• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 4 من 4

    الموضوع: قصة أبو الدرداء

    1. #1
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية نسمات الجنة
      تاريخ التسجيل
      Nov 2014
      المشاركات
      10,474
      معدل تقييم المستوى
      60

      افتراضي قصة أبو الدرداء

      من هو أبو الدرداء, ومن كان صديقه في الجاهلية, وكيف أسلم ؟


      اسمه عويمر بن مالك الخزرجي المكنى بأبي الدرداء، كان يمضي هذا الرجل قبل أن يكون صحابياً إلى صنمه الذي نصبه في أشرف مكان في بيته، فيحيِّيه ويضمِّخه بأنفَس أنواع العطر، ثمّ يلقي عليه أفخر الثياب من فاخر الحرير، وكلما استيقظ صباحاً توجه إلى هذا الصنم يعبده من دون الله، وبعد أن يقف أمام صنمه الذي وضعه في أشرف مكان في بيته، ينطلق بعد هذا إلى متجره، انطلق مرةً إلى متجره فإذا شوارع يثرب وطرقاتها تضيق بأتباع محمد، وهم عائدون من بدر، وأمامهم أفواج الأسرى من قريش فازوّر عنهم، لكنه ما لبث أن أقبل على فتىً منهم ينتمي إلى الخزرج, وسأله عن عبد الله بن رواحة، ما شأنه؟.
      فقال له الفتى الخزرجي: ((لقد أبلى في المعركة أكرم البلاء, وعاد سالماً غانماً, وطمأنه عليه))
      فلِمَ سأل أبو الدرداء عن عبد الله بن رواحة؟ لأنه كان صديقاً له، وكان بينهما من أواصر المودة الشيء الكثير، فأبو الدرداء وعبد الله بن رواحة كانا أخوين متآخيين في الجاهلية، ولما جاء الإسلام اعتنق ابن رواحة الإسلام, ولم يعتنقه أبو الدرداء .

      أقف هنا قليلاً، هذه الحادثة تتكرر، يكون في الحيِّ أو القرية صديقان حميمان، أخوان طيبان، على مقعد واحد في الدراسة، في حي واحد، في بيت واحد، في متجر واحد، في مكان واحد، بينهما تقارب في السن، وتقارب في الطباع، يحبان بعضهما، فجأةً أحد الصديقين يتجه نحو الله عز وجل، ويلتحق بمسجد، يتأدب بأدب الإسلام، يعيش أجواء الدين، يقبل على كتاب الله الكريم، والآخر يبقى على ما هو عليه, بربكم هذا الذي اهتدى إلى الله، أليس من واجبه الأول أن يعين صديقه الحميم الذي أمضى معه ردحاً من الزمن؟ ألم يقل عليه الصلاة والسلام:
      ((إن الله ليسأل العبد عن صحبة ساعة))
      أيها الأخوة، أريد من سيرة رسول الله, وأصحابه الكرام أن تكون واقعاً ملموساً بين أيديكم، أن نستفيد من أحداث السيرة، ومن أفعال الصحابة الكرام لنكون على هدًى مثلهم .
      حينما جاء الإسلام اعتنق عبد الله بن رواحة الإسلام، وأعرض عنه أبو الدرداء، والملاحظ أنّ بعض الأخوان الذين لم ينضجوا بعد، عندما ينضم لمسجد، ويهتدي إلى الله عز وجل ، ويلتحق بجماعة المؤمنين يحتقر أصدقاءه القدامى، ويزور عنهم, ويترفع عنهم، فهم في نظره جهلة فاسقون, أهكذا الصحبة؟ ماذا يمنعك أن تزورهم من حين إلى آخر، وتتفقدهم، وأن تعرض عليهم ما أنت فيه من خير وهدى؟ لذلك فأبو الدرداء لم يسلم، لكن عبد الله بن رواحة لم يقطع العلاقة مع أبي الدرداء، وظل يتعهده بالزيارة، ويدعوه إلى الإسلام, ويرغبه فيه, ويجعله يأسف على كل يوم يمضي من عمره, وهو مشرك .
      انطلق أبو الدرداء إلى متجره وتربع على كرسيه العالي، وأخذ يأمر غلمانه وينهاهم، وهو لا يعلم شيئاً مما يجري في منزله، ففي ذلك الوقت كان عبد الله بن رواحة يمضي إلى بيت صاحبه أبي الدرداء, وقد عزم على أمر، فدخل إلى بيته، ووصل إلى مكان الصنم الذي يعبده من دون الله، ماذا فعل بهذا الصنم؟ قطَّعه بالفأس إرباً إرباً .

      فلما رأت زوجة أبي الدرداء ما حل بالصنم الذي يعبده زوجها من دون الله، توقعت الهلاك، وقالت له:
      ((يا ابن رواحة, أهلكتَني عند أبي الدرداء, ولم يمض غير قليل حتى عاد أبو الدرداء إلى منزله فرأى امرأته جالسة أمام الحجرة, وهي تبكي وتنشج وعلامات الخوف من زوجها بادية على وجهها, قال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك عبد الله بن رواحة، جاءنا في غيبتك وصنع هكذا بصنمك .

      [color="rgb(0, 100, 0)"]
      -أنا أقول لكم دائماً: إنّ الإنسان أحياناً سرُّ هداه بلحظة تفكير صحيحة، وكان ممكنًا لأبي الدرداء أنْ يغضب ويثور، ويحمل الفأس ليكسر بها رأس الذي كسر صنمه، لكن يبدو أن صديقه يعرفه عاقلاً، يعرفه منطقياً- .

      نظر إلى الصنم فوجَدهُ حطاماً، ماذا قال؟ ثم قال: لو كان في هذا الصنم خير لدفع الأذى عن نفسه، ثم انطلق من توه إلى عبد الله بن رواحة, ومضيا معاً إلى رسول الله صلى الله عليه, وأعلن دخوله في الإسلام، فكان آخر أهل حيه إسلاماً))
      وبعد؛ أمَا رأيت إنسانًا قويًّا صار ضعيفًا؟ أما رأيت إنسانًا كان في أعلى درجات الجاه فصار وضيعاً؟ أما رأيت غني افتقر؟ أما رأيت طبيبًا مرِض؟ أما رأيت قويًّا أصبح مشلولاً؟ أما رأيت إنسانًا عظيمًا صار في لحظة خبراً على الجدران؟ .
      فهذا الإنسان الذي تخافه، أو الذي ترجوه، أو الذي تعبده من دون الله, وأنت لا تشعر، هذا الإنسان ألا تشله نقطة دم في بعض شرايين الدماغ, وبمكان آخر يفقد ذاكرته، وبمكان آخر يفقد عقله، وبمكان رابع يفقد بصره؟ ما هذا الإنسان الذي يقول: (أنا) وهو لا يستطيع أن يدفع عن نفسه شراً؟ .

      هل ندم أبو الدرداء على تأخر إسلامه , وماذا صنع حتى يستدرك ما فات منه من الخير ؟

      أيها الأخوة, ندم أبو الدرداء ندماً كبيراً على ما فاته من خير، وأدرك إدراكاً عظيماً ما سبقه إليه أصحابه من فقه في الدين, وحفظ لكتاب الله, وعبادة وتقوى ادخروها لأنفسهم عند الله .
      المشكلة لدينا تسابق، الله عز وجل, قال: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون, والجنة أبدية، مراتب الجنة بحسب أعمال الدنيا، فكل إنسان يحب أن ينافس الناس في الدنيا, ولا يحب أن ينافسهم في الآخرة فهو إنسان غبي، لأن منافسة الدنيا ينتهي شأنها بالموت .[/color]

    2. #2
      مديرة قسم ينبع الصورة الرمزية زمن النسيان
      تاريخ التسجيل
      Nov 2014
      المشاركات
      12,199
      معدل تقييم المستوى
      64

      افتراضي رد: قصة أبو الدرداء

      جزيتي خيرا علي القصة الجميلة

    3. #3
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      7,346
      معدل تقييم المستوى
      54

      افتراضي رد: قصة أبو الدرداء

      ج’ـزآك آلله خير ..
      وجعل آلجنة مثوآك .
      يعطيك العافيه ع الطرح
      تحياتي ...

    4. #4
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية دلوعة الخليج
      تاريخ التسجيل
      Dec 2014
      المشاركات
      9,578
      معدل تقييم المستوى
      59

      افتراضي رد: قصة أبو الدرداء

      ننتظر جديدك دائما
      لك شششششكري

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. الصحابي الجليل ابي الدرداء
      بواسطة نسمات الجنة في المنتدى من وحي الاسلام
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 15-10-2015, 03:04 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com