لقاء محزن مع زوجة الشهيد محمد حمد العنزي رحمه الله

**~~**سماحة الشيخ**~~** · 11-11-2014, 07:13 AM

"عنيزة اليوم" : تكشف تفاصيل أدق، وآخر رسالة، وصور بحياة شهيد الواجب / محمد العنزي .

16 محرم 1436 02:40
تحقيق ورصد : سمية عبدالعزيز العميل – عنيزة اليوم :
ترك النقيب محمد بن حمد العنزي أحد منسوبي قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة القصيم – عنيزة، والذي استشهد في عملية تعقُّب لإرهابيي جريمة الأحساء، خلفهُ أطفالهُ الثلاثة، سلطان وسلمان، وأصغرهم باسل، مُتيتّمين بحُضن والدتهم - التي كان للصحيفة شرفُ اللقاء بها - وكنف جدهم لأمهم وخال والدهم السيد مشرف بن خلف الجعفري العنزي .. حيثُ أن "حالة التيتُّم" هذه قرينةً لأسرته، وملازمةٌ لها؛ فقد عاش شهيد الواجب النقيب وإخوانه الثلاثة حالة اليُتم، وتذوَّقوا مرارتها صغاراً، لتعمل الفئة الضالة على توريث تلك المرارة إلى أبناء وأطفال الشهيد العنزي، حيث كان النقيب محمد هو العائل لأبنائه، وإخوانه الثلاثة أحمد، وفهد، وسعد، الذين استقبلوا نبأ استشهاده بصدمة كبيرة، بعد أن كان لهم كالوالد، عائلاً وحاضناً ومربياً ..

وقد قدَّمت «صحيفة عنيزة اليوم» مساء أمس الجمعة، واجب العزاء لزوجة شهيد الواجب النقيب محمد حمد العنزي رحمه الله، وذلك في زيارة خاصة لمنزلهم في حي الأشرفية بعنيزة، حيث التقت زوجة الفقيد وأطفاله الثلاثة ( سلطان 9 سنوات – سلمان 7 سنوات - وباسل 5 سنوات ) .. وفي الوقت ذاته توالت الزيارات باليوم الثالث للعزاء في منزل "الشهيد العنزي"؛ حيثُ قدم وفد وفدٌ نسوي على رأسه حرم سمو أمير منطقة القصيم سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود، وحرم وكيل أمارة منطقة القصيم، والسيدة حصة المهنا مساعدة مدير التربية والتعليم بالقصيم سابقاً، والسيدة لولوة الخُميري مُساعدة مدير التربية والتعليم بعنيزة، ورئيسة مجلس إدارة جمعية قطرة النسائية بعنيزة أ. فاطمة التركي، والأستاذة فوزية بنت ناصر النعيم مدير مركز التدريب وخدمة المُجتمع بالقصيم، والأستاذة لولوة النعيشمي رئيسة جمعية عون ببريدة، وعددٌ من نساء المسؤولين وبعض المسؤولات في عُنيزة وبريدة والبكيرية ..

إضافة إلى زيارة بعضاً من رجالات بُريدة مشكورين لأداء الواجب، وزيارة لشيخ قبائل عنزة والوفد المرافق له، والعديد من قوافل الزائرين عبر السيارات الخاصة والباصات .. وقد قررت بلدية عنيزة في الوقت نفسه مُمثلة برئيسها م. عبدالعزيز عبدالهم البسام، بتسمية الحديقة المُقابلة لمنزلهم على اسم شهيد الواجب؛ لتُخلِّد ذكراه، حيث كان يجلس بها مع بعض ضيوفه؛ بحسب حديث جاره الحميم بندر بن ناصر المرزوق، هذا بالتزامن مع وفد مُحافظة الرس أثناء زيارته، والمُكون من محافظ الرس والأهالي وبعض الأعيان، وقد تحدث سعادة مُحافظ الرس حول تسمية أحد شوارع محافظة الرس على اسم الشهيد؛ وهو يسعى جاهداً لتحقيق هذا المطلب؛ حسب إفادته أثناء زيارته ..

وقد بدأت زوجة شهيد الواجب – وهي ابنة خال الفقيد - السيدة "منوة بنت مشرف الجعفري العنزي" حديثها الذي خصَّت به " صحيفة عنيزة اليوم "، قائلة : زيارتكم والله عزيزة وعلى رأسي، لكني والله لا أُريد لهُ الشهرة ولا الأعلام؛ إنما رجائي من جموع المسلمين الدعاء له فقط .. علماً بأني لما سمعتُ خبر الاستشهاد أصبحت والله بين السماء والأرض من هول الفاجعة، وحينما رأيته مُكفَّناً، مُستعدٌ لمغادرة هذه الدنيا، وشعرت بتلك الخاتمة الحسنة هذا والله ما رَبطَ على قلبي، وخفف مُصابي كثيراً، إضافةً لمواساة الجميع الذين لم يقصروا بالواجب، وتجهموا عناء الطريق .. ودائما ما أُردد له " عسى يومي قبل يومك "، وكان يردها لي بالعكس رحمه الله .. وكانت يوم الحادثة الأمور طبيعية والوضع جداً عادي، وأعرف أن الشهيد كان صائماً بذاك اليوم الاثنين عاشورا واتبعه صائماً بيوم الثلاثاء 11 محرم 1436هـ، الذي هو يوم استشهاده، وهذا اليوم طلب أن يُهيأ له جو المُذاكرة العلمية نظراً لانتسابه في جامعة الملك الفيصل، ووعدني بقوله : " أبشري باللي يرضيك يا أم سلطان بالجلسة معك والحديث، وتفريغ الوقت لك" لأنه يعلم أن وقته يمضيه في العمل والمذاكرة والصالة الرياضية التي يُمارس فيها هوايته .. إلا أنه ليلة الحادثة لاحظت عليه التعلُّق بي بشكل غريب؛ والأغرب منه قوله لي بتلك الليلة " سامحيني وحلليني "، تلك الكلمات التي زادت خوفي وقلقي سبحان الله، وأبادله السؤال باستغرابٍ لماذا يصدُرُ منك هذا الكلام ..؟

وتُتابع حديثها؛ عن زوجها الشهيد بخصوص عمله ومهامه الأمنية عندما أخبرها مُؤخراً بتوليه منصب إدارة المركز أو المسؤول، سألته : لماذا قبلت هذا المنصب وهو لايزيدك إلا الشقا، وليس فيه زيادةً مالية، وغيرك ينال مناصب مع الزيادات ؟ فأجابها : " أنا مرتاح بعملي " .. ومن حبه لعمله أصيب بكسر، وتم تجبير رجله؛ وكُلف بمهام الحج الماضي، وطلبت منه الاعتذار والراحة نظراً لوجود خطاب موعد مُراجعته بيوم 19 محرم لفك الجبيرة التي من المُفترض أن تكون على قدمه الآن؛ إلا أنه تخلَّص من الجبيرة في مستشفى القوات المُسلحة بالطائف، أثناء توجهه للمشاركة بالحج، ووضع بدلاً منها "الدعامة الطبية المُؤقتة" ومازال مٌصراً على موقفه ومشاركته زملائه في موسم الحج، وتم اتصالي به في يوم عرفة، وكان صائماً وهو في مهمة عمل مع زملائه .. مُضيفة أنها في كل مُهمةٍ ينوي القيام بها أو يُكلف بها يقول دعاء ويُكرره : " يالله عساني على الحق " ...

واختتمت السيدة "مِنوَه العنزي" حديثها، بأن زوجها "محمد العنزي، شهيد الواجب" رحمه الله، كان يعتني بالرسم، ولذلك يحتفظ بصورة المُؤسس الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، التي رسمها بواسطة تدرجات قلم الرصاص، وهي ضمن مقتنياته الخاصة؛ إضافة إلى تعلُّقه بعلم المملكة العربية السعودية " راية التوحيد" من خلال احتفاظه وحبه لهذا العلم .. كذلك احتفاظه بصورةٍ قدمها له أحدَ زملائه وهي عبارة عن مجموعة صورٍ له أثناء تنويمه في المستشفى عقب أحداث مُحافظة الرس التي شارك فيها وأُصيب وقتها ضد الفئة الضالة، وهي التي عُرضت أمام سيدي وزير الداخلية حفظه الله أثناء تشريفه منزلنا وقت العزاء بيومه الأول، وكانت هي المُؤثرة إعلامياً لدى ظهورها بالصُحف؛ حيثُ الأب والابن زاروه في مناسبةٍ واحدة؛ وهي زيارة سيدي ولي العهد ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، لتقديم واجب الاطمئنان بالمستشفى، والأخرى لسمو وزير الداخلية الحالي حفظه الله لواجب العزاء، وتلك المُؤثرة بنفسي حقيقةً؛ حيثُ "الأب والابن" شرفوه حياً وميتاً ..

آخر رسالة واتس أب من الشهيد لزوجته، أثناء مُراسلته لها في مكتبه بعمله .

صورة الشهيد أثناء تأديته للعمرة ..

صور خاصة للشهيد ..

الأبناء الثلاثة الذين تركهم الشهيد .
سلطان 9 سنوات، وسلمان 5 وباسل 5
نسأل الله أن يجعلهم خير خلف، لخير سلف، وأن يحفظهم ..

الابن الأكبر سلطان، وهو الأكثر تأثراً من أخوانه ..
وهو يُلقي التحية العسكرية .

الابن الأكبر سلطان، وهو يحتضن بدلة والده العسكرية .

أبناءه وهم يحملون مُقتنياته من الرسوم ..
ومنها العلم الذي كان يحيفظ به أثناء رحلته العلمية في استراليا .

بعض مُقتنيات الشهيد العنزي، من قُصاصات الصُحف التي نشرت مُسبقاُ أحداث الرس، التي شارك بها .

الجبيرة "الدعامة المُؤقتة" التي وضعها أثناء إصابته، ومُشاركته في الحج الماضي .