معني الصيام واحكامة

**نسمات الجنة** · 24-06-2015, 08:12 PM

تعريف الصوم:
هو الإمساك عن شهوتى البطن والفرج وما يقوم مقامهما مخالفة للهوى فى طاعة المولى فى جميع أجزاء النهار بنية قبل الفجر أو معه إن أمكن فيما عدا زمن الحيض والنفاس وأيام الأعياد.

ما يثبت الصوم به:
صيام رمضان واجب على الأعيان ، ويتحقق بأحد أمور ثلاثة:
1- كمال شعبان ثلاثين يوما.
2- رؤية عدلين للهلال.
3- رؤية جماعة مستفيضة للهلال.

ما لا يثبت الصوم به:
لا يثبت الصوم بقول منجم ولو وقع فى القلب صدقه، لأن الشرع أناط الصوم والفطر والحج برؤية الهلال لا بوجوده ، وحيث ثبت الشهر قبل الفجر وجب الصوم ، وإن ثبت بعد الفجر وجب الإمساك ويقضى ذلك اليوم.

متى يجب تبييت النية؟
النية قبل ثبوت الشهر باطلة ، وكفت نية واحدة لكل صوم يجب تتابعه كرمضان وكفارته وكفارة القتل والظهار والنذر المتتابع كمن نذر صوم شهر بعينه أو عشرة أيام متتابعة ، ويستحب التبييت فيه كل ليلة ، وأما الصوم المتتابع من غير نذر وصوم كل خميس واثنين مثلا فلابد فيه من التبييت كل ليلة.

حكم من أفطر فى نهار رمضان:
1- من أفطر فى نهار رمضان ناسيا فعليه القضاء فقط ويمسك.
2- من أفطر متعمدا من غير تأويل قريب ولا جهل فعليه القضاء والكفارة.
والمراد بالتأويل هنا الظن ، أى ظن إباحة الفطر.
وقريبه : ما استند إلى أمر محقق موجود.
وبعيده: ما استند إلى أمر موهوم غير محقق.
مثال القريب من أفطر ناسيا فظن أنه لا يجب عليه الإمساك لفساد صومه فأفطر ، ومن قدم من سفره قبل الفجر فظن إباحه فطره صبيحه تلك الليلة فأفطر ، أو سافر دون مسافة القصر فظن إباحة الفطر ، أو أصابته جنابة ليلا فأصبح جنبا ولم يغتسل إلا الفجر كذلك ، أو احتجم نهارا كذلك ، فهذا كله فيه القضاء فقط ، لأن الكفارة لانتهاك حرمة الشهر ولا انتهاك من هؤلاء.
ومثال التأويل البعيد من انفرد برؤية هلال رمضان ولم تقبل شهادته عند الحاكم فظن إباحة الفطر فأفطر ، أو من اعتادته الحمى أو الحيض فظن أنها تقع له فى ذلك اليوم فعجل الفطر قبل الحصول ، أو اغتاب أحدا فأفطر ، فهذا كله فيه القضاء والكفارة.

أنواع الكفارة:
اعلم أن الكفارة تكون بأحد أمور ثلاثة أنواع على التخيير:
1- اطعام ستين مسكينا كل واحد مد بمده صلى الله عليه وسلم وهو الأفضل.
2- صيام شهرين متتابعين ، فإن أفطر فى يوم عمدا بطل جميع ما صامه واستأنفه.
3- عتق رقبة مؤمنة كاملة ، ويُكفِّر السيد بالإطعام عن أَمَتَه إن وطئها ولو أطاعته ، وكذلك يُكفِّر الرجل عن زوجته.

حكم الفطر فى صوم النفل:
قضى فى صوم النفل بالفطر العمد الحرام ولا يجب فيه الإمساك على المعتمد ، وأما إن أفطر فيه ناسيا أو مكرها أو غلبة أو عمدا ليس بحرام كمرض أو حيض أو أمر شيخه أو أحد أبويه فلا يجب عليه القضاء ويجب عليه الإمساك.
وحرم على الصائم المتطوع الفطر لعزيمة يعزمها عليه شخص وإن حلف عليه بالطلاق الثلاث حنث.
وكره صيام يوم الشك ليحتاط به أنه من رمضان ، ويجوز صيامه للتطوع أو للنذر أو للقضاء.

أشياء لا تفطر الصائم:
ليس على من أفطر فى قضاء رمضان متعمدا قضاء آخر على الأرجح ، ولا قضاء بخروج قىء غلبة إذا لم يزدرد منه شيئا ، ولا بما سبق إلى الحلق من غالب ذباب أو بعوض أو غالب غبار طريق أو دخان حطب ولو تعمد استنشاقه أو غالب دقيق نحو جبس لصانعه أو غبار كيل لنحو طحان ومغربل وناخل ، والصانع : من يتولى أمور نفسه من هذه الأشياء ، أو من حفر أرضا لحاجة كقبر أو نقل تراب لغرض.

وكذلك لا قضاء فى حقنة من إحليل ولو بمانع ، ولا فى دهن جائفة وهى الجرح فى البطن أو الجنب الواصل للجوف ويوضع عليه الدهن للدواء وهو لا يصل لمحل الأكل والشرب ، ولا فى مأكول أو مشروب فى مبدأ طلوع الفجر.
ولا شىء على من اكتحل ليلا أو وضع شيئا فى أذنه أو أنفه أو دهن رأسه ليلا فهبط.

ولا شىء على من نكت أذنه بعود ونحوه ولو خرج خرؤها ، ولا فى الريق المجتمع فى الفم ، ولا فى بلع ما بين الأسنان.

ولا يفطر من احتلم ولا من احتجم أو حجم غيره وتكره الحجامة للمريض خيفة أن يصيبه إغماء أو ضعف عن الصوم.
ويجوز للصائم السواك فى جميع النهار والمراد أنه مستحب عند المقتضى الشرعى كالوضوء ، وتجوز المضمضة للعطش والحر ، وكذلك الإصباح بالجنابة.

من يجوز لهم الفطر فى رمضان:
ويجوز الفطر فى السفر برمضان فقط بأربعة شروط:
1- أن يكون فى سفر قصر.
2- أن يكون مباحا.
3- أن يشرع فيه قبل الفجر إذا كان أول يوم.
4- أن يبيت الفطر فى السفر.

ويجوز الفطر للمريض إن خاف زيادته أو تأخر البرء ، ويجب إن خاف هلاكا أو شديد ضرر ، ومن اتصل مرضه أو سفره برمضان الثانى فلا إطعام عليه.

والحامل إن خافت على ما فى بطنها أو على نفسها أفطرت ولا تطعم على المعتمد ، وكذلك المرضع إن خافت على ولدها مرضا أو زيادته ولم تجد من تستأجره له أو وجدت ولم يقبل الولد غيرها أفطرت وأطعمت وجوبا ، وكذلك الشيخ الهرِم لا يستطيع الصوم من الكبر يطعم إذا أفطر قيل : وجوبا ، وقيل : استحبابا.

ومن فرط فى قضاء رمضان حتى دخل عليه رمضان آخر فإنه يطعم وجوبا ويقضى ، ولا يتكرر الإطعام بتكرر الأمثال . والإطعام فى ذلك كله بمده صلى الله عليه وسلم من غالب قوت البلد عن كل يوم يقضيه.

قال الإمام مالك رضى الله عنه: ولا يجزئه أن يطعم أمدادا كثيرة لمسكين واحد ولكن لكل مسكين مد.

ما يكره فعله للصائم:
يكره للصائم ذوق شىء له طعم كالملح والخل والعسل لينظر حاله ولو لصانعه مخافة أن يسبق شىء منه لحلقه ، فإن مجه ولم يصل إلى حلقه منه شىء فلا شىء عليه.

وكذلك يكره مضغ نحو لبان وتمر لطفل ، ونذر صوم يوم مكرر ككل خميس واثنين.

ومقدمات الجماع مكروهة للصائم كالقبلة والجسة والنظر المستدام والفكر والملاعبة إن علمت السلامة من ذلك بعدم الإنزال والإ حرم ، ولكنه إن أمدى من ذلك فعليه القضاء فقط ، وإن أمنى فعليه القضاء والكفارة.

وكره التطيب نهارا ، وشمه ، لأنه محرك للشهوة.

مندوبات الصوم:
ندب تعجيل الفطر ، وكونه على رطبات فتمرات وترا وإلا حسا حسوات من ماء.

وندب السحور ، وتأخيره ، وتعجيل القضاء لمن عليه ، وتتابعه ، وكف لسانه عن الهذيان والفحش من القول غير المحرم ، وأما المحرم فيجب الكف عنه فى الفطر ويتأكد فى الصوم.

وندب صوم يوم عرفة لغير الحاج ، وعاشوراء ، وتاسوعاء ، والمحرم ، ورجب ، وشعبان ، وثلاثة أيام من كل شهر ، ويوم النصف من شعبان لمن أرا الاقتصار.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).