شهدت ديالى قتالا محتدما بين مسلحي الدولة الإسلامية والقوات الحكومية العراقية. قتل حوالي 70 سنيا في هجوم شنه مسلحون من مليشيات شيعية على مسجد سني شمال شرق العاصمة العراقية بغداد، بحسب ما أفاد به مسؤولون أمنيون.

جيم ميور - بي بي سي، العراقالهجوم الذي استهدف المصلين في جامع مصعب بن عمير يمثل تماما شكل الاستفزاز الطائفي الذي يهدد باعادة العراق الى ايام الظلام الذي شهدها في عامي 2006 و2007، عندما قتل الآلاف في دائرة دموية من العنف الطائفي.
ويأتي الهجوم الاخير في وقت حرج، إذ يتزامن مع المحاولات التي يبذلها رئيس الوزراء المعين حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة اكثر تمثيلا لمكونات الشعب العراقي بأمل اقناع السنة بالانقلاب على مسلحي "الدولة الاسلامية."
فاشراك السنة في الحكومة والعملية السياسية يمثل عنصرا اساسيا في الاستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة لعزل المسلحين.
ولكن احداثا مثل مجزرة ديالى لن تجعل هذه المهمة اكثر سهولة.

ويعتقد أن الهجوم جاء انتقاما لمقتل عدد من المسلحين الشيعة في تفجير قنبلة.

وفتح المسلحون الذين يعتقد أنهم ينتمون لميلشيا العصائب الشيعية النار على المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجد ببلدة امام ويس الواقعة على بعد (65 كم شرق بعقوبة) ذات الغالبية السنية في محافظة ديالى.

ووقع الهجوم في منطقة كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية حتى وقت قريب.

وشهدت هذه المنطقة قتالا محتدما بين مسلحين سنة وميليشيات شيعية موالية للقوات الحكومية.

ويتزامن الحادث مع سعي رئيس الوزراء العراقي المكلف، حيدر العبادي، إقناع السنة المشاركة في حكومة جديدة تشمل الجميع.

وينظر الى الهجوم على انه ضربة للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لشحذ تأييد السنة العرب في حربها مع مسلحي "الدولة الاسلامية."

وتعهد العبادي بملاحقة المسؤولين عن الهجوم، وناشد العراقيين توحيد صفوفهم في مواجهة ما وصفه بالدعوات الى التحريض والكراهية .

وبالفعل، قرر اثنان من كبار السياسيين السنة، وهما رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، تعليق مشاركتهما في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة احتجاجا على مذبحة يوم الجمعة.

وقالت النائبة ناهدة الدايني، وهي من سكنة محافظة ديالى، إن نحو 150 مصل كانوا داخل المسجد عندما وصل المسلحون الشيعة، مضيفة "انها مجزرة جديدة."

واضافت "دخل رجال الميليشيا الطائفيون وفتحوا النار على المصلين. تفتقر معظم المساجد الى الحماية."

وقالت النائبة الدايني في تصريحات لوكالة رويترز "كان بعض الضحايا من افراد نفس الاسرة، وقتلت نسوة هرعن للاطمئنان على سلامة ذويهن."

وقال حداد صالح من مكتبنا في العاصمة العراقية إن دورية يعتقد أنها تابعة للعصائب قد تعرضت في وقت سابق الجمعة لهجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية قتل فيه ثلاثة من أفراد الدورية.

ونقلت رويترز عن ضابط عراقي برتبة رائد رفض الافصاح عن اسمه قوله إن المسلحين وصلوا الى المسجد مستقلين شاحنتين صغيرتين بعد ان انفجرت قنبلتان في مسكن احد قادة الميليشات الشيعية مما اسفر عن مقتل ثلاثة من رجاله.

من جانبه، قال شيخ العشيرة السني سلكان الجبوري إن طائفته مستعدة للرد بالمثل، مضيفا "ان العشائر السنية احيطت علما بوجوب الانتقام للقتلى."

وقال مصدر أمني في مدينة بعقوبة إن "حالة من التوتر تسود بلدة امام ويس الان بعد انتشار العديد من الاهالي حاملين السلاح في الشوارع".

يذكر ان تنظيم الدولة الإسلامية كان قد انسحب من أمام ويس قبل يومين وحلت محله قوات من الجيش والشرطة ومليشيات أخرى.

سامراء
وفي وقت لاحق، ذكر مصدر محلي ببغداد نقلا عن مصدر امني في قيادة عمليات سامراء في ساعة متاخرة من مساء الجمعة ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة من نوع همر استهدف تجمعا لميليشيات شيعية تسمي نفسها جند الإمام ما ادى الى مقتل ١٢ منهم وجرح ٣٠ اخرين بعضهم اصاباتهم بالغة."

ووقع الهجوم على الخط السريع جنوب غرب سامراء في محافظة صلاح الدين