شكراً جزيلاً لموضوعك يا نسمات الجنة...
تفسير قول الله عز و جل :" و قل الحق من ربكم فمن شاء فليومن و من شاء فليكفر".
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله و صحبه أجمعين، أما بعد ، فقد انتشر بين العوام استدلالهم بقوله تعالى :
" و قل الحق من ربكم فمن شاء فليومن و من شاء فليكفر" و ذلك في سياق التكلم عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أو قتال الكفار و الجهاد.
و يريدون بذلك أن الله تعالى قد أعطاهم حرية التدين و لم يلزمهم باتباع الإسلام و إنا لله و إنا إليه راجعون.
فأردت أن أشارك إخواني بنقل شيء مما جاء في تفسير هذا الجزء من الآية اعتمادا على تفاسير أهل السنة.
تفسير البغوي :
( وقل الحق من ربكم ) أي ما ذكر من الإيمان والقرآن معناه : قل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا : أيها الناس [ قد جاءكم من ربكم الحق ] وإليه التوفيق والخذلان وبيده الهدى والضلال ليس إلي من ذلك شيء .
( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هذا على طريق التهديد والوعيد كقوله : " اعملوا ما شئتم " ( فصلت ـ 40 ) .
تفسير ابن كثير :
يقول تعالى لرسوله محمد ? : وقل يا محمد للناس : هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ؛ ولهذا قال : ( إنا أعتدنا ) أي : أرصدنا ) للظالمين ) وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه ( نارا أحاط بهم سرادقها ) أي : سورها .
تفسير الشنقيطي (أضواء البيان) :
قوله تعالى : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، ظاهر هذه الآية الكريمة بحسب الوضع اللغوي التخيير بين الكفر والإيمان
ولكن المراد من الآية الكريمة ليس هو التخيير ، وإنما المراد بها التهديد والتخويف .
والتهديد بمثل هذه الصيغة التي ظاهرها التخيير أسلوب من أساليب اللغة العربية ، والدليل من القرآن العظيم على أن المراد في الآية التهديد والتخويف
أنه أتبع ذلك بقوله : إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه
بئس الشراب وساءت مرتفقا ، وهذا أصرح دليل على أن المراد التهديد والتخويف ، إذ لو كان التخيير على بابه
لما توعد فاعل أحد الطرفين المخير بينهما بهذا العذاب الأليم ، وهذا واضح كما ترى .
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
شكراً جزيلاً لموضوعك يا نسمات الجنة...
جزاك الله خير
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات