ددسن (أبو مرزوق)..في معانقة لل (bmw)

**~~**00.00.01**~~** · 29-04-2013, 05:28 AM

على بابك ياكريم،يارزاق يافتاح ياعليم، كلمات يرددها (أبو مرزوق) كل صباح يستيقظ فيه بعد صلاة الفجر،يملك (أبو مرزوق) ددسن موديل (83) وأب لأسرة قوامها يفوق العشرة أفراد.
يخرج صباحا للحراج يبيع ويشتري الخردوات،ولايتوانى أن يعمل في إيصال الناس كل ذلك؛ليجد مايعول أسرته ويكفيهم سؤال الناس، وهكذا الأحرار لايسألون الناس عفة وعزة وكرامة.
في يوم من الأيام خرج (أبو مرزوق) فوقف أمام (الفوال) واشترى (تميسا)،ثم عاد راكبا سيارته ومع فقره إلا إنه يحب أن يسلّي نفسه، فكان دوما يحب أن يردد بيتا شعريا شعبيا :
الفرق بين الملعقة والكريك.. . .. إن الكريك أكبر من الملعقة
وأخرج قليلا لأقول:لا أعلم كيف غاب هذا البيت عن فحول الشعراء؟فقد فات (امرؤ القيس وجرير والمتنبي وشوقي)..وإن كان شعبيا!!وكما يقولون : (المعنى في بطن الشاعر) ولا أعلم من القائل!
على كلٍ انطلق (أبو مرزوق) بالددسن،وكان منهمكا شارد الذهن في يده قطعة من (التميس) _كعادتنا_يأكل ويردد الفرق بين الملعقة والكريك،فلم يشعر بنفسه إلا وهو يقطع الإشارة وأمامه سيارة من نوع (bmw) ليعانقها كرها في أسوأ معانقة عرفها في حياته؛وذلك عندما صدمها..شر صدمة ؛لينزل بعدها بكل براءة ينظر في الددسن وهو يردد الحمدلله (أم عزيّز) ماجاها شيء؛يقصد سيارته ولم يعلم أنه سيدفع مايفوق الأربعين ألفا أو سيقبع خلف القضبان..إذاً (أبو مرزووق) خلف القضبان لأنه باختصار فقير.!والمصدوم لم يتنازل..(ياعزتي له والحمدلله جت على bmw ماجت على مايباخ)..
العجيب أن (أبا مرزوق) كان عسكريا في الجيش خدمته تجاوزت العشرين عاما حدثت له ظروف وديون لم يستطع أن يبني سكنا أو يبني مستقبل أبناءه،وكما تعلمون المتقاعدين رواتبهم متدنية فكل عام يدرسون زيادتها،وكما يقال(أسمع جعجعة ولا أرى طحنا)..
وتلك مقدمة نسجتها وصغتها على طريقتي ومنهج من مناهجنا لنصل إلى حقائق وآراء فمنها :
_أن الفقير دائما يبتليه الله وما ذلك إلا كرما منه ليخفف من ذنوبه ويكون كفارة له،فلم يصدم (أبو مرزوق) إلا سيارة باهظة الثمن.. وهذا ابتلاء فهو لايستطيع إصلاحها وإن باع سيارته..
_المتقاعدون خدموا الدين ثم الوطن وهذا واجب ،فتراهم كل عام ينتظرون وضع حد أدنى لرواتبهم تماشيا مع الغلاء في السلع،وشجع أهل العقار،والأجدر أن يصرف لهم بدل سكن فوق رواتبهم تكريما لهم على سنين قضوها، فحتمًا هم يستحقون..
_من هو متقاعد أو به إعاقة ورب لأسرة وخصوصا إذا كان عدد أسرته كبير يجب أن يعامل معاملة خاصة..
_ربّات البيوت نساء آثرن تربية الأبناء والبنات على العمل،فكان همهن أن يخرج لنا جيلا صالحا يقودون الأمة فكرا وعلما،ألا يستاهلن مكافأة تكون عونا وتشجيعا لواجب من واجباتهن..
_رسالة في مقدمتي أردت إيصالها فنوع السيارة ددسن وفي أي منطقة أكثر تستخدم هذه السيارة،وكذلك كان يردد البيت الشعري : الفرق بين الملعقة والكريك… وأي المناطق أكثر ترديدا لهذا البيت،وهنا ربط بين أجزاء في وطني،كل ذلك لأقول لك:لاتكره فلانا لقبيلته وإنما يعامل الناس على أخلاقهم، والمسلم لأخيه المسلم كالبنيان المرصوص،فهناك أناس يحسبون أنفسهم فوق وبقية الناس تحتهم..
أخيراً كم واحداً يعاني الأمرين بعد تقاعده،فأسرته كبيرة وراتبه لايفي بمتطلباتهم،البيت يطلب مالا والمدرسة ومايتبعها هي الأخرى والسكن كذلك ،والمواصلات تطلب..الله يفرجها لأمثالك (يا أبا مرزوق)..وإن كنت نسجا أتينا بك..
سهوت أن أخبركم أن (أبا مرزوق) خرج من خلف القضبان بعد أن قام بنجدته أهل الخير،فاقتربت منه وداعبته يا (أبا مرزوق) ألم تجد غير هذه السيارة الثمينة لتعانقها،ففاجأني بمداعبة وبلاغة قائلا:(ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر)..!
خارج النص:
أكرم ضعيفك والآفاق مجدبة.. . ..ولاتهنه ولو أعطيته القوتا
وجانب الناس تأمن سوء فعلهم.. . ..وأن تكون لدى الجلاس ممقوتا

**مشتاقه لضمته** · 29-04-2013, 06:50 AM

الله يعطيك الف عاآفية على هذا الطرح الجميل والرائع
كلمات استوقفتني لجمالها ...
دائماً التمس الأبداع من طياتك العذبة .والأكثر من رائعة
كل الشـــكر لك على هذا الطرح والأختيار الموفق والثري
في إنتظآر جديدك المميز