اكتشاف العديد من الأمراض فى وقت متأخر، وهو ما يؤدى إلى الكثير من المضاعفات التى تؤثر على صحة الطفل".

ويشير الدكتور عبد الناصر حسين إلى أن بعض الأطفال ممن يعانون من ضعف جدار البطن يصابون بالفتق السرى فى حالة البكاء الشديد ولفترات طويلة، بالإضافة إلى بعض المضاعفات الخطيرة على عضلة القلب إذا كان الطفل يعانى من مشكلة عيب خلقى فى القلب.

ويتابع الدكتور عبد الناصر قائلا: "هناك حالات قليلة من الأطفال تبكى بشدة حتى تصل لمرحلة انقطاع النفس وتحول لون بشرتهم إلى الأزرق، وتحدث هذه الحالة مع الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 3 سنوات، وهى حالة تحدث للطفل بسبب شدة الغضب لعدم الاستجابه لطلباته، وينصح الدكتور عبد الناصر الأمهات بعدم الاعتماد على المسكنات دون استشارة الطبيب والتعرف على سبب البكاء الحقيقى للطفل.

أما التأثير النفسى لترك الطفل يبكى دون الاستجابة له فتوضحه الدكتورة ريم الفقى الأستاذ بمعهد دراسات الطفولة جامعة عين شمس، وتقول: "يكتسب الطفل فى بداية حياته بعد الولادة الثقة فى العالم من الأب والأم لأنه يشعر من خلالهما بالأمان، والاستجابة لطلباته تعطيه الجانب الأكبر من الأمان والحنان الذى يحتاجه وتساعده على بناء شخصيته بطريقة سوية".

وتضيف د. ريم: "عدم الانتباه لبكاء الطفل وتركه فترات طويلة دون العطف عليه يؤدى به إلى عدم الثقة فى الجميع، وهو ما يسبب اضطرابات نفسية وسلوكية متعددة، ومن الاضطرابات السلوكية التى تظهر على الطفل عندما يكبر هو السلوك العدوانى مع الجميع سواء أصدقائه فى المدرسة أو مع الكبار نظرا لعدم اكتسابه الثقة منذ طفولته".

وتظهر الاضطرابات النفسية كما توضح دكتورة ريم فى صورة اكتئاب وقلق واضطرابات نوم، ويمكن الاستماع لنداءات الطفل عند بكائه ليس فقط عن طريق تلبية الطلب وإنما بالاستماع إليه والتعبير الجسدى له باحتضانه ومحاولة تهدئته حتى يشعر أن بجانبه أحد يشاركه ألمه، وهو ما يؤدى إلى نمو جسدى ونفسى سليم