• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 8 من 8

    الموضوع: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

    العرض المتطور

    المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
    1. #1
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Sep 2014
      المشاركات
      194
      معدل تقييم المستوى
      41

      افتراضي معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

      معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن



      أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله -تعالى- قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويدَه التي يَبطِش بها، ورِجْله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَساءته)).



      وقد سئل شيخ الإسلام - رحمه الله - كما في "مجموع الفتاوى" (9/366) عن معنى تردُّد الله، فقال - رحمه الله -:

      "إن طائفة ردَّت هذا الكلام، وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردُّد، وإنما يتردَّد مَن لا يعلم عواقب الأمور، والله أعلم بالعواقب.


      والتحقيق:

      أن كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - حق، وليس أحدٌ أعلمَ بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بيانًا منه، فإذا كان كذلك كان المُتَحذلِق والمُنكِر عليه مِن أضلِّ الناس وأجهلهم وأسوئهم أدبًا، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الظنون الباطلة، والاعتقادات الفاسدة، ولكن المتردِّد منا - وإن كان تردُّده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور - لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا؛ فإن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ثم هذا باطل، فإن الواحد منا يتردَّد لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعل من المصالح والمفاسد، فيريد الفِعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب؛ كقوله -تعالى-: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]، ومن هذا الباب يظهر معنى التردُّد المذكور في هذا الحديث، فإنه قال: ((لا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))، فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبًا للحق، مُحبًّا له، يتقرَّب إليه أولاً بالفرائض، وهو يحبُّها، ثم اجتهدَ في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبَّه الحق لفعل محبوبه من الجانبين، بقصد اتفاق الإرادة، بحيث يحب ما يحبه محبوبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوءَ عبدَه ومحبوبه، فلَزِم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه، والله - سبحانه وتعالى - قد قضى بالموت، فكل ما قضى به فهو يريده ولا بد، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كارهٌ لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادًا للحق من وجه، مكروهًا له من وجه، وهذا حقيقة التردد، وهو أن يكون الشيء الواحد مرادًا من وجه، مكروهًا من وجه، وإن كان لا بدَّ من ترجح أحدِ الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته، كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته".


      لا يتمنَّى الإنسان الموت أو يدعو به:

      فلا يتمنَّى الإنسان الموت، ولا يدعو به، فإن ذلك منهيٌّ عنه، وعمر المؤمن لا يزيده إلا خيرًا، إن كان محسنًا ازداد من الخير، وإن كان مسيئًا، فإنه يقلع عن الذنب ويتوب منه.


      أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يتمنَّى أحدُكم الموت، إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يَستَعتِب))، وفي لفظ مسلم: ((لا يتمنَّى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عملُه، وإنه لا يزيد المؤمنَ عُمُرُه إلا خيرًا))، ومعنى: "يَستَعتِب"؛ أي: يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار؛ (فتح الباري)، وقيل: "يَستَعتِب"؛ أي: يرجع عن موجب العتب عليه؛ أي: يرجع عن الإساءة.


      وأخرج الإمام أحمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا عم، لا تتمنَّ الموت؛ فإنك إن كنت محسنًا تزدادُ إحسانًا إلى إحسانك خيرٌ لك، وإن كنت مسيئًا فإن تؤخر فتَستَعتِب من إساءتك خير لك، فلا تتمنَّ الموت))، وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لن يُدخِل أحدًا عملُه الجنَّة))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((لا، ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله بفضل ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا، ولا يتمنَّينَّ أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يَستَعتِب)).


      قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "الفتح" (10/136) في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يَستَعتِب))، فيه إشارة إلى أن المعنى في النهي عن تمنِّي الموت والدعاء به، هو انقطاع العمل بالموت، فإن الحياة يتسبَّب منها العمل، والعمل يحصل زيادة الثواب، ولو لم يكن إلا استمرار التوحيد فهو أفضل الأعمال.



    2. #2
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية بروق الفجر
      تاريخ التسجيل
      Jun 2016
      المشاركات
      2,999
      معدل تقييم المستوى
      39

      افتراضي رد: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

      الله يجزاك كل خير على مجهودك...
      ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك
      دمتي بحفظ الباري

    3. #3
      مديرة عامة الصورة الرمزية قمر الشرقية
      تاريخ التسجيل
      Oct 2014
      المشاركات
      4,389
      معدل تقييم المستوى
      49

      افتراضي رد: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن




      جزآك الله خير
      وجعله المولى في موآزين حسناتك.
      كل الشكر لك


    4. #4
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية عذبه الصفات
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      3,179
      معدل تقييم المستوى
      46

      افتراضي رد: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

      جزآك الله خير الجزاء ونفع بِك
      وأسأل المولى أن يجعل الجنة مثوانا ومثوآك
      بغير حساب ولآ سابقة عذاب .
      دمت بحفظ الرحمن

    5. #5
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية دارين
      تاريخ التسجيل
      Feb 2015
      المشاركات
      12,569
      معدل تقييم المستوى
      64

      افتراضي رد: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

      لا جديد سوى رائحة التميز
      تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
      الجميل والمتميز ورقي الذائقه
      في استقطاب ما هو جميل ومتميز


    6. #6

      تاريخ التسجيل
      Jun 2016
      المشاركات
      20
      معدل تقييم المستوى
      0

      افتراضي رد: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

      [align=center]
      موضوعً آكثر من رإئع ...
      جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
      بآرَكـَ الله فيكـ وَفِي مِيزآنَ حَسنَآتكـ ...
      آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
      وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ ...
      دمْتَ بـِ طآعَة لله ..[/align]

    7. #7
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Mar 2015
      المشاركات
      6,865
      معدل تقييم المستوى
      52

      افتراضي رد: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

      إليك أنت
      أكتب من الألم حروف
      و أنثر من الآهات ألوف وألوف
      صباحك معطر بريح الفل والياسمين

    8. #8

      تاريخ التسجيل
      Jun 2016
      المشاركات
      22
      معدل تقييم المستوى
      0

      افتراضي رد: معنى تردد الله - سبحانه وتعالى - في قبض نفس المؤمن

      طرح رائع ومميز

      بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. عظمة الله سبحانه وتعالى / لإبن القيم رحمه الله تعالى
      بواسطة ولد الربيعه في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 22-05-2017, 11:47 PM
    2. تعظيم الله سبحانه وتعالى
      بواسطة زمن النسيان في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 19-09-2016, 04:53 PM
    3. عظمة الله سبحانه وتعالى
      بواسطة زمن النسيان في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 30-09-2015, 01:04 AM
    4. هل تعلمون لمن يضحك الله سبحانه وتعالى
      بواسطة هيبة ملاك في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 16
      آخر مشاركة: 06-01-2011, 01:56 AM
    5. اجمل مساجد الله سبحانه وتعالى في العالم
      بواسطة مومهم اسمي في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 25-07-2009, 10:21 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com