زماااااان فى المدارس كان التلميذ لا يخجل من معلمه عند استفساره عن أى معلومة لا يستوعبها فكان يبادر بسؤال معلمه بإبتسامة الواثق لا الجاهل فكان معلمه يبادله نفس الابتسامة وكأنه يشكره على استفساره هذا رغبة من الطرفين فى ايصال المعلومة للتلميذ فتكتمل دائرة الافادة التى من أجلها أصبح هذا معلم وهذا تلميذه الذى لا يهاب معلمه ليس لقلة احترام منه لكن لثقته فى أن معلمه واسع الصدر ولن يدعى غباء تلميذه لمجرد انه يستفسر عن معلومه لم يستوعبها وليس كبعض التلاميذ حاليا عندما يسأل معلمهم اخر الدرس : فاهمين يا ولاد ؟ فيجيب جميع تلاميذه فى صوت واحد فاهمين يا أستاذ رغم أن اكثر من نصفهم لم يستوعب الدرس وهذا سبب رسوب معظم تلاميذ هذا الزمن ليس غباء منهم ولكن لأنهم يهابون معلمهم ويخشون سؤاله عن معلومة لم يستوعبوها كباقى زملائهم الفاهمين فربما يتهمهم بالغباء ! تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها لماذا الان أصبح البعض يخشى السؤال عن معلومه ؟ هل هو خوف من صاحب المعلومة نظرا لضيق صدره بتلك الأمور ؟ لماذا أصبح ولى الأمر ينظر بعين غاضبة ساخرة صارمة لمن يسأل أو حتى يخطىء ربما يكون خطأ تافه ؟ لماذا أحياناً عند سؤال شخصاً ما بالشارع عن عنوان معين فيعطيك العنوان الخطأ ويخجل من أن يقول لا أعرف ؟!! لماذا أصبح الجار لا يطيق جاره رغم أنه لم يؤذيه يوماً ما ؟ لماذا يعاقب المخطىء رغم جهله بأن ما فعله خطأ قبل أن يفعله ؟ سبحان الله كلنا كبار نشعر بهذا نعم لكن ننسى أن الله وحده هو الكبير الله أكبر كل علامات الإندهاش والاستفهام لن تكفى لوصف حالنا الآن جميعاً أصبح الكل لا يطيق ملابسة التى يرتديها فما ذنب الآخرين اذا كنت لا تطيق نفسك ؟ الله جل جلاله وضع كل أومره ونواهيه فى كتابه العزيز ( القرآن الكريم ) واوضح لنا سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بسنته المباركة وخلقنا جميعا بعقول تعى وتتدبر وتميز الحق من الباطل ونخطىء وكلنا ذنوب متعمدة ورغم ذلك يغفر الله ذنوبنا مهما بلغت عنان السماء لماذا لا نتقبل الدنيا وما فيها بصدر رحب ؟! لما نضع غضبنا على خلق الله بسبب وبدون سبب ؟ نعاتب هذا ونلوم ذاك ويشعر كل منا بأنه الصواب والآخرين على خطأ لماذا دوماً مصائب قوم عند قوم فوائد؟ أوليس الأفضل أن نكون قوم واحد بدلا من قومين لماذا اسودت قلوبنا وأصبحنا جاهزين بالسكاكين ونتصّيد أخطاء الاخرين وننسى أن جميع البشر خطائين مهما كانت مقاماتهم بالدنيا؟ لما لا نندمج روحياً ومعنوياً ونكن جميعا كعرب ومسلمون كجسد واحد كلما تألم عضو فيه تأثر الباقى بألمه؟ أين هى الوحدة التى تنادى بها كل الاجيال السابقة ومات لأجلها المئات من أجدادنا التى ورثنا عنهم قيما جليلة ننظر لها الأن وكأنها رجعية ومدفونة بجوار أصحابها بقبورهم ؟! لماذا نترك الضمير والتواضع وكل الصفات التى اتصف بها سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى أوشكت على الانقراض ؟ أشياء وأشياء أحب أن يضعها القلم وهو ينزف القلم الذى أبتلى بممحاه تراقبه لتمحى أى حرف يحمل استفساراً أو استنكاراً أو دعوه للوحده التى انقسمت وتفرقت القلم الذى دوما رسالته أن لا يترك الصفحات خاويه بل يحب دوما أن يقول ويقول ويقول حتى يوشك مـــداده أن يـزول> ولله فى خلقه شئون