مـــدْخَــــل
بُتِرَ الصَّــــوْت .. وِ تَضَآرَبَت الــرُّؤَى
وَاخْــتَـنَقَ الْــفِكْر .. وَاحْتَـضَــرَ الْــقَلَم !!
وَشَقَ الْــعَقْل بـِ فَلْسَفَة الثَّرْثَرَه ...







سَئِمْتُ مِن زَمَن التَّمَلُّق .. سَئِمْتُ مِن زَمَن التَّزَلُّف
سَئِمْتُ مِن زَمَن الْـمَدِيح الــزَّائـــف !!
’ آهـ يَآ زَمَنُنَا الْأَخْرَس ’


قناعةٌ تَوَصَّلْتُ لَهَا آَنِفاً من سِلْسِلَة الصَّدَمَات التِّي تَلَقَّيْتُهَا فِي عَآلَمِي
مالذِّي جَنَيْتُهُ منهُم ؟
مِن القَرِيب والبَعِيد .. مِن الصَّغِير وَ الكَبِير
عُـــــذْراً
فَأنَا لَا أَسْتَوْعِب إِلَّا " الرُّقِــيّ " بالتَّعَآمُل
أَفْتَقِدُ كثِيراً هَذا الْمُـصْطَلَح , أَشْتَآق لـِ هَذَا الْمَعْنَى الْأَصِيل
أَحِن وَ أَوَد وَ أَتَمَنَّى الاقْتِران بِه .. لِأَنَّ نِصْفِي لا يَكْتَمِل إِلا بـِوُجُـودِه





..







أُنَآسٌ فُرِضُوا عَلَيّ , حَتَمَ بَقآئَهُم الزَّمن وطَبَعَ ’ بَصْمَة صِلاتِهم ’
أَجْتَمِعُ بِهم مُرْغَمَه لـِ تَحْقِيق هَذِهِ الصِّله ..
أَرَى عَيْني تَرَاهُم وَلكن لَا تَتَكَلّم .. كَيْف وَهِيَ خَــرْســــآء !

أَغْـمَـضّتُّ عَيْنَيّ عَنْهُم حَتَّى أُطْبِقَ لِسَآنِي عَن عُيُوبِهِم
فَـ تَطْرَحُ نَفْسِي على ذَاتِي سُــــؤَال
" هل يَرَوْنَكِ كَمَا تَرَيْنَهُم ؟!"
مُصِيبه ان كَآنت الْإِجَآبهـ بـِـــ نَعَم
لَأني لا أُطِيق أَن أَكْرَهَ نَفْسِي





...








لُمْتُ وَالِدَيَّ كَثِيراً .. لماذا؟!
مَالذَّي اسْتَفَدّتُّهُ مِن تَرْبِيَتِكُم لِي ؟!
قُلْتُم لِي: لَا يَرْفَعُ الْإنْسَآن إِلَّا خُـلُقُه و أَرَى عَكْسَ ذلك
حِينَ أَشْهَد بِـ صِحَّة نَظَرِيَّة دَاروين< الْبَقَآء لِلْأَقْــوَى >
قُلتُم لِي:
كَثْرَة الْجِدَال فِي الحَقّ تُبْطِلُه.. وأَرَى الْــبَشَر يَجْلِدُونَنِي
بـِ الصَّوْت الْفَآزِع .. حَتَّى تُشَلّ أَطْرَافِي ..
صَقَلْتُمُونِي وَ صَبَـبْـتُـمُونِي بـِ قَالِبٍ لَا يَسْتَوْعِب أَحَداً غَيْرِي ..!

طَمَـسْتُم مِن قَآمُوسِي ’ القيل والقال ’
وَ أَرَاهُم يَتَقَاوَلُونَ عَلى الْقِيلِ والقَال ..



قُتِل فِيها صَوْتِي .. وَ تَشَنَّجَت أَعْصَآبِي .. وَ تَجَمَّدَ لِسَآنِي

أُحِبُّ قَلَمِي وَ أَعْشَقُ الْاعْتِكَآف بينَ ثَنَآيَا السَّــــطر ,
لَا لـِ شَيئْ ! فقط لـِ أَكُتَبَ حتَّى تَرَوْنِي , وَأَكْتُبَ حتّى تَسمَعُونِي
وَسـ أَضَل أَكْتُب وَ أَكتُب فِي وُجُوهِـهِم حتّى يَئِنّ الحـــرْف وَ يصْرُخ ..







وَ يَكْفِينِي مِن ذلك أَنَّ فِكْرِي سَوْفَ يُسْمَع .. وَمن يَعْجَزُ
عَن سَمَآعِهِ فـَ هُوَ الذِّي لا يُــرَى وَ لَا يَـــرَى


عِندمَا يُرْهِقُنِي الْعآلَم بـِ جَبَرُوتِهِ وَ قَـسْوَتِه وَ نِفَآقِهِ الْاجْتِمآعِي
أَسْحَبُ نَفْسِي وَ أَجُــــرُّهَــا لـِ مُلْهِمِي
وَ أَسكُت .. وَ تَتَلَاقَى الْأَعْيُن وَ يَعِي ما تَقُوله .. وَ يَبْتَسِم
بـِ قَوْلِه:
هُنَاكَ أَصْــوَاتٌ تُــرَى وَلا تُسْمَع
وهُنَاكَ أَصْـــواتٌ تُسْمَع وَلا تُـرَى
فَشَتَّانَ بينَهُما كـَ الفرْقِ بينَ الثَّـــــرَى وَ الثُّــــرَيَّا
فقط ! اجْعَلِي حُرُوفُكِ تَتَكَلَّم بـِ صمت , وَ مَرِّرِي صَوْتُكِ مِن بينِ أَعْيُنِهِم وَمِن خَلْفِ آَذَانِهِم !




نعم هَذَا مَا أُرِيد.. أَنَا لَا أحْتَآج لـِ صَوْتٍ يُسْمَع .. وَلَا لـِ أُذُنٍ لَا تَسْتَمِع إِلَّا للصُّــــرَاخ !
لأن الّذِي يَنْمُو سَرِيعاً يَذْبُلُ سَرِيعاً وَ يَمُوت .. أَنَا أَحْتَآجُ لـِ
قَنَاةٍ يَمُر مِن خِلَالَها صَوْتِي وَ يَــــــبْــــــقَـــــــــى ..




هَذِهِ القَناه تَدْعَى " قَلَمِي " وَ سَيِبْقَى فِي صَفْحَتِي
هَذِه لأَنَّ لَدَيَّ شَهْـوةُ الْكِتَابه لَا تَعِيهَا إِلَّا أَقْلَامُ النَّـــــشْــوَه
وَ أَقْلَامُ النَّــــشْوَه تَحْتَآج لـِ أَحَاسِيسٍ هَآئِلَه تَفُوق
اللـــَّذّه كَيْ أُمَآرِسَ كِتَابَتِي فـَ ــتُسْــمَع عَلَّــها تُـسْــتَوْعَب











مَـــخْـــــرَج
إلهِي اسْقِنِي’ مَصْلاً ’ مُضَادّاً
كَيْ أَقِي نَـفْسِي مِن دَاء
" جُــــــنُــــــون الْــــبَــــشَــــر "