ضرب لنا واعظ ذات يوم مثالا جميلا يحسن أن نعلمه ونعلمه لغيرنا .
فقد ضرب المثال الآتي :
لو أن عمدة قرية من القرى طلب من سكان القرية أن تتبرع كل أسرة بالقرية بكوب واحد فقط من اللبن على أن يضع الجميع أكواب اللبن في خزان كبير أعد لهذا الغرض .
ففكر كل واحد من القرية كالتالي :
لو وضعت كوبا من الماء مكان اللبن لن يعرف أحد لأنه لن يظهر في كمية اللبن الكبيرة.
وبدأ الكل يضعون أكوابهم في الخزان بالليل ,
فلما أصبحوا وفتح الخزان إذ بالمفاجأة أن الخزان كله ماء ,
فأين اللبن ؟
هكذا نحن ولله المثل الأعلى.
فلو فكر كل واحد منا في معصيته التي يفعلها وقال :
(يعني هي معصيتي هي التي خسرت الأمة مكانتها بسببها ؟ يعني أنا اللي هصلح الكون ؟ يعني هو أنا الوحيد اللي بيفعل كذا وكذا ؟ يعني هي جت عليَ؟ إنما أنا فرد ولن تؤثر معصيتي . أنا أعصي بيني وبين نفسي لا أضر أحدا .)
طيب أنا قلت هذا وأنت وأنتِ وهذا وهذه فأين اللبن ؟
إذا كنا سنصب كلنا المعاصي في خزانة الأمة التي استذلها الغرب والشرق فمن سيصب الطاعة التي بها انتصر الأولون بفضل الله ؟
أين نحن من وصية عمر رضي الله عنه لقائد جيشه أن يحذر من المعصية فإنهم إن عصوا الله فقد تساووا مع أعدائهم وحينها سيغلبهم عدوهم بكثرة عددهم وعتادهم .
فما بالكم لو تركنا نحن الطاعة إضافة لتركنا الأخذ بأسباب القوة (إلا من رحم الله)
فعلي أن أسأل الله أن يوفقني أن أصلح وإن فسد الناس وأثبت وإن زلت أقدام غيري .
فإن سكب الكل أكواب المياه فصب أنت كوب اللبن وبرئ ذمتك فقد ورد (" لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وإِن أساؤوا فَلَا تظلموا ".)
قال الألباني :
( رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. وَيصِح وَقفه على ابْن مَسْعُود )
ويصح وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه يعني أنه من كلامه رضي الله عنه بينما حكم الشيخ الألباني على الحديث بالضعف من كونه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .