ابو عبدالملك يروي الحكاية المرعبة

هبطت طائرتنا الآن بسلام بعد إقلاعها من تبوك الساعة 12:00 ظهر اليوم

قبل وصولنا لجدة 25 كم تقريبا بدأت الكارثة ودخلنا بعواصف رعدية ومطر حتى ان الدنيا أصبحت ليل والله ياأخوان ان كثير من الركاب يبكي وبعضهم يدعو ويتشهد حتى ان الرعب بات واضحا على طاقم الملاحة مما زاد الخوف والهلع عند الركاب وبتنا نسمع بكاء الصبيان والنساء وكأن الطائرة بقي على سقوطها لحظات
والله ياأخوان الطائرة في الجو كانها ريشة في مهب الريح
ورأينا الموت رأي العين شخصت بنا الأبصار وضاق النفس عندما رأينا مؤشر الخلل وبوادر العطل وتم إطفاء إضاءة المقصورة ولم تفتح الا اضاءات ابواب الطوارئ والخروج
كان كابتن الطائرة يحاول عبثا ان يتجه بنا الى البحر بعدما بدأت تعليمات كيفية النجاة وتكرار عبارة الزموا اماكنكم لاتفتحوا احزمتكم ظلت محلقة قرابة ساعتين وقد اوشكنا على السقوط
اقترب من سطح البحر في لحظات لاندري اهًو من قام بذلك ام هِيَ العاصفة من قادتنا للبحر حتى ان البحر اصبح قريب منا بعدها عاود الإقلاع ثانية الى ارتفاع عالٍ جدا
حتى شق الغيوم بارتفاع وسرعة مخيفة جدا
الى ان اصبحنا فوق السحاب والمطر والعاصفة
بعدها قام كثير من الركاب بإغلاق النوافذ من الخوف حتى لايروا شيئا وبدأ يعود توازن الطائرة الى قريب من الطبيعي ولله الحمد ثم بدأ بالهبوط مرةً أخرى شيئا فشيئا وكأنه بإتصال مع المطار بأنه تم هدوء العاصفة
فهبطت الطائرة بسلام وهبط اكثر الركاب ساجدين شكرًا لله تعالى على رحمته بنا وإذا بالامطار الغزيرة على مدينة جدة وما حولها
من قلب الحدث أبو عبدالملك 1436/1/23 الاحد
16 نوفمبر
لحظات لاتنسى
اللهم اصلح الحال وأحسن المآل
إنسان ضعيف ودنيا دنيئة وعمر فانِ
فاعمروا أوقاتكم بطاعته سبحانه…