السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
غرفة بأربعة جذران .. وباب ,,, مدهونة بلون كمريدي مائل للاحمرار... كما لون وجه الفتاه ,, المحنية ع نفسها ..

طرقات خفيفة ع الباب ... ما من مجيب ,,, وما من حراك ,.,,
صوت خرخشة مفاتيح بالباب ,,, وباب فتح ... وفتاة في وضع السكون ..
بصوت بارد لا يوجد به لهفة :
-ما بكي؟؟
اغمضت عينيها ,,, وأحكمت الاغلاق ,, وكأنها لا تريد ان تسمح لدموع بالنزول ,,,
تسللت دمعة ,,, تزحلقت ,, على وجنتيها ,,, عكست صورة ذلك الشاب طويل القامة ,, عريض المنكبين .. الذي مازال واقفا ,
اعاد السؤال :
-ما بكي؟؟
ردت بكل هدوء وكأنها تلتقط انفاسها الاخيرة ,,, :
-وكأنك لا تعرف !!
-وما الذي اعرفه؟!
-سبب اني بهذا الحال
-اممم ... دعيني اخمن ,,, لربما لأني تركتك بالبيت وخرجت؟؟
(قالها ببرود )..
-هذا سبب من مئة سبب ,,.
-آه وما هم التسعة والتسعون سبب؟؟
-اذ لم يهمك سبب واحد ,,, فهل سيهمك باقي الاسباب؟؟!!
-قولي لعلي اعرفه غلطي ,,, واعرف سبب هذه الحال..
-وبحالك هذااا !! ستعرف اغلاطك ؟؟ وبرودك المميت...
-ما من امر يجعلني مهتم وشاد الانتباه
-فعلا,, وما همك ,. ان مت ام عشت ام بكيت ام بقيت وحدي البيت ,,, ام رجعت او لم ترجع من مشاويرك المتأخرة , ام شكواي من الالم وتعب العمل ,,, فعلا ما همك ..
(قالتها بصراخ وكأنها بركان ساكن وثار),,
وعادة الى وضعية الانحناء..
نظرة الي عينيها الحائرتين ,, والغارقات بالدمع ... لا تلاحق التجفيف , هاد العين حتى تغرق الاخرى,
ولم يحرك رمش من عينه,,
اتجه للمطبخ ,,, بخطوات بطيئة ,, فتح باب الثلاجة التقطه تفاحة ,,, قضمها,.,,
وكأن شيء لم يحدث...
نظرت اليه ... نظرة استياء.. وهمت بالوقوف ..
فقد زادت النار من لهيبها ,,,
احكمت اغلاق عينيها ,, وذرفت الدمع ,, الذي لم يجدي نفعا...
تساقط شعرها الاسود ,, ع جبينها ووجنتيها المبتلتان,, وهي تجمع مالها من اغراض في الدولاب ...
وتحشر ه في الحقيبة .,, كما لو انها تطعم طفلا شبع ...
ارتدت ما ارتدته من ثياب ,... وحملت الحقيبة ... واسرعت خطاها ...
كان ما يزال يأكل بالتفاحة ,,, وجالس ع اريكة .
اندفعت للباب مسرعة ,,,قبل ان يميتها بروده ..
اذ بشيء ,, يوقفها ... حاولت اكمال المسير بلا جدوة,,,
نظرة الى الحقيبة الموقوفة .. لترى مانعها من الخروج,,.. رأت يده محكمة الاغلاق ع الحقيبة ,,..
-الي اين تذهبين ؟ بهذه الساعة؟
-الى مكان لا اراك به...
امسك معصمها ,, مانعا اياها من الخروج ,,.
حاولت الفلات ,,, لا فائدة,.. من محاولات عصفور الهروب من مخلاب صياده
تركت نفسها للاستسلام... وسلمت نفسها للفراش,,
ماهي بفاعلة ؟؟
تفكر,,, بالباب ,, ويده ويدها المحمرة ,,.
تفكر,,, بحالها ,, تفكر,,, بحاضرها ,, بماضيها,, بمستقبلها ..
القت بنفسها لنوم ,, ونااامت ...
نامت حالمة بغد لعله ,,,أفضل ...
دفع بخصال شعرها ... عن وجهها ,,, الحالم ...
قبلها ,,,