• دخول الاعضاء

    صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
    النتائج 1 إلى 15 من 50

    الموضوع: صفى الدين

    1. #1
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي صفى الدين

      لئن ثلمتْ حدّي صُروفُ النّوائبِ فقدَ أخلصتْ سبَكي بنارِ التَداربِ
      وفي الأدبِ الباقي، الذي قد وهبنَني عَزاءٌ مِنَ الأموالِ عن كلِّ ذاهبِ
      فكَم غايَة ٍ أدركتها غير جاهدٍ وكَم رتبة ٍ قد نلْتُها غيرَ طالبِ
      وما كلّ وانٍ في الطِّلابِ بمُخطىء ٍ ولا كلّ ماضٍ في الأمورِ بصائبِ
      سمَتْ بي إلى العَلياء نَفسٌ أبيّة ٌ تَرى أقبحَ الأشياءِ أخذَ المواهبِ
      بعزمٍ يريني ما أمامَ مطالبي، وحزم يُريني ما وراءَ العَواقبِ
      وما عابَني جاري سوى أنّ حاجَتي أُكَلفُها مِنْ دونِهِ للأجانِبِ
      وإنّ نَوالي في المُلِمّاتِ واصِلٌ أباعِدَ أهلِ الحيّ قبلَ الأقاربِ
      ولَيسَ حَسودٌ يَنْشُرُ الفَضلَ عائباً ولكنّهُ مُغرًى بِعَدّ المَناقبِ
      وما الجودُ إلاّ حلية ٌ مُستجادَة ٌ، إذا ظَهَرَتْ أخفَتْ وُجوهَ المَعائبِ
      لقد هَذّبَتني يَقظَة ُ الرّأيِ والنُّهَى إذا هَذّبتْ غَيري ضروبُ التجارِبِ
      وأكسَبَني قَومي وأعيانُ مَعشَري حِفاظَ المَعالي وابتذالَ الرّغائِبِ
      سَراة ٌ يُقِرُّ الحاسدونَ بفَضلِهِم كِرامُ السّجايا والعُلى والمناصِبِ
      إذا جَلَسوا كانوا صُدورَ مَجَالسٍ وإنْ رَكِبوا كانوا صُدورَ مَواكِبِ
      أسودٌ تغانتْ بالقَنا عن عَرينِها، وبالبيضِ عن أنيابِها والمخالِبِ
      يجودونَ للرّاجي بكلّ نفيسة ٍ لديهِمْ سوى أعراضِهِم والمنَاقِبِ
      إذا نَزَلوا بطنَ الوِهَادِ لغامِضٍ من القَصدِ، أذكوا نارَهم بالمناكِبِ
      وإن ركَزُوا غِبّ الطّعانِ رِماحَهُمْ رأيتَ رؤوسَ الأُسدِ فوقَ الثّعالِبِ
      فأصبَحتُ أفني ما ملكتُ لأقتَني به الشّكرَ كَسباً وهوَ أسنى المكاسِبِ
      وأرهنُ قولي عن فِعالي كأنّهُ عَصا الحارثِ الدُّعمي أو قوس حاجبِ
      ومن يكُ مثلي كاملَ النفسِ يغتَدي قليلاً مُعادِيه كثيرَ المُصاحِبِ
      فَما للعِدى دَبّتْ أراقِمُ كَيدِهمْ إليّ، وما دَبّتْ إليَهِمْ عقَارِبي
      وما بالُهُمْ عَدّوا ذُنُوبي كَثيرَة ً وماليَ ذَنبٌ غَيرَ نَصرِ أقارِبي
      وإنّي ليُدمي قائمُ السّيفِ راحَتي إذا دَمِيَتْ منهم حدُودُ الكَواعِبِ
      وما كلّ مَن هَزّ الحُسامَ بضارِبٍ. ولا كلّ مَن أجرَى اليَراعَ بكاتِبِ
      وما زِلتُ فيهِم مثلَ قِدحِ ابن مُقبلٍ بتسعينَ أمسَى فائزاً غَيرَ خائِبِ
      فإنْ كَلّموا مِنّا الجُسومَ، فإنّها فُلُولُ سيوفٍ ما نبَتْ في المَضارِبِ
      وما عابَني أنْ كلّمتني سيوفُهمْ إذا ما نَبَتْ عنّي سيوفُ المَثالِبِ
      ولمّا أبَتْ إلاّ نِزالاً كُماتُهُمْ درأتُ بمُهري في صُدورِ المقَانِبِ
      فَعَلّمتُ شَمّ الأرضِ شُمّ أُنوفِهِمْ، وعودتُ ثغرَ التربِ لثمَ التَرائبِ
      بطرفٍ، علا في قَبضهِ الريحث، سابح، لهُ أربْعٌ تَحكي أناملَ حاسِبِ،
      تلاعبَ أثناءَ الحُسامِ مزاحُهُ، وفي الكريبدي كرة ً غيرَ لاعبِ
      ومَسرودَة ٍ من نَسجِ داودَ نَثرَة ٍ كلمعِ غديرٍ، ماؤهُ غيرُ ذائبِ
      وأسمَرَ مَهزوزِ المَعاطفِ ذابِلٍ، وأبيَضَ مَسنونِ الغِرارينِ قاضِبِ
      إذا صَدَفَتهُ العَينُ أبدَى تَوقَّداً، كأنّ على متنيهِ نارَ الحباجبِ
      ثنى حَدَّهُ فَرطُ الضُرابِ، فلم يزَل حديدَ فِرِندِ المَتنِ رَثّ المَضارِبِ
      صدعتُ بهِ هامَ الخطوبِ فرعنَها بأفضَلِ مَضُروبٍ وأفضَلِ ضارِبِ
      وصفراءِ من روقِ الأراوي نحيفة ٍ، غذا جذبتْ صرتْ صريرَ الجنادِبِ
      لها وَلَدٌ بَعدَ الفِطامِ رَضاعُهُ يسر عقوقاً رفضُهُ غيرُ واجِبِ
      إذا قرّبَ الرّامي إلى فيهِ نحرَهُ سعَى نحوَهُ بالقَسرِ سعيَ مجانبِ
      فيُقبِلُ في بُطْء كخُطوَة ِ سارِقٍ، ويدبرُ في جريٍ كركضة ِ هاربِ
      هناكَ فجأتُ الكَبشَ منهمْ بضَرْبَة ٍ فرَقْتُ بها بَينَ الحَشَى والتّرائبِ
      لدَى وقعَة ٍ لا يُقرَعُ السمعُ بينَها بغيرِ انتدابِ الشُّوسِ أو ندبِ نادِبِ
      فقُلْ للذي ظَنْ الكِتابة َ غايَتي، ولا فَضلَ لي بينَ القَنا والقَواضِبِ
      بحدّ يَراعي أمّ حُسامي علَوتُهُ، وبالكتُبِ أردَيناهُ أمْ بالكتَائِبِ
      وكم لَيلَة ٍ خُضتُ الدُّجى ، وسماؤهُ مُعَطَّلَة ٌ من حَلْيِ دُرّ الكَواكِبِ
      سريَتُ بها، والجَوُّ بالسُّحبِ مُقتِمٌ، فلمّا تبَدّى النَجمُ قلتُ لصاحبي:
      اصاحِ ترى برقاً أريكَ وميضَهُ يُضيءُ سَناهُ أم مَصابيحَ راهِبِ
      بحَرْفٍ حكَى الحَرفَ المُفخَّمَ صَوتُها سليلَة ِ نُجبٍ أُلحِقَتْ بنَجائبِ
      تعافُ ورودَ الماءِ إن سَبَقَ القَطا إليهِ، وما أمّتْ بهِ في المشاربِ
      قطعتُ بها خوفَ الهوانِ سباسباً، إذا قلتُ تمّتْ أردَفَتْ بسبَاسبِ
      يسامرني في الفِكرِ كلُّ بديعة ٍ مُنَزَّهَة ِ الألفاظِ عن قَدحِ عائبِ
      يُنَزّلُها الشّادونَ في نَغَماتِهِمْ، وتحدو بها طوراً حُداة ُ الركائبِ
      فأدركتُ ما أمّلْتُ من طَلبِ العُلا، ونزهتُ نفسي عن طِلابِ المواهبٍ
      ونِلتُ بها سُؤلي منَ العِزّ لا الغِنَى ، وما عُدّ مَن عافَ الهِباتِ بخائِبٍ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #2
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ألَستَ تَرَى ما في العُيونِ من السُّقْمِ، لقد نحلَ المعنى المدفَّقُ من جسمي
      وأضعَفُ ما بي بالخصورِ من الضّنا، على أنّها من ظلمِها غصبتْ قِسمي
      وما ذاكَ إلاّ أنَّ يومَ وَداعِنا لقَد غَفَلَتْ عينُ الرّقيبِ على رُغمِ
      ضممتُ ضنا جسمي إلى ضُعفِ خصرِها لجنسية ٍ كانتْ لهُ علّة َ الضّمِّ
      رَبيبَة ُ خِدْرٍ يجرَحُ اللّحظُ خدَّها، فوَجنَتُها تَدمَى وألحاظُها تُدمي
      يُكَلّمُ لَفظي خدّها إن ذَكَرْتُهُ، ويؤلمُهُ إنْ مرّ مرآهُ في وهمي
      إذا ابتسمتُ، والفاحمُ الجعْدُ مسبلٌ، تُضِلُّ وتَهدي من ظَلامٍ ومن ظَلمِ
      تَغَزّلتُ فيها بالغَزالِ، فأعرَضَتْ، وقالتْ: لعمري هذهِ غاية ُ الذّمِّ
      وصدتْ، وقد شبهتُ بالبدرِ وجهها نفاراً، وقالتْ صرتَ تطمعُ في شتمي
      وكم قد بذلتُ النفسَ أخطبُ وصلَها، وخاطَرتُ فيها بالنّفيسِ على عِلمِ
      فلمْ تلدِ الدّنيا لنَا غيرَ ليلة ٍ نعمتُ بها ثمّ استمرتْ على العقْمِ
      فَيَا مَن أقامَتني خَطيباً لوَصفِها، أُرَصّعُ فيها اللّفظَ في النّثرِ والنّظمِ
      خذي الدُّرّ من لَفظي فإن شئتِ نظمَه وأعوزَ سِلكٌ للنّظامِ فها جِسمي
      ففيكِ هدرتُ الأهلَ والمالَ والغِنى ورتبَة َ دَسْتِ المُلكِ والجاهِ والحُكمِ
      وقلتِ لقد أصبحتَ في الحيّ مفرداً، صَدقتِ، فهلاً جازَ عَفُوك في ظُلمي
      ألمْ تشهدي أنّي أمثلُ للعِدَى فتسهرَ خوفاً أن ترانيَ في الحُلْمِ
      فكمْ طمِعوا في وحدتي فرميتهُمْ بأضيَقَ من سُمٍّ وأقتَلَ من سُمّ
      وكم أججوا نارَ الحروبِ وأقبلوا بجيشٍ يصدُّ السيلَ عن مربضِ العصمِ
      فلم يسمعوا إلاّ صليلَ مهنّدي، وصوتَ زَئيري بينَ قعقَعة ِ اللُّجمِ
      جعلتهمُ نهباً لسيفي ومقولي، فهُمْ في وبالٍ من كلامي ومن كلمي
      تودُّ العِدى لو يحدقُ اسمُ أبي بِها، والاّ تفاجا في مجالِ الوغي باسمي
      تُعَدّدُ أفعالي، وتلكَ مَناقِبٌ، فتذكرني بالمدحِ في معرضِ الذّمِّ
      ولو جحدوا فعلي مخافة َ شامتٍ لنمّ عليهم في جباههمُ وسمي
      فكَيفَ ولم يُنسَبْ زَعيمٌ لسِنبِسٍ إلى المجدِ إلاّ كانَ خاليَ أو عمّي
      وإن أشبهتَهُمْ في الفخارِ خلائقي وفعلي فهذا الرّاحُ من ذلكَ الكرمِ
      فقُلْ للأعادي ما انثَنيْتُ لسبّكم، ولا طاشَ في ظنّي لغَدرِكمُ سَهمي
      نظرنا خطاياكُم، فأغريتُمُ بِنا، كذا من أعان الظّالمينَ على الظُّلْمِ
      أسأتُم، فإنْ أسخَطْ عليكُم فبالرّضَى ، وإن أرضَ عنكم من حيَائي فبالرّغمِ
      لجأتُ إلى رُكْنٍ شَديدٍ لحَرْبكُم، أشُدُّ به أزري وأعلي بهِ نَجمي
      وظَلْتُ كأنّي أملِكُ الدّهرَ عِزَّة ً، فلا تَنزِلُ الأيّامُ إلاّ على حُكمي
      بأروعَ مبنيٍّ على الفَتحِ كفُّهُ، إذا بُنِيَتْ كَفُّ اللّئيمِ على الضّمْ
      مَلاذي جلالُ الدّينِ نجلُ محاسنٍ، حليفُ العفافِ الطّلقِ والنّائلِ الجَمِّ
      فتًى خلِقتْ كَفّاهُ للجُودِ والسَّطا، كما العَينُ للإبصارِ والأنفُ للشّمِّ
      لهُ قَلَمٌ فيهِ المَنيّة ُ والمُنى ، فدِيمتُهُ تهمي وسطوتُهُ تصمي
      يراعٌ يروعُ الخطبَ في حالة ِ الرّضَى ، ويُضرِمُ نار الحربِ في حالَة ِ السّلمِ
      وعَضبٌ كأنّ الموتَ عاهدَ حَدَّهُ، وصالَ، فأفنى جِرْمُهُ كلَّ ذي جِرْمِ
      فَيَا مَن رَعانا طَرفُهُ، وهوَ راقِدٌ، وقد قَلّتِ النُّصّارُ بالعَزْمِ والحزْمِ
      يدُ الدّهرِ ألقتنا إليكَ، فإنْ نُطِقْ لها مَلمساً أدمَى براجمهَا لَثمي
      أطَعتُكَ جُهدي، فاحتَفِظْ بي فإنّني لنَصرِكَ لا يَنفَلُّ جَدّي ولا عَزمي
      فإن غبتَ، فاجعلْ لي وَلياً من الأذَى ، وهيهاتَ لا يُغني الوَليُّ عن الوَسْمي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #3
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا، واستشهدي البيضَ هل خابَ الرّجا فينا
      وسائلي العُرْبَ والأتراكَ ما فَعَلَتْ في أرضِ قَبرِ عُبَيدِ اللَّهِ أيدينا
      لمّا سعَينا، فما رقّتْ عزائمُنا عَمّا نَرومُ، ولا خابَتْ مَساعينا
      يا يومَ وَقعَة ِ زوراءِ العراق، وقَد دِنّا الأعادي كما كانوا يدينُونا
      بِضُمّرٍ ما رَبَطناها مُسَوَّمَة ً، إلاّ لنَغزوُ بها مَن باتَ يَغزُونا
      وفتيَة ٍ إنْ نَقُلْ أصغَوا مَسامعَهمْ، لقولِنا، أو دعوناهمْ أجابُونا
      قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنة ً، يوماً، وإن حُكّموا كانوا موازينا
      تَدَرّعوا العَقلَ جِلباباً، فإنْ حمِيتْ نارُ الوَغَى خِلتَهُمْ فيها مَجانينا
      إذا ادّعَوا جاءتِ الدّنيا مُصَدِّقَة ً، وإن دَعوا قالتِ الأيّامِ: آمينا
      إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها، تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا
      ظنّتْ تأنّي البُزاة ِ الشُّهبِ عن جزَعٍ، وما دَرَتْ أنّه قد كانَ تَهوينا
      بيادقٌ ظفرتْ أيدي الرِّخاخِ بها، ولو تَرَكناهُمُ صادوا فَرازينا
      ذلّوا بأسيافِنا طولَ الزّمانِ، فمُذْ تحكّموا أظهروا أحقادَهم فينا
      لم يغنِهِمْ مالُنا عن نَهبش أنفُسِنا، كأنّهمْ في أمانٍ من تقاضينا
      أخلوا المَساجدَ من أشياخنا وبَغوا حتى حَمَلنا، فأخلَينا الدّواوينا
      ثمّ انثنينا، وقد ظلّتْ صوارِمُنا تَميسُ عُجباً، ويَهتَزُّ القَنا لِينا
      وللدّماءِ على أثوابِنا علَقٌ بنَشرِهِ عن عَبيرِ المِسكِ يُغنينا
      فيَا لها دعوه في الأرضِ سائرة ٌ قد أصبحتْ في فمِ الأيامِ تلقينا
      إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا
      بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا، خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا
      لا يَظهَرُ العَجزُ منّا دونَ نَيلِ مُنى ً، ولو رأينا المَنايا في أمانينا
      ما أعزتنا فرامينٌ نصولُ بها، إلاّ جعلنا مواضينا فرامينا
      إذا جرينا إلى سبقِ العُلى طلقاً، إنْ لم نكُنْ سُبّقاً كُنّا مُصَلّينا
      تدافعُ القدرَ المحتومَ همّتُنا، عنّا، ونخصمُ صرفَ الدّهرِ لو شينا
      نَغشَى الخُطوبَ بأيدينا، فنَدفَعُها، وإنْ دهتنا دفعناها بأيدينا
      مُلْكٌ، إذا فُوّقت نَبلُ العَدّو لَنا رَمَتْ عَزائِمَهُ مَن باتَ يَرمينا
      عَزائِمٌ كالنّجومِ الشُّهبِ ثاقِبَة ٌ ما زالَ يُحرِقُ منهنّ الشيّاطِينا
      أعطى ، فلا جودُهُ قد كان عن غلَطٍ منهِ، ولا أجرُهُ قد كان مَمنونا
      كم من عدوِّ لنَا أمسَى بسطوتِهِ، يُبدي الخُضوعَ لنا خَتلاً وتَسكينا
      كالصِّلّ يظهرُ ليناً عندَ ملمسهِ، حتى يُصادِفَ في الأعضاءِ تَمكينا
      يطوي لنا الغدرَ في نصحٍ يشيرُ به، ويمزجُ السمّ في شهدٍ ويسقينا
      وقد نَغُضّ ونُغضي عن قَبائحِه، ولم يكُنْ عَجَزاً عَنه تَغاضينا
      لكنْ ترَكناه، إذْ بِتنا على ثقَة ٍ، إنْ الأميرَ يُكافيهِ فيَكفينا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #4
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      لمنِ الشوازبُ كالنَّعامِ الجُفَّلِ، كُسَتْ حلالاً من غبارِ الفسطَلِ
      يَبرُزنَ في حُلَلِ العَجاجِ عَوابِساً، يَحمِلنَ كلّ مُدَرَّعٍ ومُسرْبَلِ
      شِبه العَرائِسِ تُجتَلى ، فكأنها في الخدرِ من ذيلِ العجاجِ المسبَلِ
      فعلتْ قوائمهنّ عندَ طرادِها فِعلَ الصّوالجِ في كُراتِ الجَندَلِ
      فَتظَلُّ تَرْقُمُ في الصُّخورِ أهِلّة ً بشَبا حَوافرِها، وإنْ لمْ تُنعَلِ
      يَحمِلنَ من آلِ العَريضِ فَوارِساً كالأسُدِ في أجَمِ الرّماحِ الذُّبَّلِ
      تَنشالُ حَولَ مُدرَّعٍ بجَنانِهِ، فكأنّهُ من بأسِهِ في معقِلِ
      ما زالَ صدرَ الدَّستِ، صدرَ الرتبة ِ الـ ـعَلياءِ، صدرَ الجيشِ، صدرَ المَحفِلِ
      لو أنصفتهُ بنو محاسنَ، إذْ مشوا، كانتْ رؤوسُهُمُ مكانَ الأرجُلِ
      بينا تراهُ خطيبهم في محفلٍ رحبٍ، تراهُ زعيمهم في جحفلِ
      شاطَرتُهُ حَربَ العُداة ِ لعِلمِهِ أني كنانتُهُ التي لم تنثلِ
      لمّا دعتين للنّزالِ أقاربي، لباهُمُ عني لسانُ المنصُلِ
      وابيتُ من أني أعيشُ بعزّهمْ وأكونُ عنْهم في الحروبِ بمعزِلِ
      وافَيتُ في يَومٍ أغَرَّ مُحجَّلٍ، أغشَى الهياجَ على أغرّ محجَّلِ
      ثارَ العجاجُ فكنتُ أوّلَ صائلٍ، وعلا الضّرامُ فكنتُ أوّلَ مُصطَلِ
      فغَدا يَقولُ كَبيرُهمْ وصَغيرُهم: لا خيرَ فيمنْ قالَ إنْ لم يفعلِ
      سلْ ساكني الزوراءِ والأممَ التي حضَرَتْ، وظَلَّلَها رِواقُ القَسطَلِ
      مَن كانَ تَمّمَ نَقصَها بحُسامِهِ، إذْ كلُّ شاكٍ في السّلاحِ كأعزَلِ
      أو مَن تدرَّعَ بالعجاجة ِ عندما نادى مُنادي القومِ: يا خيلُ احمِلي
      تُخبِرْكَ فُرسانُ العَريكَة ِ أنّني كنتُ المصلّي بعدَ سبقِ الأوّلِ
      ما كان يَنفَعُ مَن تَقدّمَ سَبقُهُ، لو لم تُتَمّمْها مَضارِبُ مُنصُلي
      لكن تَقاسَمْنا عَواملَ نَحوِها، فالاسمُ كان لهُ، وكان الفعلُ لي
      وبديعة ٍ نظرتْ إليّ بها العِدى نظرَ الفقيرِ إلى الغنيّ المقبلِ
      واستثقلتْ نطقي بها، فكأنّما لقيتْ بثالثِ سورة ِ المزّمِّلِ
      حتى انثنتْ لم تدرِ ماذا تتقي، عندَ الوقائعِ، صارِمي أمْ مقولي
      حَمَلُوا عليّ الحِقدَ حتى أصبَحتْ تغلي صدروهُمُ كغلْي المرجلِ
      إن يَطلُبوا قَتلي، فلَستُ ألومُهم، دَمُ شَيخِهمْ في صارمي لم يَنصُل
      ما لي أسترُها، وتلكَ فضيلة ٌ؟ الفخرُ في فصدِ العدوّ بمنجلِ
      قد شاهدوا من قبلِ ذاكَ ترفّعي عن حربهمْ، وتماسُكي وتجمُّلي
      لمّا أثاروا الحَربَ قالتْ هِمْتي: جهلَ الزّمانُ عليكَ إنْ لم تجهلِ
      فالآنَ حينَ فلَيتُ ناصيَة َ الفَلا، حتى تعلمتِ النّجمُ تنقلي
      أضحَى يحاولني العدوّ، وهمّتي تعلو على هام السماكِ الأعزلِ
      ويَرومُ إدراكي، وتلكَ عجيبَة ٌ، هل يمكنُ الزرزورَ صيدَ الأجدلِ
      قُلْ لليّالي: ويكِ ما شئتِ اصنَعي بَعدي، وللأيّامِ ما شئتِ افعَلي
      حسبُ العدوّ بانني أدركتُهُ، لمّا وَليتُ، وفُتُّهُ لمّا وَلي
      سأظَلُّ كلَّ صَبيحَة ٍ في مَهَمهٍ، وأبِيتُ كلَّ عَشيّة ٍ في مَنزِل
      وأسيرُ فرداً في البلادِ، وإنّني من حَشدِ جَيشِ عزائمي في جَحفل
      أجفو الدّيارَ، فإنْ ركبتُ وضَمّني سرجُ المطهَّمِ قلتُ: هذا منزِلي
      لا تسمعنّ بأنّ أسرتُ مسلِّماً، وإذا سمِعتَ بأنْ قُتلتُ فَعَوّل
      ما الاعتذارُ، وصارمي في عاتقي، إن لم يكُنْ من دونِ أسري مَقتَلي
      ما كانَ عُذري إن صَبرتُ على الأذى ، ورضيتُ بعد تدللي بتذلّلي
      فإذا رُميتَ بحادِثٍ في بلدَة ٍ جردْ حسامَكَ صائلاً، أو فارحلِ
      فلذاكَ لا أخشَى ورودَ منيّتي، وأرى وُرودَ الحتَفِ عَذْبَ المَنهَل
      فإذا علا جدّي فقلبي جنّتي، وإذا دَنا أجَلي فَدِرعي مَقتَلي
      ما تِهتُ بالدّنيا، إذا هيَ أقبَلَتْ نحوي، ولا آسَى ، إذا لم تُقبِل
      وكذاكَ ما وَصَلتْ فقُلتُ لها اقطَعي يوماً، ولا قطعتْ فقلتُ لها صِلي
      صبراً على كيدِ العُداة ِ لعلّنا نَسقي أخيرَهمُ بكأسِ الأوّل
      يا عصبة ً فرحوا بمصرعِ ليثنا، ماذا أمنتُمْ من وثوبِ الأشبُلِ
      قومٌ يُعزِّونَ النّزيلَ، وطالَما بَخِلَ الحيَا، وأكُفُّهمْ لم تَبخَل
      يَفنى الزمانُ، وفيه رونَقُ ذِكرِهم؛ يبلى القَميصُ، وفيهِ عَرفُ المَندَل
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #5
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      لَئِنْ لم أُبَرْقِعْ بالحَيا وجهَ عِفّتي، فلا أشبهتهُ راحتي في التّكَرّمِ
      ولا كنتُ ممّن يكسرُ الجَفنَ في الوَغى إذا أنا لم أغضضهُ عن راي محرمِ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #6
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛ وراعَ النّفسَ كرُّهُمُ سِراعا
      برَزتُ، وقد حسَرْتُ لها القِناعا، أقولُ لها، وقد طارَتْ شَعاعا
      مِنَ الأبطالِ وَيحَكِ لا تُراعي

      كما ابتَعتُ العَلاءَ بغَيرِ سَومَ، وأحلَلتُ النّكالَ بكلّ قَومٍ
      رِدي كأسَ الفَناءِ بغَيرِ لَومِ، فإنّكِ لو سألتِ بَقاءَ يَومِ
      على الأجلِ الذي لكِ لم تطاعي

      فكم أرغمتُ أنفَ الضّدّ قَسراً، وأفنَيتُ العِدَى قَتلاً وأسرَا
      وأنتِ مُحيطَة ٌ بالدّهرِ خُبرا، فصبراً في مجالِ المَوتِ صبرا
      فما نيلُ الخلودِ بمستطاعِ

      إذا ما عِشتِ في ذُلٍّ وعَجزِ، فهلْ للنّفسِ غيري من معزِّ
      وليسَ الخوفُ من أجلٍ بحرزِ، ولا ثَوبُ البَقاءِ بثَوبِ عِزِّ
      فيطوى عن أخي الخنعِ اليراعِ

      ولا أعتاضُ عَن رُشدٍ بغَيِّ، وثوبُ العزّ في نشرٍ وطيِّ
      لقد حُتِمَ الثناءُ لكلّ شيءِ، سَبيلُ المَوتِ غايَة ُ كلّ حيِّ
      وداعيهِ لأهلِ الأرضِ داعي

      فجاهِدْ في العُلى يا قلبِ تُكرَمْ، ولا تَطلُبْ صَفارَ العَيشِ تُحرَمْ
      فمَنْ يظفَرْ بطيبِ الذّكرِ يغنَمْ، ومَن لا يَغتَبِطْ يَبرَمْ ويَسأمْ
      وتُسلِمْهُ المَنُونُ إلى انقِطاعِ

      أأرغبُ بعدَ قومي في نجاة ِ، وأجزَعُ في الوَقائعِ مِن مَماتِ
      وأرضَى بالحياة ِ بلا حُماة ِ، وما للعُمرِ خيرٌ في حياة ِ
      إذا ما كانَ من سقطِ المتاعِ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    7. #7
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سوابقنا، والنقعُ، والسمرُ والظُّبى ، وأحسابُنا، والحِلمُ، والبأسُ، والبِرُّ
      هبوبُ الصَّبا والليلُ والبرقُ والقضا، وشمسُ الضّحى والطّودُ والنارُ والبحرُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    8. #8
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      سلُوا، بعدَ تسآلِ الوَرى عنكمُ، عنْي، فقد شاهدوا ما لم يرَوا منكمُ منّي
      رأوْني أُراعي منكُمُ العَهدَ لي بكُم، وأحسنَ ظَنّاً منكمُ بي بكُمْ ظَنّي
      وقد كنتُ جمّ الخوفِ من جَور بُعدكم فقد نِلتُ لمّا نالَني جَوركُم أمني
      خطَبتُ بغالي النّفسِ والمالِ وُدَّكم، فقد عزّ حتى باتَ في القلبِ والذّهنِ
      ولمّا رأيتُ العِزّ قد عزّ عندَكم، ولا صبرَ لي بينَ المنيّة ِ والمنّ
      ثَنيتُ عِناني مَع ثَنائي علَيكُمُ، فأصبَحتُ والثّاني العنانِ هُوَ المُثني
      وليسَ أنيسي في الدُّجَى غيرُ صارِمٍ رَقيقِ شِفارِ الحَدّ مُعتَدِلِ المَتنِ
      وطِرْفٍ كأنّ المَوجَ لاعَبَ صَدرَهُ فيُسرعُ طَوراً في المِراحِ ويَستأني
      أميلُ بهِ بالسهلِ مرتفعاً بهِ، فيُحزِنُهُ إلاّ التّوَقّلَ في الحَزْنِ
      وما زالَ عِلمي يَقتفيني إلى العُلَى ، فيَسبُقُ حتى جاهَدَ الأكلَ بالأذْنِ
      وزرتُ ملوكاً كنتُ أسمعُ وصفهم، فيُنهِضُني شَوقي ويُقعِدُني أمني
      فلمّا تلاقينا، وقد برحَ الجفا، رأتْ مُقلَتي أضعافَ ما سمعتْ أُذني
      خطبتُ بوُدّي عندَهمْ لاهبَاتِهِمْ، فأصبحتُ بالعزِّ الممنَّعِ في حِصنِ
      إذا ما رأوني هكذا قيل: هكا ذا! ولو شاهَدوني راغباً رَغبوا عَنّي
      إذا ما أقمتُ الوزنَ في نظمِ وصفهم، تَجودُ يَداهمْ بالنُّضارِ بِلا وَزنِ
      تُعَيّرُني الأعداءُ بالبَينِ عَنهُمُ، وما كان حكمُ الدّهرِ بالبينِ عن إذني
      وتزعمُ أنّ الشِّعرَ أحنى فضائلي، وتُنكِرُ أفعالي، وقد علِمَتْ أنّي
      وقد شاهدتْ نثري ونظميَ في الوَغى ، لهامِ العِدى والنّحرِ بالضّرْبِ والطّعنِ
      وإن كان لَفظي يخرُقُ الحُجبَ وقعهُ ويدخُلُ أُذنَ السامعينَ بلا إذنِ
      ورُبّ جَسيمٍ منهُمُ، فإذا أتَى بنُطقٍ حمدتُ الصّمتَ من منطق اللُّكن
      ومستقبحٍ حتّى خبرتُ خِلالَهُ، فأيقنَ قلبي أنّهُ يوسفُ الحُسنِ
      فإن حَسدوا فَضلي وعابوا مَحاسِني، وذلكَ للتقصيرِ عنَها وللضِّغْنِ
      وتلكَ لعَمري كالنّجومِ زَواهرٌ، تقرُّ بها الحُسادُ رغماً على غَبنِ
      مَحاسِنُ لي من إرثِ آلِ مَحاسنٍ، وهَلْ ثَمَرٌ إلاّ على قَدَرِ الغُصن
      أظَلُّ وأُمسي راقدَ الجارِ ساهراً، سواميَ في خوفٍ وجاريَ في أمْنِ
      كأنّ كرَى عينيّ سيفُ ابنِ حمزة ٍ، إذا استُلّ يَوماً لا يَعُودُ إلى الجَفن
      فتًى لم تزَلْ أقلامُه وبنانُهُ، غذا نابَ جدبٌ، نائباتٍ عن المُزنِ
      ولوْ خَطّ صَرْفُ الدّهرِ طِرْساً لقصدِه لخطّ على العُنوانِ من عبدِهِ القِنِّ
      فتًى جلّ يوماً أن يُعَدّ بظالِمٍ لغَيرِ العِدى والمالِ والخَيلِ والبُدن
      ولاعُدّ يوماً في الأنام بغاصبٍ

      أعادَ الأعادي في الحُروبِ تَجارِباً، جبالاً غدتْ من عاصفِ الموتِ كالعِهنِ
      فإنْ فلّتِ الأيّامُ في الحَربِ حدَّهُ، فما زالَتِ الأيَامُ في أهلِها تجني
      وإنْ أكسبتني بالخطوبِ تجارباً، فقد وهبتْ أضعافَ ما أخذتْ منّي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    9. #9
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي، ومُستَبعَدٌ في غيرِ ذَيل التّقى رَكضي
      فكيفَ، ولي عزمٌ، إذا ما امتَطَيتُه تيقنتُ أنّ الأرضَ أجمعَ في قبضي
      وما ليَ لا أغشَى الجِبالَ بمِثلِها من العزمِ، والأنضاءَ في وَعرِها أُنضي
      على أنّ لي عَزماً، إذا رُمتُ مَطلَباً رأيتُ السّما أدنّى إليّ مِنَ الأرضِ
      أبَتْ هِمّتي لي أنْ أذُلّ لناكِثٍ عرى العهد أو أرضَى من الوِرد بالبرضِ
      وأُصبحُ في قيدِ الهوانِ مكبَّلاً، لدَى عصبة ٍ تُدمي الأناملَ بالعضِّ
      ولكنّني أرضى المَنونَ، ولم أكُنْ أغُضُّ على وَقعِ والمذَلّة ِ أو أُغَضي
      أقي النّفسَ بالأموالِ حيثُ إذا وَقَتْ كنوزُ اللُّهَى نَفسي وقَيتُ بها عِرضي
      ولا أختَشي إن مَسّني وقعُ حادِثٍ، فتلكَ يَدٌ جَسّ الزّمانُ بها نَبضي
      فَواعَجبا يَسعى إلى مِنَنِ العِدى ليُدرِكَ كُلّي من يُقصّرُ عن بعضي
      ويَقصِدُني مَن لو تَمَثّلَ شخصُهُ بعينِ قذًى ما عاقَ جَفني عنن الغُمض
      نصَبتُ لهمْ صدرَ الجَوادِ مُحارِباً، لأرفَعَ ذِكري عندَما طلبوا خفضي
      غذا ما تقَلّدتُ الحُسامَ لغارَة ٍ؛ ولم ترضِهِ يومَ الوَغي فلِمَن تُرضي
      سألبسُ جلبابَ الظّلامِ مُنكِّباً مرابضَ أرضٍ طالَ في غابِها رَبضي
      فإنْ أحْيَ أدرَكتُ المُرامَ، وإنْ أمُتْ فلِلّهِ ميراثُ السّمواتِ والأرضِ
      صَبرنا علَيهم واقتَضَبنا بثارِنا، ونَصبرُ أيضاً للجَميعِ ونَستَقضي
      غزاهم لساني بعدَ غزوِ يدي لهُمْ، فلا عَجَبٌ أن يَستَمرّوا على بُغضي
      فإنْ أمنوا كفّي فَما أمِنوا فَمي، وإنْ ثلموا حدّي فما ثلموا عِرضي
      وإنْ قصّروا عن طولِ طَولهمُ يدي، فَما أمنوا في عَرض عِرضِهمِ ركضي
      تقولُ رجالي حينَ أصبحتُ ناجياً سَليماً وصَحبي في إسارٍ وفي قبَض
      حمِدتُ إلهي بعدَ عُروَة َ إذْ نَجا خراشٌ، وبعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ
      وأصبَحتُ في مُلكٍ مُفاضٍ ونِعمة ٍ مَنِيعاً وطَرْفُ الدّهرِ عنّيَ في غَضّ
      لدى ملكٍ فاقَ الملوكَ بفضلِهِ، وطالهمُ طولَ السماءِ على الأرضِ
      هوَ الملكُ المَنصورُ غازي بنُ أُرتُقٍ أخو النّائلِ الفَيّاضِ والكَرمِ المحض
      مليكٌ يَرَى كَسبَ النُّضارِ نَوافِلاً بعَينٍ ترَى بَذْلَ الهِبات من الفَرض
      حباني بما لم يوفِ جهدي بشكرهِ، وأنجَدَني والدّهرُ يجهَدُ في رَفضي
      فبُعداً لأمنٍ صَدّني عن جَنابِهِ، ويا حبّذا خوفٌ إلى قصده يُفضي
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    10. #10
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      صبراً على وعدِ الزّمانِ وإنْ لوَى ، فعَساهُ يُصبحُ تائباً ممّا جَنَى
      لا يجزعنكَ أنّهُ رفعَ العدَى ، فلسوفَ يهدمهُ قليلٌ ما بنَى
      حكَموا، فجاروا في القَضاء وما دروا أنّ المراتبَ تستحيلُ إلى فنا
      ظَنّوا الوِلاية َ أنْ تَدومَ عليهِمُ، هَيهاتَ لو دامَتْ لَهُمْ دامتْ لنا
      قتلوا رجالي بعدَ أن فتكوا بهمْ في وَقعَة ِ الزّوراءِ فتكاً بيّنا
      كلُّ الذينَ غَشُوا الوَقيعَة َ قُتّلوا ما فازَ منهُمْ سالماً إلاّ أنا
      لَيسَ الفِرارُ عليّ عاراً بعدَما شهدوا ببأسي يومَ مشتبكِ القَنا
      إن كنتُ أوّلَ من نأى عن أرضِهمْ قد كنتُ يومَ الحربِ أوّلَ مَن دَنا
      أبعدْتُ عن أرضِ العراقِ ركائبي عِلماً بأنّ الحَزمَ نِعمَ المُقتنَى
      لا أختَشي من ذِلّة ٍ أو قِلّة ٍ، عِزّي لِساني والقَناعة ُ لي غِنَى
      جبتُ البلادَ ولستُ متخذاً بها سكناً، ولم أرضَ الثّرَيّا مسكنا
      حتى أنختُ بماردينَ مطيّتي، فهُناكَ قالَ ليَ الزّمانُ: لكَ الهَنا
      في ظلِّ ملكٍ مُذْ حلَلْتُ بربعِهِ أمسى لسانُ الدّهرِ عَنّي ألكنَا
      نظرَ الخطوبَ، وقد قسون، فلانَ لي، ورأى الزّمانَ، وقد أساءَ، فأحسَنا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    11. #11
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي، ونزولي في كلّ يومٍ بوادٍ
      ومقيلي ظلُّ المطيّة ِ، والتُّرْ بُ فِراشي، وساعداها وسادي
      وضَجيعي ماضي المَضاربِ عَضْبٌ أصلحتهُ القيونُ من عهدِ عادِ
      أبيضٌ أخضرُ الحديدة ِ ممّا شقّ قدماً مرائرَ الآسادِ
      وقميصي درعٌ كأنّ عُراها حبكُ النّملِ أو عيونُ الجرادِ
      ونَديمي لَفظي، وفكري أنيسي، وسروري مائي، وصبريَ زادي
      ودليلي من التوسّمِ في البيـ ـدِ لِبادي الأعلامِ والأطوادِ
      وإذا ما هدَى الظّلامُ، فكَمْ لي من نُجومِ السّماءِ في السبل هادي
      ذاكَ أنّي لا تَقبَلُ الضّيمَ نَفسي، ولو أنّي افترشتُ شوكَ القتادِ
      هذه عادّتي، وقد كُنتُ طِفلاً، وشَديدٌ عليّ غَيرُ اعتِيادي
      فإذا سرتُ أحسبُ الأرضَ ملكي، وجَميعَ الأقطارِ طوعَ قِيادي
      وإذا ما أقَمتُ، فالنّاسُ أهلي، أينَما كنتُ، والبلادُ بلادي
      لا يَفوتُ القُبولُ مَن رُزِقَ العَقـ ـلَ وحُسنَ الإصدارِ والإيراد
      وإذا صَيّرَ القَناعة دِرْعاً كانَ أدعى غل بلوغِ المُرادِ
      لَستُ ممّنْ يَدِلُّ مَع عَدَمِ الجَـ ـدّ بفِعْلِ الآباءِ والأجداد
      ما بَنيتُ العَلياءَ إلاّ بجَديّ، وركوبي أخطارَها واجتهادي
      وبلَفظي، إذا ما نَطَقتُ، وفَضلي، وجدالي عن منصبي وجلادي
      غَيرَ أنّي، وإنْ أتَيتُ منَ النّظْـ ـمِ بلَفْظٍ يُذيبُ قَلبَ الجَماد
      لَستُ كالبحتريّ أفخَرُ بالشّعْـ ـرِ وأَثني عِطفَيّ في الأبراد
      وإذا ما بَنَيتُ بَيتاً تَبَختَرْ تُ كأنّي بنيتُ ذاتَ العِمادِ
      إنّما مَفخَري بنفسي، وقَومي، وقناتي، وصارمي، وجوادي
      معشرٌ أصبحتْ فضائلُهم في الأرْ ضِ تُتلَى بألسُنِ الحُسادِ
      ألبسوا الآملينَ أثوابَ عزِّ، وأذلّوا أعناقَ أهلِ العِنادِ
      كم عَنيدٍ أبدى لنا زُخرُفَ القَوْ لِ وأخفَى في القلبِ قدحَ الزّنادِ
      ورمانا من غدرهِ بسهامٍ، نَشِبَتْ في القُلُوبِ والأكباد
      فسرينا إليهِ في أجمِ السُّمْـ ـرِ بغابٍ يسيرُ بالآسادِ
      وأتَينا مِن الخُيولِ بسَيْلٍ سالَ فوقَ الهِضابِ قبلَ الوِهاد
      وبرزنا منَ الكماة ِ بأطوا دِ حُلومٍ تَسري على أطواد
      كلّما حاولوا الهوادَة َ منّا شاهدوا الخيلَ مُشرفاتِ الهَوادي
      وأخذنا حقوقنا بسيوفٍ غنيتْ بالدّما عنِ الأغمادِ
      فكأنّ السيوفَ عاصِفُ ريحٍ وهُمُ في هبوبِها قومُ عادِ
      حاولتْ رؤوسهمْ صعوداً فنالتـ ـهُ ولكنْ من رؤوسِ الصِّعادِ
      فَلَئِنْ فَلّتِ الحَوادِثُ حَدّي بعدَما أخلصَ الزّمانُ انتقادي
      فلقد نلتُ من مُنى النّفسِ ما رُمْـ ـتُ وأدركتُ منهُ فوقَ مُرادي
      وتحَقّقتُ انّما العَيشُ أطوا رٌ كلٌّ مصيرُهُ لنفادِ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    12. #12
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      قَبيحٌ بمنْ ضاقتْ عنِ الأرضِ أرضُهُ وطولُ الفَلا رحبٌ لديهِ وعرضُهُ
      ولم يبلِ سربالَ الدُّجى فيه ركضُهُ، إذا المرءُ لم يدنس من الؤمِ عرضُهُ
      فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ

      إذا المرءُ لم يحجُبْ عن العينِ نومها ويغلي من النفسِ النفيسة ِ سومَها
      أضيع، ولم تأمنْ معاليهِ لومَها، وإن هوَ لم يَحمِلْ على النّفسِ ضَيمَها
      فليسَ إلى حُسنِ الثّناءِ سَبيلُ

      وعصبة ِ غدرٍ أرغمتها جدودنا، فَباتَتْ، ومنها ضِدُّنا وحَسُودُنا
      إذا عَجِزَتْ عن فِعلِ كَيدٍ يكيدُنا تُعَيّرُنا أنّا قَليلٌ عَديدُنا
      فقلتُ لها: إنّ الكرامَ قليلُ

      رَفَعنا على هامِ السّماكِ مَحَلَّنا، فلا ملكٌ إلاّ تفيأ ظلَّنا
      فقَد خافَ جيشُ الأكثرينَ أقَلَّنا، وما قَلّ مَن كانتْ بَقاياهُ مِثلَنا
      شَبابٌ تَسامَى للعُلى وكُهُولُ

      يُوازي الجِبالَ الرّاسياتِ وقارُنا، وتبنى على هامِ المجرّة ِ دارُنا
      ويأمنُ منْ صرفِ الزّمانِ جوارُنا، وما ضَرّنا أنّا قَليلٌ وَجارُنا
      عزيزٌ، وَجارُ الأكثرين ذَليلُ

      ولمّا حلَلْنا الشّامَ تَمّتْ أُمورُهُ ومنّا مُبيدُ الألفِ في يَومِ زَحفِهِ،
      وبالنيربِ الأعلى الذي عزّ طورُهُ، لنا جبلٌ يحتلُّهُ من نجيرُهُ
      منيعٌ يردُّ الطرفَ، وهوَ كليلُ

      يريكَ الثريّا من خلالِ شعابِهِ، وتحدقُ شهبُ الأفقِ حولَ هضابِهِ
      ويعثرُ خطوُ السحبِ دونَ ارتكابهِ، رسا أصلُهُ تحتَ الثّرَى وسما بهِ
      إلى النّجمِ فَرعٌ، لا يُنالُ، طويلُ

      وقَصرٍ على الشّقراءِ قد فاضَ نَهرُهُ، وفاقَ على فخرِ الكواكبِ فخرُهُ
      وقد شاعَ ما بينَ البريّة ِ شكرُهُ، هوَ الأبلقُ الفردُ الذي شاعَ ذكرُهُ
      يعزُّ على منْ رامَهُ ويطولُ

      إذا ما غضبنا في رضي المجدِ غضبة ً لندركَ ثأراً أو لنبلغُ رتبة ً
      نَزيدُ، غَداة َ الكرّ في المَوتِ، رَغبة ً، وإنّا لَقَوْمٌ لا نَرى القتلَ سُبّة ً
      غذا ما رأتهُ عامرٌ وسلولُ

      أبادتْ ملاقاة ُ الحروبِ رجالنا، وعاشَ الأعادي حينَ مَلّوا قِتالَنا
      لأنّا، إذا رامَ العُداة ُ نِزالَنا يقربُ حبُّ الموتِ آجالنا لنَا
      وتَكرَهه آجالُهُمْ، فتَطولُ

      فمنّا معيدُ الليثِ في قبض كفّهِ، ومُورِدُهُ في أسرِهِ كأسَ حَتفِهِ
      وما ماتَ منّا سيدٌ حتفَ أنفهِ
      ولا ضَلّ يَوماً حيثُ كانَ قَتيلُ

      إذا خافَ ضَيماً جارُنا وجَليسُنا، فمِنْ دونِهِ أموالُنا ورؤوسُنا
      وإنْ أجّجَتْ نارَ الوَقائعِ شُوسُنا، تسيلُ على حدّ الظُّباتِ نفوسنا
      وليستْ على غيرِ الظُّباتِ تسيلُ

      جنَى نفعنَا الأعداءُ طوراً وضرنَّا، فما كانَ أحلانا لهمْ وأمرَّنا
      ومُذْ خَطَبُوا قِدماً صَفانا وبِرَّنا، صفونا، ولم نكدُر، وأخلصَ سرَّنا
      أناسٌ أطابتْ حملنا وفحولُ

      لقد وَفتِ العَلياءُ في المجدِ قِسطَنا، وما خالفتْ في منشإ الأصلِ شرطنا
      فمُذْ حاوَلَتْ في ساحة ِ العزّ هَبطَنا، علوْنا إلى خيرِ الظّهورِ وحطَّنا
      لوقتٍ إلى خيرِ البطونِ نزولُ

      تُقِرُّ لَنا الأعداءُ عندَ انتِسابِنا، وتخشى خطوبُ الدّهرِ فصلَ خطابنا
      لقد بلغتْ أيدي العُلى في انتخابنا، فنحنُ كماءِ المزنِ ما في نصابِنا
      كَهامٌ، ولا فينا يُعَدُّ بخيلُ

      نغيثُ بني الدنيا ونحملُ هولهمْ، كما يَومُنا في العِزّ يَعدِلُ حَولَهم
      نَطولُ أُناساً تَحسُدُ السُّحبُ طَولَهمْ ونُنكِرُ إن شِئنا على النّاسِ قولَهم
      ولا يُنكِرونَ القولَ حينَ نَقولُ

      لأشياخنا سعيٌ بهِ الملكَ أيدوا، ومِنْ سَعِينا بَيتُ العَلاءِ مُشَيَّدُ
      فَلا زالَ منّا في الدّسوتِ مُؤيَّدُ، إذا سيدٌ منّا خلا قامَ سيدُ
      قؤولٌ لما قالَ الكرامُ فعولُ

      سبقنا إلى شأو العُلى كلَّ سابقِ، وعمَّ عطانا كلَّ راجٍ ووامِقِ
      فكَمْ قد خَبَتْ في المَحل نارُ مُنافِقِ وما أُخمِدَتْ نارٌ لَنا دونَ طارِقِ
      ولا ذَمَّنا في النّازِلينَ نَزيلُ

      علونا مكانَ النجمِ دونَ علونا، وسامَ العُداة َ الخَسفَ فَرطُ سُمُوّنا
      فَماذا يَسُرُّ الضّدَّ في يومِ سَوّنا، وأيّامُنا مَشهورَة ٌ في عَدُوّنا
      لها غُرَرٌ مَعلومَة ٌ وحُجولُ

      لنا يومَ حربِ الخارجيّ وتغلبِ وَقائعُ فَلّتْ للظُّبَى كلّ مَضرِبِ
      فأحسابنا من بعدِ فهرٍ ويعربٍ، وأسيافنا في كلّ شرقٍ ومغربِ
      بها من قِراعِ الدّارِعينَ فُلُولُ

      أبَدْنا الأعادي حينَ ساءَ فعالُها، فَعادَ عَلَيها كيدُها ونَكالُها
      وبيضٌ جلا ليلَ العجاجِ صقالُها معودَة ٌ ألاّ تسلَّ نصالُها
      فتُغمَدَ حتى يُستَباحَ قَبيلُ

      هم هَوّنوا في قَدرِ مَن لم يُهِنْهُمُ، وخانوا، غداة َ السلم، من لم يخنهمُ
      فإنْ شِئتِ خُبر الحالِ منّا ومنهُمُ سلي إن جهلتِ الناسَ عنّا وعنهمُ
      فلَيسَ سَواءً عالِمٌ وجَهولُ

      لئن ثلمَ الأعداءُ عرضي بسومهم فكم حَلَموا بي في الكَرَى عند نومهم
      وإذا أصبحوا قطباً لابناءِ قومهم، فإنّ بني الرّيّانِ قُطبٌ لقومهم
      تدورُ رحاهُمْ حولهم وتجولُ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    13. #13
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا، وقدّ من الصعيدِ لهُ حشايا
      وعانقَ في الدُّجى أعطافَ عضبٍ يدبُّ بحدّهِ ماءُ المنايا
      وصَيّرَ جأشَهُ في البِيدِ جَيشاً، ومِنْ حَزْمِ الأمورِ لهُ رَبَايا
      فمُذْ بَسَمَتْ ثَنايا الأمنِ نادَى : أنا ابنُ جلا وطلاّعُ الثّنايا
      أبيٌّ لا يقيمُ بارضِ ذلٍّ، ولا يَدنو إلى طُرُقِ الدنايا
      إذا ضاقتْ بهِ أرضٌ جفاها، ولو ملأ النُّضارُ بها الرّكايا
      غدا لأوامرِ السّلانِ طوعاً، ولكنْ لا يعدُّ مِنَ الرّعايا
      تركتُ الحُكمَ يسعفُ طالبيهِ، ويُورِدُ أهلَهُ خُطَطَ الخَطايا
      وعِفتُ حِسابَهمْ والأصلُ عندي وفي كَفّيّ دُستورُ البَقايا
      وسِرْتُ مُرَفَّهاً في حُكمِ نَفسٍ تَعُدُّ خمولَها إحدى البَلايا
      ولَيسَ بمُعجِزٍ خَوضُ الفَيافي، إذا اعتادَ الفتى خوضَ المنايا
      فلي من سرجِ مهري تختُ ملكٍ منيعٍ لم تنلهُ يدُ الرّزايا
      وإيوانٌ حكَى إيوانَ كِسرَى ، تُدارُ عليهِ مِنْ نَبعٍ حَنايا
      يُقيمُ مَع الرّجالِ، إذا أقَمنا، وإنْ سرْنا تسيرُ بهِ المطايا
      يسيرُ بيَ البساطُ بهِ كأنّي وَرِثتُ مِن ابنِ داودٍ مَزايا
      يخالُ لسيرهِ في البيدِ خلواً، وكمْ فيهِ خبايا في الزّوايا
      تباريهِ معَ الوالدانِ قودٌ مضمَّرة ُ الأياطِلِ والحوايا
      وتخفقُ دونَ محملهِ بنودٌ كأنّي بعضُ أملاكِ البَرايا
      فأيُّ نَعيمِ مُلْكٍ زالَ عَنّي، وأبكارُ الممالك لي خطايا
      إذا وافَيتُ يَوماً رَيعَ مُلكٍ ليَ المرباغُ فيهِ والصّفايا
      تلاحظُني الملوكُ بعينِ عزٍّ، وتُكرِمُني وتُحسِنُ بي الوَصايا
      أُجاوِرُهمْ كأنّي بَينَ أهلي، وكلٌّ مِنْ سَراتِهمُ سَرايا
      وما لي ما أمُتُّ بهِ إلَيهِمْ، سوى الآدابِ مع صِدقِ الطّوايا
      وودٍّ شبّهته لهم بنصحٍ، إذا شُوركتُ في فَصلِ القَضايا
      وإني لستُ أبدأهم بمدحٍ، أرومُ بهِ المَواهبَ والعَطايا
      ولكني أصيرهُ جزاءً لما أولوهُ من كرمِ السجايا
      فكم أهديتُ من معنًى دقيقٍ بهِ وَصَلَ الدّقيقُ إلى الهَدايا
      فقُلْ لمُسَفِّهٍ في البُعدِ رأيي، وكنتُ بهِ أصَحّ النّاسِ رايا
      عذرتكَ لم تذقْ للعزّ طعماً، ولا أبدي الزّمانُ لكَ الخفايا
      ولا أولاكَ الحسنِ نوراً، كما عَكَسَتْ أشعّتَها المَرايا
      فَما حُرٌّ يَسيغُ الضّيمَ حُرّاً، ولو أصمَتْ عَزائمَهُ الرّمايا
      لذلكَ مُذْ عَلا في النّاسِ ذِكري رَمَيْتُ بِلادَ قَومي بالنَّسايا
      ولستُ مسفهاً قومي بقولي، ولكنّ الرجالَ لها مزايا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    14. #14
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      لا يَظُنّنّ مَعشَري أنّ بُعدي عنهمُ اليومَ موجبٌ للتراخي
      بل أبَيتُ المُقامَ بعَدَ شُيوخي، ما مقامُ الفرزانِ بعدَ الرّخاخِ
      أينما سرتُ كانَ لي فيهِ ربعٌ، وأخٌ مِن بَني الزّمانِ أُؤاخى
      وإذَا أجّجُوا الكِفاحَ رَأوني تابعاً في مجالها أشياخي
      ربّ فعلٍ يسمو على شامخِ الشُّـ ـمّ، وقولٍ يسمو على الشماخِ
      حاولتني منَ العداة ِ ليوثٌ لا أراها بَعوضَة ً في صِماخي
      قد رأوا كيفَ كان للحَبّ لَقطي، وفراري من قبل فقس الفِخاخ
      إنْ أبادوا بالغدرِ منّا بزاة ً وَيلَهم من كَمالِ ريشِ الفِراخ
      سوفَ تَذكو عَداوَة ٌ زَرَعُوها، إنّها أُلقِيَتْ بغَيرِ السِّباخ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    15. #15
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      99

      افتراضي

      لسيري في الفلا والليلُ داجٍ، وكَرّي في الوغى والنّقعُ داجِنْ
      وحملي مرهفَ الحدينِ ضامٍ لحامِلِه وجودَ النّصرِ ضامِن
      وهَزّي ذابِلاً للخَيلِ مارٍ، يلينُ ببزهِ صدراً ومارنْ
      وخطوي تحتَ راية ِ ليثِ غابٍ، بسَطوَتِهِ لصَرْفِ الدّهرِ غابِن
      وركضي أدهمَ الجلبابِ صافٍ، خفيفَ الجري يوم السلمِ صافنْ
      شديدُ البأس ذُو أمرٍ مُطاعٍ، مُضارِبُ كلّ قَرمٍ، أو مُطاعِن
      أحَبُّ إليّ من تَغريدِ شادٍ، وكأسِ مدامة ٍ منكفّ شادِنْ
      وحثي بالكؤوسِ إلى بواطٍ، ظواهرهُنّ غابٌ والبواطنْ
      ولَثمِ مُضَعَّفِ الأجفانِ ساجٍ، بمطلقِ حسنِهِ للقلبِ ساجنْ
      وفِكري في حيَاة ٍ، أو وَفاة ٍ، لأُرْضي كلّ فاتِنَة ٍ وفاتِن
      فأمسي، والشوامتُ بي هوازٍ، كما شمتتْ ببكرٍ في هوازنْ
      وليسَ المجدُ إلاّ في مواطٍ، فَما لَك في السّعادَة ِ مِن مُوازٍ،
      بعزمٍ في الشدائدِ غيرِ واهٍ، وبأسٍ في الوقائعِ غَيرِ واهِن
      وصُحبَة ِ ماجِدٍ كالنّجمِ هادٍ، يُسِرُّ البَطشَ حِلماً، وهوَ هادِن
      وكلُّ غَضَنفَرٍ للبأسِ كامٍ، شَبيهِ السّيفِ فيهِ الموتُ كامِن
      كريمٍ لا يطيعُ مقالَ لاحٍ، غدا في فعلهِ والقولِ لاحنْ
      تقيٍّ من ثيابِ العارِ عارٍ بهمتهِ لأنفِ الدّهرِ عارنْ
      وعشرة ِ كاتبٍ للعلمِ قارٍ، لحسنِ الخلقِ بالآدابِ قارنْ
      أخي كَرَمٍ لداءِ الخِلّ آسٍ، وصَيّرْتَ العَفافَ بها مَعادِن
      ولا لك في السيادة من موازنْ
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. سيف الدين قطز
      بواسطة ولد الربيعه في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 19-04-2017, 01:33 AM
    2. حكم الدين في شخص نوي الصيام ثم مرض
      بواسطة زمن النسيان في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 20-06-2015, 11:35 PM
    3. مشاركات: 17
      آخر مشاركة: 29-12-2013, 03:14 AM
    4. رد الدين إلى أهله
      بواسطة هايمه بذكراك في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 18
      آخر مشاركة: 18-06-2013, 07:01 AM
    5. غربة الدين
      بواسطة شمس ألاحلام في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 04-02-2012, 01:36 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com