بسم الله الرحمن الرحيم

هل سبق لك أن شعرت بالمرارة وربما لكراهية تجاه شخص ما إلى الحد الذي صعب عليك أن تفهم حتى كيف يمكن لك أن تصفح عنه أو تسامحه ؟
لا أشك في ذلك فلكل واحد منا في علاقاته معا الناس تجارب محزنة وأحيانا مؤلمة يبلغ بعضها من الشدة أن يجعل صدر الواحد منا يشعل ألما وحرقه وغيظا ممن أحزنوه أو آلموه وقد يصل إلى حد كرههم فيقرر أنه لن يصفح ولن يغفر لهم أبدا ما اقترفوه في حقه
والسبب في ذلك أننا نكون مدفوعين حينها بشعور أن الجرم الذي وقع علينا هو من الفداحة بحيث لا يستحق من اقترفه ان يصفح عنه أبدا فنصدر قرارا في دواخل أنفسنا بأننا لن نغفر لهذا المجرم أبدا ولن نتوقف عن الشعور بالغضب تجاهه لكننا في تلك اللحظة نكون نخلط بين شيئين مختلفين وللأسف هما الصفح كشعور داخلي والتنازل عن الحق كفعل خارجي .
ان الصفح عن الآخرين لا يعني أبدا أن نتنازل عن حقوقنا وأن نقبل بالخطأ أو الضرر الذي وقع علينا وإنما يعني وبكل بساطة أن نتخلص فقط من ذلك الشعور الخانق الذي يعترينا تجاه من أخطؤوا بحقنا فنقرر مدفعين بذلك ألا نصفح عنهم أبدا .

ولنبسط المسألة لتتضح أكثر إن فلانا هذا الذي أخطأ في حقي هو واحد من اثنين :
إما أنه شخص لا يكتثر لأمري فعلا وحينها لن يشعر بشيء البته بل لعله لن ينتبه للمسألة برمتها ويسيعيش حياته الطبيعية سليم المرارة وسينام قرير العين .
اما أنه شخص مظلوم فعلا وأن ماحصل كان خطأ غير مقصود فإن ككان هو الأول فهذا شخص لا يستحق أن اغضب منه ولا يستحق أن أتجرع مرارة كل هذا الألم لأجله وإن كان هو الثاني فهذا يستحق في النهاية أن أصفح عنه وأسامحه .
وبطبيعة الحال فهذا الكلام لا يعني أن تتبلد مشاعر الإنسان فيصبح كلوح من رخام لا يتأثر بما يدور حوله وإنما يدور حوله وإنما المقصود هو أن ينظر إلى هذه الآلام التي تلم به من زاوية آخرى وألا يسمح لنفسه بالاستغراق في تجرع مرارتها وإنما أن يعمل على تجاوزها بأسرع ما يمكن بعد أن قد استقى درسه منها والمهم أن يتذكر أن لك ألم يمر به في حياته هو الوجه الأول من عملة وجهها الآخر هو الخبرة والحكمة والمعرفة التي يجب أن يكون قد اكتسبها من هذا التجربة وهنا وهذه هي المفارقة الجوهرية سيستحق هذا الآم بعد أن يتجاوزه أن يشكر الله عليه لأنه أكسبه الخبرة وجعل منه شخصا أفضل !
(( وفي دراسة قد أظهرت أن الناس الذين يرفضون الصفح عن الآخرين هم الأكثر تعرضا لاضطرابات النوم وانعدام الشهية وضمور الطاقة الحيوية وأنهم الأكثر تعرضا للأمراض لذلك هل ترون هذه الحقيقة المضحكة الآن وكيف اننا وعندما نغضب من الآخرين ونرفض أن نصفح عنهم فإننا في الواقع نحرق أنفسنا نفسيا وجسديا أكثر بكثير مما قد نفعلة بهم وكفي به لإنسان حماقة أن يفعل ذلك !
نصيحة :
ان العفو عند المقدرة فصفحوا وخالقوا الناس بخلق حسن مهما اشتد بك الابتلاءات كن المبادر في الصفح واحتسب ذلك عند الله .