تشعر أنها في سباق مع الوقت
وهذا دأبها كل يوم

تستيقظ مبكرا وتوقظ أطفالها و تُحَضِّرهم للذهاب للمدرسة
و قبل ذلك تكون أعدت مائدة الفطور

يستيقظ زوجها ، و تكون هي يدا له و عونا
فكثيرا ما ينسى أين يضع مستلزماته ، فوجب أن تتابعه و تساعده

وعند الباب ،تودع الجميع باتسامة عريييضة و دعوات مباركة من القلب
ثم لا تلبث أن تعكف بسرعة لاتمام أعمال المنزل من تنظيف و تنظيم وإعداد الغداء
قبل عودتهم ،

فعادة ما يرجعون مرهقين جائعين

ومن ثم عليها أن تراجع لأطفالها دروسهم

ثم

و ثم

و ثم


توقفت برهة لتسترد أنفاسها من الإرهاق و هي تتصبب عرقا
فبَادَرَتها نفسها توسوس لها:

أليس الأجدر أن يحضر لك خادمة مثل جارتك فلانة و زوجة أخوك علانة،،،،،
لو كان يحبك لأطاعك فيم طلبته منه،،،،،
ماذا يعني لو اقتطع من مرتبه للخادمة أم يريدك أنت خادمة،،،،
أم عليك الشقاء و عليه الرّاحة ،،،.

أم......



،،،،كادت أن تستسلم لهذه الهمسات و هي مطأطأة الرأس

،،،،أنا خادمة،،،،،!!!؟؟؟

،،، تفكر من جديد وما تلبث أن ترفعه شموخا وعزة

نعم خادمة

خادمة لبيتي و زوجي و أولادي

كما زوجي خادم لي و لبيته و أولاده

هذا عنواان فخر و عزة و شرف
إنها أمانة عُرِضت علي و قبلتها و سأحاسب عليها

و ما يهمني في فلانة و علانة ؟؟!!
فلهم أعذارهم و ليس لي عذرا

أو كنت خيرا من خير نساء الدنيا و بنت خير البشر، السيدة فاطمة الزهراء (رضي الله عنها)
و قد روي عن وزجها علي أن فاطمة ( رضي الله عنهما) أتت النبي صلى الله عليه وسلم
تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى ،
وبلغها أنه جاءه رقيق ( عبيد و جواري) فلم تصادفه ،
فذكرت ذلك لعائشة
فلما جاء أخبرته عائشة ،
فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم

فقال على مكانكما فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني
فقا ألا أدلكما على خير مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين فهو خير لكما من خادم( حديث صحيح)

فهو خير لهما و لي من الخادم فلي بالذكر أجر و قوة و معين على أعمالي
و لي في الخادمة بعض مساوئها و لو أعانتني

* و روى البخاري عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ :
" تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ ،
فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ ( أخيط دلوه ) وَأَعْجِنُ ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ ،
وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي ، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ " .

نعم في أعمال البيت، و تربية الأطفال و الإهتمام بالزوج : مشقة
و لكن أخيتي أحتسبي أجرك عند الله
إحتسبي الله في كل لقمة تحضريها ، أو أذى تميطيه و غيره الكثيير
فهي عبادة تتقربين بها الى ربك
أو ليس كلٌّ مسؤول عن رعيته و الزوجة راعية لبيتها و أولادها

و لنا في الصحابيات خير قدوة

و الله المعين