يُثير الصيام في النَّفس من نوازع الخير ، ويكفُّها عن نزغات السُّوء ، ويشحذ همّتها إلى الصبر على الآخرين والكفّ عنهم حتى إذا اعتدوا علينا ، وذلك الخُلق من شأنه أن يرقَى بالاحترام بين الناس إلى أعلى درجاته الممكنة !
وبناءً على مدى التزام الإنسان المسلم بقيمة التقوى ، التي هي ثمرةُ صيام رمضان ، يكون نوعُ التزامه بخلق الاحترام .




موجز:
الغاية من صوم رمضان هي تحقيق التقوى!
والتقوى كما تتعلّق بحقّ الله ، كذلك تتعلق بحقوق العباد ( ومن ذلك احترامهم! ) :
لكنّ الجمع بين أداء حقّ الله تعالى واحترام عبيده من أصعب الأمور :
يقول ابن رجب :
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ) :
"هَذَا مِنْ خِصَالِ التَّقْوَى ، وَلَا تَتِمُّ التَّقْوَى إِلَّا بِهِ ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَهُ بِالذِّكْرِ لِلْحَاجَةِ إِلَى بَيَانِهِ ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَظُنُّ أَنَّ التَّقْوَى هِيَ الْقِيَامُ بِحَقِّ اللَّهِ دُونَ حُقُوقِ عِبَادِهِ ، فَنَصَّ لَهُ عَلَى الْأَمْرِ بِإِحْسَانِ الْعِشْرَةِ لِلنَّاسِ ، فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مُعَلِّمًا لَهُمْ وَمُفَقِّهًا وَقَاضِيًا ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى مُخَالَقَةِ النَّاسِ بِخُلُقٍ حَسَنٍ مَا لَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ مِمَّا لَا حَاجَةَ لِلنَّاسِ بِهِ وَلَا يُخَالِطُهُمْ! ".صعوبة الجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده




( أي حسن الخلق والاحترام ) :
يقول ابن رجب:
" وَكَثِيرًا مَا يَغْلِبُ عَلَى مَنْ يَعْتَنِي بِالْقِيَامِ بِحُقُوقِ اللَّهِ ، وَالِانْعِكَافِ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَخَشْيَتِهِ وَطَاعَتِهِ : إِهْمَالُ حُقُوقِ الْعِبَادِ بِالْكُلِّيَّةِ أَوِ التَّقْصِيرِ فِيهَا !