دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـ
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
ايقاعات امراة شرقية للشاعرة السعودية بديعة كشغري
ترجمة تنضيد و اصدار د عدنان جواد الطعمة
قمت بزيارة الرياض في الشهر الثالث بكامله عام 1996 بدعوة من صاحب السموالملكي الامير خالد الفيصل لاختيار و دراسة قصائده التي سعدت بترجمتها الىالالمانية وفي تلك الفترة تشرفت بزيارة المؤسسات الادبية و الثقافية وحضرت حفلات توزيع جائزة الملك فيصل بن عبد العزيز على الفائزين و الحفلاتالادبية الاخرى و مهرجانات الجنادرية الرائعة ثم سافرت لمدة يومين الىالظهران لزيارة هيئة تحرير مجلة القافلة التابعة لشركة ارامكو
ومن حسن الحظ اخبرني السيد رئيس تحرير مجلة القافلة انذاك الاخ عبد اللهخالد الخالد بان الشاعرة الاخت السيدة بديعة كشغري تعمل باحثة و مترجمة وكاتبة في هيئة تحرير مجلة القافلة فقلت له لابد لي ان اتعرف عليها من اجلترجمة قصائدها الى الالمانية ضمن مشروعي حول ترجمة الشعر العربي الىالالمانية لتعريف الشعب الالماني بشاعراتنا و شعرائنا حضرت الشاعرة بديعةكشغري و جلسنا نحن الثلاثة نتبادل اطراف الحديث عن النشاطات الشعريةللمراة السعودية و الخليجية ثم طرحت عليها فكرة قيامي بترجمة قصائدها الىالالمانية رحبت السيدة بديعة كشغري بهذه الفكرة و اعطيتها عنواني وعنوان ايميلي تم التواصل بيننا هاتفيا و عبر الرسائل بعد ان حصلت علىمجموعتها الشعرية التي لم تنشر في حينه قمت بترجمتها الى الالمانية وبتنضيد الكتاب و اشرفت على طبع كتابها في لندن بالعربية و الالمانية بعنوانيوميات امراة شرقية حيث صدر عن دار البيان بماربورغ في المانيا عام 1998
و بعد صدوره احيت الشاعرة بديعة كشغري في المانيا امسيتين شعريتين احداهمابتاريخ 3 نيسان / ابريل و الاخرى 4 نيسان 1998 حيث نشرت صحيفة مدينتناالالمانية تقريرا مفصلا عن الحفلتين و الكتاب
وعلى اثر ذلك قام النادي الادبي الالماني في مدينتنا عن طريقي بدعوة السيدةبديعة كشغري لاحياء حفلتها الادبية فحضرت للمرة الثانية الى مدينتنا واحيت حفلتها الشعرية الصباحية في الساعة الحادية عشر بتاريخ 21 حزيران عام 1998 حيث ساهمت معها بالقاء القصائد بالالمانية لكي يفهم المستمعونمضامينها و قامت السيدة بديعة بالقاء قصائدها بالعربية و بعد الانتهاء منالالقاء دار نقاش جميل بين الجمهور الالماني و بيننا ثم غادرت المانياتاركة خلفها انطباعا طيبا عن شاعراتنا العربيات
يسرني ان استعرض نبذة عامة عن الشعر النسوي المعاصر في السعودية
رغم ان مشوار تعليم الفتاة في المملكة العربية السعودية لميبدا الا في اواخر الخمسينات من القرن الماضي الا ان كتابةالمراة الابداعية قد ظهرت في السبعينات و خطت بخطى واثقة حتى اضحتفي العقود الثلاثة الاخيرة و التسعينات خاصة تضاهي كتابة زميلاتهاالمبدعات في ارجاء العالم العربي ككل وربما على مستوى عالمي اكبر
و قد واكبت كتابة المراة تطور حركة النهضة الشاملة و النقلة الحضاريةالواسعة التي شهدتها المملكة منذ السبعينات حيث تضاعفت اعداد مدارسالبنات و زاد عدد الخريجات من الجامعات و حاليا يوجد حوالي مليون طالبةيدرسن في المراحل التعليمية المختلفة
و اذا انطلقنا تاريخيا و سوسيولوجيا من ان كتابة المراة كانت تعد شيئامن العبور الى عالم الممنوع و المتحفظ عليه او المرفوض احيانا و هوطابع ترسخ في الابداع الانساني ليس في العالم الشرقي فحسب بل فياوروبا حيث كان على الرائدات ان يكتبن باسماء رجالية لضمان نشر كتابتهنمن امثال جورج ساند الفرنسية
فان فضاء الكتابة النسوية الابداعية في الجزيرة العربية اصبح اكثر اتساعاو توازنا وهو في اسلوبه يتمشى مع نسق المعادلة الثقافية السعودية التيترتكز على محورين هما
الاصالة و المعاصرة
و قد غلب الطابع الرومانسي و الوعظي على كتابة المراة في بداياتها و هذاامر طبيعي كانت تحتمه المفاهيم الاجتماعية لكن المراة السعودية حاليا،استطاعت ان تحدد موقعها في المشهد الادبي و الثقافي حيث اصبحت تعبر بجراة و تتواصل مع المجتمع المتمثل في القاريء فتوصل له مشاعرها و احلامها وتعبر عن مواقفها و ارائها منطلقة في ذلك من ايمانها بموقعها في المعادلةالاجتماعية كشريك فاعل و مؤثر
هكذا يوجد الان في المملكة المراة الكاتبة و الشاعرة و الباحثة والتيتتناول موضوعات شتى تطرحها بجراة ادبية كما اصبح المجتمع ارحب صدرافي الحوار مع كتابات المراة المبدعة بانواعها وفي عالم الشعر برزت اسماءعديدة لمبدعات سعوديات اخترن هذا " الشكل / الجنس الادبي " الذي يعد اكثرجراة من سواه من الاشكال الادبية لانه يعتمد على البوح الذاتي و يكون فيهالافصاح عن الذات برغباتها و امالها و تطلعاتها هو محور التعبير.
من هذه الاسماء اشجان هندي د ثريا العريض فاطمة القرني فوزيةابو خالد لطيفة قاري و غيرهن .و شاعرتنا التي نتناولها في هذا الكتاببديعة داود كشغري
و قد تميزت اشعار هؤلاء الشاعرات المعاصرات بالتعبير عن تفاصيل الحياة والهموم اليومية و الذاتية و المسائل الوطنية و القومية بروح تواكب العصردون ان تتخلى عن جذورها الشرقية الاصيلة
قال الشاعر علي الشرقاوي من البحرين " اذا كان المبدعون من ذهب لانهم نادرون فالمبدعات من الماس فهن اكثر ندرة "
تتناول السيدة بديعة كشغري في شعرها قضايا عديدة عبر تيارات فلسفية ووجدانية و تنطلق من خلال وعيها بوظيفة الشعر الاساسية من حيث كونهانفتاح على الذات و رصد للعواطف و تامل للعلاقة مع الاخر و استشرافللمستقبل
و هي تصوغ رؤاها الشعرية في انماط فنية تختلط فيها زفرات الالم و المعاناةالانثوية مع صيحات التمرد على الواقع كما تمتزج فيها الالوان و الصوربشذى العطر النسائي مثل قصيدتها ما اتيتك كي امضي
" حورية انا / تاتيك من خلف السماوات/ تامرك ان تخرج من تمثال وقتك ..الخ .."
لكن يتميز شعر كشغري بالرؤية التفاؤلية رغم كثافة المعاناة فهي تحاولدائما رسم صفحة مستقبلية بيضاء في خاتمة القصيدة كما ينفرد بخصوصيةالقدرة على رصد المشاعر الانسانية في تارجحها بين القوة و الضعف و بينالصلابة و الهشاشة
و قد احتلت " ثنائية الرجل و المراة " مساحة جيدة من شعر كشغري حيث تناولتها من محاور مختلفة اجتماعيا و ثقافيا
و تاريخيا و حتى لغويا و نحويا مثل قصيدة ذاكرة الحلم
" لماذا ينعتني ضمير مستتر .الخ ."
و في قصيدة بين حواء و ادم " انا مثلك في البدء كنت / تسعا حملت / مخاضا صرخت .الخ ." و المقطع
" حين اتيتك ما كان يعنيني حذفوا الف التانيث ام في تائها ربطوني "
هكذا يتركنا شعر بديعة كشغري مع انطباعات متباينة و يستفز مخيلتنا الجمالية و الرؤيوية
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـ
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
طرح مميز
يعطيكي العافيه
يعطيك العافيه على الطرح القيم
الله لايحرمنا من عطائك المميز
احترامي وتقديري
يسلمووووووووو ع المرور
منورين متصفحى
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات