الفطور مهم جدا



ان إهمال وجبة الفطور من أسوأ الممارسات، لأن معظم السكتات القلبية والجلطات المؤدية إلى الوفاة المفاجئة تحدث في ساعات الصباح الأولى ( بعد 6 صباحا وحتى الظهر) بل إن أعلى نسبة لها تحدث ما بين 8 إلى 10 صباحا.
منذ نعومة أظفارنا، يكرر الاهل على مسامعنا أهمية الفطور وضرورة تناوله. وقد اجمع العلماء على ذلك منذ وقت طويل، فحتى عندما يقصد الشخص اختصاصيا للتغذية لوضع نظام للحمية، فلابد أن يهتم النظام بشكل خاص بما يتناوله المرء في الفطور، ولا يلغي هذه الوجبة أبدا نظرا الى أهميتها.
وعليه، فليس من المستغرب أن يكرر الخبراء بين فترة وأخرى التشديد على أهمية الفطور للصحة كأهم وجبة في اليوم، بل وأن يثبتوا مرارا أهميتها للحفاظ على صحة الجسم من عدة نواحٍ.
وتصل أهمية وجبة الإفطار إلى الحد الذي يمكن تناولها لو أثناء المشي بدل إهمالها نهائيا. ولكن اقتطاع قليل من الوقت لتناولها جلوسا ومضغ الطعام بصورة أفضل يعمل على تحسين عملية الهضم، لدوره في تنشيط انزيمات عملية الهضم.
لا يوجد أدنى شك في أن وجبة الفطور هي أفضل وجبة لأجسادنا حقيقة وواقعا. وحتى لو كنت قد كبرت وانغرست أهمية تناول الفطور في دماغك، إلا انه قد تظل هناك شكوك وأسئلة تتردد حول هذا الاعتقاد.
وإذا كنت ممن يهملون تناول هذه الوجبة لانشغالك بالعمل أو اتباعك لحمية خاطئة، فعليك التوقف عن هذه العادة فورا.
ولنوضح لك هذه الأهمية بطريقة مبسطة:
بما أننا نعتمد على التكنولوجيا، فلنتخذها وسيلة لشرح مبدأ أساسي: تخيل لو أن جسدك يمثل جهاز البلاكبيري أو الكمبيوتر أو التلفون النقال، وأن الطعام شأنه كشأن البطارية والشاحن، فنحن جميعا نعلم ما يحدث لهذه الأجهزة والأدوات إن لم يتم شحنها أثناء الليل.
لذا لا احد يهمل شحن جهازه أثناء الليل حتى لا يصل إلى وضع يعاني فيه خلال اليوم من استعمال جهاز قليل الشحن، أو منخفض البطارية.
وفي الصياغ ذاته، يمكن تطبيق هذا المنطق على الجسم، فأثناء نومك خلال الليل وبلا طعام (ونأمل انك تنام 8 ساعات)، فإن جسمك لا يزال يعمل ( بل إن بعض العلماء يشيرون إلى أن النوم يتخلله عمل يفوق ما يقوم به الجسم أثناء النهار) وذلك لقيام الجسم بعمليات الترميم والبناء والنمو.
وعليه، فعندما تستيقظ، وتهمل تناول وجبة الفطور سيعمل جسمك بشاحن منخفض، ويعاني أثناء قيامه بوظائفه، وقد لا يمكنه الأداء بطريقة مثالية ويشعرك بالتعب والكسل وتعكر المزاج.

وللتوضيح أكثر، إليك أسباب سريعة عن سبب كون تناول الفطور مهم لإعادة الاتزان إلى جسمك وتسهيل حياتك:
- الفطور وجبة للدماغ: فتناول طعام وجبة الفطور يمدك بالطاقة والمغذيات بعدما استهلكت معظم طاقة الجسم أثناء النوم، وقبل بدء يوم طويل ومليء بالأحداث، ويعمل على تحسين المزاج .
- يساعدك في التخلص من الوزن الزائد: أظهرت الأبحاث أن من يتهربون من تناول الفطور بشكل دائم يعانون من السمنة.
كما أثبت العديد من الدراسات أن التعود على تناول 3 وجبات صحية وعدم إهمال الفطور بشكل متزن، مهم في تقليل الشهية وتجنب تناول الأطعمة السريعة، بما يسهم في تخفيض الوزن، أو على الأقل السيطرة على الوزن الحالي.
- إلغاء وجبة الفطور يسهم في إبطاء سرعة عملية الهضم. فحين يتعود جهازك على البقاء لفترة طويلة من دون تناول الطعام، يسبب ذلك إدخال جهازك الهضمي في طور يشبه التأقلم مع المجاعة،
مما يجعله أوتوماتيكيا يخفض من فعالية سرعة الهضم، كأنه يحاول أن يعيش لفترة طويلة على أقل كمية من الطعام، مما يجعل من الصعب السيطرة على وزنك الصحي، حيث يعمل جهازك الهضمي على الاحتفاظ بالطعام لوقت أطول، ويقلل من كفاءة الهضم والتخلص من الوجبات الكبيرة.
وهو ما يفسر أن وزن البعض لا يتأثر عند إفراطه في الطعام أو تناوله للوجبات الكبيرة، في حين أن ذلك يعرّض آخرين لزيادة في الوزن بشكل سريع نتيجة لانخفاض كفاءة الهضم وسرعته لديهم.
- يزيد من فرصة إفراطك في كمية الطعام: فمن الطبيعي أن يترتب على ابتعادك عن تناول الطعام لفترة طويلة وإلى آخر النهار أن تشعر بجوع شديد يقلل من قدرتك على اختيار أغذية صحية وبكميات مناسبة لجسمك.
فذلك في الغالب سيحفزك على تناول كمية كبيرة تفيض عن حاجتك، بما يسبب اتخامك بالأكل قبل أن يقوم جسمك بتعريف شعور الشبع.
- ضروري للأطفال: بحسب الجمعية الأميركية للتغذية، وجد أن أداء الأطفال يكون في أعلى وأفضل معدلاته عند من يتناولون الفطور في الصباح قبل ذهابهم الى المدرسة.
كما أثبتت عدة أبحاث وجود علاقة وثيقة بين التغذية والتحصيل المدرسي للتلاميذ. فمن دون الغذاء الصحي المتوازن الذي يسهم في توفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجسم والعقل السليم لا يستوعب الطالب دروسه بشكل فعال، حيث يؤثر نقص التغذية على التركيز والانتباه للدروس، ويخفض الاستيعاب مما يؤثر في درجاته. وبالمنوال نفسه ينطبق ذلك على الكبار، فألا يوجد في داخلنا طفل صغير يحتاج الى هذه الدفعة لرفع الأداء والإنتاجية؟

يسهم في منع السكتة
تؤكد البحوث الحديثة ان إهمال وجبة الفطور من أسوأ الممارسات، لأن معظم السكتات القلبية والجلطات المؤدية إلى الوفاة المفاجئة تحدث في ساعات الصباح الأولى ( بعد 6 صباحا وحتى الظهر) بل إن أعلى نسبة لها تحدث ما بين 8 إلى 10 صباحا.
وأرجع العلماء سبب حدوثها في الصباح إلى آلية في صفائح الدم. فصفائح الدم، هي العنصر المسؤول عن منع النزيف الحاد إذا ما حصل جرح في الجسم نتيجة لتراكم الكوليسترول في بطانة الشريان وذلك لأنها تحفز تكون التجلطات والتخثرات الدموية.
وفي ساعات الصباح تكون الصفائح الدموية أكثر نشاطا وميلا إلى تكوين جلطات الدم، نظرا الى زيادة اللزوجة وانخفاض معدل المياه والتغذية في الدم.
وفي دراسة أجريت في جامعة ميموريال في نيوفوندلاند، اثبت الباحثون أن تناول طعام خفيف قليل الدهون كان له دور كبير في وقف نشاط الصفائح الدموية والتصاقها بعضها ببعض وتراكمها مما يمنع من تكون جلطات الدم. بما يثبت أن الأكل الخفيف في الفطور صباحا يمنع تنشيط صفائح الدم التي يمكن ان تسبب السكتة القلبية المميتة.
وجبة الفطور المثالية
ينصح الخبراء بأن تتضمن وجبة الفطور أغذية متنوعة ومنخفضة أو خالية من الدهون لتضم المجموعات الغذائية التي تلبي احتياجات الجسم. فيمكن أن يتكون بشكل أساسي من منتجات الألبان قليلة الدسم (الحليب والزبادي والجبن القليلة أو الخالية الدسم)، فعلاوة على غناها بالكالسيوم فإن منتجات الألبان قليلة الدسم لها دور مهم في السيطرة على وزن الجسم.
كما يفضل ان تحتوي وجبة الفطور على عصائر فاكهة أو نوع من الفاكهة والبروتين وطبق من حبوب الشوفان أو النخالة.
والفطور الغني بمواد تحتوي على الكربوهيدرات يطلق الحيوية في جسدك على وتيرة بطيئة ما يمدك بالطاقة والحيوية طوال الصباح، ويبعد عنك الشعور بالتعب والجوع.
وللعلم، فلا يشترط أن يتم تناولها في الصباح الباكر، بل يمكن تأخيرها حتى الساعة التاسعة أو العاشرة، أو بعد الذهاب إلى العمل بعدة ساعات.