عند الخطوبه تعرف على الام قبل الفتاه

**بنت الديره** · 21-10-2016, 12:40 AM

عند الخطوبه تعرف على الام قبل الفتاه

"اقلب الجرّة على فمها تطلع البنت لأمها".. لطالما كان هذا المثل مضرباً لمواضع التشابه الكبير بين الفتاة وأمها، حيث يعمد الخاطبون الأذكياء إلى دراسة الأم قبل الفتاة التي يودون خطبتها، لمعرفة مستقبل الفتاة وصفاتها الوراثية التي تسكن داخلها، وكيف ستبدو هيئتها مع مرور سنوات العمر.

تشبّه الفتاة بأمها لا يقتصر على لون الشعر أو العيون أو الطول فحسب، بل يمتد إلى الحالة النفسية وحتى قابلية الإصابة بالتوتر والاكتئاب والقلق، إذ أظهرت دراسة حديثة أن بعض الأمور النفسية أيضاً كالحالة المزاجية، وراثية في المقام الأول.

ويلعب الجهاز النطاقي، وهو جزء مهم في المخ وهو المسؤول عن الوظائف الانفعالية والقدرات التعليمية، دوراً في هذا الأمر، إذ أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا أن نسبة توريث الأم لهذا الجهاز لابنتها أكبر من نسبة توريثه للابن أو من إمكانية وراثته من الأب، وخلصت الدراسة إلى وجود تشابه كبير في تكوين الجهاز النطاقي في مخ الأم والابنة على العكس من مخي الأم والابن.

علاقة أصولية

ويرى الشاب محمد أبو كرش (24 عاماً) أن دراسة الأم بالنسبة إليه كانت من أهم الأولويات عندما تقدم لخطبة إحدى الفتيات، مشيراً إلى أن العلاقة بين الأم وابنتها لا يمكن اختصارها في الشكل أو الطباع فقط، بل إنها تتجاوز ذلك إلى الحالة النفسية والمزاجية أيضاً.

وقال أبو كرش لـ"فلسطين": "من خلال النظر إلى الأم تستطيع أن تنظر إلى زوجتك المستقبلية بعد عدة عقود، سواء من ناحية الشكل أو من ناحية الطباع والمزاج، فالأم مرآة تعكس هيئة ابنتها المستقبلية إلى حد كبير وهي نسخة مصغرة عن أمها".

وبيّن أن التعرف على أخلاق وقيم الأم أمر مهم جداً للتعرف على التربية التي تربتها الفتاة داخل أسرتها، كون الفتاة سريرة أمها وأقرب المقربين لها، وأكثر المتأثرين بها، مضيفةً: "إن كانت الأم تمتلك صفات قيادية أو سلطوية أو عصبية فهذا يعني إلى حد كبير أن الفتاة كذلك أيضاً".

تطابق إلى حد كبير

من ناحيتها، ترى أم فادي يوسف (42 عاماً) وهي أم لخمسة أبناء بينهم فتاتان، أن الفتاة ترث عن أمها ليس الطباع والملامح فقط، بل في طريقة التفكير والتطلعات وأحيانا الهوايات، مشيرةً إلى أن الفتاة تتأثر أيضاً بباقي أفراد عائلتها ولكن بدرجة أقل.

وقالت: "لذلك ترى بعض الباحثات عن عروس لأحد أولادهن، أن دراسة الأم تسبق دراسة الفتاة نفسها، فهذا ما يسمى البحث عن الأصول والتربية، وفي حال كانت الأم منفلتة وليست ذات قيم راقية ينعكس هذا الأمر على الفتاة التي تربت على يد والدتها التي تعدها قدوتها".

وأضافت: "هناك الكثير من الفتيات يقلدن أمهاتهن في كل شيء، ولكن يجب علينا الانتباه هنا، ألا نعمم النظرية بشكل مطلق إلى درجة أن نحكم على الفتاة أنها سيئة في حال ارتكبت والدتها ذنباً في حياتها؛ ولا يمكن أن نطلق أحكام خاطئة على الفتاة لأن أمها كانت ذات طباع سيئة أيضاً".

تشابه متين

من ناحيته، يرى الخبير النفسي والاجتماعي، فضل أبو هين، أن إطلاق الأمثال الشعبية عادة ما يعكس واقعا مجتمعيا بغض النظر عن درجة ارتباطها بالواقع، الأمر الذي ينعطف على كافة الأمثال الشعبية التي تؤكد التشابه بين الأم وابنتها.

وقال أبو هين لـ"فلسطين": "من واقع تجارب المجتمع، فإن الأم هي أقرب الناس إلى ابنتها، سواء كان على الصعيد الوراثي أو الصفات المكتسبة، فالبنت ترث عن أمها الصفات والشكل والملامح، وتكتسب أيضاً التربية والثقافة والأخلاق والحالة المزاجية والسلوكيات".

وبيّن أن الفتاة تبدأ بالتمحور والتحول إلى والدتها مع زيادة الوعي ووصولها إلى مرحلة البلوغ، ويظهر ذلك جلياً بعد زواجها وانتقالها من منزل الأبوية إلى منزل الزوجية، مشيراً إلى أن الفتاة هي نسخة طبق الأصل عن أمها في معظم الأحوال.

ولفت أبو هين النظر إلى أن هذا العامل المهم يعد أساساً لدى الخطاب عندما يبحثون عن فتيات للزواج، ويعد معياراً في الحكم على الفتاة قبل البحث عن سلوكياتها وتصرفاتها، مضيفاً: "نبحث دائماً عن أصول الفتاة والتي تعني الأم بالدرجة الأساسية ثم الأب والإخوة والمجتمع المحيط".

ونوه إلى أن نسبة الخطأ في هذا المعيار تكون بسيطة وغير كبيرة، نظراً لخبرة المجتمع في هذا الصدد، "فالمجتمع لديه تجاربه الطويلة التي تدلل على أن الفتيات هم نسخ مصغرة عن أمهاتهن".